الكاكائيون

ايزيدي 24
  • منذ 4 شهر
  • أخبار العراق
حجم الخط:

الكاكائيون من الأقليات الدينية التي تنتشر في شمال العراق، ويختلف المؤرخون والباحثون بشأنها اختلافا كبيرا؛ بسبب الغموض والسرية والرمزية التي تحيط عقائدهم، فضلا عن تداخل الأديان والمذاهب في عقائدهم.

بدأت الكاكائية تنظيما اجتماعيا عفويا قائما على الشباب والفروسية، ثم دخل إليها مزيج من الأفكار والعقائد المستمدة من التصوف والتشيع والمسيحية، لذا هي خليط من الأديان والمذاهب، في منطقة غنية بالعقائد القديمة، والجماعات الدينية.

موطنهم الرئيس مدينة كركوك، وعلى ضفاف نهر الزاب الكبير في مناطق الحدود العراقية الإيرانية. كما ينتشر الكاكائية في خانقين ومندلي وجلولاء وأربيل والسليمانية وهورامان، أما الساكنون منهم في قصر شيرين وصحنة وكرماشان وسربيل زهاب (في إيران) فيسمون “أهل الحق”. ولهم وجودٌ ملحوظ في قضاء الحمدانية التابع لمحافظة الموصل.

ويبدو أن تجمعات الكاكائية الحالية في كردستان، الموجودة حول ساهنه، شرقي كرمنشاه، وحول كرند، غربي كرمنشاه، وفي المناطق الكائنة، جنوبي كركوك (داقوق، وطوز خورماتو، وكفري)، هم بقايا جماعة أكبر بكثير كانت موجودة على امتداد مايشكل الآن كردستان الجنوبية ولورستان.

لاتتوافر بيانات رسميةٌ دقيقة تؤكد الحجم الديموغرافي للكاكائية في العراق، الا أن بعض المصادر تشير إلى أن الكرملي عدَّهم العام (1928) فقدرهم بنحو (20,000) كاكائي، في حين يذهب تقرير المجموعة الدولية لحقوق الأقليات الصادر العام 2011 إلى أن عددهم يقدر بنحو (200,000) كاكائي. ونتيجةٌ الفارق الزمني الكبير بين تاريخ الإحصائين، فضلا عن الفارق الكبير بين الرقمين، يزداد الأمر صعوبة، ولا يمكن الركون إلى حقيقة عددهم، ما يرسخ الشك في بيانات المصدرين، إلا أنهم بالتأكيد جماعة ليست بالقليلة جدا.

 

الكاولية بوصفهم غجرا، لايختلفون كثيرا عن غجر العالم في عائدية أصولهم، وخصائصهم الثقافية والمهنية، والصيت والاعتبار الاجتماعي من المجتمعات التي يعيشون في كنفها. وقد عرف عنهم أنهم جماعات متنقلة استقرت بصورة عامة في بداية سبعينيات القرن العشرين في قرى على هامش بعض المدن والبلدات. ومع استقرارهم وتغير نمط سكنهم، تغيرت مهنهم، وباتوا أكثر تأثيرا في الحياة الاجتماعية، وربما حتى السياسية العراقية في المراحل اللاحقة من تاريخه. ولا ينكر أحد أن لهؤلاء الغجر دورا في تحريك المناخ الثقافي العراقي من خلال خلقهم فضاءات للغناء والشعر والموسيقى.

يتجمع الغجر في العراق في مستعمرات سكانية تقع على هوامش المدن الكبيرة عادة، وذلك لما تتطلبه طبيعة أعمالهم من اتصال مستمر بالسكان الآخرين, وأماكن آمنة قريبة من المدن. علما أن معظم تجمعاتهم لم تستقر على حال بسبب التهجير المستمر. وقد أسهمت الدولة في توطينهم، وذلك بتخصيص أراضٍ لتجمعهم، أو بناء الدور السكنية لهم.

 



عرض مصدر الخبر



تطبيق موسوعة الرافدين




>