بعد تفجيرات إيران.. تنظيم داعش "خطر متواصل" رغم انتكاساته بالعراق وسوريا

قناة الحرة

بعد تفجيرات إيران.. تنظيم داعش "خطر متواصل" رغم انتكاساته بالعراق وسوريا

  • منذ 3 شهر
  • العراق في العالم
حجم الخط:
ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال"، أن الهجوم الذي أودى بحياة عشرات الأشخاص في إيران، هذا الأسبوع، يظهر قوة تنظيم "داعش" وقدرته على تأجيج التوترات في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى، بعد سنوات من الانتكاسات في معاقله السابقة.
وفيما أشارت الصحيفة إلى انحسار خطر تنظيم داعش، الذي أعلن مسؤوليته عن التفجيرات الانتحارية بإيران، في معقله بالعراق وسوريا، أكدت أن قيادته المركزية وآلاف المقاتلين يواصلون العمل هناك، كما تمثل الجماعة الإرهابية تهديدا متزايدا في غرب أفريقيا، حيث استولت على مساحات كبيرة من الأراضي في السنوات الأخيرة.
ورجح مسؤولون أميركيون وخبراء أن يكون فرع داعش في أفغانستان - خراسان، وراء تفجيرات إيران.
وصنفت الولايات المتحدة "داعش-خراسان" كمنظمة إرهابية في عام 2016، كما هو الشأن بالنسبة للمنظمة الأصلية والفروع الإقليمية التابعة لها في إفريقيا والفلبين وبنغلاديش.

"تهديد حقيقي"

وقال جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، الخميس، إن تنظيم الدولة في ولاية خراسان "لا يزال يمثل تهديدا إرهابيا حقيقيا". 
وقال مصدران مطلعان على معلومات استخبارية لرويترز، الجمعة، إن اتصالات اعترضتها الولايات المتحدة، أكدت ضلوع فرع تنظيم داعش بأفغانستان في التفجيرين.
وذكر أحد المصدرين "المعلومات الاستخبارية واضحة ولا جدال فيها".
وقال المصدران اللذان طلبا عدم نشر اسميهما لحساسية الأمر، إن المعلومات الاستخبارية ضمت اتصالات جرى اعتراضها وذلك دون تقديم مزيد من التفاصيل. ولم ترد من قبل تقارير عن اعتراض هذه الاتصالات.
وأدى التفجيران الانتحاريان اللذان وقعا الأربعاء في مدينة كرمان بجنوب إيران وتبناهما تنظيم الدولة الإسلامية، إلى مقتل 91 شخصا على الأقل.
ووقع التفجيران على مقربة من مرقد اللواء قاسم سليماني، القيادي السابق في الحرس الثوري الإيراني، خلال مراسم إحياء الذكرى السنوية الرابعة لمقتله بضربة جوية أميركية في العراق.
وزاد الهجوم في كرمان من مخاطر تصاعد الحرب المستمرة منذ ثلاثة أشهر في قطاع غزة بين إسرائيل وحماس بسرعة إلى صراع أوسع في الشرق الأوسط، وفقا للصحيفة الأميركية، التي أشارت إلى الاتهامات التي وجهها المسؤولون الإيرانيون لإسرائيل بالوقوف وراء الهجوم.
وحتى بعد أن أعلن تنظيم "داعش" تبنيه العملية، واصلت طهران إلقاء اللوم على خصومها – إسرائيل والولايات المتحدة.
وأكد مسؤولون أميركيون للصحيفة، أن الولايات المتحدة لم يكن لها أي دور في الهجوم، وليس لديهم ما يشير إلى أن إسرائيل تقف وراءه.

"خلق الفوضى"

وسبق أنه أعلن تنظيم داعش عن مسؤوليته في عدد من الهجمات على إيران، من بينها هجوم عام 2018 على عرض عسكري إيراني أسفر عن مقتل 25 شخصًا، وهجومين منفصلين شنهما مسلحون على ضريح شيعي في شيراز عامي 2022 و2023 وأديا إلى مقتل نحو عشرة أشخاص.
في هذا الجانب، أوضحت "وول ستريت جورنال"، أن داعش  يهاجم أيضا، مرارا الأقلية الشيعية في أفغانستان. كما قاتل وكلاء إيران تنظيم داعش في سوريا والعراق.
وقال آرون زيلين، وهو زميل بارز في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، وهو مركز أبحاث: "استراتيجية تنظيم الدولة الإسلامية هي محاولة خلق الفوضى، والاستفادة من قتال الآخرين لبعضهم البعض".
وقال زيلين إنه من المحتمل أن يكون تنظيم داعش-خراسان هو الذي نفذ التفجيرات. وقال إن هذا سيكون الهجوم الثالث الذي يشنه الفرع في إيران خلال الخمسة عشر شهرا الماضية، بينما أحبطت طهران العديد من المحاولات الأخرى.
وسيطر تنظيم داعش على مساحات واسعة من الأراضي في سوريا والعراق ابتداء من عام 2014، وشنت حملة واسعة من الهجمات العنيفة على المدنيين بهذه المناطق ومناطق أخرى حول العالم. وبحلول عام 2019، بعد سنوات من العمليات العسكرية العراقية والسورية والأميركية، تم دحر الجماعة الإرهابية من هذه المنطقة.
ويعتبر نظام طالبان الذي يتولى السلطة في أفغانستان منذ عام 2021، تنظيم داعش-خراسان منافسا له، وقد حاربه وأضعفه. ومع ذلك، قال زيلين، إن طالبان أقل اهتماما بكثير بمنع الجماعة من تنفيذ هجمات في الخارج.
ونفذ تنظيم داعش خراسان هجمات بشكل منتظم في باكستان، بما في ذلك تجمع سياسي في يوليو أدى إلى مقتل العشرات. كما نفذت ضربات صاروخية عبر حدود أفغانستان إلى أوزبكستان وطاجيكستان.
وتقول حركة طالبان، إنها لا تسمح باستخدام الأراضي الأفغانية لشن هجمات ضد دول أخرى، وأدانت الهجوم في إيران.
ويتحدث العديد من الأفغان، بما في ذلك زعيم تنظيم داعش خراسان، شهاب المهاجر، اللغة الفارسية، وهي اللغة المستخدمة في إيران، وتشترك الدولتان في الحدود. ويعيش عدد كبير من المهاجرين الأفغان أيضا في إيران، مما يسهل على الجماعة العمل هناك، وفقا لعبد السيد، الباحث المستقل في شؤون الجهاد في المنطقة الأفغانية الباكستانية.
وأضاف أن تنظيم داعش-خراسان يهدف إلى استخدام الهجمات لتقويض العلاقات بين طهران وكابول، وهي علاقة متوترة بالفعل.
وقال سيد: "سيخلق ذلك ضغطاً سياسيا كبيرا على طالبان".

"تداعيات مروعة"

وتنظيم القاعدة موجود أيضا في أفغانستان لكنه هش هناك، بعد أن قتلت غارة أمريكية بطائرة بدون طيار زعيمه أيمن الظواهري في كابول عام 2022.
وقال خبراء إن القيادة المركزية لداعش تحدد أهدافا واسعة النطاق وتصدر إعلانات، لكن الجماعات التابعة لها تتمتع بالاستقلالية في التصرف وفقا لتلك الأجندة. 
وفي سوريا والعراق، تعمل المجموعة في خلايا صغيرة تواجه هجوما من القوات الحكومية والجيش الأميركي. وقدرت الأمم المتحدة في منتصف عام 2023 أن التنظيم، ما يزال يضم ما بين 5 آلاف إلى 7 آلاف مقاتل في البلدين.
وجرى القبض على مقاتلي داعش- خراسان في سلسلة من الاعتقالات في ألمانيا وهولندا وأماكن أخرى في أوروبا على مدى السنوات الثلاث الماضية، وفقا لهانز جاكوب شندلر، المدير الأول في مركز أبحاث "مشروع مكافحة التطرف".
وأضاف أن الجماعات الأخرى التابعة لداعش قد تضع خططا لشن هجمات في الغرب. وأضاف أن تنظيم الدولة الإسلامية يسيطر الآن على مساحة من الأراضي في غرب أفريقيا تعادل تقريبا ما كان عليه في ذروته في سوريا والعراق قبل نحو عشر سنوات.
وقال شندلر: "مركز الثقل الآن هو أفريقيا.. عاجلا أم آجلا، ستكون هناك بعض التداعيات المروعة حقا."


عرض مصدر الخبر



تطبيق موسوعة الرافدين




>