حققت المساواة،كرة القدم هواية و الغناء شغف و الاعلام رسالة

ايزيدي 24

حققت المساواة،كرة القدم هواية و الغناء شغف و الاعلام رسالة

  • منذ 2 شهر
  • أخبار العراق
حجم الخط:

حققت المساواة،كرة القدم هواية و الغناء شغف و الاعلام رسالة

ايزيدي 24 – سعيد دربو – بسام جيجي 

 

سلمى شرف ، فتاة ايزيدية من سكنة مجمع التاميم ” خانصور ” في قضاء سنجار ، من ولادة عام 2003 ، منذ طفولتها و سلمى لم تعير اهتمام بالوظائف التي يوكلونها للفتاة او للمرأة ، منذ نعومة اظافرها تجاوزت المساواة بين الجنسين و لم تقبل ان تكون اقل قيمة او مكانة من الجنس الاخر ،مارست رياضتها المفضلة و مارست كل هواياتها و بمساندة من اهلها و من المجتمع الذي تعيش فيه الذي يقبل الانفتاح نوعاً ما و كذلك ان تمارس الفتاة هواياتها ..

و هي تطالع دروسها و واجباتها ..

تروي سلمى قصة ممارستها لهواياتها و تعود بها الذاكرة لعام 2010 و تقول كنت العب كرة القدم بصورة جيدة جداً و نظراً لقلة الفتيات الهاويات حينها كنت العب من الاولاد ، اخوتي و اولاد عمومتي و الاقارب و فتية الحي الذي نسكن فيه ، لست انا فقط و حتى اختي ايضاً كانت تلعب كرة القدم ، تستذكر سلمى تلك الايام و تقول لم يكن هناك اي فرق او فارق بيننا ..

كرة القدم و النزوح و التحديات 

احتلال داعش لسنجار و مرحلة النزوح كانت النقلة النوعية في حياة سلمى كالكثير من الايزيديين الذين نزحوا عنوة عنهم و تركوا خلفهم كل هواياتهم و كل ما يملكون ، فهواياتهم و طموحاتهم باتت لا تتجاوز حدود خيمة او سياج المخيم ، تستذكر سلمى مرحلة النزوح و تقول في عام 2017 شكلوا اول فريقين للفتيات لكرة القدم و كنا نشارك في الدوريات و البطولات المقامة في المخيمات ..

في لعبة ودية مختلطة في سنجار

تذكر سلمى في مستهل حديثها و انه و بعد جائحة كورونا كنت طالبة في السادس الاعدادي ، حينها تعرضت للكثير من التحديات من قبل الاهل و الاقارب في مجال الرياضة ، لانهم كانوا يرون بان مستقبلي الدراسي اهم من كرة القدم ، تقول سلمى ، اذا كانت العائلة مساندة لهوايات الفتاة فستبدع فيها و ان كانت هناك تحديات فتخلق تحديات ذاتية في داخل الانسان و هذا ما حدث معي ، دخلت في تحدي مع نفسي و كيفية الوفاق بين الدراسة و كرة القدم ،تصفن سلمى و تقول الرياضة هي احدى اهداف حياتي ، و سأسعى من اجل الهدف ، للان لم اتنازل عن هدفي و انا اشعر باني ساحقق شيء في هذا المجال ..

اثناء لعبها كرة القدم

الموسيقى و الغناء 

طوينا صفحة النزوح بعد جائحة كورونا و عدنا الى سنجار حيث مواجهة التحديات مرة اخرى و اعادة ترميم و بناء المنزل و اعادة تشتيت اذهاننا التي دمرتها داعش و سنوات النزوح ، تقول سلمى ، باني ذات يوم سمعت بانه هناك معهد موسيقي مجاني يفتتح دورات لتعليم الموسيقى و الغناء في مجمعنا ” خانصور ” و هو كروب ميرزو الموسيقي ، فرحت جداً جداً بالخبر ، لانه في داخلي كنت احس بشغف للموسيقى و بالاخص للغناء و كنت اقول مع نفسي ان صوتي جميل و حين كنت ادندن او اغني عائلتي و صديقاتي كانوا يقولون ان صوتك جميل ..

سلمى اثناء الغناء و العزف مع اصدقائها

 

شاركت سلمى في الدورة التدريبية لمعهد ميرزو للموسيقى التي يديرها الموسيقي و المغني فهد حربو ، و تعرفت على مجموعة كبيرة من الشباب الهواة و الشغوفين للموسيقى و الغناء و سرعان ما اصبحت عضواً بارزاً في فرقة ميرزو الغنائية ..

سلمى المغنية 

تقول سلمى ان الموسيقى هو اخراج الشعور الداخلي للانسان بامكانك ان لا تريه للكثير من الناس و لكنك تشعر براحة كبيرة حين تقوم باخراج هذا الشعور و ان تبوح بما يختلج في قلبك ، تقول سلمى بدون الامل لا يمكن ان يخلق في داخل انسان ، الكثير من الليالي لم انم نهائياً لتفكيري بالامل و الاهداف التي وضعتها امامي ..

دخولي الى عالم الموسيقى عبر بوابة مجموعة ميرزو للموسيقى اعطى لحياتي طعم و لذة اخرى لا يمكن وصفها ، الدخول الى تدريبات موسيقية مكثفة من السفر و تعلم النوتة الموسيقية او الموسيقى الاحترافية و التعامل مع فريق من الموسيقيين و المغنيين اصعب بكثير من الغناء او العزف الفردي العشوائي ، دخولي الى هذه المجموعة لم يكسبني الغناء و المشاركة فقط و انما ثقافة الموسيقى و ثقافة الانتماء الى سنجار و جبلها و قضيتها ، تعرفت على اناس شباب و فتيات في اعمار مختلفة نشارك افكارنا و احلامنا او اصواتنا و عزفنا مع بعض ، نستفاد من تجارب بعضنا ..

و هي تغني

شاركت مع فرقة ميرزو الموسيقية كمغنية و كعازفة ” دف ” في الكثير من الفعاليات في سنجار و اربيل و دهوك و السليمانية و بدانا نكتسب سمعة محلية و دولية ، كفريق موسيقي تعلموا الموسيقى مع بعض و بتمويل معدوم و في منطقة تعاني من صراعات كثيرة سياسية و عسكرية و الاهم ان هذه الفرقة جميعهم خارجين او ناجون من الابادة الجماعية الايزيدية ، تقول سلمى انا و مجموعة ميرزو نعتبر انفسنا عائلة لاننا نعمل كل منا بكل قوته على انجاح فكرة ان الموسيقى هو الصوت الاقوى للتعبير عن قضية شعب ..

تقول سلمى ، فرقة ميرزو تستمد قوتها من ابادة الايزيديين عام 2014 ، نجاحها في الموسيقى الاحترافية و مشاركاتها الفردية و الجماعية في المحافل العراقية و الكوردستانية و حتى حين نغني الغناء المفرح فدائماً قوتنا تكمن في اننا خارجين من ابادة ، تضحيات النساء الايزيديات ، مقاومة المقاتلين الايزيديين لداعش ، النزوح في المخيمات ، كل هذه لوحات موسيقية لا يمكن لميرزو كمجموعة موسيقية ان لا تعتمد عليها او ان لا تجعلها اساس و قاعدة انطلاق قوية لموسيقاها و لاصواتها التي تصدح في كل مكان ..

تجربة الاعلام 

لم اكن يوماً انوي الدخول في مجال الاعلام و الصحافة و لكني شعرت بان الكثير من المواهب في مجالات كثيرة لم تاخذ حقها في الظهور و هذه المواهب تبقى في سبات ان لم يعلن عنها ..

سلمى تنقر على الة الدف

تقول سلمى تفكيري بتصوير و اظهار هذه المواهب الى العلن ايضا ادخلني في دوامة السلب و الايجاب ، فكنت اقول مع نفسي ان لم استطع اظهار هذه المواهب بصورة صحيحة و جميعم مبتدئين ربما في مجالاتهم و بالاخص في التحدث لوسيلة اعلامية ربما لا يكون في مصلحتهم ، فزلة لسان او لقطة غير محببة ربما تأتي لهم بالكثير من التعليقات السلبية التي ربما تؤثر على نفسية الموهوب و ربما تكون نهاية لهذه الموهبة و قتلها قبل ان تولد ، و لكن الهدف في اخراج هذه المواهب الى العلن انتصر على الجانب السلبي ..

اقترحت فكرة برنامج غنائي لدعم المواهب الغنائية و المسويقية في سنجار ، طرحت الفكرة على منصة وارزين الخاصة بالنساء في سنجار و هم ايضا وافقوا ، و الهدف من هذا البرنامج لم تكن رغبتي في ان اصبح اعلامية و انما فقط لاظهار المواهب التي لم تاخذ نصيبها في الاعلام ..

 

 

 



عرض مصدر الخبر



تطبيق موسوعة الرافدين




>