"العدل والإحسان"... الجناح الرسمي لجماعة الإخوان المسلمين بالعراق

العربي الجديد

"العدل والإحسان"... الجناح الرسمي لجماعة الإخوان المسلمين بالعراق

  • منذ 2 شهر
  • العراق في العالم
حجم الخط:

باتت حركة "العدل والإحسان"، الممثل الجديد لجماعة الإخوان المسلمين بالعراق بدلاً عن الحزب الإسلامي، الذي مثّل الجماعة عقب الغزو الأميركي للعراق عام 2003، وتولى مسؤولية العديد من القرارات السياسية طيلة السنوات العشرين الماضية كممثل سياسي عن العرب السنة.

ومنذ فترة تشهد الساحة السياسية والإعلامية جدلاً حول من هو الممثل الحالي لحركة الإخوان المسلمين بالعراق وحقيقة وجود انشقاقات داخل الحزب الإسلامي، بعد التصاعد الواضح لنشاط "العدل والإحسان"، وظهور شخصيات دينية وسياسية في صفوفها بعدما كانت طيلة السنوات الماضية ضمن صفوف الحزب الإسلامي العراقي، الواجهة التقليدية لـ"الإخوان" في العراق.

وبقي الحزب الإسلامي الذي تأسس في العام 1960 في العراق، واجهة جماعة الإخوان المسلمين، ويُقدم نفسه ممثلاً سياسياً للعرب السُنة عقب الاحتلال الأميركي.

رشيد العزاوي: لا خلافات بين الحزب الإسلامي و"العدل والإحسان"

وحصل الحزب على مجمل المناصب الحكومية المخصصة للعرب السنة ضمن "نظام المحاصصة"، فضلاً عن تسلّم قادته مواقع تشريعية وتنفيذية، وأبرزهم طارق الهاشمي وسليم الجبوري.

لكن قاعدة الحزب تراجعت لأسباب سياسية واجتماعية كثيرة، وأخرى داخلية تتعلق بالحزب وقيادته بشكل عام.

وفي انتخابات العام 2010، انخفضت مقاعد الحزب الإسلامي في البرلمان، من 28 إلى سبعة مقاعد. وذهبت المقاعد السنية البرلمانية البالغ عددها آنذاك 60 مقعداً إلى شخصيات عشائرية ومدنية ورجال أعمال، ما أدى إلى مشاركة قادة من الحزب الإسلامي في الاتفاقات السياسية المحلية، فيما توجهت قيادات أخرى إلى تأسيس حركة "العدل والإحسان".

لكن العلاقة بقيت "طيبة"، بين الطرفين، كما يصفها الجانبان.

"العدل والإحسان" ممثل رسمي لجماعة الإخوان المسلمين بالعراق

ولا يوجد ما يشير إلى تاريخ تأسيس حركة "العدل والإحسان" التي باتت اليوم الممثل الرسمي لجماعة الإخوان المسلمين في العراق. لكن مصادر من داخلها أكدت، لـ"العربي الجديد"، أنها "نتاج سنوات تراكمية منذ العام 2014، ولغاية الآن".

جزء من أعضاء حركة "العدل والإحسان" من الوجوه المعروفة التي كانت مع الحزب الإسلامي العراقي سابقاً، وهو ما يدفع إلى التعاطي مع الحركة على أنها نتاج تفتت ومراجعة داخل الحزب.

ويرأس الجماعة إسماعيل النجم أحد أبرز المنظرين الفكريين والثقافيين للإخوان المسلمين كما يبرز كل من نصير العاني وفيصل العيساوي. والاثنان كانا من ضمن قيادات الحزب الاسلامي العراقي وشغلا مقاعد برلمانية واستشارية في رئاسة الجمهورية والحكومة بأوقات سابقة.

وقال الأمين العام للحزب الإسلامي في العراق، رشيد العزاوي، لـ"العربي الجديد"، إن "الحركة تمثل الإخوان المسلمين بالعراق بينما نحن لا نمثل الإخوان".

ووصف العزاوي العلاقة مع حركة "العدل والإحسان"، بأنها "لا تحتوي أية خلافات". وقال: "لا توجد اختلافات جذرية أو عميقة في المنهج العام، بل هي إشكالات بسيطة، وتتمثل في بعض القضايا السياسية، وما يرتبط بالانتخابات والمرشحين في بعض الأحيان".

وبين أن "الحركة لديها خطوط عملها الخاصة، ونحن أيضاً لدينا عملنا وتوجهاتنا". لكنه أكد أن "الحزب والحركة ينطلقان من مدرسة واحدة، وهي جماعة الإخوان المسلمين، لكننا غادرنا الإخوان منذ العام 2011".

وأضاف: "إننا لا نمارس حالياً العمل الدعوي والإرشادي، لكننا نفكر أن نؤسس مكتباً خاصاً بالدعوة والإرشاد، يكون أيضاً بعيداً عن الإخوان المسلمين، لأننا متمسكون بكوننا حزبا عراقيا يعمل داخل العراق فقط"، موضحاً أن "الحزب والحركة يتفقان في ملفات عدة، من بينها المصير والإسلام والقضية الفلسطينية".

في المقابل، قال عضو قيادة حركة "العدل والإحسان"، فيصل العيساوي، لـ"العربي الجديد"، إن "التنظيم الوحيد في العراق الذي يمثل عمل جماعة الإخوان المسلمين بصيغته المنظمة، هي حركة العدل والإحسان، وهذا لا يعني أن الحزب الإسلامي لا يمثل الإخوان، لكن قادة الحزب باتوا خارج التنظيم".

وأضاف أن "الإخوان المسلمين يتواجدون في العراق كجماعات وأفراد، بالإضافة إلى مؤسسات ومنظمات مجتمع مدني. وبالتالي فإن الفكرة كبيرة ومنتشرة، ولا تختصر في مؤسسة واحدة، وهو انتماء فكري".

واعتبر العيساوي أن "هناك ظروفاً دفعت بعض الشخصيات إلى مغادرة تنظيم الإخوان المسلمين، ونحن نرى هذا الأمر شبه طبيعي، لكن هناك نخب من الشباب مؤمنة بالفكر الإسلامي والدعوي. إن عدم تحقيقنا التقدم في مجالات السياسة (يعود) إلى أننا لم نتعامل مع مفاهيم جديدة طرأت على العمل، مثل المال السياسي والتأثير الحكومي".

فيصل العيساوي: "الإخوان" يتواجدون في العراق كجماعات وأفراد ومنظمات مجتمع مدني

لكن عضواً سابقاً في الحزب الإسلامي، حمل قيادة الحزب مسؤولية ذلك، قائلاً إنها اتخذت قرارات بعيدة عن نهج وفكر "الإخوان".

وبيّن أن "الطيف السني في العراق، خاصة الشباب، تغيرت أفكارهم وباتوا أقرب إلى التوجهات المدنية والليبرالية، وهذا يشمل تقريباً كل مكونات العراق الأخرى، التي باتت تبحث أكثر عن الحالات الوطنية".

وأكد العضو السابق في الحزب الإسلامي، لـ"العربي الجديد"، أن "جميع الأحزاب الدينية تراجعت جماهيرها في العراق، بل إنها تشهد نكسة كبيرة في تنظيماتها، وهذا يعود إلى الخطاب السياسي غير الموفق في التعامل مع متغيرات العصر". واعتبر أن علاقة الحزب الإسلامي مع إيران "أضرت به داخل المجتمع السني".

ويظهر في الموقع الرسمي للحزب الإسلامي العراقي خبر يعود تاريخه إلى 30 سبتمبر/أيلول العام الماضي، زيارة قيادات في الحزب لمقر الحركة في بغداد، مشيراً إلى أن الطرفين بحثا "تطورات المشهد السياسي العراقي، والتحديات الراهنة، فضلاً عن العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها وتطويرها".

لا يمكن تقييم تجربة الأحزاب الإسلامية بالعراق

من جهته، رأى الباحث في الشأن السياسي العراقي محمود القيسي، أنه "من الصعب إعطاء تقييم نهائي وشامل لتجربة الأحزاب الإسلامية، لأنها لم تستلم الحكم بشكل مطلق، كما لم تسنح لها الفرصة لإثبات نفسها وتحقيق برامجها الواعدة".

وأشار إلى أن "هذه الأحزاب كان لديها قائمة طويلة من الشخصيات التكنوقراطية ذات البرامج الانتخابية الواعدة، لكنها جوبهت بعقبات طائفية أولاً، ومن ثم سياسية من خارج الإطار الذي تعمل فيه، وكذلك من داخل المجتمع الذي تنتمي إليه وتسعى لخدمته".

واعتبر القيسي، في حديث مع "العربي الجديد"، "أن الحالة السياسية العراقية اليوم تشبه إلى حد كبير حال المجتمع الأصلي فيه، فهناك متدينون وعلمانيون، وهناك محايدون وغيرهم، ولكل منهم من يمثلهم ويتحدث بصوتهم".

وفي أكتوبر/تشرين الأول عام 2020، رفضت بغداد طلباً مصرياً بشأن إدراج جماعة الإخوان المسلمين على لائحة الإرهاب لديها. وقالت الحكومة في توضيح، وقتها، إن الجماعة من المؤسسين للعملية السياسية في العراق، وإن إدراج أي جماعة كمنظمة إرهابية في العراق، يكون بسبب ارتكابها أفعالاً إرهابية.



عرض مصدر الخبر



تطبيق موسوعة الرافدين




>