عصف ذهني لفك شيفرة هجوم موسكو

وكالة الأناضول
  • منذ 4 أسبوع
  • العراق في العالم
حجم الخط:
Istanbul
إسطنبول/ الأناضول
الصحفي محمد أ. كانجي المتخصص بالشؤون الدولية كتب للأناضول مقال رأي عن المنفذين المحتملين للهجوم الذي استهدف قاعة حفلات موسيقية في 22 مارس
- استخدام روسيا حق النقض ضد مشروع قانون قدمته الولايات المتحدة بشأن غزة في مجلس الأمن يوم الهجوم، واعترافها بحماس ممثلا للشعب الفلسطيني، من بين الأسباب التي يمكن أن تكون "مهّدت للهجوم".
- داعش يستهدف بلدانا في صراع ما مع واشنطن من أجل الهيمنة الاقتصادية أو الإقليمية .
- رد روسيا لن يقتصر على خط المواجهة الأوكراني، بل قد تفضل الانتقام على المدى الطويل وعلى نطاق جغرافي واسع، بما في ذلك آسيا الوسطى
يستمر العصف الذهني في عدة دول وبمختلف المسارات لفك الرسالة المراد إيصالها من الهجوم الإرهابي الذي استهدف قاعة حفلات موسيقية في العاصمة الروسية موسكو ليلة الجمعة في 22 آذار/مارس.
ولكن، سيكون تقييم الهجوم في سياق مسار الحرب الروسية الأوكرانية فقط غير مكتمل، إذ إنه يتضمن تحذيرات وعقوبات ضد روسيا في العديد من المجالات المختلفة، اعتمادا على التاريخ والمكان والطريقة المختارة، ويهدف أيضا إلى استفزاز الكرملين.

الأسباب المحتملة

يمثل استحواذ الجيش الروسي على زمام المبادرة على الجبهة الأوكرانية وشن هجوم مضاد فيها، إضافة إلى التعاون المتزايد بين الجيشين الروسي والسوري على جبهة هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل، بعض الأسباب الكافية لوضع الأساس لهذا الهجوم.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أيضا قراءة وفاة المعارض الروسي آلكسي نافالني في السجن مؤخرًا، وإعادة انتخاب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رئيسا للبلاد بغالبية ساحقة من الأصوات، كأسباب محتملة وراء الهجوم.
كذلك، يمكن اعتبار حقيقة أن روسيا استخدمت حق النقض ضد مشروع قانون قدمته الولايات المتحدة بشأن غزة في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يوم الهجوم، واعتراف روسيا بحركة حماس ممثلا للشعب الفلسطيني، من بين الأسباب التي مهّدت للهجوم.
وإذا نظرنا إلى مدى استفزاز هذه القضية لإدارة موسكو، فربما لن يكون من الخطأ افتراض ما يلي: ماذا كان سيحدث لو أن روسيا، التي كان من المتوقع أن تتخذ إجراءات فورية بعد إعلان داعش مسؤوليتها عن الهجوم، اختارت إدلب كمنطقة انتقامية؟
وعندها، من المحتمل أنه في نهاية الـ48 ساعة الأولى، سيهرع عشرات الآلاف من المدنيين الذين تعرضوا لقصف روسي شديد إلى الحدود التركية، وستكون العلاقات التركية الروسية حبلى بأزمة محتملة، وآنذاك، كان اهتمام المجتمع الدولي سيتحوّل من المجازر التي ارتكبتها إسرائيل في غزة، إلى موجة هجرة جديدة على الحدود التركية السورية.
وفي المرحلة التالية في الولايات المتحدة حيث يستعد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الذي يؤيد انسحاب الجنود الأمريكيين من سوريا في حال فوزه من جديد، فإن موظفي المخابرات الأمريكية مثل بريت ماكغورك، يرون المنظمة الإرهابية "بي كي كي/واي بي جي/ بي واي دي" بمثابة شريك.
يفسر ذلك التطورات في إدلب على أنها تهديد للجنود الأمريكيين في العراق وسوريا، ويُتداول حجةً لعدم الانسحاب، ومع تصدر اسم داعش عناوين الأخبار مرة أخرى، ستتعطل مفاوضات سحب قوات التحالف الدولي لمحاربة التنظيم بين الحكومة العراقية والولايات المتحدة الأمريكية.

إعادة إطلاق داعش

ومع ما سبق، لماذا لا يجب قصر القضية على الحرب الأوكرانية الروسية، من المفيد أيضا التركيز على داعش أو داعش خراسان، الذي يُزعم أنه قام بتنظيم الهجوم، بداية تمّت إعادة ظهور داعش في الوقت الذي كان يُعتقد فيه أنه تم تدميره، ورفعت فرنسا مستوى التأهب الإرهابي على أساس تهديد داعش بعد 3 أيام من هجوم موسكو.
علاوة على ذلك قال السيناتور الجمهوري الأمريكي ماركو روبيو، إنه "سيكون لداعش هجوم كبير في الولايات المتحدة قريبا جدا حيث أصبح التنظيم أقوى خلال إدارة بايدن".
هذه تطورات مهمة حيث ظهر تنظيم داعش كمنظمة إرهابية استهدفت بشكل مباشر تركيا ليلة رأس السنة 2016 -2017 واستهدفت إيران وروسيا، وهاجمت مصالح الصين بعد انسحاب الجيش الأمريكي من أفغانستان.
وبالنظر إلى مسار عمل داعش خلال السنوات السبع الماضية، يمكن ملاحظة أنه يستهدف البلدان المنخرطة في صراع ما من أجل الهيمنة الاقتصادية أو الإقليمية مع الولايات المتحدة الأمريكية.
وبدءا من فبراير/شباط، وبعد تحذيرات من هجمات إرهابية قد تكون هدفا لها، نفذت روسيا عمليات في داغستان من خلال التركيز على قاعدة البيانات الموجودة لديها، لكنها لم تأخذ في الاعتبار احتمال أن تظهر مجموعة في موسكو، إرهابيون لم تر آثارهم من قبل.
وفي ظل هذه الظروف من الصعب القول إن رد روسيا على هذا العمل الإرهابي سوف يقتصر على خط المواجهة الأوكراني، بل من المحتمل أن تفضل إدارة موسكو الانتقام على المدى الطويل والذي سينتشر على نطاق جغرافي واسع، بما في ذلك آسيا الوسطى.
الهجوم الإرهابي في موسكو والذي ينبغي اعتباره جزءا من الصراع العالمي، يهم أيضا الدول التي تتحدى النظام الاقتصادي الذي أنشأه الثنائي الأمريكي البريطاني بعد الحرب العالمية الثانية أو تحاول خلق بديل له، ويتعين على البلدان التي تسعى إلى مكافحة هيمنة الدولار أن تجعل أسس التعاون الاقتصادي التي أنشأتها جاهزة للعمل ضد الإرهاب.
لا ينبغي أن نغفل أنه إذا فاز ترامب في الانتخابات الرئاسية، والذي يعتزم تقليص الوجود العسكري لبلده خارجا، فإن العناصر داخل البيروقراطية الأمنية والاستخباراتية الأمريكية التي أقامت علاقات "شراكة" مع المنظمات الإرهابية قد تصبح أكثر عدوانية.
------------------------------------------
** الأفكار والآراء الواردة في المقال لا تعبر بالضرورة عن سياسة الأناضول التحريرية.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.


عرض مصدر الخبر



تطبيق موسوعة الرافدين




>