وقال محمود، في حديثه لـ"سبوتنيك"، اليوم الأربعاء: "لم يصدر بيان رسمي لا في بغداد ولا في أربيل عن كيفية التعاطي مع ملف حزب العمال سوى موافقة بغداد على اعتباره حزبا محظورا، ولم ترد صفة الإرهابي به
كما كانت تطمح تركيا، ويبقى بتقديري السيناريو الأهم الذي يمكن تحقيق تقدم فيه، هو تخلي حزب العمال عن القيام بأي عمل عسكري انطلاقا من إقليم كردستان".
وأكمل محمود، قائلا: "لكي يتخلى حزب العمال عن الأعمال العسكرية انطلاقا من إقليم كردستان، هذا يتطلب ترك مقراته في قنديل ولجوئه إلى مخيم مخمور، الذي أقيم في ثمانينيات القرن الماضي وتشرف عليه الأمم المتحدة، وهذا أيضا سيناريو صعب جدا، ما لم يقدم الطرفين التركي والعمالي تنازلات في الداخل التركي، حيث تكمن المشكلة وتنعكس على الوضع الأمني في كل من إقليم كردستان والإدارة الذاتية شمال شرقي سوريا".
وأوضح محمود أن "هناك أشياء تعيق القيام بأي عمل عسكري مشترك من الجهات الرسمية من بينها الدعم اللوجستي الكبير، الذي يقدمه الحشد الشعبي والفصائل الولائية لعناصر هذا الحزب تحت مسميات وعناوين مكشوفة في منطقة سنجار، التي تضم قواعد مهمة جدا لحزب العمال بجناحيه العسكري والمدني، والمتحالف مع الأحزاب الشيعية بدعم إيراني واضح نكاية بالحزب الديمقراطي الكردستاني، حيث منعت هذه الأحزاب والحشد الشعبي تطبيق اتفاقية سنجار منذ ثلاث سنوات، والتي تنص على إخراج كافة المجموعات المسلحة بما فيها الحشد والفصائل وحزب العمال من القضاء بكامله وتسليم الملف الأمني بيد الشرطة الاتحادية والجيش العراقي".
وأشار محمود إلى أن "الاقتصاد التركي القلق هو بأمس الحاجة إلى
ترميم العلاقات مع كردستان والعراق عامة، ولذلك أرى أنهم سيذهبون إلى القبول بأنصاف الحلول دون حلها جذريا، خاصة ما يتعلق بالملف الأمني الذي يواجه صعوبات بالغة فيما يتعلق بالعمليات العسكرية في منطقة بالغة التعقيد في تضاريسها".
وخلص محمود إلى أنه "ربما يتحقق شيء ما يرضي الأتراك في سنجار، لكن يبدو لي أن أهمية الاستثمار والتجارة والنفط وتدفقه عبر أنابيب كردستان أكثر أهمية للأمن الاقتصادي التركي من وجود عدة مئات من مسلحي حزب العمال، خاصة وأن الأتراك قاب قوسين من إنجاز الجدار الأمني الحدودي بينهم وبين إقليم كردستان، وهذا يعطيهم مرونة أكثر ومساحة أكبر للعمل في الداخل السوري، خاصة مناطق سيطرة حزب العمال هناك".
وكان رئيس إقليم كردستان، نيجيرفان بارزاني، ورئيس الوزراء مسرور بارزاني، قد استقبلا أول أمس الاثنين الماضي في مطار أربيل الدولي،
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
ورافق أردوغان في زيارته لأربيل، وزير الخارجية هاكان فيدان، وزير الداخلية علي يارلي كايا، وزير الدفاع يشار كولر، وزير الطاقة آلبا رسلان بيرقدار، وزير التجارة عمر بولات، وزير الاستخبارات إبراهيم كالن، إضافةً إلى عدد آخر من الوزراء والمسؤولين رفيعي المستوى، بحسب "كردستان 24".
وتُعد تلك الزيارة هي الأولى لرئيس تركي يزور إقليم كردستان، بعد أن سبق لأردوغان أن زار أربيل قبل 13 عاماً عندما كان رئيساً لوزراء تركيا.
وكان أردوغان، قد وصل صباح أول أمس الاثنين، إلى العاصمة العراقية بغداد، واستقبله في مطار بغداد الدولي، رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني.
وأجرى السوداني وأردوغان، مباحثات رسمية ثنائية، إضافة إلى مباحثات موسعة على مستوى الحكومة والوزراء من الجانبين، وبحثا ملفات المياه والاقتصاد والأمن ومشروع طريق التنمية وتطورات الأوضاع في المنطقة.
كذلك وقع الجانبان اتفاق إطار استراتيجي ثنائي يهدف إلى توسعة الشراكة في المجالات الاقتصادية والتجارية وتبادل الخبرات ومواجهة التحديات البيئية والإقليمية المشتركة.
