وأكد مراقبون وخبراء لإذاعة "سبوتنيك"، أن العملية تعكس استقرارا نفسيا وتمسكا بالديمقراطية، رغم تحديات إقليمية وغياب التيار الصدري، مع توقعات بتشكيل حكومة ائتلافية متوازنة تعزز حضور بغداد في ظل التحولات الشرق أوسطية.
العراقيون شاركوا بحماس في "العرس الانتخابي الكبير"
وصف المستشار السياسي لرئيس الوزراء العراقي، فادي الشمري، العملية الانتخابية في العراق بأنها "عرس انتخابي كبير"، مشيرا إلى أن "نسبة المشاركة فاقت كل التوقعات وشملت جميع المحافظات، حيث كان حماس الناخبين واضحا، وهو ما يعكس حال الاستقرار النفسي للمواطنين العراقيين وتمسكهم بالدولة والقانون والإصلاح، في ظل عمليات الإعمار والتنمية والاستقرار الأمني".
ولفت الشمري إلى أن "الأخوة في التيار الصدري لم يشاركوا في الانتخابات"، مؤكدا احترام موقفهم في إطار النظام الديمقراطي العراقي"، مشددا أن "العراق دخل المسار السياسي بقوة من خلال هذه الانتخابات التي تؤكد على ثوابته الوطنية وتعزز حضوره الإقليمي، في ظل التحولات التي يشهدها الشرق الأوسط".
وأكد أن "العراق نجح بشكل كبير في الحافظ على استقراره السياسي والأمني رغم اشتعال المنطقة"، مشيدا بالوعي السياسي المتنامي لدى العراقيين، ومتوقعا ان "تستغرق عملية تشكيل الحكومة الجديدة عدة أشهر للتوصل إلى صيغة توافقية وحكومة ائتلافية متوازنة".
من جهته، رأى الصحفي والباحث السياسي العراقي، أمير الكندي، أن الانتخابات العراقية اتسمت بالهدوء الحذر على الصعيد الأمني"، مشيرا إلى أن "نسبة المشاركة تفاوتت بين المحافظات تبعا للتحالفات السياسية، خصوصا بعد عزوف التيار الصدري عن المشاركة، ما شكل تحديا واضحا في بعض المناطق".
وأوضح الكندي أن "العراق يقف اليوم أمام اختبار سياسي جديد بعد الزلزال الإقليمي الأخير"، معتبرا أن "الإقبال على الانتخابات يعكس حالة توازن إقليمي بين النفوذين الأمريكي والإيراني في العراق ما يشكل تحديا على المستويين السياسي والأمني "، لافتا إلى أن "تشكيل الحكومة يرتبط بنوع التحالفات".
المشهد على حاله في كردستان
من جانبها، أكدت الباحثة السياسية والنائب السابقة في البرلمان العراقي عن إقليم كوردستان، ريزان شيخ دلير، أن نتائج الانتخابات لن تحمل مفاجآت كبيرة، وأن المشهد في كردستان سيبقى على حاله، لافتة إلى ضعف الثقة بالأحزاب الجديدة، وأن المقاعد الأساسية ستبقى من نصيب الحزبين الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني.
وأوضحت ان المواطنين يبحثون عن الخدمات بالدرجة الأولى، وان الانتخابات لن تغير جذريا من المشهد السياسي في العراق، خصوصا أن الأحزاب التقليدية تمتلك إمكانات مالية كبيرة قادرة على شراء الأصوات، مشيرة إلى أن هذه الأحزاب السياسية ومنها الكردية تبحث عن مصالحها من خلال التحالفات، لا عن مصالح العامة متوقعة أن تستمر الإشكالية بين بغداد وأربيل ولا سيما في ما يتعلق بالرواتب وإيرادات النفط.
المواطن العراقي ما زال يعاني من الأزمات الاقتصادية
وفي تقييم أولي للعملية الانتخابية، أوضح مدير المركز العراقي للدراسات، الدكتور غازي فيصل، أن "الحديث عن نسبة متدنية من المشاركة ومحدودية شعبية الانتخابات"، يشير إلى إمكانية وجود فجوة بين الشعب والسلطات الثلاث.
وأشار فيصل إلى أن "المواطن العراقي ما زال يعاني من الأزمات الاقتصادية، متوقعا تكرار تجربة عام 2021 في ظل غياب الأغلبية السياسية القادرة على تشكيل الحكومة، ما قد يؤدي إلى تحالفات جديدة وإعادة رسم الخريطة السياسية في البلاد.