أخر الأخبار
عاجل

فيدان: "قسد" يستمد جرأة من إسرائيل

وكالة الأناضول

فيدان: "قسد" يستمد جرأة من إسرائيل

  • منذ 8 ساعة
  • العراق في العالم
حجم الخط:
Istanbul
إسطنبول/ الأناضول
**وزير الخارجية التركي هاكان فيدان:
- تنظيم "قسد" لم يتحرك يوما مع المعارضة ضد الأسد، والروس والإيرانيون والإسرائيليون كانوا ضد رحليه
- يتعين على "قسد" التخلي عن موقفه الحالي والتوصل إلى اتفاق مع الحكومة في دمشق في أسرع وقت
- تنظيم داعش أداة استخدمتها إيران والدول الغربية ونظام بشار الأسد المخلوع لخلق مساحة لأنفسهم
- استعمال مكافحة داعش لتنفيذ أجندات تخص تشكيل مستقبل سوريا، مختلف عن جوهر مكافحة التنظيم
قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان إن تنظيم "قسد" الإرهابي، الذي يشكّل "بي كي كي/واي بي جي" عموده الفقري، يستمد جرأته من إسرائيل، مؤكدا أنه لم يتحرك يوما إلى جانب المعارضة السورية ضد نظام الأسد.
وأشار فيدان، خلال لقاء متلفز على قناة "تي في نت" المحلية، مساء السبت، إلى أن ما يجري في جنوب سوريا "ربما يشكل حاليا أكبر منطقة خطر بالنسبة لنا".
وشدد على أن المشكلة في الجنوب السوري لا تكمن بحد ذاتها في حجمها، بل في تحوّل إسرائيل إلى طرف متدخل، ما يخلق منطقة خطر.
وفيما يتعلق بعملية إلقاء تنظيم "بي كي كي" الإرهابي للسلاح، قال فيدان، إن المسار يسير بشفافية عالية وبشكل جيد جدا من جانب تركيا.
وأضاف: "لا نسمع أي جملة عما يعتزم التنظيم القيام به".
وأكد فيدان على ضرورة عدم مماطلة "قسد" في الاندماج مع الحكومة السورية، تحت أي ذريعة كانت سواء تنظيم داعش الإرهابي أو غيرها من الذرائع، مشددا على أن الموضوع لا يتعلق فقط بأمن سوريا وإنما يتعلق بتركيا أيضا.
وأضاف: "هل يستمد قسد جرأته من إسرائيل؟ بالطبع يستمد، فهذا أمر غير مستجد".
وفي 10 مارس الماضي، وقّع الرئيس السوري أحمد الشرع، وزعيم تنظيم "قسد" فرهاد عبدي شاهين المعروف باسم "مظلوم عبدي"، اتفاقا لدمج المؤسسات المدنية والعسكرية شمال شرقي البلاد بإدارة الدولة، لكن التنظيم يماطل في تنفيذه.
وأضاف فيدان أن "قسد لم تقف يوما إلى جانب المعارضة في مواجهة الأسد، وأن بقاءه في السلطة لم يكن رغبة الروس والإيرانيين وحدهم، بل شاركهم الإسرائيليون أيضا في عدم الرغبة برحيله".
وذكر أن السياسيين الأمريكيين الخاضعين للنفوذ الإسرائيلي وصلوا في السنوات السابقة إلى نفس النقطة وسحبوا دعمهم عن المعارضة السورية.
ولفت فيدان إلى أن السياسة الأمريكية وإدارة الرئيس ترامب باتت لديهما الآن وجهة نظر مختلفة بشأن مستقبل سوريا.
وقال: "الآن، يتعين على قسد التخلي عن موقفه الحالي والتوصل إلى اتفاق مع الحكومة في دمشق في أسرع وقت، ويتعين على الطرفين الوفاء بالتزاماتهما بموجب اتفاق 10 مارس".
وأشار فيدان إلى أن هذا الأمر لا يشكل أهمية لاستقرار سوريا فحسب، بل لدول المنطقة أيضا مثل تركيا والعراق والأردن التي ترى تهديدات لأمنها القومي (انطلاقا من سوريا)، مبينا أنهم يشجعون حل المسار بين الحكومة السورية وقسد في بيئة من الحوار والسلام والأمن.
الوزير التركي لفت إلى أن تنظيم داعش الإرهابي بات كيانا أصغر بكثير ولا يشكل تهديدا منهجيا، مؤكدا أن الجهات الفاعلة الإقليمية يمكنها التغلب على هذه المشكلة من خلال التعاون.
فيدان شدد على أن بلاده تنظر إلى داعش على أنه تهديد يجب مكافحته، لكن استخدام التنظيم كذريعة لتنفيذ مشاريع سياسية وإقليمية مختلفة يشكل أمرا إشكاليا.
وأضاف: "لكن كأمة خاضت حروبا، وكأمة تمتلك قدرات عسكرية واستخباراتية عالية جدا، نعلم أيضا أن رد الفعل على داعش لا يتناسب مع حجم التهديد نفسه. ثمة مشكلة تتعلق بتحقيق أهداف أخرى".
وأوضح أن داعش كان أداة يستخدمها الجميع، مشيرا إلى أنه إلى جانب إيران، استخدمت الدول الغربية ونظام بشار الأسد المخلوع التنظيم أيضا لخلق مساحة لأنفسهم.
وشدد فيدان على أن استعمال مكافحة تنظيم داعش على تنفيذ أجندات تخص تشكيل مستقبل سوريا، مختلف عن جوهر مكافحة التنظيم، معربا عن اعتقاده بأن الإدارة السورية الجديدة لن تسمح بذلك.
وقال في هذا الإطار: "في هذه المرحلة، يجب على قسد ألا تطيل أمد العملية، سواء باستخدام ذريعة داعش أو أي ذريعة أخرى، لأن هذه القضية، وأؤكد على هذا مرارا وتكرارا، ليست مجرد قضية تتعلق بأمن سوريا؛ بل هي قضية تتعلق بتركيا أيضا".
وقال فيدان إن تنظيم قسد امتداد لتنظيم "بي كي كي" الإرهابي في سوريا، وأنه لدى "بي كي كي" الآن مسار يمشي عليه مع تركيا يتمثل بقرار حل نفسه، مبينا أن تركيا تريد رؤية أثر هذا القرار داخل تركيا وخارجها أيضا.
وأوضح فيدان أن التنظيم يجب أن ينهي أنشطته المسلحة داخل تركيا وخارجها.
وأضاف: "طالما استمرت العناصر المسلحة وغير الخاضعة للرقابة، والعناصر الإرهابية، في التواجد عبر الحدود، دون رد فعل في أي مكان – سواء كان ذلك تنظيم داعش، أو بي كي كي، أو دي أتش كي بي/ سي، أو غيرها من الجماعات اليسارية والمسلحة حاليا في سوريا – فإن وجود كل هذه الجماعات، ووجودها المسلح، يمثل مشكلة أمنية بالنسبة لنا".
وأشار فيدان إلى أن لديهم مشاكل مع المنهجيات السياسية وليس مع الأيديولوجيات السياسية، قائلا: "عندما تحاولون دفع أجندتكم من خلال الصراع المسلح، فإن الأمر لم يعد مسألة ديمقراطية وحرية فكر".
وعن مقتل 3 أمريكيين بينهم جنديان، جراء هجوم مسلح لتنظيم داعش في سوريا، وصف فيدان هذا الهجوم بأنه "عمل استفزازي".
وفي وقت سابق السبت، أعلنت السلطات في دمشق إصابة عنصرين من قوات الأمن السوري وعدد من أفراد القوات الأمريكية بالبلاد، جراء تعرض دورية ميدانية مشتركة لإطلاق نار كثيف قرب تدمر.
ولاحقا، أعلنت القيادة المركزية الأمريكية "سنتكوم" مقتل 3 أمريكيين هم جنديان ومدني، وإصابة ثلاثة عسكريين آخرين، نتيجة كمين نصبه مسلح من تنظيم "داعش" في سوريا.
وأشار فيدان، إلى اتخاذ العديد من الخطوات في المرحلة التي بدأت في سوريا اعتبارًا من 8 ديسمبر/كانون الأول 2024 (تاريخ سقوط نظام الأسد) إلا أن ذلك لا يُلاحظ بالشكل الكافي.
وذكر أن مجالات المشكلة كثيرة جدًا وتحتاج إلى معالجة، وأنه من أجل البدء فقط بإصلاح الدمار في البلاد، يجب أولًا إزالة العديد من القيود الدولية المفروضة.
وأوضح فيدان، أنه قبل 3 أيام فقط، تم رفع قانون قيصر في الولايات المتحدة عن سوريا، وهو قانون فرض حظر على الاستثمارات في سوريا خلال فترة حكم الأسد.
ولفت إلى أنه في البداية صدر مرسوم رئاسي أمريكي، ثم تم تحويله لاحقًا إلى قانون في الكونغرس، وكان ذلك أمرًا بالغ الأهمية.
وشدد فيدان، على أهمية العمل المشترك الذي تقوم به دول المنطقة إلى جانب الشركاء الأوروبيين والأمريكيين في سوريا.
وأضاف: "نرى أن الاستثمارات في سوريا قد بدأت تُنفّذ رويدا رويدا. لكن الدمار، كما ذكرت، هائل جدًا. وهناك مسألة عودة اللاجئين".
وبيّن فيدان، أن العائدين إلى سوريا يحتاجون إلى بنية تحتية تمكّنهم من الاستفادة منها وتأمين حياتهم والخدمات الأساسية.
وأشار إلى أن الشعب السوري شعب قنوع، فعلى الرغم من هذه الإمكانيات المحدودة، يكفي فقط ألا تتعرض أرواحهم للأذى، وألا يكون هناك فوضى أو حالة من عدم الاستقرار.
وعن الاستثمارات التركية، قال فيدان، إنه عندما تنظرون إلى الخريطة، ترون أن سوريا هي في الواقع امتداد لتركيا من الناحية الجغرافية.
وأوضح أن هناك إمكانات هائلة للغاية من حيث التجارة، والنقل، والربط بين البلدين.
وأعرب عن أمله في أن تتحقق جميع هذه الإمكانات، لكن أولا يجب أن تستقر التوازنات داخل البلاد.
وقال فيدان، إن تركيا قدمت أكبر قدر من التضحيات والدعم في مسألة جمع الفصائل المسلحة في سوريا تحت قيادة واحدة وربطها بالجيش الوطني.
وأكد أن "قيام تركيا بتشجيع القوى المعارضة التي دعمتها باستمرار على الانضمام إلى الجيش الوطني، وتحقيق ذلك بسرعة، أدى إلى جمع مجموعات مسلحة مختلفة كانت تقاوم نظام الأسد، تحت قيادة واحدة. وهذا موضوع بالغ الأهمية لم يحظَ بالتقدير الكافي".
وفيما يتعلق بربط الفصائل المسلحة بالجيش الوطني، قال فيدان: "هذا يعني تغليب المصلحة العامة والخير الأكبر، وتخلي الأفراد عن مجالات نفوذهم ومصالحهم الضيقة".
ولفت إلى أن "الرؤية الاستراتيجية التي طرحتها تركيا في هذا السياق، والإطار الذي وضعته، إضافة إلى دورها البنّاء ونصائحها، كلها أمور بالغة الأهمية".
وتطرق فيدان، إلى الانتقادات التي تظهر أحيانًا في أوروبا والولايات المتحدة بأن "الحكومة الحالية لا تسيطر على كامل الأراضي السورية".
وفي هذا الصدد، أوضح: "نحن نعتقد أن هذا الأمر قد تحقق إلى حدٍ كبير. يوجد حاليًا مجال إشكالي في المناطق التي يسيطر عليها قسد، ويجب حله في إطار تفاهم 10 مارس/آذار 2025".
وأضاف: "هناك أيضًا مسألة الجنوب، وهي بالغة الأهمية. ربما يكون هذا حاليًا أكبر منطقة خطر بالنسبة لنا".
وشدد فيدان، على أن "المشكلة في الجنوب لا تكمن بحد ذاتها في حجمها الكبير، فهذا أيضا أمر يمكن إدارته. لكن تدخل إسرائيل فيه هو ما يخلق منطقة خطر".
وأوضح أنه "يجب إدارة منطقة الخطر هذه بحذر شديد، لأنها قد تجلب معها مخاطر أكبر. وهذه قضية نتابعها عن كثب جدا".
ولفت فيدان إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وفريقه يسعون إلى إعادة تشكيل المنطقة، ويظهر ذلك جليا في الهجمات التي شنتها على لبنان وسوريا وغزة والضفة الغربية وإيران وقطر.
وأكد فيدان أن إسرائيل لديها سياسة بناء تصورها الأمني ​​الخاص على أساس انعدام الأمن لدى الآخرين، وأنه في إطار هذا الأمر، ستواصل إسرائيل التدخل في الدول المجاورة، مضيفا أنه يجب اتخاذ خطوات مع الجهات الفاعلة الدولية في هذا الصدد.
وشدد على ضرورة ممارسة الولايات المتحدة الضغوط على إسرائيل لردعها في هذا الإطار.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın


عرض مصدر الخبر



تطبيق موسوعة الرافدين




>