مع توسع الاحتجاجات في إيران... قائد الحرس الثوري يهدد باجتياح بري لشمال العراق

مونت كارلو الدولية

مع توسع الاحتجاجات في إيران... قائد الحرس الثوري يهدد باجتياح بري لشمال العراق

  • منذ 10 شهر
  • العراق في العالم
حجم الخط:
إعلان
وليس واضحا مدى خطورة التحذير الايراني لكنه يضع بغداد في مأزق، فهذه هي المرة الأولى التي يهدد فيها مسؤولون إيرانيون علنا بعملية برية بعد شهور من التوترات عبر الحدود، ويطلبون من العراق نزع سلاح جماعات المعارضة النشطة داخل أراضيه، حيث تزعم إيران أن جماعات المعارضة الكردية المنفية منذ فترة طويلة في شمال العراق تحرض على الاحتجاجات المناهضة للحكومة وتهرب الأسلحة إلى البلاد، فيما لم تقدم السلطات الإيرانية أدلة على هذه المزاعم التي نفتها الجماعات الكردية.
وفي اتصال هاتفي مع إذاعة مونت كارلو الدولية يرى المحلل السياسي العراقي جاسم الغرابي أن التهديدات الإيرانية جدية في ظل الاحتجاجات التي تعاني منها إيران، وعدم قدرة الجيش العراقي على دخول الإقليم الكردي المتمتع بحم ذاتي، ولا يستبعد أن تكون طهران حصلت على موافقة ضمنية من الحكومة العراقية للقضاء على المعارضين الاكراد المتحصنين في شمالي الإقليم.
iraq-jasem-alghourabi
ومع دخول الاحتجاجات شهرها الثاني، اندلعت الاحتجاجات المطالبة بالإطاحة بحكام إيران من رجال الدين بعد وفاة امرأة كردية إيرانية تبلغ من العمر 22 عامًا، هي مهسا أميني، في الحجز في طهران، وألقي القبض على الآلاف وقتل المئات بينما استخدمت السلطات الإيرانية الذخيرة الحية للسيطرة على الشوارع، لكن الاحتجاجات لا تظهر أي بوادر للتراجع، بينما تتوسع بؤرتها في المناطق الكردية مسقط رأس مهسا أميني.
وألقت إيران باللوم على التدخل الأجنبي في التحريض على الاحتجاجات، ووجهت أصابع الاتهام إلى جماعات المعارضة الكردية في شمال العراق، متهمة إياها بالتورط المباشر وإقامة علاقات مع إسرائيل، وشنت طهران مرارًا هجمات صاروخية استهدفت قواعد هذه الجماعات داخل العراق، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن عشرة وإصابة الكثيرين.
ووصل قاني إلى بغداد بعد يوم من الهجوم الإيراني الأخير الذي استهدف قواعد للمعارضة في كويا بمحافظة أربيل وقتل فيه ثلاثة على الأقل، والتقى قآني برئيس الوزراء محمد شياع السوداني وقادة في تحالف الإطار التنسيقي، والرئيس عبد اللطيف رشيد، وهو كردي، وفصائل مسلحة مدعومة من إيران، وكانت مطالب قآني ذات شقين: نزع سلاح قواعد جماعات المعارضة الكردية الإيرانية في شمال العراق، وتحصين الحدود المليئة بالثغرات مع القوات العراقية لمنع التسلل.
وبحسب اثنين من الشخصيات السياسية الشيعية، واثنين من مسؤولي ميليشيات الحشد الشعبي ومسؤول كردي كبير، فإن قآني قال لنظرائه العراقيين، إنه إذا لم تلب بغداد المطالب، فإن إيران ستشن حملة عسكرية مع القوات البرية وتواصل قصف قواعد المعارضة، وبحسب اسوشيتد برس تحدث الجميع بشرط عدم الكشف عن هويتهم لأنهم غير مخولين باطلاع وسائل الإعلام على الاجتماع الحساس وقالوا في جلسات خاصة إنهم لا يرون أي دليل يدعم مزاعم إيران ضد الجماعات الكردية.
ويقول المؤرخ والسياسي العراقي المقيم في باريس حسن الزيدي أن أكراد العراق يقعون بين نارين، أكراد تركيا في الشمال الغربي من العراق وأكراد إيران في الشمال الشرقي، وبقي الأكراد العراقيون في الوسط، مؤكدا على وجود لحمة بين الأكراد إن كان في سوريا أو تركيا أو العراق أو إيران، وحول السماح لأكراد إيران بالتواجد في كردستان يقول الزيدي إن جيش "البشمركة" لا يستطيع الدخول في مواجهة من يعتبرهم إخوة بسبب وجود لحمة قومية تجمعهم، وفي نفس الوقت لا يستطيع الجيش العراقي التدخل بالقوة في الإقليم بسبب خطر اندلاع حرب أهلية.
Hasan-alzaidi-iraq
وتنفي أحزاب المعارضة الكردية -رغم اعترافها بعلاقاتها العميقة مع المناطق الكردية في إيران- تنفي قيامها بتهريب أسلحة لتسليح المحتجين في محافظة مهاباد مسقط رأس الشابة مهسا أميني التي توفيت في حجز الشرطة، ويؤكد قادة الأحزاب المعارضة الكردية إن مشاركتهم لا تتجاوز تقديم الدعم المعنوي، وزيادة الوعي، والمساعدة في توفير الرعاية الطبية للمتظاهرين المصابين القادمين من إيران.
يذكّر المؤرخ الزيدي بأن مسعود البارازاني ولد وتربى مع الأكراد الإيرانيين في جمهورية مهاباد، التي أعلنت بعد الحرب العالمية الثانية قبل ان يتم إجهاضها في عهد الشاه رضا بهلوي، مؤكدا أنه لا بد لإيران من إعطاء الحكم الذاتي لكل الأقليات بدل مقاتلتهم، وعدم إعطائهم حقوقهم وعدم السماح لهم بممارسة ثقافتهم، كما حصل مع مهسا أميني بسبب خلعها حجابها، وبالتالي يبدو النظام الإيراني محرجا ومهددا من الأقلية العربية في الجنوب الشرقي ومن الاكراد في الشمال الشرقي، بالإضافة إلى الحركة الداخلية القوية، وهذا يفسر حالة جنون العظمة المتمثلة في حملة القمع غير المسبوقة التي تقودها السلطات.
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق مونت كارلو الدولية


عرض مصدر الخبر



تطبيق موسوعة الرافدين




>