الصحافة اليوم 19-10-2023

موقع المنار

الصحافة اليوم 19-10-2023

  • منذ 6 شهر
  • العراق في العالم
حجم الخط:

الصحافة اليوم

تناولت الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم الخميس 19-10-2023 سلسلة من الملفات المحلية والاقليمية والدولية.

الاخبار:

جريدة الاخباربايدن: لن نشارك في الحرب إذا تدخّل حزب الله
غرفة عمليات مشتركة بين فصائل المقاومة: لبنان في المعركة

الدعم المفتوح الذي قدّمه الرئيس الأميركي جو بايدن لقادة العدو في حربهم الهمجية ضد قطاع غزة لم يكن كافياً لمعالجة الثغرات الكبيرة التي تواجهها حكومة العدو وجيشه، خصوصاً أن الدعم المقدّم حتى الآن يوفّر الغطاء للعمليات الإجرامية، ولكن لم يحصل توافق تام على الخطط العسكرية، إذ يكثر الأميركيون من طرح الأسئلة حول الخطط والأهداف والآليات. لكن ما بات محسوماً أن تل أبيب نالت الضوء الأخضر للشروع في عمليات عسكرية برية متى قرّرت ذلك.

في المقابل، دخلت المقاومة الإسلامية في لبنان في قلب المعركة. وعلمت «الأخبار» أن غرفة العمليات المشتركة مع فصائل المقاومة الفلسطينية وقوى محور المقاومة تعمل بشكل مستمر ومكثّف وتنسيق تام، حيث يجري تبادل المعطيات، كما يتم التوافق على الخطوات المفترض اتّباعها على جبهتَي لبنان وفلسطين، وأن العمل الميداني في الساحتين بات رهن ما تقرره غرفة العمليات ربطاً بالوضع على الأرض وبالخطوات السياسية القائمة.

من جهته، استعاض الرئيس الأميركي عن قمة عمان باتصالات هاتفية مع الرئيسين المصري والفلسطيني عبد الفتاح السيسي ومحمود عباس وملك الأردن عبدالله الثاني. وأعلن في تصريحات على متن الطائرة الرئاسية قبل الإقلاع من ألمانيا في طريق العودة إلى واشنطن، أن الرئيس السيسي وافق على فتح معبر رفح الحدودي مع غزة للسماح بإدخال دفعة أولى من شاحنات المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر. وأضاف أن «هدفنا منذ البداية كان إدخال مساعدات غذائية إلى غزة وإخراج الأميركيين الموجودين هناك وفق آلية سريعة». وأضاف أنه كان حاداً جداً مع الإسرائيليين بخصوص الحاجة إلى دعم توصيل المساعدة إلى غزة سريعاً.
وأوضح أن السيسي «وافق على السماح بمرور ما يصل إلى 20 شاحنة كبداية» على أن تتولى الأمم المتحدة توزيعها، محذّراً من أنّه إذا «استولت حماس عليها أو منعت عبورها (…) فسينتهي الأمر». وعُلم أن الشاحنات ستنقل دعماً طبياً فقط، فيما قال بايدن إنه سيتم في مرحلة لاحقة السماح بإخراج حاملي الجنسية الأميركية من غزة. ونفى بايدن أن يكون قد أبلغ إسرائيل بأن الولايات المتحدة ستدخل الحرب في حالة انضمام حزب الله إلى الصراع.
وقبل مغادرته إسرائيل، قال بايدن لمجلس «الكابينت» المصغّر: «لديكم الوقت للقتال ولديكم كل الشرعية، لكن ابدأوا بالتفكير في ما سيحدث في اليوم التالي، بعد انهيار حماس». وأضاف: «لا تخنقوا غزة. سيعطيكم هذا مجالاً للعمل ومزيداً من الشرعية».

إسرائيل تقنّن اتفاق إدخال المساعدات وتستعدّ لحرب طويلة

ميدانياً، واصل العدو قصفه المركّز على مناطق كثيرة في القطاع، وتحدّثت قياداته عن مزيد من الاستعدادات للحرب البرية. لكن لم يجر طرح الخطط بصورة واضحة، ما عزّز الأسئلة حول حقيقة الإطار الذي وضعه الأميركيون، وذلك ربطاً بفشل تأمين تغطية لمشروع سياسي يمكن تحقيقه بعد الحرب، ويقضي بتعديل الوضع في القطاع ومن حوله.

وكان واضحاً، بحسب متابعين في العاصمة الأميركية، أن جيش الاحتلال يعد لحرب قد تستمر لأسابيع طويلة وربما لشهور، إلا إذا جرى تعديل برنامج الأهداف، وأن «هدف سحق حماس» يتطلب عملية عسكرية طويلة جداً وبطيئة جداً. وليس في إسرائيل أحد لديه تقدير حول نوع المواجهة أو حجم الخسائر.

من جهته، قال نتنياهو إنه ناقش مع الرئيس الأميركي «مسألة المختطفين، والعمل معاً على إعادتهم بأي طريقة ممكنة» وطالب «بزيارة الصليب الأحمر للمختطفين»، لكنه شدّد على أنه «لن نسمح بدخول المساعدات الإنسانية من الغذاء والدواء من أراضينا إلى قطاع غزة».

حزب الله في قلب الحرب

في هذه الأثناء، واصل العدو حشد مزيد من قواته على الجبهة الشمالية، ويجري الحديث عن تجنيد نحو ثماني فرق بين قوات عسكرية وقوات دعم لوجستي وقوات للجبهة الداخلية في كامل المنطقة الشمالية، إضافة إلى عدد كبير من المدرّعات والمروحيات وفرق الاستخبارات، في ضوء تصاعد المواجهات مع المقاومة الإسلامية، والتي يبدو أنها دخلت المعركة بطريقة مختلفة عن السابق.

ويتضح من سياق ما يجري، أن المقاومة لم تعد تكتفي بعمليات إشغال محدودة، بل انتقلت إلى مستوى جديد من العمليات لشلّ قدرة العدو على تجنيد كامل إمكاناته لقتال قطاع غزة. وعلمت «الأخبار» أن غرفة العمليات المشتركة بين قوى محور المقاومة تقرّر غالبية الأعمال العسكرية الجارية ضمن برنامج معيّن. وتركّز المقاومة الآن على شلّ القدرات الاستخباراتية للعدو على طول الحدود مع لبنان، وشلّ عمل لواء المدرّعات، سواء القتالية منها أو الناقلة للجنود، وإرغام جنود العدو على الاختباء في غرف محصّنة، فيما تم إخلاء نحو 28 مستعمرة من سكانها بصورة شبه تامة.

وكان واضحاً أن المقاومة الإسلامية تلجأ إلى توسيع دائرة عملياتها برغم كل عمليات التهويل ورسائل التهديد التي تصل من جهات مختلفة، ومصدرها واحد هو الولايات المتحدة. وصار شبه أكيد أن العمليات ستستمر يومياً، وستتًسع دائرتها لتشمل كل المواقع والنقاط العسكرية والاستخبارية المنتشرة من رأس الناقورة وصولاً إلى مرتفعات مزارع شبعا، وأن المساهمات في العمليات لم تعد تقتصر فقط على حزب الله، إذ إنه وبعد قيام مجموعات من حركتَي حماس والجهاد الإسلامي بعمليات في وقت سابق، انضمّت قوات الفجر التابعة للجماعة الإسلامية إلى العمل أمس، وسط تقديرات بأن قوى أخرى ستكون لها مساهمتها في هذا المجال.


سفارات ومنظّمات دولية تبحث في خطط إخلاء: المقاومة تستكمل عملية «فقء العيون» على الحدود

لم يُفضِ الاستنفار الدبلوماسي على أعلى المستويات إلى تهدئة الجبهة الجنوبية. يُغادِر الموفدون الأجانب لبنان كما يأتون إليه، خالي الوِفاض بلا أي معلومة أو موقف أو حتّى توقّع عمّا يُمكن أن يقوم به حزب الله. وما من جهة سياسية أو أمنية يقصدها الزوار والسفراء الغربيون يمكنها التخمين في ما يفكّر وما الذي يريد أن يفعله.

وعليه، تتعامل الدول مع لبنان وكأنّ الحرب باتت على الأبواب، ويستمر السجال حول السيناريوهات المقبلة، مع إجراءات احترازية مكثّفة لحالات الطوارئ بدأ يشهدها لبنان.

فبعد إعلان شركة طيران الشرق الأوسط أن الشركة وضعت خمساً من طائراتها الـ 24 في تركيا كإجراء احترازي، علمت «الأخبار» أنه «يجري إخلاء المطار من بعض المحتويات المهمة، مع عمليات نقل لأوراق وملفات». كما كشفت مصادر أمنية أن «الأمن الخاص للمنظمات الدولية أعدّ خطة لإجلاء الموظفين والعاملين في هذه المؤسسات، بالتنسيق مع الجيش اللبناني».

وعلمت «الأخبار» أن «الجيش سيسمح لهؤلاء باستعمال المطارات العسكرية والموانئ الصغيرة للخروج في حال إقفال مطار بيروت الدولي». كما طلبت شركات ومؤسسات إعلامية أجنبية لها مكاتب كبيرة في بيروت من موظفيها تحضير أنفسهم للانتقال إلى دول في المنطقة من بينها الإمارات، مع الإبقاء على عدد محدود جداً من الموظفين في بيروت.

وكشفت مصادر أمنية أن سفارات أجنبية وعربية رفعت من مستوى إجراءاتها، وأجلَت أعداداً إضافية من طواقمها فضلاً عن عائلاتهم، خصوصاً بعدَ التحركات التي بدأت أول من أمس رداً على مجرزة المستشفى الأهلي المعمداني.

وتوالت أمس تحذيرات الدول التي شدّدت على رعاياها بعدم السفر إلى لبنان أو مغادرته. ورفعت وزارة الخارجية الأميركية مستوى تحذيرها من السفر إلى «عدم السفر»، مشيرة إلى «الوضع الأمني المتعلق بتبادل الصواريخ والقذائف المدفعية بين إسرائيل وحزب الله». وسمحت وزارة الخارجية بالمغادرة الطوعية والمؤقتة لأفراد عائلات موظفي الحكومة الأميركية وبعض الموظفين غير العاملين في حالات الطوارئ من السفارة الأميركية في بيروت «بسبب الوضع الأمني الذي لا يمكن التنبؤ به في لبنان». كذلك دعت الخارجية الكويتية «المواطنين الراغبين بزيارة لبنان إلى التأني خلال هذه المرحلة». وأهابت بالمتواجدين هناك «العودة الطوعية نظراً إلى الأوضاع التي تمر بها المنطقة حرصاً على سلامتهم».

ودعت المملكة العربية السعودية أيضاً مواطنيها الموجودين في لبنان إلى المغادرة فوراً. وقالت السفارة السعودية في بيروت إنها تتابع عن كثب تطورات الأحداث الجارية في منطقة جنوب لبنان، و«تدعو كلّ المواطنين إلى التقيّد بقرار منع السفر ومغادرة الأراضي اللبنانية بشكل فوري لمن هو في لبنان حالياً». ونصحت السفارة الفرنسية في بيروت الفرنسيين الذين «يرغبون بزيارة لبنان أو الإقامة فيه بالتراجع عن ذلك، إلا لأسباب ملحّة، نظراً إلى التوترات الأمنية، وبخاصة على الحدود الجنوبية».


شنّت المقاومة سلسلة واسعة من العمليات ونعت ثلاثة شهداء

في السياق، كشفت مصادر مطّلعة أن وزير الخارجية عبدالله بو حبيب دعا السفراء العرب إلى اجتماع اليوم. وكان بو حبيب حذّر خلال مشاركته في الاجتماع الوزاري الاستثنائي العاجل لمنظّمة التعاون الإسلامي في جدة من «اشتعال النيران في المنطقة بأكملها في حال استمرار العدوان على قطاع غزة».

وأمس، كانت ساعات القتال على «الجبهة الشمالية» هي «الأكبر خلال الأيام الأخيرة»، على ما لخّصت قناة «كان» العبرية أحداث الأربعاء. وقد افتُتحت الأحداث أمس عند الثالثة والربع فجراً مع استهداف دبابة ميركافا لجيش الاحتلال في موقع ‌‏الراهب، ‎واعترفت إذاعة جيش الاحتلال بإصابة أربعة جنود. وخلال النهار، أعلن حزب الله عن سلسلة عمليات ضد مواقع لجيش الاحتلال في جل العلام وثكنة زرعيت وموقع البحري مقابل رأس ‏الناقورة.‏ كما هاجم مركز تجمع لجنود الاحتلال ومنظومة مراقبة واستطلاع في تلة ‏الطحيات جنوب المنارة بالصواريخ الموجّهة وأوقع فيها عدداً من الإصابات بين قتيل وجريح. ورداً على الاعتداءات الصهيونية بحق المدنيين اللبنانيين، أعلن الحزب مهاجمة موقع ‏المالكية الصهيوني بمختلف أنواع ‏الأسلحة الصاروخية والرشاشة، ما أدى إلى ‏إصابة عدد من الجنود وتدمير جزء ‏كبير من تجهيزاته الفنية.‏ وعصراً استهدفت المقاومة موقع رويسات العلم في تلال كفرشوبا ومزارع شبعا اللبنانية المحتلة بالقذائف الصاروخية والأسلحة المتنوعة، وكذلك موقع المطلة، كما استهدفت موقع الطيحات ‏للمرة الثانية أمس. ونعى حزب الله أمس الشهداء علي عدنان شقير (ميس الجبل) وطه عباس عباس (عيترون) وعلي محمد مرمر (عيترون).

واعترف المتحدث باسم جيش الاحتلال بإطلاق قذائف من لبنان تجاه مواقع في مزارع شبعا. وتحدثت صحيفة «معاريف» عن سقوط صاروخين في مستوطنة كريات شمونة، وأحصى إعلام العدو سقوط أكثر من عشرة صواريخ موجّهة على مواقع جيشه عند الحدود مع لبنان.

في الأثناء، تعيش المستوطنات الإسرائيلية على الحدود مع لبنان حالة الخوف والهلع نتيجة تسارع التطورات على الجبهة، ونقلت قناة «كان» عن رئيس مجلس مستوطنة المطلة دعوته المستوطنين إلى الخروج منها قائلاً: «من بقي منكم فليغادر الآن ولا ينتظر». وأعلنت هيئة البث الإسرائيلية أن جيش الاحتلال بدأ إنشاء مستشفى ميداني في الجليل ضمن الاستعدادات لاحتمال اندلاع مواجهة مع حزب الله.

بايدن في المنطقة: طموح أكبر من المقدور عليه

لم يسبق أن غامر رئيس أميركي بزيارة ساحة حرب نشطة. جو بايدن، الصهيوني زيادة، حطّ في تل أبيب معرّضاً نفسه وطائرته وفريقه للخطر. وربما كان لينبطح على الأرض كما فعل المستشار الألماني أوليف شولتز مذعوراً من صواريخ المقاومة الفلسطينية. وهو، بالمناسبة، أهدر زيارة مهمّة إلى ولاية كولورادو، وثلاثة أيام من وقته الثمين، كي لا تفوته المشاركة الشخصية والرسمية في إبادة مليونَي فلسطيني، بينما يوقّع الرئيسان الصيني شي جين بينغ والروسي فلاديمير بوتين اتفاقيات العمر.

كل هذه التضحية، مع أن إسرائيل ليست في حرب وجودية، بقناعة بايدن نفسه، الذي أعاد التأكيد أمس أنه لو لم يكن هناك إسرائيل لصنع الأميركيون إسرائيل، و«هي باقية طالما بقيت الولايات المتحدة».
الرؤساء الذين سبقوا بايدن، دائماً ما زاروا المنطقة إمّا للإعلان عن بداية حرب أو نهايتها. جورج بوش الأب زار المنطقة مرّتين، مرّة ليعلن عن عملية عاصفة الصحراء أمام جنوده في قاعدة حفر الباطن في السعودية، ثم بعد نهاية العدوان على العراق ليعلن انتصار التحالف الدولي وهزيمة الرئيس الراحل صدام حسين. جورج بوش الابن، جاء إلى المنطقة بعد احتلال بغداد ليعلن «خطاب النصر» من على حاملة طائرات، وبحرٍ من دماء العراقيين.

أما ريتشارد نيكسون، فلم يأتِ إلى المنطقة إلّا في عام 1974، بعد أشهر من نهاية حرب تشرين، وبعد اتفاق فصل القوات بين إسرائيل والقوات السورية والمصرية.
لماذا يأتي بايدن إذاً في منتصف حرب بدأت يوم 7 أكتوبر بإعلان رئيس حكومة العدوّ بنيامين نتنياهو، ولن تنتهي قبل أسابيع أو أشهر؟

بلا شكّ، أعطى بايدن، قبل زيارته لإسرائيل، ضوءاً أخضر غير مسبوق لتنفيذ «ما تستطيع»، وأمّن عناصر الجريمة عن سابق إصرارٍ وتصميم، سياسيّاً وعسكريّاً، مانحاً إياها قدرات تُضاف إلى قدراتها الذاتية، عدّةً ونوايا.

صخب القطع البحرية الأميركية، وهمّة بايدن للسفر عبر الأطلسي، يبدوان أبعد من إسرائيل نفسها، في محاولة أميركية لإعادة تشكيل المنطقة سياسياً بعد زلزال «طوفان الأقصى»، تحت عنوان «القضاء على حركة حماس».

لكنّ مشكلة الولايات المتّحدة، وبايدن، هي في اليوم التالي لنهاية الحرب، والتصوّر المتخيّل للنتائج، وهذا بحدّ ذاته مهمّ جداً في مسار الحرب نفسها. السلوك الإسرائيلي التقليدي يعقّد أهداف الحرب، إذ إن إسرائيل دائماً ما تحاول كسب أرض جديدة وتهجير أكبر عدد ممكن من السّكان، كجائزة ترضية على خسائرها، منذ عام 1948 وحتى اليوم. وهذا يعني، في حالة غزّة، تهجيراً واسعاً لسكّان القطاع والاستحواذ على أرض جديدة فارغة، كما قال نتنياهو في اليوم الأول، عن رؤية البحر من مستوطنات الغلاف.

يدرك الأميركيون بأن مشروع إفراغ الغلاف من سكانه لا يمكن أن يحصل من دون غطاء إقليمي وعربي، كما أن مسارات التطبيع العربي – الإسرائيلي، إن لم تسقط، فإنّها جُمّدت إلى أجلٍ غير مسمّى. والوضع الذي أوصل نتنياهو نفسه إليه، لا يسمح بغطاء عربي من دون تدخّل أميركي. فهل جاء للضغط على السلطة الفلسطينية والأردن ومصر لمساعدة إسرائيل وتشكيل تحالف إقليمي لمحاربة حماس بعد أن نجح سريعاً في تشكيل تحالف غربي من آباء إسرائيل الشرعيين؟

مهمّة بايدن ليست سهلة. فلا أحد، في العالميْن العربي والإسلامي سيجرؤ، وسط هذا الجنون، على أن يحمل دماء الفلسطينيين على يديه، ولا تهجيرهم، بعدما قطعت الوحشية الإسرائيلية والنفاق الغربي كل الجسور.

وإذا كانت محاولة وصْم حماس بـ«داعش» لم تصمد أكثر من يومين مع عودة المسألة الفلسطينية وامتدادها التاريخي إلى واجهة الأحداث العالمية، فإن مهمّة حشد الحلفاء في الشرق الأوسط مهمّة شبه مستحيلة. فلا محمود عباس، رئيس السلطة الفلسطينية، الوريثة المفترضة للقطاع في خطط ما بعد حماس، احتمل لقاء بايدن، ولا الملك الأردني عبدالله الثاني ذو العرش المهدّد من كلّ حدبٍ وصوب تجرّأ على ذلك. وعلى الرغم من أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لم يمانع من حيث المبدأ تهجير الفلسطينيين مقترحاً صحراء النقب بدل سيناء، إلا أنه تكفيه مصائبه الحالية. أما ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، فيطمح أن يكون زعيماً في العالم الإسلامي لا شريكاً في جريمة العصر.

تبدو المشاريع الأميركية لمأزق إسرائيل في غزّة من نوع إقناع العرب بـ«استضافة الفلسطينيين» والصمت عن تهجيرهم، وتشكيل تحالف ضد حماس، أو حتى دعم السلطة الفلسطينية لحكم غزة بما يشبه «قسد» جديدة، حلولاً غبّ الطلب وطموحاً أكبر من المقدور عليه، وطلباً للمستحيل. بعد 7 تشرين الأول، لم تعد ممكنةً إعادة الأمور إلى الوراء كما يطمح الأميركيون.

مخزون السلع الأساسية كبير: مخاوف التوزيع والأسعار

في حال اتّساع الحرب الإسرائيلية نحو لبنان، لن تكون المشكلة في توافر الكميات من السلع الأساسية، بل في توزيعها، فوفقاً للمعطيات، عمد في الأيام الماضية عدد من المستوردين والتجّار، إلى نقل مخزوناتهم من أماكن يعتقدون أنها أكثر خطراً، لإفراغها في مستودعات يعتقدون أنها أكثر أمناً. في المقابل، يعتقد تجار آخرون، أنه في حال اتساع الحرب نحو لبنان، ستصبح المشكلة في توزيع الكميات وبيعها بسبب مخاطر متصلة برقعة الحرب ووتيرتها. وما يثير المخاوف أيضاً أن التجّار سيبقون تجاراً وسيسعون إلى تحقيق أقصى قدر ممكن من الأرباح على ظهر الحرب.

90 مليون ليتر

هي كمية مادة البنزين المتوافرة في خزانات الشركات المستوردة بحسب أرقام مصدرها الجمارك اللبنانية، علماً أن الاستهلاك اليومي الأقصى يصل إلى 7 ملايين ليتر

حالياً، لدى لبنان مخزونات مهمّة من المواد الأساسية، باستثناء الأدوية وحليب الأطفال. يقول المدير العام للاقتصاد محمد بوحيدر، إنه بنتيجة الاجتماعات مع التجّار والمستوردين، ولا سيما أن هناك نحو 10 شركات تستحوذ على حصّة سوقية تصل إلى 70% من واردات 27 سلعة تصنّف أساسية وفقاً لبرنامج الغذاء العالمي، تبيّن أن مخزون هذه السلع يكفي لنحو سبعة أشهر، ولكن بما أن الطلب الاستهلاكي زاد في هذه المدة بنسبة 35%، فإنه يمكن عدّ أن المخزون في لبنان يكفي لما بين ثلاثة وخمسة أشهر كحدّ أقصى. ويشير بوحيدر إلى أنه التقى مستوردي المشتقات النفطية وأبلغوه بأن الكمية المتوافرة لديهم تكفي نحو 20 يوماً من بنزين ومازوت وغاز، ولكن ما يفعله بوحيدر لا يشمل حليب الأطفال والأدوية. المشكلة في هاتين السلعتين أن الشركات لم تعد تستورد كميات كبيرة كما في السابق بسبب شحّ التمويل، إذ إنها كانت تحصل على تمويل مدعوم بالعملة الأجنبية من حقوق السحب الخاصة، وهذا ما دفعها إلى تقليص وارداتها تبعاً لكمية التمويل.

أما بالنسبة إلى القمح، فإن الكميات المتوافرة لدى لبنان، وفقاً لرئيس نقابة المطاحن أحمد حطيط، تكفي نحو شهرين في إطار الاستهلاك العادي، أما في حالات الأزمات وحصول هجمات مستهلكين، فقد تتقلّص إلى نحو شهر.

إذاً، قد لا يبدو الوضع مأساوياً على هذا الصعيد، ولكن المشكلة لا تكمن في الكميات المتوافرة، بل هي ترتبط بصورة أساسية أيضاً بمسائل مثل التخزين والتوزيع والتمويل.

مخزون المواد الأساسية يكفي خمسة أشهر وكميات القمح تكفي شهرين

مسألة التمويل مهمّة في حال لم يحدث حصار يعطّل وصول بواخر الشحن والمطار والمرفأ، إذ إن لبنان يفتقد وسط الأزمة النقدية والمصرفية وجود مصارف قادرة على تأمين التمويل لفتح اعتمادات الاستيراد، وبالتالي بات على المستوردين الاعتماد على جمع النقد الكاش بالعملة الأجنبية والدفع المسبق لثمن الشحنة المستوردة. بهذا المعنى، تضعف قدرة الاستيراد وتتقلص الكميات المستوردة. على سبيل المثال، يقول رئيس تجمع مستوردي النفط مارون شماس، إن الكميات المتوافرة في خزانات الشركات من مادتي البنزين والمازوت تساوي 200 مليون دولار، بينما هناك بواخر آتية أو شحنات تُحمّل بقيمة إجمالية تبلغ 200 مليون دولار أيضاً، أي ما مجموعه 400 مليون دولار من القدرة الرأسمالية، خلافاً لما كان عليه الحال في السابق حين كانت القدرة الرأسمالية تُراوح بين 800 مليون دولار ومليار دولار.

لذا، يشير إلى أن «الإمكانات مرتبطة بالوضع الاقتصادي العام الذي نعرف جميعاً كيف هو عليه الآن».

65 مليون ليتر

هي كمية مادة المازوت المتوافرة في خزانات الشركات المستوردة بحسب أرقام مصدرها الجمارك اللبنانية، علماً أن الاستهلاك اليومي الأقصى يصل إلى 4 ملايين ليتر

كذلك يعتقد رئيس نقابة مستوردي المواد الغذائية هاني بحصلي، أنه يجب ألّا ننشغل كثيراً في مسألة المخزون، بل في مسائل التوريد والتوزيع. «لدينا بضائع كافية وأكثر مما تتصوّرون»، لكن حدوث الحصار سيمنع الاستيراد، وخريطة الحرب ستحدّد جغرافية التوزيع، أي إن «واقع الأرض هو ما سيحكم عملية توزيع البضائع والسلع».

حتى الآن، «لم تنقطع أي سلعة»، يقول بوحيدر، مشيراً إلى أنه يعمل منذ الإثنين الماضي على متابعة أوضاع السوق، «لكن لا يمكن منح التجّار الأمان، والتجارب السابقة معهم ليست مشجعة». ويضيف إن المشكلة التي طرأت حتى الآن تتعلق بأكلاف الشحن وبوالص التأمين على الشحنات الجديدة الواصلة، إذ إنه مع تصاعد المخاطر في منطقة الشرق الأوسط، بدأت ترتفع أكلاف بوالص التأمين على الشحنات الواردة إلى لبنان، وأن هذا الأمر «يوجب تحديد الأسعار لجهة الفصل بين الكميات المتوافرة في السوق، وبين تلك التي ستأتي لاحقاً، لذلك طلبت من المرفأ تحديد الشحنات الجديدة التي ستأتي من أجل منع التجّار من التلاعب بالأسعار وتحقيق أرباح إضافية على ظهر الأزمة».

اللواء:

صحيفة اللواءلبنان بلا غطاء.. وحسابات الحرب على الطاولة!
اشتباكات الجنوب تتصاعد.. وسفارات لمغادرة رعاياها فوراً

بعد يومين، أي بعد غد السبت في 21 الجاري، يكون قد انقضى اسبوعان على عملية «طوفان الأقصى» التي قادتها حركة «حماس» ضد غلاف غزة، وتمكنت من دخول 11 مستوطنة، وخطف أسرى من جنسيات متعددة اميركية وفرنسية والمانية لدى فصائل المقاومة التي دخلت إلى الغلاف، ثم الرد الحربي من حكومة اسرائيل التي توحدت تحت عنوان الثأر من الفلسطينيين، واللجوء إلى المجازر ضد الآمنين، وتدمير المنازل والمدارس وصولاً إلى قطع المساعدات والكهرباء والمياه، واستهداف المستشفيات العاجزة عن تقديم المعالجات، وآخرها كان قصف لحدّ التدمير لمستشفى المعمداني في القطاع، والذي أدى إلى سقوط 500 شهيد من الأطفال والنساء والرجال المسنين ربما في ذلك طاقم المستشفى الطبي والإداري.

تحرك العالم بين داعم لاسرائيل بكل همجيتها من الولايات المتحدة الأميركية الذي حلّ رئيسها ضيفاً ثقيلاً على المنطقة إلى الأوروبيين (فرنسا – المانيا وسواهما) وهبّ العالمان العربي والإسلامي إلى نصرة غزة وشعبها، وإعلان «الغضب الساطع» بوجه اسرائيل والولايات المتحدة، والاستعداد للمواجهة وغصت شوارع وأحياء بيروت والضاحية بالمعتصمين تنديداً بالجرائم الإسرائيلية، مع حداد وطني في لبنان وإقفال للمدارس والجامعات والمؤسسات الرسمية والخاصة.

وفي المشهد المتقدم، معارك صاروخية ومدفعية بين المقاومة الاسلامية وجيش الاحتلال على طول الخط الممتد من القطاع الغربي إلى مزارع شبعا وتلال كفرشوبا في القطاع الشرقي.

والسؤال، بقي هو هو منذ اليوم الأول لبدء العمليات الحربية: هل يدخل حزب الله في الحرب على نطاق واسع، وعلى نحو ما حصل في حرب تموز 2006 .

بعضٌ من الجواب جاء على لسان رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله السيد هاشم صفي الدين الذي أكد أن لا البوارج الأميركية ولا التهديدات الإسرائيلية ترهب المقاومة في لبنان التي لن تترك الفلسطينيين.

وحسب خبراء عسكريين، فإن ردود حزب الله، أو العمليات التي نفذها في ساعات الماضية، تجاوزت الخطوط ؟؟، ضمن ما كان يعرف بـ «خطوط الاشتباك» إلى إرسال إشارات واضحة عن استعداده للانخراط، كما الفصائل الفلسطينية في معارك طويلة وحاسمة.

وفي التقديرات أن موضوع الحرب وضع على الطاولة جدياً، بعد جولة وزير الخارجية الإيراني أمير حسين عبد اللهيان، ولقائه مع قيادات المقاومة، ومع الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله.

حكومياً لفتت مصادر مطلعة لـ « اللواء» إلى أن ما من قرار بعد حول إمكانية إبقاء جلسات مجلس الوزراء مفتوحة، وقالت انه متى استدعى الأمر ذلك فإن الفكرة تصبح قيد النقاش.

وأوضحت المصادر نفسها أن هناك ترقبا للتطورات على جبهتي غزة والجنوب، وأن الاجتماعات التي تعقد وتتخذ طابع الإحاطة تتركز على الإمكانات المتاحة لمواجهة الحرب في حال اندلعت لأن جميع السيناريوهات من بينها تلك السيئة، وأوضحت أن المسألة لم تصبح طارئة انما لا بد من اتخاذ تدابير مسبقة .

اقتحام السفارة

وبعد ليل عاصف أمام السفارتين الأميركية في عوكر والفرنسية في قصر الصنوبر، تجددت الإحتجاجات أمام الأولى بعد ظهر أمس، والجديد أنه بعد تقدم المتظاهرين، وقعت مواجهات في محيط السفارة الاميركية في عوكر والقوى الامنية التي لجأت إلى استخدام الحجارة بوجه الحجارة، ثم ألقت قنابل مسيلة للدموع، وتمكنت من توقيف بعض الناشطين الذين شاركوا في محاولة كسر الحاجز الحديدي بمحيط اسفارة.

وتحدث الجيش اللبناني عن إصابة عدد من العسكريين بجروح اثناء تنفيذ مهمات حفظ أمن التظاهرات ودعا إلى الإلتزام بالتعبير السلمي عن الرأي وعدم التعرض للعسكريين والاملاك العامة والخاصة.

مغادرة رعاياه عرب وأجانب

ومع هذه التطورات، دعت سفارة المملكة العربية السعودية لدى لبنان رعاياها إلى التقيد بقرار منع السفر أو مغادرة الأراضي اللبنانية فوراً لمن هو متواجد، وعزت ذلك إلى تطورات الأحداث الجارية في منطقة الجنوب.
وحثت السفارة الاميركية في بيروت موطنيها «على عدم السفر إلى لبنان».
وقالت عبر حسابها على منصة «أكس» : نوصي المواطنين الأميركيين في لبنان باتخاذ الترتيبات المناسبة لمغادرة البلاد.
ونشرت السفارة الأميركية في عوكر بيانًا عبر منصة «أكس» جاء فيه: على المواطنين الأميركيين في بيروت تجنّب منطقة عوكر اليوم نظرًا لاحتمال وقوع المزيد من التظاهرات. ولا تزال أبواب السفارة مفتوحة للعمل. ونحن نعطي الأولوية لتقديم الخدمات القنصلية للمواطنين الأميركيين في لبنان.

كما ونشر أمس موقع السفارة الفرنسية انه «ستعقد تجمعات في أحياء مختلفة من بيروت (الضاحية الجنوبية، وسط المدينة، الطرق الرئيسية)، ابتداءً من منتصف النهار.

ومن المرجح أن تخلق هذه التجمعات صعوبات في الوصول والتنقل داخل هذه المدن.

لقاءات

وفي الرياض، التقى وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال عبد الله بو حبيب، كُلاً من وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، وطالب بالعمل على «دور المملكة المحوري في إعادة التوازن إلى الشرق الاوسط».
وأمام نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان أعرب عن «قلقه من غياب الضغط الدبلوماسي الغربي الجدي على اسرائيل لوقف التصعيد».
وفي التحركات سجلت أمس في لبنان كما في العالم، وقفات احتجاجية تنديدا بالمجزرة. ففي ظل حداد وطني وإقفال عام جراء الممارسات الإسرائيلية الوحشية واستنكارا لمجزرة المستشفى الاهلي المعمداني، تمّ تنظيم تحرّكات شعبية غاضبة في المناطق اللبنانية، كان ابرزها التحرّك المركزي أمام مبنى الإسكوا في بيروت، والتجمع الذي دعا إليه «حزب الله» «تضامنا مع غزة واستنكارا للمجازر الصهيونية الوحشية بحق الاطفال والعدوان الارهابي على المستشفى المعمداني»، في باحة الشورى في حارة حريك.

الاشتباكات تتوسع

وتوسعت الاشتباكات في الجنوب، وكان الفجر وصباح أمس متوترين. فقد تعرضت أطراف بلدة علما الشعب لقصف اسرائيلي وسمع دوي انفجارات على الحدود مع لبنان. الى ذلك، وعند الثالثة والربع  فجرا، قامت مجموعة ‌من حزب الله بإستهداف دبابة ميركافا للجيش الاسرائيلي في موقع ‌‏الراهب وتمت إصابتها بشكل مباشر مما أدى إلى قتل وجرح طاقمها، كما أطلق الحزب صاروخاً مضاداً للدروع من لبنان باتجاه موقع عسكري في مستوطنة منارة.
وقررت حكومة نتنياهو توسيع إخلاء البلدات الحدودية مع لبنان إلى 5 كلم باتجاه الداخل.
وبعد ظهر أمس، أعلن حزب الله عن مهاجمة موقع المالكية بالأسلحة الصاروخية والرشاشة، وأدى الهجوم إلى إصابة عدد من الجمود وتدمير جزء من التجهيزات الفنية.
وفي أول إعلان من نوعه، منذ بدء العمليات، أعلنت قوات الفجر(الجناح العسكري للجماعة الإسلامية): قمنا بتوجيه ضربات صاروخية استهدفت مواقع العدو في الاراضي المحتلة وحققنا إصابات.

البناء:

البناءبايدن يطلق صفارة الحرب من تل أبيب… ويفرج عن مساعدات إنسانية

السيد صفي الدين للأميركيين: عندنا أكثر مما عندكم ولدينا أقوى مما لديكم فاحذرونا

العمليات جنوبا تسجل أعلى أيام التصعيد… والمقاومة العراقية تستهدف الأميركيين

كتب المحرر السياسي

حطّ الرئيس الأميركي جو بايدن في تل أبيب مرتبكاً بعد فشل رهانه على إمكانية الضغط على الثلاثي العربي السعودي المصري الأردني لتمرير مشروع تهجير الفلسطينيين من غزة أولاً ثم الضفة الغربية، الى كل من مصر والأردن، وكان مجلس وزراء خارجية الدول الإسلامية قد أكد رفض التهجير، ودعا المجتمع الدولي الى تحمل مسؤولياته بوقف النار وفك الحصار، وأدان مواقف الدول التي توفر الدعم والحماية لكيان الاحتلال. وحاول بايدن أن يظهر عزم حكومته على دعم جيش الاحتلال في عملية برية في غزة، مضيفاً إليها اتفاقاً مع رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو على تأمين دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة المحاصرة، بعدما سقطت الرواية الإسرائيلية عن استهداف المستشفى المعمداني، رغم دعم بايدن وتبنيه لهذه الرواية.

أطلق بايدن صافرة الحرب وعاد إلى واشنطن، حيث تظاهر اليهود المؤيدون للسلام واقتحموا أحد مباني الكونغرس، منددين بموقف بايدن، محاولاً التركيز في تصريحاته على المساعدات الانسانية بعدما بدا أن الشارع الغربي عموماً سحب الغطاء عن الدعم الأميركي لكيان الاحتلال، وتحولت جرائم جيش الاحتلال إلى سبب لنزول التظاهرات في عشرات العواصم والمدن تنديداً بالعدوان الهمجي الذي يقتل الأطفال بتغطية أميركية.

في لبنان تظاهرات حاشدة انطلقت تضامناً مع فلسطين، كان أهمها الحشد الذي دعا إليه حزب الله في الضاحية الجنوبيّة تحدّث خلاله رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله السيد هاشم صفي الدين، وكان أبرز ما قاله صفي الدين، إن المقاومة في قلب معركة الدفاع عن غزة، وإن مشروع التهجير في غزة لن يمر، بما يشبه رسم الخطوط الحمراء، متوجهاَ للأميركيين قائلاً: أنتم تحذروننا لكن يجب أن تحذروا أنتم منا، فما لدينا أكثر مما لديكم وما عندنا أقوى مما عندكم.

ميدانياً سجلت العمليات على الحدود الجنوبية أعلى حصاد لها في مواقع الاحتلال المقابلة، وكان اليوم الأعلى في درجة التصعيد، بينما سجلت المقاومة العراقية اول دخول على الخط بإعلان استهدافها قاعدة عين الأسد، حيث القواعد الأميركية.

ولا تزال المجزرة الإسرائيلية في مستشفى المعمداني في غزة وتداعياته الحدث الأبرز الذي يطغى على المشهد الداخلي، بالتوازي مع اشتداد حدّة المواجهة والمعارك العسكرية والإلكترونية والاستخبارية بين فصائل المقاومة اللبنانية والفلسطينية وبين قوات الاحتلال الإسرائيلي على طول الجبهة الجنوبية مع فلسطين المحتلة، ما أدّى الى خسائر فادحة بشرية ومادية في صفوف الاحتلال، وقد اعترف إعلام العدو عبر قناة «كان» بأن «هذا اليوم (أمس) كان أقوى الأيام قتالاً على الحدود الشمالية مع لبنان».

وأشارت مصادر ميدانية لـ»البناء» الى أن حزب الله كثّف عملياته العسكرية النوعية ضد مختلف مواقع الاحتلال غداة ارتكاب العدو المجزرة بحق المدنيين في المعمداني، وشدّدت على أن مستوى العمليات سيتوسّع كل يوم الى ما هو أبعد من الحدود، وقد يتفاجأ العدو بأنواع أخرى من العمليات التي ستؤلمه. وكشفت المصادر أن العدو تكبّد خسائر كبيرة لكنه يمارس التعتيم الإعلامي، كما أنه يتهيب الحرب مع المقاومة في لبنان من خلال التخفيف من تحركاته الحدودية واختباء جنوده وضباطه في الآليات العسكرية.

وأعلنت هيئة البث الإسرائيلي أن جيش الاحتلال بدأ في إنشاء مستشفى ميداني في الجليل ضمن الاستعدادات لاحتمال اندلاع مواجهة مع حزب الله.

وأشار خبراء في الشؤون العسكرية والاستراتيجية لـ»البناء» الى أن احتمالات توسّع الحرب تتزايد بظل ما يجري من مجازر وحرب إبادة في غزة، مرجحة أن يبادر محور المقاومة الى تسديد ضربات موجعة ضد أهداف إسرائيلية لا سيما الموانئ والمطارات وحقول النفط والغاز وقواعد عسكرية حساسة، وأخرى تستهدف القواعد الأميركية في المنطقة لا سيما في سورية والعراق. ويشير الخبراء الى أن الحشد الدولي الأميركي – الغربي بتواطؤ بعض الأنظمة العربية يشكل مظلة دعم لكيان الاحتلال ويمنحه مزيداً من الوقت لاستمرار الحرب وقتل المدنيين لتنفيذ مشروعه القديم – الجديد أي تفريغ غزة من المدنيين وتهجيرهم الى سيناء، إضافة الى أن حاملات الطائرات والبوارج الحربية الأميركية تشكل عامل اطمئنان لكيان الاحتلال كقوة ردع ضد محور المقاومة، لكن محور المقاومة في المقابل أيضاً يملك أوراق قوة كثيرة على امتداد المنطقة سيُخرجها في الوقت المناسب يمكنها من إيلام «إسرائيل» والولايات المتحدة وأوروبا وتهديد مصالحهم الحيوية في المنطقة وأمن كيان الاحتلال بحال توسّعت الحرب الى حرب شاملة».

وردت المقاومة الإسلامية على الاعتداءات الصهيونية المتكررة على المدنيين اللبنانيين بسلسلة عمليات هاجمت خلالها مواقع وأهدافًا لجيش الاحتلال الصهيوني على امتداد الحدود مع فلسطين المحتلة، موقعة قتلى وجرحى في جنود العدو، ومحققة إصابات مباشرة في المواقع المستهدفة.

وأعلنت المقاومة الإسلامية في بيانات متلاحقة مهاجمة موقع رويسات العلم في تلال كفرشوبا ومزارع شبعا اللبنانية المحتلة (أقصى القطاع الشرقي)، بالقذائف الصاروخية والأسلحة المتنوعة من بينها سلاح 57 ملم، مما أدّى إلى تحقيق إصابات مباشرة في الموقع.

كما هاجمت مواقع: جل العلام، وثكنة زرعيت، وموقع البحري، الواقع مقابل رأس ‏الناقورة (أقصى القطاع الغربي) بالصواريخ الموجّهة والأسلحة المناسبة، واستهدفت مركزاً لتجمع جنود الاحتلال ومنظومة مراقبة واستطلاع في تلة ‏الطحيات الواقعة جنوب مستوطنة المنارة (القطاع الأوسط) بالصواريخ الموجّهة وأوقعت فيها عددًا من الإصابات بين قتيل وجريح.‏

وفي وقت لاحق عاود مجاهدو المقاومة الإسلامية مهاجمة موقع الطحيات، حيث قامت مجموعة الشهيدين علي حسن حدرج، وعلي رائف فتوني، باستهداف الموقع ‏للمرة الثانية هذا اليوم بالأسلحة المناسبة، إضافة الى موقع ‏المالكية الصهيوني (القطاع الأوسط) بمختلف أنواع ‏الأسلحة الصاروخية والرشاشة، وأصابته بشكل مباشر، موقعة فيه عددًا من جنوده بين قتيل وجريح، إضافة إلى تدمير جزء ‏كبير من تجهيزات الموقع الفنية.‏

كذلك استهدفت مجموعة أخرى موقع المطلة الصهيوني (القطاع الأوسط) ‏بالأسلحة المناسبة.‏

وأعلنت وسائل إعلام العدو، استهداف المواقع الصهيونية المذكورة بالصواريخ والأسلحة الرشاشة الثقيلة، مؤكدة أن أكثر من 10 صواريخ مضادة للدروع، أصابت المواقع المستهدفة.
وفي وقت لاحق أعلنت وسائل إعلام العدو مصرع ثلاثة جنود وإصابة 4 آخرين بجروح في الهجوم الذي استهدف موقع تلة الطحيات، فيما لا تزال تتكتم على خسائر العدو في المواقع الأخرى.

ونشر الإعلام الحربي في حزب الله، مقطع فيديو يجمع مشاهد من استهداف الدبابات الإسرائيلية جنوبي لبنان، بصواريخ مضادة للدروع، تحت عنوان كُتب بالعربية والعبرية: «دباباتكم قبوركم».

وأعلن الإعلام الحربي في حزب الله مساء أمس استشهاد اثنين من مجاهديه في الاشتباكات مع الاحتلال الإسرائيلي، هما الشهيد طه عباس عباس (علي الرضا)، والشهيد علي محمد مرمر «مرتضى» من بلدة عيترون جنوب لبنان.

إلى ذلك، نظمت وقفات احتجاجية في عدد من المناطق اللبنانية في ظل حداد وطني وإقفال عام جراء الممارسات الإسرائيلية الوحشية واستنكاراً لمجزرة المستشفى الأهلي المعمداني، كان أبرزها التحرّك المركزي أمام مبنى الإسكوا في بيروت، والتجمع الذي دعا إليه حزب الله «تضامناً مع غزة واستنكاراً للمجازر الصهيونية الوحشية بحق الأطفال والعدوان الإرهابي على المستشفى المعمداني»، في باحة الشورى في حارة حريك، إضافة الى التحرك أمام السفارة الأميركية في عوكر الذي تحول ساحة اشتباك بين المتظاهرين والجيش اللبناني والقوى الأمنية.
وأكد رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين، في الوقفة التضامنية مع غزة التي دعا اليها الحزب، في باحة الشورى في حارة حريك، «ان الكيان الصهيوني قائم في الأساس على المجازر وقتل الأبرياء من دون رادع، فكيف إذا كان مدعومًا بالأميركي والغربي». وقال: «نقف هنا لنعلن استنكارنا وغضبنا الشديد لما ارتكبه الصهاينة من مجازر متتالية، وآخرها مجزرة مستشفى المعمداني»، مشيراً الى أن «السبب في إراقة دماء الشعوب هو الولايات المتحدة الأميركية ومعها الغرب». وأعلن ان «في كل دقيقة، كان العدو يرتكب مجازر إبادة بحق عائلات بأكملها في قطاع غزة، من دون أن يتحرّك الضمير العربي».

وقال صفي الدين: «القصف الذي استهدف أمس مستشفى يؤكد أنّ الاستهداف هو بقرار وتصميم مُسبق»، موضحاً «ان إدارة المستشفى والمسؤولين قاموا بكل جهد من أجل تأمين المستشفى الذي يُمنع بحسب كلّ القوانين أن يُستهدف». وقال: «وقاحة الصهاينة أمس ظهرت، بمحاولة التنصّل بشكل فاضح من المسؤولية وتحميل الفصائل الفلسطينية مسؤولية ما حصل».

واندلعت مواجهات في محيط السفارة الأميركية في عوكر بين المتظاهرين والقوى الأمنية على أثر التظاهرة التي نُظمت تضامناً مع الشعب الفلسطيني واستنكاراً لمجزرة المستشفى «المعمداني» في غزة. وحاول المحتجون اجتياز السياج الشائك ورموا الحجارة باتّجاه القوى الأمنيّة، التي ردّت بإطلاق القنابل المسيلة للدموع وخراطيم المياه لإبعاد المحتجين. وكان الجيش أقام سلسلة حواجز في الضبية قرب الـ»ABC» وعلى كافة المداخل المؤديّة إلى عوكر. وسجلت حالات اختناق كثيرة في صفوف المتظاهرين جراء إلقاء القوى الأمنية أعداداً كبيرة من القنابل المسيّلة للدموع في محيط السفارة.

وليس بعيداً، حثت السفارة الأميركية في بيروت عبر حسابها على تويتر موطنيها «على عدم السفر إلى لبنان». وقالت عبر حسابها على منصة «اكس»: نوصي المواطنين الأميركيين في لبنان باتخاذ الترتيبات المناسبة لمغادرة البلاد. تظل الخيارات التجارية متاحة حاليًا. نوصي مواطني الولايات المتحدة الذين يختارون عدم المغادرة بإعداد خطط طوارئ لحالات الطوارئ»، ما دعت السفارة «المواطنين الأميركيين في بيروت تجنّب منطقة عوكر اليوم (أمس) نظرًا لاحتمال وقوع المزيد من التظاهرات. ولا تزال أبواب السفارة مفتوحة للعمل. ونحن نعطي الأولوية لتقديم الخدمات القنصلية للمواطنين الأميركيين في لبنان».

بدورها، نصحت السفارة الفرنسية في لبنان «الذين يرغبون زيارة لبنان بالذهاب إلى هذا البلد إلا لأسباب ملحة».

ونصحت السفارة السعودية في بيروت مواطنيها في لبنان بالمغادرة بشكل فوري. ولفتت الى ان «سفارة المملكة العربية السعودية لدى جمهورية لبنان تتابع عن كثب تطورات الأحداث الجارية في منطقة جنوب لبنان، حيث تدعو كافة المواطنين التقيّد بقرار منع السفر ومغادرة الأراضي اللبنانية بشكل فوري لمن هو متواجد في لبنان حالياً».

ودعت سفارة مملكة البحرين لدى الجمهورية العربية السورية «جميع المواطنين البحرينيين الكرام بضرورة الالتزام بالبيانات الصادرة عن الوزارة مسبقًا حول عدم السفر نهائيًا إلى لبنان».
أعلنت وزارة الخارجية البريطانية أنها تنصح مواطنيها بعدم السفر إلى لبنان على الإطلاق بسبب المخاطر المرتبطة بالصراع الدائر بين «إسرائيل» والفلسطينيين.

كما شجعت المواطنين البريطانيين الموجودين في لبنان على مغادرة البلاد الآن «بينما لا تزال خيارات (الرحلات) التجارية متاحة».

وكان وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بو حبيب، أكد في كلمة له خلال الاجتماع الاستثنائي لمنظمة التعاون الإسلامي في جدّة، على ضرورة «توقف الاستفزازات الإسرائيلية على حدودنا الجنوبية كما يجب أن ينتهي العدوان على غزة».

وشدد بو حبيب، أن «على المجتمع الدولي اليوم مسؤولية كبرى، أن يوقف المعايير المزدوجة والدعم الأعمى للمحتل. إن الحصار المفروض على غزة، والذي يؤثر على أكثر من مليوني فلسطيني، يشكل جريمة صارخة ضد الإنسانية».

وأشار الى أن «لبنان، هذا البلد المحبّ للسلام، يوجه تحذيراً صارخاً اليوم: استمرار العدوان على غزة يمكن أن يشعل نيراناً قد تلتهم المنطقة بأكملها».



عرض مصدر الخبر



تطبيق موسوعة الرافدين




>