أكد وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، يوم الأحد، أن بلاده ستنشر منظومتي "ثاد" و"باتريوت" في جميع أنحاء الشرق الأوسط لحماية القوات الأمريكية.
وقال أوستن في بيان صحفي: "هذه الخطوات ستعزز جهود الردع الإقليمية وتزيد من حماية القوات الأمريكية في المنطقة وتساعد في الدفاع عن إسرائيل".
وأضاف: "وضعت عددا من القوات على أهبة الاستعداد كجزء من إدارة حالة الطوارئ، ولزيادة جاهزيتهم وقدرتهم على الاستجابة السريعة كما هو مطلوب".
حول خطوة إرسال منظومتي الدفاع الأمريكيتين إلى إسرائيل، قال محلل السياسات الأمنية السابق في مكتب وزير الدفاع الأمريكي، مايكل معلوف، لـ"سبوتنيك": "أعتقد أن رغبة الولايات المتحدة بنشر هذه المنظومات يظهر بوضوح رغبتها بحماية إسرائيل، بالإضافة لانتشار القواعد الأمريكية في الشرق الأوسط".
وأكد وجود "35 قاعدة أمريكية
تحيط بإيران وحدها"، متطرقا لما يتم تداوله على الإنترنت حول "رغبة إيران في الحرب"، واصفا الأمر بأنه "غير منطقي نظرا لقرب هذه القواعد من إيران".
وأشار معلوف إلى استهداف القوات الأمريكية في سوريا والعراق باستخدام المسيرات والصواريخ كمؤشرات على تصعيد مع إيران، وقال إن نشر الدفاعات الجوية والصاروخية قد يكون محاولة من جانب واشنطن لإرسال "إشارة" إلى طهران بأن الولايات المتحدة "ستتصدى للهجمات على الأصول الأمريكية".
وأضاف: "وهذا يسير بالتوازي مع الالتزام الذي قطعه بايدن لرئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو بأن الولايات المتحدة سوف تدعمهم على طول الطريق"، مؤكدا: "لذا قد يكون هذا تطورًا مهمًا إلى حد ما لإخبار إيران بأن اللعبة مستمرة".
شدد معلوف على أن مشكلة الولايات المتحدة الاستراتيجية هي أن واشنطن "تتفاعل فقط مع الأحداث المباشرة" بدلا من تحليل الظروف التي أدت للتصعيد الإقليمي.
وقال: "إنهم لا ينظرون إلى سبب كل هذا، وهذا هو الشيء الذي لا يعرفه الناس أو يريدون تجاهله فقط بسبب التهديدات الوشيكة الموجودة. لقد قال أحد الوزراء الإسرائيليين للتو إنه إذا هاجم "حزب الله "خارج لبنان، فإن [إسرائيل] ستستهدف "رأس الأفعى"، قد عرفوا "رأس الأفعى بإيران". وأضاف معلوف أن "هذه الحرب، وهذه الحرب المحتملة، تتصاعد بسرعة كبيرة، خاصة إذا لم يذهب الإسرائيليون إلى غزة فحسب، بل إذا توسعت الحرب في الشمال إلى لبنان".
أشار معلوف إلى أن "القيود الجغرافية في الشرق الأوسط تعد أيضًا عاملاً مهمًا للغاية يجب أخذه في الاعتبار، مع نشر قدرات أمريكية إضافية في المنطقة، ووجود قواعد مثل مقر الأسطول الأمريكي الخامس في البحرين، وهذا يعني أنه في حالة حدوث تصعيد، فإن الأطراف المتصارعة ستكون على مقربة شديدة".
وأضاف: "هذا شيء تقوم به إدارة بايدن وكنا قد شاهدناه لأول مرة في أوكرانيا، والآن في إسرائيل حيث نقوم بحماية حدود دول أخرى، وهذا أمر محير للعقل"، مشيرا إلى أزمة الحدود الجنوبية للولايات المتحدة مع المكسيك.
وعلق معلوف على طلب إدارة بايدن لـ105 مليار دولار كمساعدات عسكرية لأوكرانيا وإسرائيل، واحتمال حدوث إغلاق حكومي أمريكي، قائلا: "الوضع سيء للغاية على الصعيدين المحلي والدولي، والولايات المتحدة وضعت نفسها في وسط الفوضى".
وأضاف: " ناهيك عن الفوضى التي نواجهها حاليا في اقتصادنا وديوننا تقترب بسرعة من حاجز 34 تريليون دولار، ولا توجد طريقة لسداد ذلك وبشكل عام سلمتنا إدارة بايدن كمية كبيرة من هذه الديون".
