وبالفعل بعد الانتهاء من الدراسة في روسيا يواصل الخريجون نشاطهم المهني بنجاح في العديد من البلدان العربية، من بينها الكويت والإمارات العربية المتحدة، علمًا أن البعض منهم يتابعون دراستهم وفق برنامج الطبيب المقيم في الجامعة نفسها. ومن خلال الاطلاع على رغبات الطلاب نرى بأن المجالات الأكثر طلبًا بين المواطنين الأجانب هي اختصاصات الجراحة العامة وجراحة القلب والأوعية الدموية وجراحة الأعصاب وطب الأسنان.
اختار كريم علي طالب كريم، الذي جاء إلى روسيا من العاصمة العراقية بغداد، أيضًا دراسة مجال الطب في تيومين. وهو حالياً يدرس اختصاص "جراحة القلب" في قسم أمراض القلب وجراحة القلب ويخضع لدورة في مجال الرعاية الطبية الطارئة في جامعة "TMU".
وفي هذا الصدد أشار علي كريم إلى حقيقة أنه كان يحلم منذ الصغر في أن يصبح طبيباً، وبالفعل قدم والداه الدعم في هذا الاختيار. وبناءً على نصيحة أحد الأصدقاء، أرسل الوثائق ذات الصلة إلى عدة جامعات روسية.
وهنا أشار علي كريم قائلاً:
"في البداية تم قبولي في جامعة نوفوسيبيرسك الطبية الحكومية، حيث تلقيت الدراسة هناك على مدى ثلاث سنوات، ثم انتقلت إلى جامعة سيتشينوف في موسكو وتخرجت بدرجة ممتاز. وعلى الرغم من أنه كان بإمكاني ممارسة عملي كطبيب مقيم في كل من موسكو وكازان، لكنني اخترت اختصاص جراحة القلب، وهنا من الأهمية بمكان أن يكون الطبيب المختص في هذا المجال قادرًا على العمل بيديه. وبالتالي أدركت أنه يمكنني تحقيق هدفي في جامعة TMU، باعتبارها واحدة من أفضل المستشفيات في المنطقة، وهي مجهزة تجهيزًا جيدًا. ولهذا السبب دخلت الى هذه الجامعة لممارسة عملي كطبيب مقيم، وسوف أواصل الدراسة فيها لمدة ثلاث سنوات".
يقيم علي كريم في السكن الجامعي، ويبدأ يوم عمله في الساعة الثامنة صباحًا، حيث يجتمع الأطباء في قسم المستشفى الإقليمي رقم 1، في القاعة السريرية للقسم من أجل مناقشة الحالات الطبية والعمليات الجراحية التي سيتم تنفيذها. وتابع علي كريم قائلاً:
"نحن الأطباء المقيمون نطلّع كل يوم على الملفات الطبية والأدوية التي يتناولها المرضى. ومن ثم نشارك في 3-4 عمليات جراحية حيث نقوم بمساعدة الأطباء الجراحين. وبعد الانتهاء من العمليات الجراحية نعود إلى القسم ونقوم بفحص المرضى. بالفعل لقد نال المستشفى إعجابي في كل شيءٍ، فبالاضافة إلى إن جميع الأقسام والقاعات نظيفة جداً، يوجد في المستشفى كل ما يحتاجه الطبيب والمريض بما في ذلك المعدات والأجهزة الحديثة، ناهيك عن أن الأطباء يقدمون المساعدة ويجيبون على جميع الأسئلة بالتفصيل. لا بل أكثر من ذلك، فعندما عرفوا أنني من العراق، بدأوا بمساعدتي بشكل أكبر حتى أتمكن من فهم كل شيء قدر الإمكان".
يعتقد علي كريم، مثل غيره من الطلاب من الدول العربية، أن جامعة TMU تتمتع بعدد من المزايا مقارنة بجامعات الطب الروسية الأخرى. ومن بين هذه المزايا أن الجامعة تقع في منطقة آمنة وسكانها يكنون كل الود والاحترام للمواطنين الأجانب. كما تشتهر الجامعة بتطوير الأنشطة الأممية، حيث يشارك الطلاب الأجانب في برامج التكيف الخاصة.
بالإضافة إلى ذلك، فإن تكلفة الدراسة في TMU أقل بكثير مما هي عليه في الجامعات الطبية الموجودة في العاصمة. وبالتالي فإن الجمع بين التكلفة المعقولة والمتاحة للطلاب من جهة، مع المستوى العالي من التعليم والدراسة من جهة ثانية، يشكل معادلة مثلى بين مؤشرات الجودة والتكلفة.
وأضاف الطبيب العراقي قائلاً:
"المناخ هنا جيد والمدينة جميلة والناس فيها يكنون كل المحبة لبعضهم البعض وعلى وجه الخصوص للأجانب. كما إن البيئة آمنة والشوارع منظمة وكل شيء هادئ ومهيأ لممارسة الرياضة. أخطط للعمل في أحد المستشفيات للحصول على مزيد من الخبرة في هذه المهنة والتواصل مع الناس والتعامل مع المرضى. وهنا أود أن أؤكد على حقيقة أن كل من يرغب في العمل، هناك دائمًا وظائف شاغرة".
أصبح علي كريم أول طبيب مقيم من العراق يمارس نشاطه تحت إشراف مشرفه الأستاذ الدكتور في قسم أمراض القلب وجراحة القلب مع دورة الرعاية الطبية الطارئة في جامعة TMU، جراح القلب في المستشفى الاقليمي رقم 1 الدكتورة لوزين أروتيونيان. حيث أشارت في هذا الصدد قائلة:
"لقد لفت انتباهي على الفور لأنه تخرج من جامعة الطب الروسية بدرجة ممتاز، وهذا الجهد يستحق الاحترام.علي يتمتع بقاعدة علمية نظرية جيدة وهو موهوب جدًا، ويتمتع بأخلاق عالية، ويلتزم بالأخلاقيات المهنية، ويحظى باحترام الأصدقاء والزملاء. علي كريم يتقن اللغة الروسية بمستوى جيد، وأنا وزملائي نساعده على التكيف مع البيئة اللغوية، ونقوم بتدريبه على كيفية إصدار الوثائق الطبية بشكل صحيح والتعامل مع المرضى بشكل كامل".
وبحسب قولها فإن علي كريم سوف يمارس المهنة في المستشفى رقم 1 خلال دراسته في قسم جراحة القلب، حيث يتم علاج المرضى الذين يعانون من أمراض القلب التاجية والعيوب المكتسبة وأمراض الشرايين والأوردة. كما سيخضع الطبيب أيضًا لتدريب داخلي في قسم جراحة القلب للأطفال، حيث سيتعرف على علاج عيوب القلب الخلقية، ويأخذ دورة في جراحة الأوعية الدموية بالأشعة السينية، ويتعرف على التقنيات الهجينة، وكذلك في قسم عدم انتظام ضربات القلب سوف يتقن التعامل مع المرضى الذين يعانون من أشكال مختلفة من عدم انتظام ضربات القلب.
يمكن للأطباء المقيمين في TMU حضور العمليات الجراحية في المرحلة الأولية ويقومون ببعض التدخلات تحت إشراف الجراحين ذوي الخبرة. بالطبع، تتضمن الدراسة دورة نظرية ومواد محاضرات ودروس عملية وندوات وغيرها من الفعاليات الأخرى. كما يشارك الأطباء المقيمون أيضًا في العمل البحثي بشكل فعال، ويشاركون في المؤتمرات العلمية والعملية على المستوى الدولي والإقليمي وعموم روسيا. واختتمت لوزين اروتيونيان كلامها قائلة: "أعتقد أننا سننجح".
لا يوجد في جامعة TMUسوى 57 اختصاصاً ضمن إطار تخصص الطبيب المقيم، علماً أنه تم افتتاح تخصص جديد هذا العام وهو "الجراحة التجميلية". وهذا التخصص يكتسب أهمية على نحو متزايد بين المواطنين الأجانب، مع الاشارة إلى إن مدة الدراسة 5 سنوات.
