النفط.. ركيزة تمويل تنظيم "واي بي جي" الإرهابي في سوريا

وكالة الأناضول

النفط.. ركيزة تمويل تنظيم "واي بي جي" الإرهابي في سوريا

  • منذ 5 شهر
  • العراق في العالم
حجم الخط:
Istanbul
إسطنبول / عمر أوز قزلجق / الأناضول
- حقول النفط في مناطق سيطرة التنظيم تنتج نحو 70 ألف برميل يوميا
- عائدات النفط تعد أهم مصادر الدخل للتنظيم الإرهابي
- الجزء الأهم من مبيعات النفط يتم عبر حكومة إقليم شمالي العراق
تُشكل عائدات النفط مصدرا هاما في الدويلة التي شكلها تنظيم "بي كي كي/ واي بي جي" الإرهابي والتي تسمى "الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا".
وبحسب بيانات أعلنها التنظيم الإرهابي، فإن ميزانية عام 2022 بلغت 780 مليون دولار، حيث تشكل عائدات النفط 77 بالمئة منها.
وتثير تلك البيانات بعض الأسئلة بشأن حجم الموارد النفطية في سوريا؟ وكمية الدخل الفعلي الذي يحققه التنظيم الإرهابي من إنتاج النفط؟ وماهية الطرق التي يستخدمها التنظيم لبيع النفط؟ وما هي الشركات التي يستخدمها في عمليات البيع؟

** النفط في سوريا

تنتج حقول النفط في مناطق سيطرة تنظيم "واي بي جي" الإرهابي ما بين 66 إلى 70 ألف برميل يوميا، ويبلغ الإنتاج النفطي في عموم سوريا نحو 85 ألف برميل.
وبحسب الرئيس التنفيذي لشركة النفط البريطانية "جلف ساندز بتروليوم"، جون بيل، فإنه "يمكن إنتاج 500 ألف برميل من النفط يوميا في عموم سوريا في حال القيام بالاستثمارات اللازمة في البنية التحتية".
وهذا يمكن من تلبية ما يقرب من نصف احتياجات تركيا السنوية من النفط، حيث بلغ استهلاك تركيا اليومي من النفط 939 ألف برميل عام 2021.
وبالنظر إلى أسعار النفط الحالية، فمن الممكن الحصول على أكثر من 20 مليار دولار من الدخل السنوي من جميع الموارد النفطية في سوريا.

** مصادر الدخل.. النفط أولا

يحصل تنظيم "بي كي كي/ واي بي جي" الإرهابي على دخله من مصادر متعددة عبر جرائم متنوعة. فعلى سبيل المثال، يقال إن التنظيم يحقق إيرادات بقيمة 1.5 مليار دولار سنويا من تهريب المخدرات.
ورغم أن حجم الدخل الذي يحصل عليه التنظيم تحت مسمى "التبرعات" في الدول الأوروبية ليس معروفا بالضبط، إلا أن إنتاج النفط يعد أهم مصدر للدخل وأولويته تفوق المخدرات.
ومن أجل تقدير الدخل الحقيقي الذي يحصل عليه التنظيم من إنتاج النفط لابد من النظر إلى إنتاج النفط ومبيعاته على الأرض.
يتم إنتاج نحو 25 مليون و550 ألف برميل من النفط سنويا في المناطق التي يسيطر عليها التنظيم في سوريا، وبالنظر إلى سعر النفط الخام الحالي، فإن ذلك يحقق دخلا سنويا يبلغ نحو مليارين و194 مليون دولار.
كما يحصل التنظيم على دعم رسمي من الولايات المتحدة لتلبية احتياجات الرواتب والأسلحة والمعدات والذخائر بقيمة 160 مليون دولار في عام 2023.

** 3 طرق لبيع النفط

عند النظر إلى طرق المبيعات لدى التنظيم، تبرز ثلاثة طرق رئيسية لبيع النفط. ومن حيث الأهمية، فإن الطريق الأول يكمن في المبيعات إلى حكومة إقليم شمالي العراق.
ويبدو أن تجارة النفط مع حكومة إقليم شمالي العراق تتم عبر بوابة "فيشخابور" الحدودية غير الرسمية، حيث يتم إدخال النفط (القادم من التنظيم) ضمن إنتاج النفط لحكومة الإقليم.
ويتم بعد ذلك بيع النفط الذي تم شراؤه بسعر رخيص من "واي بي جي" الإرهابي إلى العالم، جنبا إلى جنب مع النفط المنتج في حكومة إقليم شمالي العراق.
أما الطريق الثاني للمبيعات فيتجه نحو مناطق الإدارة السورية، حيث يظهر في العديد من المصادر المختلفة، بما في ذلك وسائل الإعلام، أن مجموعة "قاطرجي"، المعروفة بقربها من إدارة دمشق، تلعب دورا نشطا في تجارة النفط المحلية في المنطقة.
وتتم تجارة النفط بين التنظيم وحكومة دمشق من خلال مجموعة "قاطرجي" التي تمتلك ميليشيات مستقلة لضمان أمن تجارة النفط.
وبحسب صحيفة "وول ستريت جورنال" عام 2019، أدرجت مجموعة "قاطرجي" التي تواصل تجارة النفط بين التنظيم وإدارة دمشق، على قائمة عقوبات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
الطريق الثالث باتجاه مناطق الحكومة السورية المؤقتة، حيث يتم بيع النفط الذي يتم تهريبه إلى المنطقة وثم إلى محطات الوقود فيها، ومن ثم يتم نقله إلى محافظة إدلب.
كما يوجد خط بديل لإمدادات النفط إلى مناطق الحكومة السورية المؤقتة عبر تركيا، إلا أن هذا النفط ذو جودة أعلى وسعر أغلى.
وباختصار، وخلافا لادعاءات بعض أصحاب نظرية المؤامرة، لا توجد موارد نفطية ذات قيمة كبيرة في سوريا. ومع ذلك فإن الموارد النفطية الحالية تشكل "مصدر دخل مهم جدا للتنظيم الإرهابي".
-------------------------------------
** عمر أوز قِزِلْجِق، خبير في السياسة الخارجية والأمنية.
** الأفكار والآراء الواردة في المقال لا تعبر بالضرورة عن سياسة الأناضول التحريرية.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.


عرض مصدر الخبر



تطبيق موسوعة الرافدين




>