بغداد تبلغ واشنطن رفضها الهجمات الأميركية

العربي الجديد

بغداد تبلغ واشنطن رفضها الهجمات الأميركية

  • منذ 5 شهر
  • العراق في العالم
حجم الخط:

وفي وقت متأخر من ليل أمس الأربعاء، استقبل وزير خارجية العراق فؤاد حسين السفيرة الأميركية لدى بغداد ألينا رومانوسكي. ووفقاً لبيان لوزارة الخارجية العراقية، فإنّ "الوزير أكد للسفيرة رفضه للتصعيد الأخير الذي شهدته الساحة العراقية خلال اليومين الماضيين"، مشدداً على أنه "تصعيد خطير، وفيه تجاوز على السيادة العراقية، التي نلتزم بصونها وحفظها، بحسب الواجبات الدستورية والقانونية للحكومة".

وأكد "إدانة حكومة العراق للهجوم الذي استهدف منطقة جُرف النصر (جرف الصخر) والذي جرى دون علم الجهات الحكومية العراقية"، عاداً ذلك انتهاكاً واضحاً للسيادة العراقية، وأنه "مرفوض بالاستناد للسيادة الدستورية العراقية والقانون الدولي". ‏

من جهته، علّق عضو التيار الصدري عصام حسين على اللقاء، مضيفاً في تدوينة على منصة إكس: "انتهى اللقاء من دون أن يسلمها الوزير مذكرة احتجاج بسبب انتهاكها للسيادة والاعتداء على قوات أمنية داخل الأراضي العراقية من قبل قوات الاحتلال"، وشدد على أن "هذا يعني اعترافاً حكومياً ضمنياً بشرعية القصف الأميركي واعتباره دفاعاً عن النفس".

ويثير الرد الأميركي المخاوف من تطور "المواجهة" بينها وبين الفصائل العراقية، وهو ما أثار مخاوف الحكومة العراقية من جانب، والفصائل التي اتخذت إجراءات لتأمين نفسها.

وقال مسؤول أمني عراقي، لـ"العربي الجديد"، مشترطاً عدم ذكر اسمه، إن "الهجمات أججت الضغوط من قيادات الفصائل على رئيس الحكومة محمد شياع السوداني لإخراج القوات الأميركية من البلاد، كما أثارت مخاوف الفصائل من هجمات جديدة".

وأكد أن "الفصائل أقدمت، يوم أمس الأربعاء، على إخلاء معظم مواقعها إلا من عدد من العناصر قليل جداً، خوفاً من هجمات أخرى"، وأوضح أن "الهجمات الأميركية سيكون لها تأثير كبير على تحركات الفصائل ونشاطها، التي بدا التقييد عليها واضحاً".

الباحث في الشأن السياسي العراقي فراس إلياس عدّ الهجمات الأميركية "إحراجاً لحكومة السوداني"، وقال في تدوينة على "إكس": "حكومة السوداني هي الحلقة الأضعف في معادلة الصراع بين الفصائل المسلحة والقوات الأميركية، فهي خاضعة لتأثير الطرفين، وتستند في وجودها لدعم الطرفين، ولذلك لا تستطيع دعم طرف دون آخر، كما أنها لا تستطيع إنهاء وجود طرف وترك الآخر"، مؤكداً أن "ما يمكن أن تقوم به هو الدعوة للتهدئة، وذلك أضعف الإيمان".

وكان الأمين العام لمليشيا "بدر" هادي العامري قد جدد، أمس الأربعاء، مطالبته بإخراج القوات الأميركية وكل قوات التحالف الدولي من العراق فوراً، معتبراً أنّ "بقاءهم سيؤدي إلى مزيد من إراقة الدماء العراقية، ويسبب إرباكاً للوضع الأمني وإعادة العراق إلى المربع الأول من عدم الاستقرار، وهو وجود من دون أي غطاء دستوري أو قانوني".

وهاجمت جماعة "المقاومة الإسلامية في العراق"، ليل أمس الأربعاء، مجدداً قاعدة حرير التي تضم جنوداً أميركيين في أربيل، مركز إقليم كردستان، وقالت في بيان: "رداً على الجرائم التي يرتكبها العدو بحق أهلنا في غزّة، استهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية في العراق قاعدة الاحتلال الأميركي في مطار أربيل بطائرة مسيرة"، مؤكدة أن "الهجوم أصاب هدفه بشكل مباشر".

وفجر أمس الأربعاء، استهدف قصف أميركي موقعين للجماعة المنضوية ضمن "الحشد" في منطقة جرف الصخر غير الخاضعة لسيطرة الحكومة العراقية، أسفر عن مقتل 8 عناصر وإصابة 4 آخرين، بعد أقل من يوم واحد من قصف أميركي مماثل استهدف شاحنتين غربي بغداد.

وقالت القيادة الأميركية الوسطى، في بيان، إن القصف جاء رداً على مهاجمة قاعدة عين الأسد الجوية التي تضم المئات من العسكريين الأميركيين.



عرض مصدر الخبر



تطبيق موسوعة الرافدين




>