الحملات الانتخابية تنعش الخطاب الطائفي في العراق

العربي الجديد

الحملات الانتخابية تنعش الخطاب الطائفي في العراق

  • منذ 5 شهر
  • العراق في العالم
حجم الخط:

أثار تصاعد الخطاب الطائفي في الحملات الدعائية لأحزاب السلطة في العراق، في الانتخابات المحلية المقررة في الـ18 من الشهر المقبل، المخاوف من تأثيراته وانعكاساته المجتمعية، وسط تأكيد أن ذلك مرده إلى تراجع شعبية تلك الأحزاب.

ومع التطورات التي تشهدها الساحة السياسية بالعراق المتمثلة باتساع دائرة المقاطعة للانتخابات من قبل التيار الصدري وقوى سياسية أخرى، فضلا عن إقالة محمد الحلبوسي من رئاسة البرلمان، لم تخف قوى "الإطار التنسيقي" الحاكم في البلاد مخاوفها من خسارة قواعدها الشعبية التي تعول عليها، ما دفعها إلى تكثيف حملاتها الانتخابية وحث الأهالي في مناطق نفوذها على المشاركة، مع "الضرب على وتر الطائفية" في التحشيد الانتخابي.

وتعد عبارات مثل "اختلال التوازن"، و"المكون الأكبر"، و"المكونات العراقية"، و"الشيعة"، و"السنة"، الأكثر رواجا أثناء المؤتمرات واللقاءات الانتخابية التي تجريها قيادات "الإطار التنسيقي".

ووفقا لعضو في البرلمان العراقي، فإن "تلك العبارات راجت بشكل كبير في الفترة الأخيرة وخاصة في الشهر الأخير، وأن أول من روج لها هي القيادات الرئيسة في قوى الإطار، ومنها زعماء ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، وتيار الحكمة عمار الحكيم، وتحالف نبني هادي العامري، وجماعة عصائب أهل الحق قيس الخزعلي، ومعظم القيادات الرئيسة والثانوية للتحالف.

وقال النائب الذي اشترط عدم ذكر اسمه في حديث لـ"العربي الجديد": "لا يخلو أي مؤتمر لقوى الإطار من الخطاب الطائفي، وهو ما يزيد المخاطر من تأثيرات سلبية على النسيج المجتمعي في البلاد"، مبينا أن "هذا النهج يتطلب وضع حد له، من قبل الحكومة والبرلمان وأن تكون هناك محاسبة قانونية لكل من يروج للخطاب الطائفي".

وأثناء تجمع انتخابي لائتلاف دولة القانون جرى الأسبوع الحالي، أكد المالكي أن "الغياب عن الانتخابات لن يحقق الشراكة والإصلاح، بل يسبب خللا في التوازن بين المكونات"، مشددا على أن "المشاركة الواسعة في الانتخابات تمثل إرادة الشعب من خلال صناديق الاقتراع".

كما أكد عمار الحكيم أن "منع الناس من المشاركة سيخلق نتائج غير متوازنة في تمثيل المكونات الاجتماعية، خاصة في المحافظات ذات التمثيل المتنوع"، محملا من سماهم بـ"دعاة منع الناس من المشاركة"، "مسؤولية اختلال التوازن وحالة عدم الاستقرار التي ستترتب عليه".

التوجه أثار انتقادات من قبل سياسيين ومراقبين عدّوه انعكاسا لتراجع شعبية تلك القوى، وقال القيادي الصدري صباح طلوبي في تدوينة على "إكس": "لا تعزفوا على وتر الطائفية، فالشعب فهم لعبة الانتخابات جيدا ولم تعد تنطلي عليه هذه الشعارات.. صاحب الجمهور لا يعزف هذه النغمة لأنها قديمة ولا يحتاجها"، مضيفًا "فقط من لا يمتلك جمهورا والخائف من الفشل يستعمل هذه اللغة".

أما الباحث في الشأن السياسي العراقي مجاهد الطائي، فقال إن هذا التوجه يؤكد "العقلية الطائفية للأحزاب". وأضاف في تدوينة له: "كل شيء يدخلوه بالطائفية.. تعتزم أطراف شيعية مقاطعة الانتخابات فيقولون (لماذا السنة والكرد لا يقاطعون؟). يطلقون المفرقعات على الأميركان فيقولون (لماذا السنة والكرد لا يقاومون؟). يقتل منهم بعض العناصر، فيقولون (لماذا السنة والكرد لا يُدينون قتل العراقيين؟)"، مؤكدا أن "النظام الطائفي والعقليات الطائفية المريضة، ومشاكل دولة لا تحلها صغار العقول".

ويشتد التنافس الانتخابي في العراق بين قرابة 70 حزبا وتحالفا سياسيا، وأكثر من 6 آلاف مرشح يسعون للفوز بمقاعد مجالس المحافظات في الانتخابات المحلية، المقرر إجراؤها في الـ18 من ديسمبر/ كانون الأول المقبل.

وتتولى مجالس المحافظات المُنتخبة مهمة اختيار المحافظ ومسؤولي المحافظة التنفيذيين، ولها صلاحيات الإقالة والتعيين، وإقرار خطة المشاريع بحسب الموازنة المالية المخصصة للمحافظة من الحكومة المركزية في بغداد، وفقاً للدستور العراقي، وستكون هذه أول انتخابات محلية تُجرى في العراق منذ إبريل/نيسان 2013.



عرض مصدر الخبر



تطبيق موسوعة الرافدين




>