دعم واشنطن للعدوان الإسرائيلي.. وحساب الربح والخسارة!… بقلم: جمال ظريفة

وكالة الانباء السورية سانا

دعم واشنطن للعدوان الإسرائيلي.. وحساب الربح والخسارة!… بقلم: جمال ظريفة

  • منذ 4 شهر
  • العراق في العالم
حجم الخط:
لا وصف لما منيت به السياسة الأمريكية في الآونة الأخيرة بعد الانخراط بالعدوان على غزة والدعم اللامحدود للكيان الغاصب إلا وصف الفشل، سواء على المستوى السياسي لاسيما في مجلس الأمن وتعطيل مشروعي قرارين بإيقاف العدوان وبالتالي فضح سياستها المنحازة للقتل، أو على المستوى العسكري والدعم اللامحدود واشتراك أسلحة أمريكية الصنع في قتل الشعب الفلسطيني الأعزل، والنتيجة هزيمة للجنود والخبراء الأمريكيين المشتركين بالعدوان.
الفشل الأمريكي كان أساساً في إدارة الصراع في الشرق الأوسط فواشنطن لم تكسب أصدقاء جدد لكنها خسرت القبول الشعبي في بعض الدول العربية والإقليمية الذي جمعته بسبب الدعاية والحرية الزائفة وحقوق الإنسان التي تتشدق بها وزارة الخارجية الأمريكية.
انقشعت الغشاوة عن الأعين وبات الدم الفلسطيني يسيل على ضفاف هذا الشرق وبأسلحة أمريكية وها هم يوقعون على صفقة قذائف دبابات ميركافا (45 ألف قذيفة بمبلغ 500 مليون دولار) وحماية حاملات الطائرات والإنذار المبكر ودعم اقتصادي لا محدود.
موقع “ميدل إست آي” البريطاني سلط في تقرير له تحت عنوان “أعداء أمريكا يتضاعفون يوماً بعد يوم” الضوء على الانخراط الأمريكي في العدوان لاستعادة واشنطن بعض مصداقيتها بوقفها العدوان وأوضح أن سياسة “الردع” التي تتحدث عنها واشنطن، لن تنجح مع وجود فصائل المقاومة في المنطقة ووجود رأي عام شعبي معاد للسياسات الأمريكية في المنطقة”.
وهنا يبرز ما ينتظر قوات الاحتلال الأمريكي للأراضي السورية والعراقية والبيئة المعادية لهذا الاحتلال حيث من الممكن أن تنقلب الأمور باتجاه يشابه ما لاقته قوات المارينز في العاصمة اللبنانية بيروت في ثمانينيات القرن الماضي الأمر الذي دعا إلى تلافيه السيناتور الجمهوري، راند بول، عبر دعوته بسحب تلك القوات من سورية عبر تصويت جرى يوم الخميس الماضي لكن اللوبي الصهيوني أفشل التصويت، إذ صوّت 84 عضواً ضد المشروع، فيما صوّت 13 عضواً فقط لمصلحته.
وفي المنطقة مخطئ من يظن أن استمرار “إسرائيل” في عدوانها، حتى القضاء على المقاومة الوطنية الفلسطينية التي تدافع عن القضية الفلسطينية سيجعله في مأمن من الاعتداءات الإسرائيلية، فقد تتوسع الحرب العدوانية، وتشمل الضفة الغربية، وربما لبنان، ولن تقف المقاومة اللبنانية مكتوفة الأيدي، ولا المقاومة العراقية، التي استهدفت بالأمس مبنى السفارة الأمريكية في المنطقة الخضراء في بغداد، وبالتالي ستتغير قواعد الاشتباك في المنطقة وينحرف نحو أسوأ المخاوف الأمريكية وهو استهداف مصالحها في المنطقة وقاعدتها المتقدمة “إسرائيل” ما يعني خسارة ما خططت له وسعت لتنفيذه منذ عشرات السنوات.
ورغم الدمار الكبير وغير المسبوق في قطاع غزة لكن الصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني ومقاومته يشي بأنه لن يموت حق وراءه مطالب وإن مضت السنون وكبرت فاتورة الدم فكم دام الاستعمار العثماني على الوطن العربي وذهب وانجلى في لحظة وعي قومي عربي.


عرض مصدر الخبر



تطبيق موسوعة الرافدين




>