رفضت من الدراسة، ولكنها عادت اقوى ، طالبة دكتوراه بعد 18 سنة من الانقطاع

ايزيدي 24

رفضت من الدراسة، ولكنها عادت اقوى ، طالبة دكتوراه بعد 18 سنة من الانقطاع

  • منذ 4 شهر
  • أخبار العراق
حجم الخط:

ايزيدي 24 – حسام الشاعر 

هذه المبادرة بدعم من منظمة انترنيوز 

نجاح سليم عيدو من محافظة نينوى و من الاقلية الايزيدية التي تقطن في ناحية  ” بعشيقة و بحزاني  ”  و من مواليد 1977،نشأتُ في قرية بحزاني، وكانت طفولتي هادئة كأي بنت تخرجتُ من الابتدائية حتى حصلتُ على شهادة المتوسطة 1992، كان عمري آنذاك 15 عاماً ” .
بعدها قدمتُ على معهد معلمات، تم رفضي لأسباب غير معلومة، فعدتُ أكمل الثانوية، وأيضاً تم رفضي لأني قدمتُ على معهد معلمات ..

18 سنة بلا دراسة لإعالة أهلها

بسبب الحصار ورفضي من الثانوية والمعهد، تركتُ دراستي 18 عاماً، وعملتُ في الموصل في معمل الخياطة، وبراتب ضئيل جداً لأعيل أهلي لمدة سنة، ثم تركت العمل لأسباب تتعلق في المعمل، والمرتب الذي كنتُ أحصل عليه ، كانت الظروف المعاشية للعائلة تسوء اكثر فـ اكثر فلم افكر حتى التفكير في العودة الى الدراسة و اكمال حلمي الذي كان دائماً يؤرقني 

تجمع قواها و تتحدى 

رغم تركي للدراسة عقدين من الزمن، قررت 2010 العودة للدراسة، للصف السادس أدبي، فتم قبولي للدراسة الخارجية،درست و اجتهدت و سعيت كثيراً اكثر من طاقتي ، و كانت مرحلة جداً صعبة لامرأة تركت المقاعد الدراسية لمدة 18 عام العودة اليها ، فارق العمر و الجلوس مع طلاب ربما لو تزوجت في شبابي لـ كانو بعمر اطفالي ، كل هذه الامور كانت تحدي بالنسبة لي و لكن  ولادة حلم من جديد، حلم ان القدر وهبني فرصة اخرى لاستمر في ما كنت اصبو اليه  نجحتُ من السادس و تم قبولي في جامعة الموصل – كلية الآداب قسم التأريخ. أول مرحلتين أكملتهمن بنجاح و لكن سأءت الامور مرة اخرى ..

 

الارهاب خدش طموحها 

 بسبب  استهداف تنظيم الدولة الاسلامية للاقليات في الموصل عامي  ٢٠١١ _٢٠١٢ في الموصل لم نجري الامتحانات، وتلاها احتلال داعش الإرهابي لنينوى  و بالاخص نحن اهالي بعشيقة من الاقليات كنا اول المستهدفين و بالتحديد بعد ما حدث في سنجار مع الايزيدية ،  نزحنا إلى السليمانية قبل أن أكمل امتحاناتي النهائية في الموصل ،لكني أصريت على إكمال دراستي، وامتحنتُ، ونجحتُ بعد صبر وإرادة وطموح.

بعد نجاحي الى المرحلة الأخيرة، قدمت طلب إستضافة إلى جامعات كوردستان، وتم قبولي في زاخو. لكني وقعتُ بين نارين، لم يتوفر لي قسم داخلي ، بالإضافة إلى أنه الدراسة كانت باللغة الكردية التي لا أجيدها ، احتوتني  طالبات ايزيديات من سنجار  في أقسامهن الداخلية حتى أتممت.

عراقيل الدراسة تتجدد 

انتقلت الى دهوك الموقع البديل، درست ونجحت. وعند طلبنا شهادات التخرج صُدمنا بقرار الموقع البديل، قائلين أن جامعة زاخو غير معترف بها لديهم .

بعد تنقلي بين المدن والمحافظات ومطاردة مستقبلي الزاهر، وبعد رفض شهادة تخرجي من زاخو، انتظرت لعامين دون جدوى.
قمت حسب طلب الجامعة، بإعادة المرحلة الرابعة من جديد، حتى تخرجت وأنا الأولى على الكلية 2017 ” .

طموح الدراسات العليا لم يتوقف 

بعد نيلي شهادة البكالوريوس والتي أنهيتها وأنا من الخمسة الأوائل على الكلية والأولى على سيميل، وبتشجيع من الأهل حجزت لنفسي مقعد ماجستير في حامعة الموصل 2019، ورغم جائحة كورونا إلى أني أتممت رسالة الماجستير حتى ناقشتها 2022 ”.

رسالة الماجستير الموسومة ((دور المغاربة في الحرب الأهلية الإسبانية)) ، نالت درجة الإمتياز بجدارة واستحقاق، وقتها احسست بنشوة الفوز و الانتصار على المشاكل و العراقيل التي تواجه الانسان و بالاخص النساء في المجتمعات الشرقية و عرفت بانه ليست هناك قوة بأمكانها الوقوف بوجه الطموح و الارادة ..

لا يوجد مستحيل ، فالارادة تنتصر عليها 

رسالتي للطلبة والمرأة، لا يوجد مستحيل، ولا عمر محدد لتكملة الدراسة أو تحقيق أهدافنا وأحلامنا، واصلوا باستمرارية وجد وكد، فما فقدناه ربما لم يكن لنا، وما حصلنا عليه هو نصيبنا وقسمتنا في هذه الحياة ، ليس هناك مبرر لعدم القدرة على المواصلة فبعد كل هذه العقبات و العوائق و العراقيل و التحديات ، حجزت مقعد كطالبة دكتوراه في مجال تخصصي .. 



عرض مصدر الخبر



تطبيق موسوعة الرافدين




>