الصحافة اليوم 9-1-2024

موقع المنار

الصحافة اليوم 9-1-2024

  • منذ 3 شهر
  • العراق في العالم
حجم الخط:

الصحافة اليوم

تناولت الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم الثلاثاء 9-1-2024 سلسلة من الملفات المحلية والاقليمية والدولية.

الاخبار:

جريدة الاخبارجواد طويل فتى المقاومة وقائدها… وشهيدها

بعدما تجاوز بسيّارته بضع مئات الأمتار انطلاقاً من منزله في حيّ الدبشة في بلدته خربة سلم (قضاء بنت جبيل)، دوّى انفجار بسيّارة «الحاج جواد»، من نوع «HONDA CRV»، وتحوّلت السيارة خلال لحظات إلى كتلة نيران ملتهبة، صعُبت معها – في الدقائق الأولى – مهمّة التعرّف إلى نوع ولون السيارة، فضلاً عن هويّة من في داخلها. هرع شبّان كانوا قريبين من المكان إلى السيارة المشتعلة، وحاولوا إخماد نيرانها، وإنقاذ من فيها. لكن، سرعان ما تبيّن لهم أن الحريق نال من السيارة ومن فيها، بشكل شبه كامل. مرّ وقت قليل، وتكهّنات كثيرة. قبل أن تدلّ كل المؤشّرات على أن من في السيارة، هو الحاج وسام حسن طويل، أو «الحاج جواد»، كما يعرفه معظم من تعرّفوا إليه، حتى الأقارب. حاول الجميع استبعاد الأخبار التي عرفوا جميعاً – في قرارة أنفسهم – أنها صادقة. «انتظروا فحص DNA»، قال أحد الذين تجمّعوا أمام منزل الحاج في «الخربة». «لكنّ النتيجة تتطلّب وقتاً طويلاً، ولا يمكننا الانتظار لساعات قبل إعلان الخبر»، قال آخر. في داخل المنزل، المعروف لكل أهل البلدة، تجمّعت النسوة مع العائلة، الزوجة وأربعة أولاد. تهمس إحداهنّ في أذن زوجها الذي يقف مع الرجال خارجاً: «زوجة الحاج متأكدة من أنه هو المستهدف». وبعد نحو ساعة، تأكّد الجميع، ولم يعد من مجال لإنكار الحدث. الحاج جواد، شهيداً!في صيف عام 1975، وُلد وسام، لعائلة جنوبية في بلدة خربة سلم. ترعرع وسام، الطفل، بين إخوته الذين يكبرونه سنّاً. وعندما كان في السابعة من عمره، وقع الاجتياح الإسرائيلي للبنان. وفي الشهور الأولى عقب الاجتياح، التحق بعض إخوة وسام بمجموعات المقاومة. ومع تقدّم السنوات، كان وسام يكبر، ويعتاد رؤية المقاومين والسلاح، في كل مكان حوله. في شباط عام 1987، كانت عائلة الحاج حسن طويل، على موعد مع الشهادة للمرة الأولى. أتى الخبر من بيروت، بأن ابنها، قاسم، قد استُشهد في أحداث «ثكنة فتح الله» الشهيرة، ضمن المجموعات الأولى للمقاومة. بعد ذلك بثلاثة أشهر فقط، كانت العائلة مع موعد ثانٍ للشهادة، حيث استُشهد الشيخ فادي، أخو وسام، في عملية «بدر الكبرى» ضدّ مواقع العدو الإسرائيلي. تابع وسام، الشاب اليافع حينها، طريق إخوته، والتحق بصفوف المقاومة. ينقل عارفون بأحوال العائلة، أن «بيتهم كان مركزاً دائماً للمقاومين»، ولطالما «استُقبلت المجموعات في هذا البيت، وخرجت منه إلى العمليات في الشريط الحدودي، أو عادت إليه». ومن هذا البيت نفسه، «ابتداء من عام 1989، كان يخرج جواد إلى المهامّ الجهادية، وهو في مطلع شبابه»، وفي ذلك الوقت «صاحب الفتى جواد، مقاومين أكبر منه سناً، وعاشرهم وتعلّم منهم، ومنهم من استُشهد في ما بعد، ومنهم من أصبح من القادة الكبار في المقاومة». بحسب عارفي الشهيد، فقد «عمل في سنوات ما قبل التحرير عام 2000، في مجموعات الاستطلاع، ولطالما كان يخترق الشريط المحتلّ خلال استطلاع مواقع وقوات العدو»، كما تسلّم مهمّة الاستطلاع في محور إقليم التفاح بعد العدوان الإسرائيلي على لبنان في نيسان 1996. وفي عام 1999، خلال مشاركته في عملية للمقاومة على موقع سجد، تعرّض جواد طويل لإصابة بالغة، بقيت آثارها بادية عليه لفترة طويلة.

تحرّر الجنوب في أيّار عام 2000، وكان لجواد رصيد معتبر من العمليات التي أدّت إلى تحقيق التحرير. لم يهدأ وسام، ولم ينصرف عن المقاومة. وسرعان ما وجد نفسه مشاركاً في التخطيط والتجهيز لعملية الأسر في شبعا عام 2000، ثم مشاركاً في التخطيط والتنفيذ لعملية الأسر في تموز عام 2006، إلى جانب الشهيد خالد بزي، وكوكبة مميّزة من المقاومين والشهداء، بقيادة الشهيد عماد مغنية. بعد انتصار تموز 2006، شرعت المقاومة في تنفيذ برامج تدريبية وتأهيلية وبنائية واسعة على المستويات العسكرية المختلفة. وكان لجواد نصيب من الإشراف على تنفيذ عدد من هذه البرامج.

مع اندلاع الحرب السورية، كان جواد من أوائل من انتقلوا للقتال هناك. وفي الأعوام الأولى للحرب مع المجموعات المسلحة الإرهابية في سوريا، في عام 2013، كان للعائلة نفسها موعد جديد مع الشهادة. ابنُ أخي جواد، محمد، استُشهد في المعارك ضد المسلحين. تابع جواد نشاطه، وفي سوريا لمع نجمه أكثر فأكثر، وتولّى مسؤولية «العمليات» في سوريا، تحت قيادة الشهيد مصطفى بدر الدين. وفي آخر جلسة عقدها الأخير، في الشام، قبيل استشهاده، مع القيادة العسكرية للمقاومة في سوريا، كان جواد جالساً إلى يمينه. وتحت قيادة الشهيد قاسم سليماني، قاد الحاج جواد جزءاً أساسياً من العمليات العسكرية في البادية السورية.

عاد جواد إلى لبنان، وعينه على الجبهة مع العدو. وبخبرة كبيرة اكتسبها من الميدان السوري، إضافة إلى مشاركاته العديدة ضد العدو الإسرائيلي، صار الحاج جواد ضابطاً رفيعاً في المقاومة، تتوزّع مهامه بين التدريب والتخطيط والإشراف على تنفيذ المهام الكبيرة. حلّ «طوفان الأقصى» في 7 تشرين الأول من العام الفائت. كان جواد حاضراً في الميدان، ومعه المقاومون الذين أشرف على تدريبهم وقيادتهم، للشروع بتنفيذ النسق الأول من الأعمال العسكرية ضدّ مواقع العدو وتحصيناته على طول الخط الحدودي. وفي الأيام الأولى لهذه الحرب، قدّمت العائلة، مرة أخرى، قربانها الجديد «على طريق القدس»، وهو الشهيد حسين هاني طويل، ابن أخي الحاج جواد، وشقيق الشهيد محمد. قبل ذلك، وخلال شهور قليلة، فقدت العائلة، والحاج جواد، الوالد والوالدة. وبعد نحو 3 أشهر فقط، كان موعد وسام، الحاج جواد، للحاق.

رمزٌ للصحافيّين المقاوِمين في غزّة: وائل الدحدوح… أيّوب العصر

حصيلة الصحافيّين الشهداء منذ بدء العدوان، وصل إلى 110 إعلامياً. رقم مهول، ولكنّه لم يحرّك قادة الغرب وأصواتهم، والذين كانوا يشجبون ويندّدون عند كل حادث يطال حرية الرأي والتعبير والصحافة، فيما إسرائيل «تصطاد» صحافيّي فلسطين على مرأى من العالم الذي أصابه البكم

زوج شهيدة ووالد شهيدين وشهيدة، وجدّ شهيد، يظهر على الهواء بعد دفن ابنه البكر حمزة! تحوّل مدير مكتب قناة «الجزيرة» في غزة وائل الدحدوح رمزاً للصحافيين الفلسطينيين الذين يتحدّون محاولات كسرهم ويصرّون على المقاومة والصمود وممارسة رسالتهم في كشف محرقة غزّة. منذ بداية العدوان على القطاع، فُجع الدحدوح باستشهاد عائلته وأصدقائه وزملائه. وأوّل من أمس، ودّع نجله البكر حمزة (1996 ــــ2024) الذي استشهد مع زميله مصطفى ثريا (2004ـــــ 2024)، فيما أصيب الصحافي حازم رجب إصابةً بالغة وفقاً للمعلومات المتداولة. قبّل «أبو حمزة» يد نجله اليمنى ومسحها بوجهه، بينما تنهمر دموعه على «روح الروح» كما وصف ابنه. وكان حمزة قد انضم إلى قناة «الجزيرة» منذ اندلاع العدوان في السابع من تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، لمساعدة والده بعد توسّع رقعة الحرب وإعلان المحطة القطرية عن حاجتها إلى صحافيين للتغطية. أما مصطفى ثريا، فمصوّر فيديو يتعاون مع «وكالة فرانس برس» منذ عام 2019، إلى جانب وسائل إعلام دولية، من بينها وكالتا «رويترز» و«أسوشيتد برس»، وقناة «الجزيرة».

وكان العدو قد استهدف حمزة وزميليه خلال عودتهم من تصوير آثار قصف أصاب منزلاً في مدينة رفح، فلقيَ اثنان مصرعهما. سبق استشهاد الدحدوح وثريا، ارتقاء مصوّر «وكالة السلطة الرابعة» الصحافي سالم أبو عجوة، بعد استهدافه في غارة جوية إسرائيلية في مدينة غزة. وأوردت وسائل إعلام فلسطينية أنّ الصحافي الفلسطيني هو حفيد الشيخ الراحل أحمد ياسين مؤسس حركة «حماس». وبذلك، تصبح حصيلة الصحافيين الشهداء منذ بدء العدوان 110 وفقاً لما أعلنه المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة. رقم لم يحرّك قادة الغرب وأصواتهم، والذين كانوا يشجبون ويندّدون عند كل حادث يطال حرية الرأي والتعبير والصحافة، فيما إسرائيل «تصطاد» صحافيّي فلسطين على مرأى من العالم الذي أصابه البكم. ورغم المحاولات الصهيونية الهادفة إلى محاصرة الصوت الخارج من غزة وتعتيم صورة الجرائم التي يرتكبها العدو الإسرائيلي بحق الأطفال والأبرياء، إلّا أنّ الصحافيين في غزة لا يزالون صامدين في وجه استكلاب العالم عليهم، مصرّين على البقاء في أرضهم، رغم الثمن الغالي الذي يدفعونه.

على الضفة نفسها، أعلنَ مراسل «التلفزيون العربي» القطري أحمد البطة عن استهداف منزله في خان يونس واستشهاد عائلته. كذلك، كشف مراسل قناة «العربية» محمد عوض عن استشهاد عائلته في قصف صاروخي استهدف المنزل الذي نزح إليه مع العائلة في جنوب قطاع غزة. منذ بداية العدوان، يتولّى عوض مهمة تغطية صورة الجرائم ونقلها، ورصد الأوضاع الإنسانية هناك.

«إنك الصابر المحتسب يا أبي، فلا تيأس من الشفاء ولا تقنط من رحمة الله وكن على يقين أنّ الله سيجزيك خيراً لما صبرت». كانت العبارة الأخيرة التي كتبها حمزة على صفحته على منصة x، واصفاً والده وائل بعبارات تدلّ على قوته وثباته. سبقت تلك التغريدة، معايدة حمزة لوالدته التي استشهدت بداية العدوان مع شقيقته وشقيقه، متوقفاً عند فقدانه لوالدته قائلاً: «لقد ماتت الأعياد يا أمي، وأنا هنا أعد الأيام متى سألتقي بك. فلم يعد للحياة طعم بدونك».

في هذا السياق، ليست المرة الأولى التي يفجع فيها وائل الدحدوح بعائلته. في بداية الحرب، استهدف العدو عائلة الصحافي الفلسطيني، فاستشهدت زوجته وابنه وابنته وحفيده. ودّع عائلته وسرعان ما وقف أمام الكاميرا مباشرةً لمتابعة نقل جرائم العدو. وفي منتصف شهر كانون الأول (ديسمبر) الماضي، استهدف العدو المراسل وزميله المصور سامر أبو دقة (1978 ــــ 2023) أثناء تصويره ريبورتاجاً في محيط مدرسة فرحانة في خان يونس جنوب القطاع، ما أدّى إلى استشهاد المصور وإصابة الدحدوح في يده، ولا يزال حتى اليوم يتلقّى العلاج.

«إنه أيوب هذا العصر». هكذا صار لقب الدحدوح الذي يودّع كل مدّة أصدقاءه وعائلته بصبر وثبات وقناعة، قبل أن يخرج ويواصل عمله أمام الكاميرا، ليثبت أنه مقاوم استثنائي ينقل جرائم العدو التي يرتكبها بحق الصحافيين والمراسلين في غزة.

في رثاء ابنه البكر، كان «أبو حمزة» متماسكاً غاضباً وحزيناً. لا يعرف المرء من أين يأتي الصحافي بكل هذا الثبات والصبر، قائلاً «هذه طريق اخترناها طواعية وسقيناها بأغلى ما نملك، سقيناها بالدماء. حمزة لم يكن بضعاً مني، بل كان كلّي، حمزة كان روح الروح. نحن مشبعون بالإنسانية وهم مشبعون بالقتل. هذه دموع الإنسانية، دموع الكرم والشجاعة وليست دموع الخوف والاستكانة». كيف يهزم شعب فيه الدحدوح وأمثاله؟ بعد ساعات على دفن ابنه، وقف الصحافي مباشرة أمام الكاميرا، يغصّ بالحزن على ما أصابه، ويقدّم رسالته الإعلامية بكل عزم. يجد الناشطون على الصفحات الافتراضية أنفسهم عاجزين عن كتابة العبارات التي تواسي الصحافي. ماذا سيقولون له؟ وما هي العبارات التي قد تخفّف من مصابه؟
انضم حمزة الدحدوح إلى «الجزيرة» منذ اندلاع العدوان على غزة

من جانبها، أدانت قناة «الجزيرة» إقدام العدو على استهداف الصحافيين في قطاع غزة، واصفةً الحادثة بأنها متعمّدة. واستنكرت «تصميم القوات الإسرائيلية على الاستمرار في هذه الاعتداءات الغاشمة ضدّ الصحافيين وعائلاتهم، بهدف ثنيهم عن أداء مهمتهم، وبما ينتهك مبادئ حرية الصحافة ويقوّض الحقّ في الحياة». رغم إدانتها للقتل، لا تزال الشبكة القطرية تتبنّى الازدواجية في سياستها عبر استضافة محللين ومسؤولين إسرائيليّين للوقوف على آرائهم حول العدوان على غزة، بينما العدو يواصل جرائمه ضد الصحافيين وتحديداً العاملين في «الجزيرة». في عام 2022، اغتال العدو الصحافية شيرين أبو عاقلة (1971 ــــ 2022) خلال تغطيتها لاقتحام الجيش الإسرائيلي لمخيم جنين، ولا يزال يبطش بالصحافيين وسط صمت الجمعيات والمؤسسات الصحافية العالمية الخاضعة للسردية الإسرائيلية.

«المنافق» بلينكن: وفّر دموع التماسيح

خلال جولته السياسية في المنطقة، تحوّل كلام وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى مادة للسخرية على صفحات السوشال ميديا. إذ قال رداً على سؤال خلال المؤتمر الصحافي مع رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في الدوحة، «أشعر بالأسف الشديد على الخسارة التي لا يمكن تخيّلها. أنا أب وأتخيل الفظائع التي يواجهها زميلكم وائل الدحدوح. ليست مرة واحدة، بل مرّتان الآن هذه مأساة». كلام بلينكن تلقّفه روّاد السوشال ميديا واصفين إياه بـ«المنافق. كيف يمكن أن يتأسف المجرم وهو يدعم القتل؟». وكأنّ القاتل مجهول الهوية، بينما السلطات الأميركية تقف بجانب العدو الإسرائيلي بشتى أنواع الدعم السياسي والعسكري.

بعد التمديد للقائد: لا حاجة إلى رئيس للأركان؟

في عطلة الاعياد استراح الافرقاء جميعاً، بمن فيهم الجيش، بعد اشتباك محموم على تمديد بقاء العماد جوزف عون في منصبه. غداة ما حدث راح كل منهم يستعجل تقريش الحصيلة بحثاً عن طريقة لتقليدها في الاستحقاق الآخر الاهم المؤجل: انتخاب الرئيس

مذ مددت سن تسريح قائد الجيش العماد جوزف عون سنة جديدة تبدأ من غد، لم يعد احد يتحدث عن الشق المكمّل لذاك في الصفقة المتكاملة المبرمة آنذاك، وهو تعيين رئيس للاركان وعضوين شاغرين في المجلس العسكري. ما صار الى التفاهم عليه قبل الوصول الى جلسة مجلس النواب في 15 كانون الاول، ان يكون للجميع المشارك فيها حصته: الموارنة بعدم تعيين قائد جديد في ظل الشغور الرئاسي، السنّة بمكسب مواز مماثل للطائفة، الدروز بملء شغور المركز الاعلى لهم في الجيش.لم تكن ثمة حصة رابعة تستحق المجازفة للشيعة وان بتعيين المدير العام للادارة، الا ان ثنائي الطائفة بتقاسمه الادوار اعطى المخرج الملائم الذي من شأنه إشعار الجميع بأنهم ربحوا ما خلا التيار الوطني الحر: الرئيس نبيه برّي اعاد الاعتبار الى صلاحيات المجلس، وأرجع المقاطعين الى مقاعدهم وان في الجلسة تلك وربما لوحدها. الرئيس نجيب ميقاتي جنّب حكومته ما لا يسعها ان تفعله، مفضلاً امرار التمديد في البرلمان. ليس ذلك فحسب ما فعله. استعان بالجيش لتعطيل انعقاد مجلس الوزراء والقاء الوزر على مجلس النواب. ما رامه ميقاتي هو نفسه ما يطلبه الجيش ايضاً ان يصدر التمديد بقانون غير مشوب بعيب مباشر، عبّر عنه اقفال الحواجز العسكرية الطرق الى السرايا لعرقلة وصول الوزراء. قبل 48 ساعة من جلسة 15 كانون الاول، تلقى عون مساء الاربعاء مكالمة هاتفية قيل انها من السعودية تهنئه بتمديد ولايته قبل ان يقع، وقبل ان يتيقن اكثر من فريق من حصوله حتى. حزب الله اوحى بمعارضته اقتراح التمديد بامتناعه عن المشاركة في التصويت الا ان ملائكته من النواب السنّة حلفائه حضروا الجلسة واقترعوا.

اهمية ما حصل في الجلسة وان اصبح من الماضي، انها واءمت بين ضغوط الخارج وتخفيف وطأة التشنج الداخلي. ذُكر في ما بعد ان النواب الحاضرين في لحظة التصويت كانوا 63 نائباً وليس وفق النصاب القانوني الملزم 65، دونما ان يسبق الاقتراع على اقتراح القانون، على جاري العادة، تعداد الحاضرين. ذُكر ايضاً ان حزب الله رام التلاعب بالنصاب وحاول تعطيل اكتماله وهو امهر الحاسبين، عارفاً ان نواباً مستقلين في القاعة الجانبية يتحضرون لتعويض عدم مشاركته.

في نهاية المطاف لم يكن المراد سوى ان يتحقق ما تحقق بالفعل، وهو بقاء عون في منصبه وتفادي شغور قيادة الجيش. ما بعد ذلك كله لم يعد ذا شأن بما في ذلك استكمال ملء الشغور في المجلس العسكري تبعاً لاسباب شتى:

اولها، تأكيد وزير الدفاع موريس سليم انه لن يقترح اسماء لتعيينات المجلس العسكري بعدما انتهت جلسة 15 كانون الاول الى تثبيت قاعدة ان لا تعيينات قبل ان يُنتخب رئيس للجمهورية. ما يقوله الوزير ان عليه «من الآن فصاعداً مجاراة ما يشبه الاجماع عند الافرقاء والكتل جميعاً بمن فيهم بكركي وحزب الله بالامتناع عن اي تعيينات الى ما بعد انتخاب رئيس للجمهورية. من ضمن الصلاحيات المعطاة اليّ سأطبق هذا المبدأ ما داموا يريدونه». لم يُرضه اخراج مجلس النواب تمديد سن تقاعد قائد الجيش بالانقلاب على قانون الدفاع وتعديله. لم ترضه ثلاثة اجتماعات عقدها مع السفيرة الاميركية دوروثي شاي اولها في 5 ايلول وثالثها في 26 تشرين الثاني لم يكن لديها ما تقوله له سوى بقاء قائد الجيش في منصبه. لم يمر عليه سفير دولة غربية الا ليفاتحه في الموضوع نفسه. الا انه يرى ما حدث اضحى من الماضي. طوته ايضاً في خلال الاعياد زيارة قائد الجيش له معايداً.

اسماء تتناتش المفتشية العامة داخل اليرزة وخارجها

في وجهة نظر سليم، لا يتقدم رئيس الاركان اهمية العضويْن الآخريْن الشاغريْن في المجلس العسكري وهما المدير العام للادارة والمفتش العام: «بينما الاول لا يعدو كونه مساعداً لقائد الجيش ومعاوناً له – وهو ما تنص عليه المادة 22 في قانون الدفاع – وجزءاً من مؤسسة الجيش التي يترأسها قائد الجيش، فإن العضويْن الآخريْن الاثنين ليسا مجرد مقعديْن شاغريْن بل كل منهما رئيس مؤسسة مستقلة لها ملاكها ويديرها». تالياً، عملاً بالمادتين 15 و16 في قانون الدفاع، تخضع مؤسسات الوزارة كلها لسلطة الوزير وهو المسؤول عن تنفيذ مهماتها: الجيش والمديرية العامة للادارة والمجلس العسكري والمفتشية العامة. كذلك فإن المواد 21 و23 و24 و26 تنص على المواصفات والشروط نفسها للاعضاء الستة في المجلس العسكري.

ثانيها، مضافاً الى ما يقوله سليم بالتلازم بين تعيين رئيس للاركان والمنصبيْن الشاغريْن الشيعي والارثوذكسي على انهم سلة واحدة، تدور احاديث مختلفة في اليرزة خصوصاً وخارجها عن تباين في الرأي حيال المرشح المحتمل للمقعد الارثوذكسي الذي سيحل في المفتشية العامة، مستمر منذ وقت غير قصير قبل تمديد سن تسريح القائد: فيما يفضّل وزير الدفاع رئيس غرفته العسكرية العميد منصور نبهان، رشّح له عون العميد فادي مخول. قيل ايضاً ان لافرقاء مسيحيين آخرين دعموا التمديد اسماء رشحوها وأوصلوها الى المراجع المعنية على انها حصتهم في ملء الشغور. في المقابل يبدو التعيينان الآخران مبتوتين: العميد حسان عودة لرئاسة الاركان والمساعد الاول لمدير المخابرات العميد رياض علام للمديرية العامة للادارة.

ثالثها، وحده مجلس الوزراء يملك صلاحية تعيين رئيس الاركان واعضاء المجلس العسكري بغالبية الثلثين بناء على اقتراح وزير الدفاع على انه شرط لازم ومقيِّد كي يتمكن المجلس من التعيين.

رابعها، مع ان الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط كان العرّاب الفعلي المؤثر للتمديد لقائد الجيش، يدين له الافرقاء جميعاً – بمن فيهم صاحب العلاقة المباشرة – بتكوين غالبية من حول هذا الخيار، فهو خرج اخيراً خالي الوفاض. رفض تعيين رئيس للاركان يحل في صلاحيات قائد الجيش عندما كان التعيين متاحاً وسهلاً، وربط تعييناً كهذا باجراء يسبقه هو تمديد بقاء عون في منصبه. غداة جلسة 15 كانون الاول بدا كأن اولئك تخلوا عنه. المغزى الاكثر دلالة ان لا حاجة الى الوكيل ما دام الاصيل لا يزال في مكانه.

هوكشتين: مهمتي لا تشمل مزارع شبعا

في المبدأ، لا ترتيبات سياسية في الجنوب قبلَ وقف الحرب على غزة. خلاصة ليست تحليلية، بل مبنية على الربط الذي أكّد عليه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في كلمته الأخيرة، الجمعة الماضي، وما يسمعه الموفدون الغربيون من الحزب عبرَ وسطاء أو مباشرة، وآخرهم مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل خلال لقائه النائب محمد رعد.وقال رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لقناة «الحرة»، أمس، إن مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الطاقة عاموس هوكشتين الذي زار تل أبيب الأسبوع الماضي «سيصل إلى بيروت خلال هذا الأسبوع»، وإن وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك ستصل إلى لبنان اليوم. وعلمت «الأخبار» من مصادر سياسية رفيعة المستوى أن «هوكشتين سيستبق زيارته بلقاء مع نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب في إحدى العواصم الأوروبية»، مشيرة إلى أن «التواصل الهاتفي بينهما قائم، وسبقَ أن التقيا قبل مدة في دبي».

الإعلان عن زيارة هوكشتين استوقف الأوساط السياسية نظراً إلى عدم توفر معطيات حول وجود أرضية لأي حلّ سياسي، خصوصاً أن رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو أعلن مع وزير حربه يوآف غالانت، في بيان مشترك أمس، أن «الحرب لم تقترب من نهايتها لا في غزة ولا على الحدود الشمالية» مع لبنان. وربطاً بالقاعدة التي وضعها السيد نصرالله بعدم البحث في أي حلول قبل وقف العدوان على غزة، طُرحت علامات استفهام حول جدوى الزيارة، خصوصاً أن الوسيط الأميركي نُصِح بعدم القيام بها في حال لم تتوافر ظروف الحل. فيما أشارت مصادر إلى أن واشنطن تبدو أكثر اقتناعاً بأن الخيار العسكري لن يكون مريحاً لإسرائيل في أي مواجهة مع حزب الله، وهذا ما يدفعها إلى دعم التفاوض على وضع أسس لاتفاق سياسي قابل للتحقق.

عملياً، سيتلقّى هوكشتين مطالب لبنان وفق الآتي:

أولاً، حسم لبنانية النقطة B1 في رأس الناقورة، ما يعني تعديل السيادة على شريط الطفافات البحرية قبالة ساحلَي لبنان وفلسطين المحتلة. وهو أمر ظل عالقاً بعد التفاهم على الحدود البحرية، إضافة إلى استعادة لبنان سيطرته على كامل نفق الناقورة. والتأكيد على ضمان عدم خرق العدو الخط الأزرق براً أو بحراً أو جواً.

ثانياً، تثبيت لبنانية النقاط البرية المتنازع عليها على طول الخط الأزرق الممتدّ من الناقورة حتى خراج بلدة الماري (الغجر). وهنا تبرز قضية سكان الجانب الشمالي من بلدة الغجر، الذين نقلت استطلاعات رغبتهم بالبقاء في الجانب الذي تسيطر عليه إسرائيل. وبالتالي، يُطرح السؤال عن مصير المباني التي قد يلجأ العدو إلى تدميرها بالكامل، لضمان عدم استخدامها لاحقاً.

السفيرة الأميركية الجديدة تبدأ مهمّاتها بجولة لـ«ضبط التصعيد»

ثالثاً: إعادة تفعيل العمل بالتفاهم البحري لناحية إطلاق عمل شركة «توتال» للتنقيب عن النفط والغاز في البلوكات البحرية المحاذية للحدود مع فلسطين.

وفيما يصرّ لبنان على أن يشمل أي تفاهم تثبيت لبنانية مزارع شبعا وانسحاب العدو منها، علمت «الأخبار» أن هوكشتين أبلغ الوسطاء، بأن مهمته محصورة بالخط الأزرق، وأن ملف مزارع شبعا ليس مُدرجاً على جدول أعماله، معتبراً أن الحل بشأنها مسألة لبنانية – سورية.

بناءً عليه، يُمكن القول إن الاقتراح الأميركي باتَ معروفاً ويتصل بالنقاط البرية والبحرية التي لم تُحسم، مع تحييد مزارع شبعا نظراً إلى التشابك مع سوريا، وعودة شركات التنقيب للعمل، وهو اقتراح تعتبره واشنطن أفضل وسيلة لتجنّب الحرب بين لبنان وإسرائيل. لكنّ هذا الحل تربطه مصادر سياسية ليسَ بالحل في غزة، وحسب، إذ لفتت إلى أن «هذه الأمور تحتاج إلى استقرار سياسي داخلي يتصل بملف رئاسة الجمهورية والحكومة والوضع الاقتصادي»، مشيرة إلى أن «النقاش حولها ليس متوقّفاً، بل إنه مفتوح وتتولاه على خط موازٍ اللجنة الخماسية المعنية بالملف اللبناني».

وفيما سيشهد لبنان حراكاً جديداً يبدأ مع وزيرة الخارجية الألمانية اليوم، تصل إلى بيروت السفيرة الأميركية الجديدة ليزا جونسون الخميس، على أن تمارس دورها كقائمة بالأعمال إلى حين انتخاب رئيس جديد تقدّم له أوراق اعتمادها، لكنها وفقَ ما نقلت مصادر دبلوماسية «ستبدأ جولة على القوى السياسية في سياق ضبط التصعيد على الجبهة الجنوبية».

إسرائيل: تخبُّط «المرحلة الثالثة»

مقتلة إسرائيلية كبرى في غزّة | تل أبيب لواشنطن: بدأنا المرحلة الثالثة… ولكن

في اليوم الرابع والتسعين من عدوانها على قطاع غزة، ظلّت قيادة إسرائيل السياسية متمسّكة بنهج الهروب إلى الأمام، مواصلةً طرح سقف عالٍ لأهداف الحرب، والتي باتت المعطيات الميدانية تحول دون تحقيقها أكثر من ذي قبل. ويترافق ذلك مع تزايد تململ الداخل الإسرائيلي من حرب لا تظهر لها نهاية، ولا إمكانية للنصر فيها، وهو ما يترجَم بمطالبات بوقفها، ووضع قضية الأسرى في رأس سُلّم اهتمامات القيادة بدلاً من المضيّ فيها على أيّ حال. وفي ظل هذا الوضع، أظهرت التصريحات الأخيرة الصادرة عن المسؤولين الإسرائيليين مزيداً من محاولات التسويف بشأن إعادة انتشار القوات والانتقال إلى المرحلة الثالثة – على رغم أن هذه العملية قد بدأت بالفعل -، التي باتت بالنسبة إلى الولايات المتحدة، ولا سيّما مع اقتراب انتخاباتها الرئاسية، بالإضافة إلى هواجسها من توسّع الحرب الحالية إلى صراع إقليمي قد يدخل المنطقة في دوّامة من الفوضى تشكّل خطراً على مصالحها.وفيما بعثت واشنطن بوزير خارجيتها، أنتوني بلينكن، إلى تل أبيب، أمس، في زيارة هي الخامسة منذ عملية «طوفان الأقصى»، استبق الناطق باسم جيش العدو، دانييل هاغاري، وصول بلينكن، بإعلان بداية الانتقال إلى المرحلة الثالثة من الحرب، وذلك في حديث إلى صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية. إلا أن نتنياهو، ووزير حربه، يوآف غالانت، قالا في اجتماع كتلة «الليكود» في «الكنيست»، إن «الحرب لم تقترب من نهايتها في الجنوب (مع غزة) والحدود الشمالية (مع لبنان) وستستمر لأشهر طويلة». وتابعا: «حتى تستمر الحرب، نحتاج إلى دعم دولي، ونعمل على تأمينه». وفي السياق نفسه، ذكرت «نيويورك تايمز» أن مسؤولين إسرائيليين أوضحوا لنظرائهم الأميركيين أنه «على الرغم من أنهم يأملون في إكمال المرحلة الانتقالية بحلول نهاية الشهر (الجاري)، إلا أن الجدول الزمني ليس ثابتاً». وأضاف المسؤولون أنه «إذا واجهت القوات الإسرائيلية مقاومة من حماس أكثر صرامة مما كان متوقعاً، أو اكتشفت تهديدات لم تتوقعها، فإن وتيرة الانسحاب قد تتباطأ، ويمكن أن تستمر الضربات الجوية المكثّفة».

وفيما أجبر الضغط الميداني من قبل المقاومة، العدو، على تقليص عديد قواته في شمال غزة، وتركيز الزخم العملياتي على نقاط محصورة هناك، نقلت «نيويورك تايمز» عن مسؤولين أميركيين اعتقادهم أن هذا العدد «انخفض إلى أقل من النصف»، عما كان عليه في ذروة العملية البرية. وبينما قال هاغاري إن إسرائيل «ستركز الآن بدلاً من ذلك على معاقل حماس الجنوبية والوسطى، خاصة حول خان يونس ودير البلح»، نقلت صحيفة «يسرائيل هيوم» عن غالانت قوله إن الانتقال إلى المرحلة الثالثة من الحرب «لا يعني السماح بعودة سكان شمالي غزة».
تتعمّق أزمة الثقة بين إدارة جو بايدن والحكومة الإسرائيلية، في حين يبدو أن لهجة الأولى باتت أكثر حزماً

ومن هنا، تتعمّق أزمة الثقة بين إدارة جو بايدن والحكومة الإسرائيلية، في حين يبدو أن لهجة الأولى باتت أكثر حزماً؛ إذ قال مسؤول في إدارة بايدن، لشبكة «CNN» الأميركية، إنه «سيتعين على نتنياهو الاختيار بين طريقة وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، ووزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، في الحكم، وطريقة ترضينا»، في إشارة إلى أن نتنياهو يخضع لأقطاب اليمين الفاشي في حكومته. كما كان لافتاً إعلان بايدن أنه يعمل مع إسرائيل على «وقف الهجمات في غزة»، وإعرابه عن تفهّمه لمشاعر متظاهرين قاطعوا خطابه في كارولاينا الجنوبية، مطالبين بوقف إطلاق النار. ويُعد هذا التصريح الأول من نوعه بعدما ظلّت الإدارة الأميركية، ورغم الضغوط الداخلية عليها، تبحث عن أعذار للجرائم الإسرائيلية.

وفي ظل الحراك السياسي على خط وقف الحرب، قصفت «كتائب القسّام» تل أبيب ومحيطها برشقة صاروخية، رداً على المجازر الإسرائيلية بحق المدنيين الفلسطينيين. وأثارت هذه الرشقة، التي قال العدو إنها عبارة عن 10 صواريخ، بالإضافة إلى تطورات الميدان في غزة، تساؤلات وسط المعلّقين الإسرائيليين حول حقيقة إنجازات جيش الاحتلال، فيما يتواصل سقوط الصواريخ على قلب الكيان. وبعدما تحدّث الإعلام العبري عن «حدث أمني صعب» في القطاع، أعلنت «القسام» إحباط محاولة إسرائيلية لتحرير أحد الأسرى لديها في مخيم البريج وسط غزة، والاشتباك مع قوة خاصة وإيقاع أفرادها بين قتيل وجريح، فيما قال مراسل «القناة 14» الإسرائيلية إن «اليوم يُعتبر من أصعب الأيام علينا منذ بداية الحرب، إن لم يكن أصعبها»، وذلك تعقيباً على حديث تداولته غالبية وسائل الإعلام العبرية عن سقوط 9 جنود قتلى داخل القطاع أمس، وإصابة 7 آخرين بجروح خطيرة، في كمين مضاد للدبابات. وفي وقت لاحق، أعلنت «القسام» عن عدة عمليات نفّذتها في منطقة المحطة في مدينة خانيونس، جنوبي القطاع، من بينها استهداف دبابة «ميركافا» وقوة إسرائيلية خاصة داخل أحد المنازل وإيقاع أفرادها بين قتيل وجريح، وتفجير عبوة في قوة أخرى والاشتباك مع من تبقّى منها بالأسلحة الرشاشة. وشمال غرب مدينة غزة، استهدف مقاومو «القسام» ناقلة جند من نوع «بوما»، وأجهزوا على جنديين كانا بجوارها. وفي سياق متصل، أفادت «الهيئة الطبية» التابعة لجيش العدو بأن 9000 جندي تلقّوا علاجاً نفسياً منذ بداية الحرب، وأن ربع هؤلاء لم يعودوا إلى القتال، بينما أعلنت «القناة 12» العبرية وفاة الرقيب أول ستاف باشا جراء تعرضه لسكتة (جلطة) قلبية قبل شهرين، عندما شاهد مقتل جنود كانوا تحت إمرته في غزة.

تركيا: لبناني في خليّة «الموساد»

نشر موقع «Middle East Eye» أمس معلومات عن التحقيقات التي أُجريت مع 34 شخصاً أوقفهم الأمن التركي، للاشتباه فيهم بالتجسس لمصلحة «الموساد» الإسرائيلي. ووفق الموقع البريطاني، فإن المشتبه فيهم من جنسيات مختلفة، وبينهم لبناني على الأقل، نقلوا معلومات تجسسية بعد عملية «طوفان الأقصى» في 7 تشرين الأول 2023. وهم كانوا قد كُلّفوا سابقاً بمهام متعددة، منها جمع معلومات شخصية عن فلسطينيين، وصور متاجِرهم، ومعلومات حول المُجمّعات السكنية، التي يُعتقد أنهم يُقيمون فيها. وكانت مصادر أمنية قد أفادت وسائل إعلام تركية أن المشتبه فيهم كانوا يقومون بجمع معلومات على نطاق واسع، عن الفلسطينيين في تركيا، ولا سيما المُرتبطين بحركة «حماس».وأشار الموقع إلى اشتباه الأمن التركي في 12 آخرين، لا يزالون طلقاء، ومن المحتمل أنهم غادروا تركيا. ومن بين هؤلاء، وفقاً لـ«MEEye»، حارس شخصي سابق لرئيس حركة «حماس» في الخارج، خالد مشعل، يدعى (م. ز.)، وهو مشتبه فيه بالعمل مع مسؤولين في الاستخبارات الإسرائيلية، ونقل معلومات. وكشف الموقع أن لبنانياً من بين الموقوفين، اسمه (م. ب.)، يشتبه فيه الأمن التركي بالتجسس على جمعية «International Willpower Youth Association» التركية، التي تعمل على رفع مستوى الوعي حول القضية الفلسطينية، وهو موظف فيها. ويشتبه الأمن التركي بمشاركته معلومات شخصية عن 20 إلى 25 شخصاً مرتبطين بالجمعية، مقابل 500 دولار.

واكتشف الأمن التركي برنامج تشفير يسمى «Truecyrpt» مثبتاً على أجهزته الإلكترونية. وأشار الموقع إلى موقوف آخر، سوري الجنسية، يشتبه فيه بتصوير الواجهات الخارجية لشققٍ يُعتقد أن فلسطينيين يعيشون فيها، وتحميلها على خرائط Google وإرسالها إلى المُشغّلين. وهو كان قد تقاضى مقابل تقديم صور، في 14 كانون الأول الفائت، 12400 ليرة تركية (414 دولاراً).

وكان القضاء التركي قد أصدر أمراً رسمياً باعتقال 15 شخصاً من الموقوفين الـ 34، وترحيل 8 آخرين. وقالت صحيفة «صباح» التركية إن الأمن التركي كشف عن خطة وضعها «الموساد» لتهريب الأشخاص والبضائع إلى تركيا من الحدود الإيرانية والعراقية لاستخدامها في أعمال تجسسية في تركيا. وأكدت «أن المشتبه فيهم الموقوفين من قبل قوى الأمن التركية كانوا قد اتخذوا الاستعدادات للتخفي، مثل العثور على منازل آمنة لتنفيذ العمليات وترتيب شركة إسعاف لاستخدامها في العمليات أيضاً».

اللواء:

صحيفة اللواءالدبلوماسية الدولية تسابق التدهور الميداني: العودة إلى اتفاقية الهدنة

تعزية باسيل لقائد الجيش تُنهي القطيعة.. وحزب الله ينعى وسام الطويل مهندس استهداف القاعدة الجوية

مع اقتراب حرب غزة من المائة يوم، تبدو الساحة الجنوبية تسير، يوماً إثر يوم، متثاقلة او متسارعة باتجاه انهيار ضوابط قواعد الاشتباك، في ظل اوضاع مأزومة لا تقتصر على طرف بحد ذاته، وإن كانت اسرائيل أكثر تأزّماً، بعد عملية حزب الله ضد قاعدة مون ميرون، التي تتحكم بحركة الطيران الحربي الاسرائيلي في الجنوب وعموم المنطقة الممتدة الى سوريا.

وفي اليوميات الامنية البالغة التعقيد، نعى حزب الله القيادي الكبير في الحزب الشهيد وسام حسن الطويل (الملقب بالحج جواد)، الذي استهدفته مسيَّرة اسرائيلية عند العاشرة والربع من صباح امس في بلدته خربة سلم، لتسارع وسائل اعلام اسرائيلية وتعلن ان الشهيد الراحل هو المسؤول عن اطلاق الصواريخ الـ62 على القاعدة الجوية ميرون السبت الماضي.

واذا كانت المقاومة لم تتأخر بالرد باستهداف رويسات العلم في مزارع شبعا وموقع حدب البستان بالصواريخ المناسبة.بقي العمل السيراني المتعلق بالقرصنة في مطار رفيق الحريري والذي حصل بعد ظهر امس، في واجهة المتابعة، وإن كان وزير الاشغال علي حمية اعلن بعد عودة المطار الى العمل «ولا مشكلة في ما خص الرحلات الجوية» (حسب حمية) الذي اوضح ان «حوالى 70 في المئة من شاشات المطار باتت تعمل كالسابق ويُعمل على الأخرى بشكلٍ متتالٍ». وقال: اننا ادارة رسمية وعلينا تفعيل الامن السيبراني، وما حدث ليس له علاقة بأي إهمال، لقد حصلت بعض الأضرار والعمل جارٍ على تصحيحها.

اضاف: هناك اجراءات احترازية، فقد فصلنا الانترنت عن المطار وذلك لحصر الاضرار. ورداً على سؤال عن تحديد نوع الخرق، قال: العمل جار مع الاجهزة الامنية المختصة، والاجابة ستكون خلال ايام لتحديد ما اذا كان الخرق داخلياً او خارجياً. واعلن ان «التحدّي اليوم هو أن نقوم بإجراءات جذرية وتأمين التمويل لها كي لا يتكرر ما حدث ونكون 99 في المئة في أمان».

وسيحضر الوضع في ما تعرض له المطار من هجوم سيراني ادى الى تعطل شاشات الوصول والمغادرة، فضلاً عن نظام الحقائب على جدول اعمال اول مجلس وزراء، يجري التحضير له الاسبوع الحالي، بانتظار استكمال جدول الاعمال، وطبيعة الملفات التي ستطرح، ومن بينها التعيينات في رئاسة الاركان والمجلس العسكري، وبت الزيادات المقترحة على رواتب العاملين في القطاع العام ومعاشات التقاعد.

وعلمت «اللواء» من مصادر وزارية ان انعقاد جلسة مجلس الوزراء لم يتقرر، بعد وبالتالي لم يتبلغ الوزراء بموعدها.

باسيل يعزي عون

والابرز على صعيد الحركة السياسية، حضور رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل الى صالون كنيسة سان تريز – الفياضية، لتقديم التعازي لقائد الجيش اللبناني العماد جوزاف عون، والذي كان واصل تقبل التعازي بوفاة والدته هدى ابراهيم مخلوطة، ومن ابرز المعزين البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، الرئيسين أمين الجميّل وميشال عون ووفد يمثل المطارنة الكاثوليك، ورئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد ورئيس اللقاء الديمقراطي تيمور جنبلاط وملحقون عسكريون عرب واجانب وشخصيات اجتماعية.

احتواء التصعيد

جنوباً، وفيما اعتبر الرئيس نبيه بري ان رد المقاومة على اغتيال الشيخ صالح العاروري يساوي 10/10، مضيفاً ان العدو قرأ الرسالة جيداً، والجنون الذي نشهده منذ يومين تعبير عن الألم الذي اصابه، تركزت حركة الموفدين الدوليين، فضلاً عن الحركة الدبلوماسية على احتواء لهب الحرب الدائرة عند الحدود الجنوبية، منعاً لامتدادها على ساحات يصعب السيطرة عليها.

وأوضحت مصادر مطلعة لـ«اللواء» أن الاشتباكات في الجبهة الجنوبية والتي حضرت بندا أساسيا للنقاش في زيارة مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي جوزف بوريل إلى بيروت ،تتحول رويدا إلى نوع متطور مع مرور الأيام وأشارت إلى أن تكتيكات استراتيجية يتم اتباعها من قبل حزب الله والعدو الإسرائيلي ما يدفع إلى السؤال عن إمكانية الانتقال إلى مرحلة أكثر خطورة لاسيما إذا لم يأت الحل الديبلوماسي الذي يعمل عليه بثماره.

‎ولفتت هذه المصادر إلى أن بوريل حذر من اتساع رقعة الحرب وأكد أنه لا يحمل أي مسعى إنما يرغب في إنهاء التوتر والعمل على تطبيق القرار ١٧٠١، مؤكدة أن هذا التحذير ليس جديدا وإن الترقب سيد الموقف لزيارات عدد من المسؤولين إلى المنطقة وما قد تخرج عنها لجهة إمكانية التوصل إلى تفادي توسيع رقعة الحرب.

وكشفت مصادر ديبلوماسية ان جولة مسؤول السياسية والخارجية في الإتحاد الاوروبي بوريل على المسؤولين اللبنانيين،تناولت مجمل العلاقات بين لبنان والاتحاد على كل المستويات، والاوضاع السياسية بما فيها أزمة الانتخابات الرئاسية والازمة الاقتصادية التي تعصف بلبنان، وموضوع النازحين السوريين وكيفية معالجة الاوضاع المتدهورة جنوبا بين حزب الله وقوات الاحتلال الإسرائيلي.

وقالت ان زيارة المسؤول الاوروبي للبنان حققت اختراقا بلقائه مع وفد من حزب الله للإطلاع منه على موقف الحزب من مجريات الاشتباكات الدائرة في الجنوب مع الجيش الاسرائيلي وارتباطها بالحرب في غزة، وخلص الى انه من الصعب وقف التدهور الحاصل بمعزل عن توقف الحرب في غزة كليا .ولكنه في الوقت نفسه شدد على ضرورة بذل كل الجهود الممكنة لتخفيف حدة التوتر والتصعيد ومنع تمدد حرب غزة إلى لبنان، من خلال السعي لتطبيق القرار الدولي رقم١٧٠١ من قبل جميع الاطراف.

واضافت ان بوريل ناقش بانفتاح موضوع النازحين السوريين، على عكس لقائه السابق مع وزير الخارجية عبدالله ابو حبيب في بروكسل، ابدى تفهما لوجهة النظر الحكومية بخصوص معاناة لبنان جراء أزمة النازحين السوريين الضاغطة بكل المجالات وضرورة مد يد المساعدة والتعاون لمعالجة هذه الازمة، وابدى استعداده لبحث افضل السبل لمساعدة لبنان ليتمكن من التخفيف من وطأة هذه الازمة. لكنه اعتبر ان الظروف الصعبة الحالية التي تمر بها المنطقة حاليا وتعدد وجهات النظر بين دول الاتحاد بخصوص موضوع اللاجئين السوريين تقف حائلا دون الاتفاق على حلول لهذه الازمة.

وكشف النقاب عن ان الموفد الاميركي آموس هوكشتاين يعمل على اعداد خطة تتضمن معالجة الوضع الحدودي بين لبنان واسرائيل.

وقال رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، ان هوكشتاين سيزور بيروت هذا الاسبوع، ومعه سنبحث كل المسائل.

واضاف ميقاتي: نعمل على حل دبلوماسي للوضع في الجنوب، ربما سيكون تطبيقه مرتبطاً بوقف العدوان على غزة، مشدداً على ان «المطلوب اعادة احياء اتفاق الهدنة وتطبيقه واعادة الوضع في الجنوب الى ما كان قبل العام 1967، واعادة مزارع شبعا التي كانت تحت السيادة اللبنانية، والعودة الى خط الانسحاب السابق بموجب اتفاق الهدنة.

واشار:«نحن نعمل على حل ديبلوماسي ربما سيكون تطبيقه مرتبطا بوقف العدوان على غزة».

‎وردا على سؤال قال: «التهديدات التي تصلنا مفادها انه يجب انسحاب حزب الله الى شمال الليطاني، في الوقت الذي نشدد نحن على أن هذا الامر جزء من البحث الذي يجب ان يشمل انسحاب اسرائيل الكامل من الاراضي التي تحتلها ووقف اعتداءاتها على لبنان وخرقها للسيادة اللبنانية».

‎وتابع: «تلقينا عرضا بالانسحاب الى شمال الليطاني، ولكننا نشدد على الحل الشامل ومن ضمنه حل الموضوع المرتبط بسلاح حزب الله».

وكان ميقاتي بحث الاوضاع الجنوبية والتحركات الدبلوماسية مع وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب، الذي اعلن انه جرى عرض الوضع في الجنوب، والمساعي القائمة، بدءاً من لقاءات ‎الاسبوع وزير خارجية الاتحاد الاوروبي وبحثنا الوضع في الجنوب كما سنلتقي وزيرة خارجية ألمانيا، وكما هو معروف فإن الولايات المتحدة أوكلت الى أموس هوكشتاين متابعة الوضع، وفي حال كانت لديه أمور إيجابية سيزور لبنان في وقت لاحق، وقد أبلغنا الجميع اننا على إستعداد لتنفيذ القرار 1701 بحذافيره، أي يجب العودة الى خط الهدنة لعام 1949 مما يعني انسحاب إسرائيل من الاراضي اللبنانية كافة وان توقف خروقها البرية والبحرية والجوية، واذا طبقت هذه الامور فان ليس لدى لبنان أي مشكلة، وهذا ما تبلغه الحكومة اللبنانية للجميع، ومن الممكن ان يزور لبنان عدد من وزراء خارجية بعض الدول وسنعلن عنهم في الوقت المناسب».

عودة الشاشات

وفي المطار، عادت شاشات المغادرة والوصول في مطار رفيق الحريري الدولي – بيروت إلى العمل بشكل طبيعي، بعد ظهر أمس، بعد أن كانت تعرضت لهجوم سيبراني منذ الأمس.

وجال المدير العام للطيران المدني المهندس فادي الحسن مع الصحافيين في أرجاء المطار للتأكد من عودة الأمور إلى طبيعتها.

وصرح الحسن من المطار قائلا: «الشاشات عادت للعمل بشكل طبيعي أما جرارات الحقائب فنعمل على اعادة وضعها للشكل الطبيعي بشكل تدريجي وحاليا يُشغّل التفتيش يدوياً أما السكانر فلم تتأثر».

وقال الحسن : «ما حصل كبير جدا وغير مسبوق، ونتعامل مع الحدث بشكل جدّي حتى لا يتكرر في المستقبل».

وكشف مصدر أمني تعليقاً على القرصنة انه تم إدخال فيروس لأنظمة مطار مطار رفيق الحريري الدولي ما يستدعي إعادة برمجة جميع الأنظمة.

وافاد المصدر الأمني عن تعاون ألماني فرنسي مع الجيش والأمن اللبناني لتفكيك الهجوم السيبراني على مطار بيروت.

واعلن رئيس المطار فادي الحسن في تصريحات تلفزيونية عن «اعادة تشغيل شاشات مطار بيروت بعد القرصنة ونعمل على إعادة تشغيل خطّ الحقائب ونجتمع الآن مع وزير الأشغال وأمنيّين لمعرفة أسباب ما حصل».

وأكد أن الشاشات ونظام جرارات الحقائب في المطار تعود تدريجيًا الى العمل، وشدد الحسن على أنه سيتم التعاون مع الفنيين للكشف على السيرفر لمعرفة سبب ومصدر الخرق.

وكانت شاشات المغادرة والوصول في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت قد تعرضت الى قرصنة إلكترونية بدأ العمل فورا على معالجتها.

واستنكر النائب فؤاد مخزومي «ما حدث في مطار رفيق الحريري الدولي معلناً رفضه له، وفيه اختراق أمني فاضخ لأمن المطار وأمن وسلامة المسافرين. على القضاء والقوى الأمنية والجهات المختصة وكافة المعنيين، تحمل مسؤولياتهم والتحرك فورًا وفتح تحقيق شامل ودقيق لكشف ملابسات ما حصل لمنع تكراره وإنزال أشد العقوبات بالمرتكبين».

الوضع الميداني

ميدانياً، كان الحدث الجسيم استشهاد القيادي الرفيع في حزب الله الشهيد وسام حسن الطويل بضربة جوية في بلدته خربة سلم، ومن الجنوب، ظهر رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو في كريات شمونة، وقال: حزب الله كان يعتقد بأننا كخيوط العنكبوت، وفجأة واجه قوة هائلة.

بالمقابل، استهدف حزب الله موقع الراهب في سياق المواجهة المفتوحة مع اسرائيل.

ودعا حزب الله الى المشاركة في تشييع الطويل في بلدته خربة سلم عند الساعة الواحدة والنصف من بعد ظهر اليوم.

وكان الجيش الإسرائيلي صعّد خلال ليل الاحد الاثنين من اعتداءاته، فأغار منتصف الليل على أطراف بلدة عيتا الشعب، ونفذ غارتين على أطراف موقع الراهب وعيتا الشعب، وغارة على الاودية المحيطة ببلدتي القوزح وبيت ليف في القطاع الاوسط. كما نفذ غارات وهمية فوق بلدة تبنين واخترق جدار الصوت على مستوى منخفض جدا، ما أدى الى تكسير زجاج عدد من من المنازل وواجهات المحال التجارية.

وبعد منتصف الليل، أغار الطيران الحربي المعادي على الأودية المجاورة لبلدات رامية والقوزح ودبل.

كما أطلق القنابل المضيئة طيلة الليل الفائت فوق القرى والبلدات في القطاعين الغربي والاوسط وصولا الى مشارف مدينة صور.

وفي الجو، أطلق جيش العدو الإسرائيلي ما وصفه بأنه أكبر منطاد مراقبة من نوعه في العالم، وهو بالون عملاق للرصد والتجسس والتصدي للتسلل، سماه Sky Dew أو “ندى السماء” وخصصه للتمركز على الحدود الشمالية، للكشف عن مختلف التهديدات القادمة من الجنوب اللبناني، وأهمها ما يطلقه حزب الله من مسيّرات وصواريخ على أنواعها، للتحذير الاستباقي منها، وفقا لما ورد عنه بوسائل إعلام إسرائيلية عدة، منها موقع The Times of Israel الناشر مواده بالعربية والإنجليزية.

مع ذلك لا تزال منظومة المراقبة المركَّبة في المنطاد الذي يمكن رؤيته من مسافة بعيدة في لبنان، قيد التجهيز وليست مهيأة للتشغيل بعد، بحسب ما قالت القوات الجوية الاسرائيلية في بيان ذكرت فيه أن في المنطاد المعروف باسم “تل شميم” عبريا، عشرات الكاميرات الخاصة، كما وأجهزة كمبيوترية صغيرة، وأخرى رادارية ضخمة. ويبلغ طوله 117 متراً، ويزن عدة آلاف كيلوغرامات.

البناء:

البناءرعب الشمال يلاحق الاحتلال ويطغى على زيارة بلينكن بعد اغتيال العاروري

المقاومة تُخرِج قاعدة ميرون الاستراتيجية عن العمل والاحتلال يغتال «الطويل»

من شمال غزة صواريخ إلى تل أبيب… والخسائر البشرية تنهك جيش الاحتلال

‬ كتب المحرّر السياسيّ

تواصل المقاومة في غزة عمليات استهداف جيش الاحتلال الذي يعجز عن التقاط أنفاسه لإعلان الانتقال الى مرحلة جديدة يسحب فيها قواته إلى نقاط أقل تعرّضاً للعمليات، حيث جاء انطلاق الصواريخ من شمال غزة على تل أبيب فضيحة للإعلان الإسرائيلي عن إنجاز المهمة في الشمال والاستعداد للانسحاب النهائي منه، بينما لم ينتج عن الزج بالمزيد من الألوية في معارك جنوب غزة إلا إلى المزيد من الخسائر، حيث اعترف جيش الاحتلال بـ 11 قتيلاً في يوم وصفه بالأسوأ منذ بدء الحرب.

وجاءت الأرقام المنشورة لجيش الاحتلال عن عدد الجنود الذين تلقوا المراجعات في العيادات النفسية وقد تجاوزوا التسعة آلاف بين جندي وضابط منذ بدء الحرب، لن يتمكّن ربعهم من العودة الى القتال أي أكثر من ألفي جندي وضابط. وهو رقم يضاف الى ثلاثة آلاف مصاب بإعاقة جسديّة دائمة تحول دون العودة إلى الخدمة، لتصبح الخسائر البشرية التي سبق وأدّت إلى سحب وحدات وكتائب من ألوية النخبة مصدراً لإنهاك الجيش وطرح أسئلة حول قدرة الجيش على مواصلة القتال، لأن التقديرات لعدد الإصابات في صفوفه وفقاً لعدد الذين لن يستطيعوا العودة إلى القتال تقول بحدّ أدنى هو أربعة أضعاف الخمسة آلاف الذين خرجوا من ساحة الحرب ولن يعودوا اليها. وهذا يعني 20 ألفاً من أصل 50 ألفاً يقاتلون في غزة، ما يمثل نسبة 40% وهي نسبة الخطر التي تبدأ الجيوش بالانهيار عندها.

على جبهة حدود لبنان الجنوبيّة وما يسمّيه جيش الاحتلال برعب الشمال، صداع مستمرّ في الكيان، بين رغبة بتهدئة تضمن عودة مهجّري المستوطنات الذين زادوا عن ربع مليون مهجر، ورغبة بتصعيد يمنح الفرصة لصورة نصر تكتيكيّ دون التورط في حرب لن تنتهي إلا بهزيمة استراتيجية أكيدة. وقد طغى رعب الشمال على زيارة وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن للكيان، بعد جولة عربية أراد خلالها تقديم صورة الوسيط المحايد لإدارة جو بايدن المتورطة بكل جرائم الحرب الإسرائيلية، أملاً بأن ينفع حديثه عن حل الدولتين وعن المساعدات الإنسانية وعن تخفيف الخسائر بين المدنيين، بتأمين مساهمة عربية إلى جانب واشنطن في التخلص من صداع آخر هو رعب البحر الأحمر، في ظل إصرار أنصار الله على المضي بمنع السفن المتوجّهة إلى موانئ كيان الاحتلال من العبور، وخشية أميركيّة من التورّط في حرب تجلب الأذى لقوة ردعها وتصاب خلالها القواعد والسفن الأميركيّة في المنطقة.

رعب الشمال تجلّى يوم السبت برد أولي للمقاومة الإسلامية في لبنان على اغتيال القيادي في حركة حماس وقوات القسام صالح العاروري وعلى انتهاك معادلة الردع التي تحمي الضاحية الجنوبية لبيروت، وتضمن الردّ استهداف قاعدة جبل ميرون الاستراتيجية بـ 62 صاروخاً، أخرجتها عن الخدمة باعتراف وزير الحرب في كيان الاحتلال يوآف غالانت الذي قال إن هناك منظومات بديلة لتعويض الخلل الذي أصاب «القاعدة الحساسة».

وأمس قام جيش الاحتلال باغتيال القيادي الجهادي في المقاومة وسام الطويل معتبراً أنه مسؤول عن عملية استهداف قاعدة جبل ميرون، بما يشير الى حجم الأذى المعنوي والمادي الذي تسبّبت به عملية الاستهداف، لقاعدة تعتبر عيون جيش الاحتلال ودماغه ومنظومة إدارة وسيطرة على شبكات التنصّت والتوجيه الإلكتروني للطائرات المسيّرة تتولى مهام كل منطقة لبنان وسورية والعراق.

تسارعت وتيرة التطوّرات على الجبهة الجنوبيّة في ظل حرب أمنية مفتوحة بين حزب الله وقوات الاحتلال الإسرائيلي بموازاة الحرب العسكرية منذ 8 تشرين الأول الماضي، ما يرفع احتمالات انزلاق الوضع الى حرب واسعة النطاق، إذا لم تفلح الجهود الدبلوماسية الأميركية – الأوروبية باحتواء الموقف. وإذ أعلن رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي أن الموفد الأميركي أموس هوكشتاين سيكون في لبنان هذا الأسبوع.

وفي سياق ذلك، أشارت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية الى أنّ «مهمة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن العاجلة ستكون محاولة تبريد الرياح الساخنة عند الحدود اللبنانية، خاصة بعد صليات القذائف الصاروخية والصواريخ المضادة للدروع التي أطلقها حزب الله، أول من أمس السبت، على وحدة مراقبة الحركة الجوية في جبل ميرون، والتي أدّت إلى تسخين أجواء الحرب».

وبعد أيام على عملية اغتيال القيادي في حركة حماس الشيخ صالح العاروري في الضاحية، اغتال العدو الإسرائيلي القيادي في حزب الله وسام الطويل في غارة استهدفت سيارته في خربة سلم في الجنوب.

وفي التفاصيل أن مسيّرة إسرائيلية نفذت قرابة العاشرة والربع من صباح أمس، غارة على سيارة من نوع رابيد على طريق محلة الدبشة في بلدة خربة سلم في قضاء بنت جبيل مطلقة باتجاهها صاروخاً موجّهاً، أدّى الى جنوحها جانب الطريق واحتراقها، وحضرت الى المكان فرق من الإسعاف والإطفاء من الدفاع المدني وكشافة الرسالة الإسلامية والصليب الأحمر وعملت على إخماد النيران. واستشهد في الغارة المسؤول الميداني في حزب الله وسام الطويل الملقب بـ»جواد»، وشخص ثانٍ.

ونعى حزب الله في بيان «الشهيد المجاهد القائد وسام حسن طويل «الحاج جواد» من بلدة خربة سلم في جنوب لبنان، والذي ارتقى شهيداً على طريق القدس. فيما زعمت وسائل إعلام إسرائيلية أن الطويل هو المسؤول عن إطلاق الصواريخ على القاعدة الجوية ميرون يوم السبت الماضي.

وأشارت مصادر في فريق المقاومة لـ»البناء» الى أن «الشهيد الطويل هو قيادي ميداني بارز في حزب الله ومن الطبيعي أن يُستشهَد كغيره من المقاومين الشهداء من مختلف الرتب والمواقع العسكرية، في ظل ضراوة العمليات العسكرية ومواجهة الحرب الأمنية الإسرائيلية التي تخوضها المقاومة ضد لبنان ومحور المقاومة، وتأتي عملية الاغتيال بعد قيام المقاومة بتسديد ضربة كبيرة واستراتيجية لقاعدة ميرون العسكرية والاستخباراتية».

ولفتت المصادر الى أن «اغتيال قيادات في المقاومة مهما بلغت أهميّتهم لن يؤثر على معنوياتها وقوتها ودورها في القيام بواجبها الميداني في الدفاع عن الجنوب ولبنان ورد العدو الإسرائيلي وإسناد غزة، بل يزيد من معنويات المقاومين في ساحات الحرب».

وأوضحت المصادر أن «العدو الإسرائيلي يعرف أن الهيكلية العسكرية والتنظيمية للمقاومة لا تتأثر باغتيال من هنا وهناك بل لكل قياديّ بديل وربما أكثر تقوم قيادة المقاومة بتعيينه للاستمرار بمهامه الجهادية، لا سيما أن حزب الله ينتج قيادات بشكل دائم، والدليل أن المقاومة لم تتأثر باغتيال قيادات كبيرة لها منذ اغتيال القائد العسكري للحزب الشهيد عماد مغنية والمسؤول العسكري الكبير الشهيد مصطفى بدر الدين وآخرين، بل المقاومة ازدادت قوة وقدرة وعقيدة وعدّة وعديداً وتطوراً الى حد كبير».

وأضافت المصادر أن استهداف قيادات المقاومة في الميدان ليس إنجازاً للعدو، وهناك الكثير من القيادات استشهدت في الميدان خلال مواجهات عسكرية وليس باغتيالات أمنية فقط.

وأكدت المصادر أن المقاومة لا تزال سيّدة الميدان ولها اليد الطولى وتملك بنك أهداف كبيراً عن مواقع ومراكز العدو على مساحة الشمال وكل فلسطين المحتلة، وستختار الهدف المناسب لضربه خلال الأيام المقبلة وهي ملتزمة بالدفعات المتبقية من الرد على استهداف الضاحية واغتيال القيادي العاروي.

وفي سياق ذلك، توقّف اللواء احتياط ومفوّض شكاوى جنود العدو الصهيوني سابقًا يتسحاق بريك، في مقالٍ نشرته صحيفة «معاريف» الإسرائيلية، عند تكرار وزير الحرب يوآف غالانت ورئيس الأركان هرتسي هليفي والناطق العسكري الإسرائيلي قولهم: «إن الجيش في جهوزية غير مسبوقة ضد حزب الله»، مشيرًا إلى أنَّ: «حقيقة ما يجري اليوم عند الحدود الشمالية يمكن سماعها من وحدات احتياط تنتشر على خط الشمال اليوم ووحدات خدمت في نشاط عملانيّ، قبل عدة أشهر من اندلاع الحرب».

وقال بريك: «قبل خمس سنوات، عندما كنتُ مفوضًا لشكاوى الجنود، مررت على جميع المواقع عند الحدود اللبنانية وهضبة الجولان، على مدار أسبوعين. وزرت كل واحد من المواقع لمدة أربع ساعات، ووجدت عدم كفاءة المواقع وغياب جهوزيّتها، سواء للأمن الجاري أو للحرب».

وأشار خبراء في العلوم العسكرية والحرب النفسية لـ»البناء» الى أن «كيان الاحتلال الإسرائيلي يواجه مأزقاً كبيراً بسبب فشله في تحقيق أهداف الحرب وفي حل مشكلة الأمن في غلاف غزة وفي شمال فلسطين المحتلة وفشله في إيجاد الحل لملف الأسرى لدى حركة حماس، ولذلك هو يبحث عن إنجازات أمنية بعد فشله العسكري الذريع. ومن هذا المنطلق قرر الأميركيون اللجوء الى المرحلة الثالثة من الحرب وهي الحرب الأمنية والاغتيالات والتخفيف تدريجياً من العمليات العسكرية في غزة وأقنعوا حكومة الحرب الإسرائيلية بها، وبالتالي سيستمر جيش الاحتلال بتنفيذ عمليات اغتيال وضربات أمنية محددة وفق بنك أهداف طويل بالتوازي مع تفعيل المفاوضات حول وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى». ولفت الخبراء إلى أن «كيان الاحتلال سيظهر أي اغتيال في أي ساحة كإنجاز يستثمره في الحرب في غزة بمحاولة ترميم صورة جيشه المهشّمة ورفع معنوياته والتخفيف من غضب الشارع الإسرائيلي على الحكومة وإيهام المستوطنين في الغلاف والشمال بأن جيش الاحتلال يواصل الحرب على الجبهات ولم يضعف ولديه بنك أهداف ويسعى لتوفير الأمن لهم، كما تسعى حكومة الحرب بهذه الاغتيالات الى محاولة رأب الصدع والتشظي في حكومة الحرب». كما أن مسارعة إعلام الاحتلال بحسب الخبراء الى «الإعلان عن عملية اغتيال القائد الطويل وأنه ينتمي الى قوة الرضوان تهدف إلى تعزيز وعود قادة الاحتلال للمستوطنين بأنهم سيُجبرون قوات الرضوان في الحزب على التراجع من الحدود الى شمال الليطاني عبر استهداف قيادات هذه الوحدة».

وزعم رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو في تصريح له خلال تفقّده لواء «حيرام 769» في الشمال أننا «سنفعل كل شيء يلزم من أجل إعادة الأمن إلى حدودنا الشماليّة وعليهم ألا يعبثوا معنا».

إلا أن الأرقام والاستطلاعات تُكذّب تصريحات نتنياهو، إذ أفاد تقرير صادر عن «معهد أبحاث الأمن القومي» في جامعة تل أبيب أمس، بأن الجمهور الإسرائيليّ وبشكل خاص سكان البلدات القريبة من الحدود اللبنانيّة، الذين تمّ إجلاؤهم عن هذه البلدات، لا يرون أن عودتهم إلى هذه البلدات مشروطة بحرب واسعة ضد حزب الله، وذلك خلافاً للخطاب العام والإعلامي في «إسرائيل».

ويستند التقرير إلى استطلاعات أجراها المعهد، في الشهرين الماضيين، تبين منها أن «الحل المطلوب، ينبغي أن يشمل عمليات عسكرية شديدة في شكل القتال الحالي وتحسيناً كبيراً في مُركبات الأمن في المنطقة وخاصة في مجال التحصينات، إلى جانب عملية سياسيّة تقود إلى إبعاد متفق عليه لناشطي حزب الله عن الحدود».

وأجرى المعهد استطلاعات بين السكان اليهود حول الموضوع، في تشرين الثاني وكانون الأول الماضيين، وقال 20% من المستطلعين إن سكان الشمال لن يتمكنوا من العودة من دون شنّ حرب كبيرة ضد حزب الله.

وتبين أن التأييد لإمكانية التوصل لاتفاق سياسيّ يبتعد مقاتلو حزب الله بموجبه عن الحدود كوسيلة لإعادة سكان الشمال قد ارتفع في الفترة بين الاستطلاعين، من 25% بين مجمل المستطلعين و14% بين سكان الشمال، في 19 تشرين الثاني، إلى 33.8% بين مجمل المستطلعين و18% بين سكان الشمال، في 24 كانون الأول، في موازاة تراجع الاستعداد للاكتفاء بتحصين بلدات الشمال.

وأيّد 29% من مجمل الجمهور و18% من سكان حيفا و16% من سكان بلدات الشمال أن يبادر الجيش الإسرائيلي لعمليات هجوميّة من دون التدهور إلى حرب إقليميّة، واعتبروا أنه في حال حرب إقليمية يتعين على «إسرائيل» إقامة شريط أمني في جنوب لبنان. وتبين من استطلاع أجري في 22 تشرين الأول، أن 46.4% من الإسرائيليين يرون أن الجبهة الداخلية محمية بشكل ضئيل أو ليست محمية أبداً، وذلك في حال نشوب حرب إقليمية يتخوف الإسرائيليون من أثمانها.

وكانت المقاومة الإسلامية واصلت عملياتها النوعية ضد مواقع وتجمعات الاحتلال، وأعلنت في سلسلة بيانات أن مجاهديها استهدفوا موقع الاحتلال الصهيوني في ‏رويسات العلم بمزارع شبعا اللبنانية المحتلة، بالأسلحة الصاروخية، واستهدفوا تجمّعين لجنود العدو الإسرائيلي في شتولا، وجل العلام، مؤكدة وقوع إصابات مباشرة في المواقع المستهدفة.

إلى ذلك، أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي «أننا نعمل على حل دبلوماسي للوضع في الجنوب ربما سيكون تطبيقه مرتبطاً بوقف العدوان على غزة». وشدد على أن «المطلوب إعادة إحياء اتفاق الهدنة وتطبيقه وإعادة الوضع في الجنوب الى ما قبل العام 1967، وإعادة مزارع شبعا التي كانت تحت السيادة اللبنانية قبل البدء باحتلالها تدريجياً، والعودة الى خط الانسحاب السابق بموجب اتفاق الهدنة». وكشف أن «مستشار الرئيس الأميركي أموس هوكشتاين سيزور بيروت هذا الاسبوع، وسنبحث معه في كل هذه المسائل».

ولفت الى ان «التهديدات التي تصلنا مفادها انه يجب انسحاب حزب الله الى شمال الليطاني، في الوقت الذي نشدّد نحن على أن هذا الأمر جزء من البحث الذي يجب ان يشمل انسحاب «إسرائيل» الكامل من الاراضي التي تحتلها ووقف اعتداءاتها على لبنان وخرقها للسيادة اللبنانية». وأشار الى اننا «تلقينا عرضا بالانسحاب الى شمال الليطاني، ولكننا نشدّد على الحل الشامل ومن ضمنه حل الموضوع المرتبط بسلاح حزب الله».

وأشار ميقاتي الى أن «مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل تحدث عن ضرورة التنبه لعدم توسيع الحرب. ونحن شدّدنا على أننا نمد ايدينا الى المجتمع الدولي سعياً لإرساء الاستقرار في المنطقة، واذا استطعنا تحصيل حقوق لبنان، فإن حزب الله لا هدف له الا المصلحة اللبنانية».

وأردف «أن القرار 1701 نص على تعزيز دور الجيش والتعاون مع اليونيفيل لتمكينها من القيام بدورها، وهذا الأمر يحتاج الى زيادة عديد الجيش حوالى عشرة آلاف عنصر وتقوية قدراته. ونحن مستعدون للتعاون شرط أخذ الضمانات اللازمة لعدم استمرار التعديات الإسرائيلية».

على صعيد آخر، استمرّت التحقيقات في اختراق أمن المطار السيبيراني مساء الأحد. حيث أعلن وزير الأشغال العامة والنقل في حكومة تصريف الأعمال علي حمية في مؤتمر صحافي عقده في المديرية العامة للطيران المدني في المطار، أن «المطار يعمل بشكل طبيعي ولم يكن هناك اي مشكلة في ما خصّ الرحلات الجوية»، موضحاً أن «حوالي 70 في المئة من شاشات المطار باتت تعمل كالسابق ويُعمل على الأخرى بشكلٍ متتالٍ». وقال: إننا ادارة رسمية وعلينا تفعيل الأمن السيبراني، وما حدث ليس له علاقة بأي إهمال، لقد حصلت بعض الأضرار والعمل جارٍ على تصحيحها. وأضاف: هناك إجراءات احترازية، فقد فصلنا الانترنت عن المطار وذلك لحصر الأضرار.

ورداً على سؤال عن تحديد نوع الخرق، قال: العمل جار مع الأجهزة الأمنية المختصة، والإجابة ستكون خلال ايام لتحديد اذا كان الخرق داخلياً او خارجياً. واعلن ان «التحدّي اليوم هو أن نقوم بإجراءات جذرية وتأمين التمويل لها كي لا يتكرر ما حدث ونكون 99 في المئة في أمان».



عرض مصدر الخبر



تطبيق موسوعة الرافدين




>