الجبهة الشمالية… هل اقتربت الحرب؟

شبكة قدس الاخبارية

الجبهة الشمالية… هل اقتربت الحرب؟

  • منذ 3 شهر
  • العراق في العالم
حجم الخط:
//qudsn.co/الجبهة الشمالية… هل اقتربت الحرب؟ <p style="text-align: justify;"><span style="color:#3300ff;"><strong>غزة - قدس الإخبارية: </strong></span><span style="color:#000000;">وصلت المواجهة بين حزب الله ودولة الاحتلال الإسرائيلي على الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة، خلال الأيام الماضية، مستوى عالياً من التصعيد يقترب من حافة اندلاع حرب شاملة.</span></p> <p style="text-align: justify;"><span style="color:#000000;">المواجهة المندلعة منذ الثامن من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، بعد يوم من عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها كتائب القسام وفصائل المقاومة، في قطاع غزة، وسيطرت على مساحة واسعة من مستوطنات ومواقع الاحتلال، في المنطقة المعروفة إسرائيليا بــ"غلاف غزة"، باتت بين خيارات معقدة بشكل أكبر من الوضع الذي كانت عليه، قبل أسابيع.</span></p> <p style="text-align: justify;"><span style="color:#000000;">مثلت عملية اغتيال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، صالح العاروري، وأحد المؤسسين المركزيين لجهازها العسكري في الضفة المحتلة، وقائد ساحتها، مع قادة في كتائب القسام وكوادر في الحركة، بعد قصف مكتب في الضاحية الجنوبية من العاصمة اللبنانية بيروت، التي تمثل مركزاً لحزب الله، التصعيد الأخطر في المواجهة على ساحة لبنان.</span></p> <p style="text-align: justify;"><span style="color:#000000;">بعد أيام من اغتيال الشيخ صالح العاروري ورفاقه، نفذ جيش الاحتلال عملية اغتيال ثانية طالت قائداً في قوات النخبة في حزب الله المعروفة باسم "قوات الرضوان"، هو وسام الحاج، بعد قصف مركبته في بلدة خربة سلم جنوب لبنان، وهو ما أعطى مؤشراً على إرادة بالتصعيد من جانب دولة الاحتلال على الجبهة الشمالية.</span></p> <p style="text-align: justify;"><span style="color:#000000;">تمثل الاغتيالات خطوات تكتيكية ضمن مسار استراتيجي إسرائيلي، ما زال غير واضح، في التعامل مع الجبهة الشمالية، في ظل إعلان الصف السياسي والعسكري الأول في دولة الاحتلال أنها "لن تسمح بعودة الأوضاع على الحدود مع لبنان إلى الوضع السابق"، لكن مع محاذير من الدخول في حرب شاملة في ظل قدرات حزب الله العالية على مستوى الصواريخ والقوات البرية والميدان والجغرافيا ووجود جبهة خلفية تمتد من سوريا إلى إيران، والضربات التي تلقتها قوات الاحتلال في غزة والثغرات في البنية التنظيمية والقتالية للقوات البرية الإسرائيلية منذ سنوات والجبهة المفتوحة في القطاع حتى اللحظة.</span></p> <p style="text-align: justify;"><br /> <span style="color:#3300ff;"><strong>خيار العمليات الدقيقة </strong></span></p> <p style="text-align: justify;"><span style="color:#000000;">بعد اغتيال العاروري ورفاقه أعلن الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، في خطابين أن الحزب سيرد على الجريمة لاعتبارات مختلفة، بينها ما يمثله الشيخ في المقاومة ومحورها وعلاقاته المركزية معهم، والاختراق الذي تمثله العملية من ناحية موقعها والشخصية التي استهدفتها.</span></p> <p style="text-align: justify;"><span style="color:#000000;">عقب ساعات من تهديد نصر الله وجه حزب الله ضربة لقاعدة استخباراتية لسلاح الجو في جيش الاحتلال، على جبل الجرمق، وقال إنها في سياق الرد الأولي على اغتيال العاروري ورفاقه، وبعد أيام نفذ الحزب عملية أخرى باستخدام المسيرات الانقضاضية على مقر قيادة المنطقة الشمالية في صفد المحتلة، وأعلن أنها جاءت رداً على جريمتي اغتيال نائب رئيس المكتب السياسي لحماس والقيادي فيه وسام الحاج.</span></p> <p style="text-align: justify;"><span style="color:#000000;">العمليتان اللتين رد بهما الحزب على اغتيال العاروري ورفاقه والقيادي وسام الحاج تمثلان مساراً ربما يتمحور حول توجيه ضربات لمراكز نوعية لجيش الاحتلال، أعمق جغرافيا عن المناطق التي اعتاد الحزب استهدافها خلال الأسابيع الأولى، باستخدام أسلحة مختلفة بينها الصواريخ المضادة للدروع والمسيَرات وصواريخ "بركان" وغيرها.</span></p> <p style="text-align: justify;"><span style="color:#000000;">عمليات الحزب التي تستهدف مواقع استراتيجية وحساسة لدولة الاحتلال يمنح الحزب فرصة رد الضربة النوعية من جانب الاحتلال، بعملية نوعية أخرى، وفي الوقت ذاته البقاء بالميدان بالمراوحة في حدود عدم الدخول في حرب شاملة، وهو الخيار الذي قال نصر الله إن الحزب لا يريده، وإن عملياته العسكرية هدفها فقط دعم المقاومة في غزة.</span></p> <p style="text-align: justify;"><span style="color:#000000;">يعمل الحزب في واقع معقد فهو لا يريد السكوت على عمليات الاغتيالات التي تمثل مساً خطيراً بقواعد القتال الحالية، وتشجيعاً لدولة الاحتلال على شن مزيد من الضربات في لبنان وضد قوى محور المقاومة عامة، وفي الوقت ذاته يواجه أصواتاً في الداخل اللبناني تهاجم عملياته ضد الاحتلال.</span></p> <p style="text-align: justify;"><span style="color:#000000;">باستخدام الأسلحة التي خرجت إلى العلن حتى اللحظة يحاول الحزب إلحاق أضرار بالقواعد العسكرية، في محيط الحدود الفلسطينية - اللبنانية، وتوجيه ضربات لآلياته وأدواته الاستخباراتية وجنوده، بالإضافة لعمليات "جراحية" ضد مواقع حساسة واستراتيجية رداً على عمليات الاغتيالات.</span></p> <p style="text-align: justify;"><span style="color:#000000;">ورغم إعلان الحزب أن جبهة الشمال فتحت لمهمة أساسية هي مساندة المقاومة، في قطاع غزة، ومنع إلحاق الهزيمة بها ومساعدتها في تحقيق النصر، إلا أن الخطاب الأول لحسن نصر الله لم يغلق الباب أمام خيار الحرب الشاملة وإن كان لم يفصل كثيراً فيه، وظهر وكأنه خيار متعلق بتطورات الميدان فيما يتعلق بتطور جرائم الاحتلال على الأراضي اللبنانية أساساً.</span></p> <p style="text-align: justify;"><span style="color:#3300ff;"><strong>هل يمضي الاحتلال نحو عملية في لبنان؟</strong></span></p> <p style="text-align: justify;"><span style="color:#000000;">على الجبهة المقابلة، لا يتوقف قادة المستويات السياسية والعسكرية العليا في دولة الاحتلال عن التهديد بخيار "عمل عسكري" واسع ضد حزب الله، في لبنان، والزعم أنهم "لن يقبلوا بأن يستمر الحزب وقوات النخبة التابعة له بالتواجد على الحدود"، حسب وصفهم.</span></p> <p style="text-align: justify;"><span style="color:#000000;">وسائل إعلام دولية وإسرائيلية كشفت خلال الحرب المستمرة على قطاع غزة والتصعيد على الجبهة الشمالية أن وزير جيش الاحتلال، يوآف غالانت، ورئيس أركانه هرتسي هليفي وضعوا خطة للهجوم الشامل على حزب الله قبل أن يوقفها بنيامين نتنياهو.</span></p> <p style="text-align: justify;"><span style="color:#000000;">الوقائع والتصريحات المختلفة من جانب قادة الاحتلال تؤكد أن مرحلة ما بعد طوفان الأقصى، ستحمل تغييرات جوهرية على الجبهة الشمالية، فالاحتلال أمام معضلة أن مستوطنيه الذين يسكنون المستوطنات الشمالية أعلنوا أنهم لن يعودوا قبل إبعاد خطر حزب الله عن الحدود، وأكدوا أنهم لن يعودوا إلى الخوف من تكرار ما حصل مع المستوطنين في "غلاف غزة"، يوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر.</span></p> <p style="text-align: justify;"><span style="color:#000000;">في المقابل يعلم قادة الاحتلال العسكريين والسياسيين أن قدرات الحزب على مستوى الصواريخ والقوات البرية وتكتيكات الميدان، والمساحة الجغرافية الواسعة للجبهة، والأهداف التي ستكون عرضة للضرب، يجعل من أية حرب شاملة تجربة شديدة القسوة على الجيش والمجتمع الإسرائيلي.</span></p> <p style="text-align: justify;"><span style="color:#000000;">أزمة القوات البرية التي لم تحل رغم كل الخطط التي وضعها القادة الذين تعاقبوا على قادة هيئة الاركان في جيش الاحتلال، طوال السنوات الماضية، تشكل بنداً رئيسياً يجعل من الحرب الشاملة تجربة قاسية على "إسرائيل"، في ظل أن الحرب على غزة أثبتت أن سلاح الجو لوحده لا يحسم المعركة.</span></p> <p style="text-align: justify;"><span style="color:#000000;">هذه العوامل المتداخلة تجعل من خيار الحرب الشاملة حاضراً في كل يوم، على الجبهة الشمالية، من جانب الاحتلال مع خيارات أخرى تجعل من إبعادها ممكنة أيضاً.</span></p> <p style="text-align: justify;"><span style="color:#000000;">تسعى الولايات المتحدة الأمريكية ودول غربية بينها فرنسا إلى الوصول لحل سياسي، يمنع الحرب الشاملة على الجبهة الشمالية، التي قد تتوسع إلى جبهات أخرى انخرطت في المواجهة مع الاحتلال والقوات الأمريكية، في العراق وسوريا واليمن، نصرة لغزة في معركة "طوفان الأقصى".</span></p> <p style="text-align: justify;"><span style="color:#3300ff;"><strong>محاولات انتزاع "صفقة سياسية"</strong></span></p> <p style="text-align: justify;"><span style="color:#000000;">خلال الأسابيع الماضية، زار المبعوث الأمريكي آموس هوكشتاين العاصمة اللبنانية بيروت عدة مرات، خلال الأسابيع الماضية، والتقى مسؤولين لبنانيين بينهم رئيس مجلس النواب نبيه بري المقرب من حزب الله، في محاولة للتوصل إلى "صيغة تسوية سياسية"، تجنب دولة الاحتلال الحرب وتحقق لها أهدافها الميدانية في سياق إبعاد الحزب عن الحدود.</span></p> <p style="text-align: justify;"><span style="color:#000000;">خطوات الولايات المتحدة الأمريكية تأتي في سياق رعايتها لمصالح دولة الاحتلال، وهي التي تعلم علم اليقين أن جيش الاحتلال غير قادر على إحراز النصر، وهو ما تأكد في عملية "طوفان الأقصى" وما تبعها من مواجهة في غزة.</span></p> <p style="text-align: justify;"><span style="color:#000000;">فرنسا دخلت على خط الاتصالات لتنفيذ "حل سياسي" في إطار القرار الدولي 1701 الذي صدر خلال حرب 2006، ويدعو إلى إفراغ المنطقة بين الخط الأزرق على الحدود بين فلسطين المحتلة ولبنان ونهر الليطاني من السلاح والمسلحين، ما عدا التابعين للجيش اللبناني وقوات "اليونيفل".</span></p> <p style="text-align: justify;"><span style="color:#000000;">محاولة التوصل إلى "حل سياسي" لا يوسع الحرب حمله أيضاً مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، الذي التقى مسؤولين في لبنان بينهم مسؤول الكتلة النيابية للحزب، محمد رعد.</span></p> <p style="text-align: justify;"><span style="color:#000000;">الحزب أعلن أمام بوريل أنه "لا يريد الحرب الشاملة" لكنه لن يتردد في الدفاع عن نفسه في حال أقدم الاحتلال، على عدوان في الجبهة الشمالية، وأكد على الموقف الذي أعلنه الأمين العام حسن نصر الله أن "لا حديث في الحلول السياسية قبل وقف العدوان على قطاع غزة".</span></p> <p style="text-align: justify;"><span style="color:#000000;">أمام الضغوطات السياسية ومحاولات الولايات المتحدة الأمريكية منع توسع الحرب بهدف ضمان "حماية إسرائيل"، في الوقت الذي تستمر فيه في العدوان على غزة، يعلن الحزب أنه لا يريد الحرب الشاملة إلا إذا أقدم الاحتلال عليها، في المقابل يرفض مناقشة الملفات السياسية أو المبادرات قبل وقف العدوان على غزة، ويستمر في عملياته العسكرية عبر الحدود.</span></p> <p style="text-align: justify;"><span style="color:#000000;">وفي وسط هذه الاتصالات والجولات السياسية أعلن الأمين العام للحزب أن الحرب قد تكون فرصة لاسترداد الأراضي اللبنانية المحتلة، في مزارع شبعا وتلال كفر شوبا والغجر، بالإضافة للمواقع البحرية التي يسيطر عليها الاحتلال، وهو ما يشير إلى إعلان سياسي للمطالب في مرحلة ما بعد صمت المدافع على الجبهات.</span></p> <p style="text-align: justify;"><span style="color:#000000;">الخيارات والعوامل المتوفرة في ميدان القتال والسياسة تجعل من كل الخيارات قريبة سواء على ناحية اندلاع الحرب أو التوصل إلى حل شامل قد يشمل غزة أيضاً، لكن في التاريخ فإن الحروب قد تبدأ من تطور يكسر معه كل التحفظات، في ظل الإعلان الصريح من جانب قادة الاحتلال سواء في الحكومة أو المعارضة أن الجيش يجب أن يشن حملة ضد حزب الله.</span></p> <p style="text-align: justify;"> </p>


عرض مصدر الخبر



تطبيق موسوعة الرافدين




>