ثقافة الاستغناء وفن التخلي

ايزيدي 24
  • منذ 3 شهر
  • أخبار العراق
حجم الخط:

 سندس النجار

التملك .. التخلي … الاكتفاء .. الاقتناء .. الاستغناء ..الاحتياجات .. الرغبات ..
كل هذه المفاهيم تشكل فوبيا الشراء والتملك الذي يمارسها الشرق بشكل جنوني وغباء واضح ..
الاستغناء بمفهومه العلمي ، يعني ترويض النفس باتباع نهج اللامبالاة ازاء الاشياء التي لا املكها ، سواءً كان سبب عدم الامتلاك ، عدم مقدرتي عليها او امتلكها فعلا لكنها تضرني وتؤذيني ..
لو لاحظنا اغنياء العالم عادة يظهرون بملابس بسيطة ويسكنون منازل متواضعة ويقتنون موبايلات عادية ، لانهم يدركون ، ان الشخص هو من يمنح القيمة لمكانته وليس المكان من يمنح القيمة لصاحبه ..
وقيل ، ان العلامات التجارية المرتفعة الثمن ، لم تصنع للاغنياء ، وانما صُنعت لمن يريد ان (( يبدو كالاغنياء )) وهو فارغ ..
الجدير بالتوضيح ، ان للانسان الشرقي ( فوبيا التسوق ) ، التي تتفنن في صنعه البلدان
المتقدمة ويمارسه المستهلك الشرقي بشراهة وغباء اقتصادي ، كان تعرض سلعة معينة ( ثلاث قطع ) بسعر معين ، فيشتريها وهو لا يحتاج الا لواحدة . فبهذا تكون قد اثرت على ميزانيتك للحصول على عرض مغرٍ لم تستفد انت منه وانما استغلت تلك الشركات بساطة تفكيرك في اشياء زائدة عن احتياجاتك . ..
الحقيقة ان فكرة الاستغناء ، لا تمثل الانهزامية ، وانما تعد تجسيدا حيا لفكرة الارتقاء فوق ماهو غير ضروري ، اي لندع الاحتياجات تقودنا وليس الرغبات ، فالرغبات تقودنا للهاوية والاحتياجات ترتقي بنا للعلى .
فن التخلي والاستغناء ..
نقصد بفن التخلي والاستغناء :
– ان تتخلى عن الماضي ولا تتشبث به
دون جدوى فتؤذي نفسك ..
– ان تتخلى عن اشخاص متعلق بهم ، لا تقطف منهم سوى الالم وفقدان وقتك الثمين ..
– ان تتخلى عن احلام لا ولن تملكها ..
– ان تتخلى عن العادات التي تتحكم بك ، منها الموبايل ، واياك ان تدمنها فتعيق حركتك عن التقدم ..
– ان تتخلى عن الروتين ا والكسل لذي يجعلك آلة وليس انسانا فتسقط والكل يدهسك ..
جنون الشراء في المناسبات ..
نلاحظ غالبية الناس عند حلول مناسبة او عيد او رمضان ، تتحول البيوت الى حالة من ( الاستنزاف المادي الغير محدود ) . فنجد خانات الكماليات قد تحولت الى خانات الضروريات ، وهو الامر الذي يسعى الى تحقيقه كل القائمين على سلوك الشراء وتحويله الى سلوك جنوني لاسلطان عليه ، مع انه ليس مقرونا بحاجة ماسة …
نلاحظ بعض الصيام وليس الكل ، في بلاد الغرب يتعلمون سياسة التواضع بحكم الدخل المحدود ، والتاثر بسلوك الغرب ، فهو يستغني عن تحكم الاشياء به مكتفيا بالقليل الضروري عن الكثير الفائض المبعثر ..
والجدير بالذكر ، ان كل القيم الدينية والدنيوية دعت للحكمة والتوازن في الاستهلاك من منطلق عبادة الزهد والتجلي ، والحفاظ على النعمة والاستغناء عن بعضها لمن هم اقل منه نصيبا من العوز والفقراء فيرحمك الله في الدنيا وما بعدها …
ففي الوقت الذي نلاحظ عربة التسوق المجنونة لدى الشرقي تمتلئ بالاكياس والاصناف والمخبوزات واللحوم ووووو ، نلاحظ عربة الغربي تكتفي ببضعة ثمار من الفاكهة والخضار الصحية الطازجة وباقة ورد يقدمها لافراد عائلته او حبيبته قد ترطب مشاعرهم ومزاجهم اليومي ..
ذلك هو ، سبب النظرة الاستهزائية التي تجعل الغرب ينظرها لنا ، اي جنوننا في الشراء وعاداتنا الغذائية الغير متحضرة التي نراها على رشاقة اجسامهم الرشيقة الممشوقة ، مقارنة بالاجسام الشرقية التي تغلبها الاوزان الزائدة التي تتسم بالتضاريس التي يبدو عليها ( عدم الوعي الصحي والجمال المرجو ) ..
واخيرا .. ادعو الى مراجعة كل الحسابات الدنوية والاحتياجات العقلية وتدوينها مقارنة بالدخل الثابت ومن ثم وضع الية تحافظ على التوازن الذي لا يربك ميزانيتك الشهرية الثابتة فتضعف وتنهار …


عرض مصدر الخبر



تطبيق موسوعة الرافدين




>