فوضى الاعلام العراقي،هل يسيطرون عليه بادخاله بالمناهج الدراسية ؟

ايزيدي 24

فوضى الاعلام العراقي،هل يسيطرون عليه بادخاله بالمناهج الدراسية ؟

  • منذ 3 شهر
  • أخبار العراق
حجم الخط:

ايزيدي 24 – مثنى النهار 

 

بعد سقوط حزب البعث اصدرت القوات الامريكية في العراق جملة من القرارات و الاوامر فيما تخص الاعلام في العراق منها القانون رقم (14) لسنة 2003 م ، المتضمن قرار حل وزارة الثقافة والإعلام في 23 أبريل 2003 م ، وإيقاف إصدار الصحف والمجلات ووسائل الإعلام التي كانت تصدر في مدة حكم النظام السابق، وحددت ضوابط عامة للصحافة الصادرة، حيث جاء فيه: «منع وسائل الإعلام من بث أو نشر أية مادة تحرض على العنف أو الإخلال بالنظام أو تدعو لإثارة الشغب وتضر بالممتلكات»، وأعطى هذا القانون الصلاحية للقوات الامريكية بمعاقبة وسائل الإعلام التي تحرض على العنف أو تعمل على إشاعة البلبلة وإذكاء الفتن، وإمكانية تفتيشها ومصادرة معداتها وتعطيلها، وتحت هذا العنوان سمحت لنفسها بمراقبة الصحف ومداهمة مقراتها وتفتيشها وإغلاقها، وفرض الغرامات المالية على أصحابها أو سجنهم

في السادس من يونيو 2003 م ، صدر قرار تأسيس شبكة الإعلام العراقي بوصفها هيئة مستقلة للإعلام تحل محل وزارة الإعلام المنحلة، والتي كانت تمتلك في بداية تأسيسها محطة تلفزيونية ، وباتت هذه المؤسسة وحتى اليوم القناة الرسمية الناطقة باسم الدولة وتمثل وجهة النظر الحكومية ..

بعدها و بسبب المحاصصة في العراق ، اصبح لكل حزب و مجموعة و جتى لرجال الاعمال و الاجندات الاقليمية وسائل اعلام داخل العراق، عمت الفوضى المشهد الاعلامي العراقي حيث افتتحت مئات القنوات عشرات القنوات الفضائية و مئات الصحف و الاذاعات ، و تشتت بوصلة الاعلام العراقي بين اعلام سياسي و اعلام طائفي و اعلام متطرف و اعلام عقائدي و اعلام حتى للمكونات و الاقليات في العراق ..

تلت هذه الفوضى الاعلامية ظهور وسائل التواصل الاجتماعي و تحولها الى وسائل اعلامية سريعة مما ساهمت في انشاء مئات المنصات الاعلامية و الوكالات و مؤسسات و لم تعد لا قوانين الدولة قادرة على التحكم بها و لا اي قوة ، اعلام غير ملتزم لا بأخلاقيات المهنة و لا بقوانينها و لا بأحترام ابسط حقوق الانسان .. 

هيمنت القنوات الدينية والحزبية المسيسة على المشهد الاعلامي في العراق وبات كل ما تطرحه في بثها من قضايا وأفكار وما تنشره من أحداث وتحليل يشكل تهديدا للمجتمع العراقي عقائديا والفكريا وسياسيا واجتماعيا واخلاقيا، وقد ظهرت آثارها جلية في تحريك النفس الطائفي وتهييج الشارع متى ما شاءت ، خطابات الكراهية في ازدياد مستمر ، استهداف التنوع و السلم المجتمعي و التماسك لا يعير له اي اهتمام ..

تجاوزات و قتل و خطف و اعتقالات مستمرة و مصادرة الادوات للصحفيين في العراق جزء لا يتجزأ من نظام الدولة و تعاملها مع الاعلام المستقل او الغير متفق معها .. 

في الاونة الاخيرة و بعد عدم قدرة الدولة و مؤسساتها من السيطرة على وسائل الاعلام و بالاخص الاعلام الالكتروني ” التواصل الاجتماعي ” كانت هناك اقتراحات باضافة الاعلام الى المناهج الدراسية في العراق ..

وزير التربية إبراهيم نامس الجبوري في تصريح اعلامي له نهاية العام المنصرم قال ، هناك حراك لإضافة المادة الإعلامية الى المناهج الدراسية، مؤكداً ان ، “الإعلام جزء لا يتجزأ من وزارة التربية”، منوهاً بأن “مسألة إضافة المادة الإعلامية الى المناهج الدراسية، مطروحة للدراسة”

هذه الفكرة ليست جديدة ، ذكر الدكتور رعد الطائي أحد مؤسسي قسم الاعلام بجامعة الموصل في حديث خص به ايزيدي 24  ان مقترح وزارة التربية بتدريس مادة  الإعلام في مراحل الدراسة  الثانوية و اعتبر الطائي أن هذا المقترح هو نتاج اجتماع جمع قطاعية و  و عمداء كليات و اقسام الإعلام في عموم العراق عام 2021 

طرحت هذه الفكرة و المقترح و ينوه إلى وزارة التربية إلى إدخال مادة الإعلامية في مراحل الدراسة المتوسطة أو الإعدادية لان الطلبة الذي يدخلون اقسام الإعلام غير متسلحين بمبادئ علوم الاعلام و لايملكون معلومات عن هذا الاختصاص ،و طرحت هذه الخطة و شكلت لجان بين التربية و التعليم العالي و قطاعية من رؤساء و عمداء الإعلام وافقنا لان هذه خطة جيدة 

تأثير دراسة الإعلام 

يصف الطائي دراسة الإعلام في مراحل الثانوية (متوسطة أو إعدادية) لها تأثير إيجابي جدا  في الوقت الذي يصل الطالب إلى كلية الإعلام و لديه إلمام عن الإعلام افضل من أن يأتي إلى هذا القسم وهو ليس لديه اي معلومات عن هذا القسم ،تنقلنا إلى وجود بعض المواهب الذين يريدون اكمال الدراسة هذا على مستوى اكاديمي ، أما على المستوى الميداني سيرغب  بالعمل مبكرا وهو في عمر المتوسطة أو الإعدادية
وهي تجربة معمول بها في كثير من دول العالم 

 

يدرس الإعلام و لم يكتب خبرا..!

يستغرب اسلام المشهداني (خريج كلية الآداب قسم الاعلام) من تولي إدارة القسم و اغلب تدريسييه هم من غير الصحفيين و الإعلاميين اي ممن لهم تجربة في هذا المجال على أقل تقدير قد نشر ولو خبرا واحدا..

لكنه يرحب بهذه الفكرة ،حقيقة ان تدرس مادة التربية الإعلامية في المدارس امر في غاية الأهمية لانه يخلق جو من الوعي في المجتمع الذي تستهويه الشائعات بالإضافة الى تخصيص درجات وظيفية لتخصص مهم في القطاع الحكومي في ظل غياب وزارة الإعلام التي من المفترض ان تحتضن خريجي اقسام وكليات الإعلام لكن هناك امور سلبية لم تضعها الوزارة في اعتباراتها ان الذين يدرسون هذه المادة ليسوا صحفيين وقد تمر عليهم الشائعات دون ان يكتشفوها

مطالبات بتدريب خريجو الاعلام

 يطالب المشهداني بتدريب الخريجين في تخصصهم كي نحصد ثمار هذا القرار وايضا ان اعداد خريجي قسم الإعلام لا تتناسب وعدد المدارس في المحافظةو يذكر أن اسلام المشهداني أحد خريجي الإعلام الذين خاضوا تجارب تدريبية مع مؤسسة ايزيدي24 الإعلامية في الموصل 

اعلام بلا عملي

المشاكل التي واجهتنا هي ان الاغلبية القصوى للملاك التدريسي هم من غير تخصص الإعلام بالاضافة الى غياب الجانب التطبيقي والعملي في القسم لذلك ان جميع من تخرجوا في القسم اعتمدوا على انفسهم وتدبروا في المؤسسات الصحفية وهم قلة بلا شك اي لا تكاد نسبتهم تتجاوز 10٪ في اكثر الأحوال هذا ما أشار إليه اسلام المشهداني خريج كلية الآداب قسم الاعلام ويضيف الإعلام الموصلي شبه غائب عن الساحة العراقية بسبب قلة الصحفيين الفاعلين الذي لا يتجاوز عددهم 100 في المدينة يحب علينا ان نصنع الصحفي الذي يعتمد عليه في خلق الخبر



عرض مصدر الخبر



تطبيق موسوعة الرافدين




>