الشبك : سلسلة خمس حقائق عن الاقليات في نينوى

ايزيدي 24

الشبك : سلسلة خمس حقائق عن الاقليات في نينوى

  • منذ 3 شهر
  • أخبار العراق
حجم الخط:

ايزيدي 24 – مشعل نواف 

من هم الشبك ؟

الشبك من الشعوب الأصيلة في العراق وهم من الأقوام الارية التي اعقبت الشعب الاشوري في استيطان مدينة نينوى في القرن السابع قبل الميلاد بعد معركة بخُدادا وكانوا يتمركزون  في الساحل الأيسر من مدينة الموصل بعد افول نجم دولتهم الدولة الميدية إلا ان تواجدهم انحسر خلال سيطرة الدول والأمم الى ما يعرف اليوم بسهل نينوى، وتعتبر محافظة نينوى المعقل الرئيسي والوحيد لما عرف بالشبك بعد انفصالهم عن الكاكائية والفيلية والهورمان والزازاية ولم يعرف بهذه التسمية سواهم وتعتبر اقضية الموصل والتلكيف والحمدانية ونواحي بعشيقة وبرطلة والنمرود السكن الرئيسي لهم الا انه اصبح للشبك تواجد في مدن كردستان والعاصمة بغداد والكربلاء والنجف بعد نزوحهم الكبير عقب استيلاء داعش على مناطقهم، وهم فضلا عن السكن في مراكز الأقضية والنواحي يسكنون في الغالب في زهاء ستين قرية وكان لهم تواجد كثيف في ١٧ احياء من احياء الساحل الايسر من مدينة الموصل قبل تعرضهم للابادة بعد الاحتلال الامريكي وقبل دخول داعش.

ماهي اصول القومية الشبكية ؟

تضارب الاقوال والاراء عن اصل الشبك من الذين تصدو لهذا الموضوع فقالوا واكثروا القول فشرقوا وغربوا من غير طائل فكانوا كحاطب بليل و(هؤلاء إنما يكتبون عن أهلي قواصي البلاد كتابة ينقصها التبحر والاستقصاء إذ أنهم يدونون كل ما يتلقونه عن فم هذا وذاك فيجمعون بين الغث والسمين وبين القض والقضيض وليس لهم وقت يتفرغون فيه للغور في الحقيقة والغوص في بحارها الزاخرة لاستخراج لآلئها الفاخرة)هذا ما قاله انستاس الكرملي وليته غاص واخرج اللآلئ كما قال:
1، لكن المنصفين والكتاب من ابناء الشبك ادركوا حقيقة اصل الشبك من خلال الولوج في اتباع السبل الناجعة والعلمية في البحث التاريخي فادركوا بان(الشبك هم قوم جاءوا من المشرق الفارسي  وسكنوا منذ القدم في هذه المنطقة، مع اختلاف في تاريخ وصولهم إليها، حيث يرى البعض بأنهم  نزحوا قبل ميلاد المسيح (ع) بألف عام من منطقة شمال بحر قزوين، على اختلاف بين المؤرخين في تحديد موضعها بدقة، بعد أن تفرقت جماعة كبيرة من العرق الأبيض، كانت ساكنة في تلك المنطقة، إلى فرقتين اتجهت أحداهما غربا فانتشرت في أوربا والثانية اتجهت شرقا، وسميت بالشعوب الهندوإيرانية وانقسمت بدورها إلى قسمين نزل احدهما في شمال الهند ونزل الآخر في هضبة آريان وتكونت منها شعوب البلوش    والأكراد والفرس و الشبك والطاجيك والاوزبك بعد ان توزعت على المناطق المجاورة ومنهم أوائل الشبك من الذين سكنوا منطقة سهل نينوى)
2، والرأي الاخر انهم من احفاد الميديين الذين استولوا على نينوى بعد معركة( بخُدا دا) اي عطاء الله وانهوا الدولة الاشورية بالتعاون مع السومريين (وهناك من يرى أنهم من قبائل زاكروس وأنهم من بقايا الميديين أو الجيش الميدي الذي اسقط نينوى سنة 612 ق.م)3.
فالذي ثبت بالبراهين والادلة التاريخية انهم واخوتهم من الاقليات الكاكئية والفيلية والهورمان والزازية انهم احفاد الميديين وان تواجدهم في ديار الموصل يرجع الى اكثر من 2625 عاما وانهم بذلك يعتبرون من سكان البلاد الاصليين وان تواجدهم اقدم من الاخرين.
(وإنهم جاؤوامن الشرق وأستوطنوا هذه المنطقة مثلهم مثل إخوانهم العرب وألأكراد الذين سكنو الموصل في فترات مختلفة4
واذا ما استشكل في معنى كلمة الشبك والتي تناولها الكتاب العرب بالشرح والتفصيل استناداً الى قواميسهم فنقول ان اسماء الاقوام والملل تعتريها التبدل والتصحيف بمرور الحقب التاريخية  فقيل في مسماهم  انهم من الشبنكاره وقيل شاه بك  وقيل شوانكاره لكن الاهم من كل ما تقدم عراقتهم وتقبلهم للاخرين وضمهم كل القوميات الاخرى  تحت مسمى الشبك من عرب واكراد وايزيدية وهذا ما يؤكد قدمهم واسبقية تواجدهم في تلك الديار.وأما ما قيل عن كونهم من الملل الاخرى كالعربية والكردية والتركمانية فكانت لاسباب واهية كتقارب لغوي اوعقيدة دينية اواسباب سياسية أو اطماع مرحلية تكاد تكون كبيت العنكبوت عند المنصفين وفي قرارة نفوس ابناء القومية الشبكية.

ماهي ديانة القومية الشبكية ؟

 الشبك اختاروا الاسلام ديناً لهم منذ أن انتشر في ديار الموصل، وان جولة بسيطة في قراهم فلا تخلوا قرية من مسجد او جامع او حسينية تقام فيها الفروض الخمسة وتحيا فيها المناسبات الدينية من ولادات، واعياد، وتتخذ قاعتها لا قامة مجالس العزاء.
ويرجع بناء المساجد الى منتصف القرن الماضي بعد ان اصبح الناس في بحبوحة من العيش ونتيجة اتصال الشبك وخاصة الشيعة الذين يشكلون 70%منهم بالمراجع الدينية في المدن المقدسة، وكان لمرجعية السيد محسن الحكيم دورا ايجابيا في هذا المسعى.
والمذهب الشيعي عند الشبك هو المذهب الاثني عشري كباقي الشيعة في العراق وهناك العشرات من طلبة الحوزة العلمية المنتشرين في قرى الشبك.
اما المذهب السني فيشكل ما نسبته 30% من سكان الشبك وجوامعهم في القرى شاهد حيّ على تمسك ابنائها بالإسلام الحنيف وهم على المذهب الشافعي كما في قرى بازوايا  وكوكجلي وطوبزاو  وابو جربوعة وغيرها من القرى.
لكن بناء المساجد شهد توسعا متسارعاً في نهاية التسعينات من القرن الماضي بعد ان تسامح الحكومة بإعطاء فسحة من الحريات، واذكر في هذا الشأن بناء مسجد المحسن في قرية خرابة سلطان من مديرية الاوقاف والشؤون الدينية حينئذ دون معوقات تذكر وكان الشيخ بدر الهلالي مديراً للأوقاف وقتها.

ماهي لغة القومية الشبكية ؟

ان اللغة الشبكية تنتمي إلى مجموعة اللغات الآرية الهندو ـ إيرانية، والتي، يفترض، ان تكون متأتية من اصل واحد وهي اللغة التي كان يتكلم بها شعب حضارة قديمة كانت قد انتشرت، من شمال وشرق بحر قزوين، بعد العصر الحجري الحديث، وفي حدود الألف الخامس ق.م، على مساحة شاسعة من أراضي العالم القديم وكما بدأ بالانتشار أيضا إلى أوربا الشمالية والغربية، وبسبب التطور التي يمكن ان يطرأ على لغة أنشرت في بيئات متباينة ومناخات مختلفة وعبر حقب زمنية طويلة وموغلة في القدم ظهرت لهجات عديدة ومن ثم تباينت الى لغات متعددة تربطها مفردات وسمات تشير الى أصولها المشتركة، سميت باللغات الهندو اوربية الآرية وقد تفرعت الى مجموعات لغوية وهي ( المجموعة الهندو ايرانية و المجموعة الاناضولية والمجموعة الايطالية والمجموعة الجرمانية والمجموعة الكلتية     والمجموعة السلافية) وهذه المجاميع تفرعت بدورها الى مجاميع ثانوية ضمت جميع اللغات الارية المعاصرة، فيما تفرعت المجموعة الهندو إيرانية إلى مجاميع ثانوية وهي (مجموعة اللغات الدردية ومجموعة اللغات الهندية ومجموعة اللغات القزوينية ومجموعة اللغات الإيرانية) والمجموعة الإيرانية تفرعت إلى لغات ولهجات رئيسية ومحلية منها الكردية والبلوشية والسوغديانية   والبشتوه والآفيستا والإيرانية القديمة .  ومن خلال التقسم الانف الذكر يمكن اعتبار اللغة الشبكية احدى اللغات التي تنتمي الى مجموعة اللغات الهندو ايرانية.(نخلص إلى ان اللغة الشبكية تنتمي إلى مجموعة اللغات الآرية الهندوايرانية نشأت وتطورت حالها حال اللغات الأخرى، وهي لغة مستقلة وليست لهجة من لغات أخرى وتتميز بمفرداتها الخاصة  والمتميزة وأسلوب لفظها، على الرغم من احتواءها على المفردات التي تشترك فيها مع اللغات الأخرى، كالعربية والفارسية والتركية  والهندية والكردية،  لهذا الاشتراك مبرراته وأسبابه، الذي لا يخفى على الباحث اللبيب
هل لدى القومية شبكية زي فلكلور خاص بهم وما هي مناطق تمركز القومية ؟

الملابس من اكثر الاشياء تغيرا في حياة الشعوب وتكاد ملابس الشعوب تتوحد في هذا العصر إلا ان كل الشعوب لديها ملابس فلكلورية تتخصص بها وتعتز وترتديها في مناسبات معينة واعياد خاصة وللشبك زي فلكلوري للرجال تتمثل بالسروال والثوب القصير (دشداشة) والقبعة الصوفية التي استبدلت بالعطرة او اليشماغ وتلف فوقها اشماغ اخر وكذلك اليلگ المصنوع من الصوف اما الاحذية فتصنع من الجلد

الضيف: الحقوقي عبدالزهرة خورشيد الاغا (صحفي وكاتب وباحث في الشأن الشبكي)



عرض مصدر الخبر



تطبيق موسوعة الرافدين




>