الحكومة تكتفي بجرد الصواريخ.. العراق يفتتح العام الجديد بقصف أمريكي وتركي وإيراني

ايزيدي 24

الحكومة تكتفي بجرد الصواريخ.. العراق يفتتح العام الجديد بقصف أمريكي وتركي وإيراني

  • منذ 3 شهر
  • أخبار العراق
حجم الخط:

ايزيدي 24 عن العالم الجديد 

تعرض العراق خلال أيام فقط، إلى قصف تركي وإيراني وأمريكي، أسفر عن خسائر بشرية ومادية، وفيما رأى مراقبون، أن الحكومة عاجزة عن الرد على أي من هذه الدول، أكدوا أن ضعفها ساعد الدول على انتهاك سيادة البلاد، وسط توقعات بأن تؤثر هذه التوترات على شعبيتها.

ويقول المحلل السياسي فلاح المشعل، خلال حديث لـ”العالم الجديد”، إن “الوضع الراهن في غاية التعقيد والتداخل، فهناك فصائل مسلحة تعمل خارج غطاء الحكومة، ودائما ما تتحدى الحكومة عبر قصفها للقواعد الأمريكية، والأخيرة تقوم بالرد على الفصائل، نظرا لعجز الحكومة عن السيطرة على هذه الفصائل، وتركيا تقصف بشكل مستمر حزب العمال الكردستاني في إقليم كردستان، وإيران تنفذ ضربات على الحدود العراقية بحجة وجود أحزاب إيرانية معارضة”.

ويضيف المشعل، أن “إيران طلبت إبرام اتفاقية مع العراق وحكومة الإقليم، لسحب معسكرات الأحزاب المعارضة لها من الحدود، وقد تم هذا الأمر، لكن قيام الحرس الثوري الإيراني بقصف أربيل تحت ذريعة وجود مقار للموساد، يعد اعتداء سافرا من إيران على العراق”.

ويتابع أن “دول الجوار تجد في العراق دولة ضعيفة عسكريا، ومخترقة من قبل أحزاب ومجاميع معارضة لها، فتقوم بضربها دون اكتراث للسيادة العراقية، والشيء الآخر الذي يشجع دول الجوار بالاعتداء على العراق، هو وجود أطراف سياسية عراقية فاعلة بالمشهد العراقي غير معترضة على ما يحدث من تجاوزات”.

وبدأت الاستهدافات في الرابع من الشهر الحالي، حيث نفذت واشنطن عملية اغتيال للقيادي في الحشد الشعبي وحركة النجباء أبو تقوى السعيدي، عبر صواريخ موجهة استهدفت عجلته في شارع فلسطين بالعاصمة بغداد.

وما أقدمت عليه واشنطن، أثار الرأي العام، ودفع القوى السياسية إلى المطالبة بخروج القوات الأمريكية بشكل فوري، حتى أعلن رئيس الحكومة محمد شياع السوداني، عن التوجه لتفعيل لجان ثنائية لبدء حوار إخراج قوات التحالف الدولي من العراق”.

إلى ذلك، يبين المحلل السياسي غالب الدعمي، خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أن “الرد العراقي على مجمل القصف الأمريكي والإيراني والتركي، لأول مرة يكون قويا دبلوماسيا، لكن الحكومة بالحقيقة لا تستطيع الرد على أي عدوان، فهي في أضعف حالاتها ومنتهكة السيادة”.

ويوضح الدعمي، أن “أقصى ما يمكن أن تستخدمه الحكومة هي هذه البيانات”، مبينا أن “الشارع العراقي ينقسم بين غالبية كبيرة مستهجنة من هذه الاعتداءات وناقمة ومنزعجة، وبين المقربين من إيران ممن يرون أن من حق طهران ممارسة القصف لحماية أمنها القومي، لكن بالمجمل فإن شعبية الحكومة والداعمين لها ستتراجع، رغم أنها متراجعة من الأساس بفعل تكرار حوادث القصف”.

ولم تمض سوى أيام على عملية اغتيال السعيدي من قبل واشنطن، حتى أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في 13 من الشهر الحالي، عن إطلاق عملية عسكرية جديدة شمالي العراق، وأكد: أنقرة لن تسمح قطعا بإنشاء إرهابستان على الحدود الجنوبية مهما كانت الأسباب والحجج.

وسرعان ما بدأ القصف التركي، حيث جرى استهداف أكثر من 110 موقعا داخل العراق خلال أيام معدودة، وبحسب وزير الدفاع التركي يشار غولر: لو لم نكن في شمال العراق، لطالت الهجمات حدودنا كما في السابق، ولدفعنا أثمانا باهظة داخل مدننا.

كما ظهر أردوغان قبل يومين، وأكد: أعطيت تعليماتي بشكل واضح في الاجتماع الأمني الأخير. اقضوا على الإرهابيين وجميع من يقف بجانبهم دون أي تفكير”، وهذا إلى جانب موافقة البرلمان التركي على بيان بشأن إعلان مكافحة الإرهاب.

من جانبه، يبين المحلل السياسي المقرب من الفصائل المسلحة، حيدر الموسوي، خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أن “أسباب القصف الإيراني والتركي في شمال العراق، تعود إلى عدم تعاون حكومة إقليم كردستان مع الحكومة الاتحادية في مجال احتواء الجماعات المسلحة المعارضة للدولتين”.

ويدعو الموسوي، الحكومة إلى “العمل تكرار الإجراء الذي اتخذته حكومة نوري المالكي، حين أجلت عناصر حركة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة من الاراضي العراقية”، متابعا أن “تركيا وإيران، حذرتا مرارا وتكرارا من هذه المجاميع وخطورتها على أمنها القومي، وأعلنت أنها ستتصرف لوحدها في حال عدم وضع العراق حدا لها”.

ويتوقع، أن “يتكرر هذا القصف في المستقبل، إذا لم يتم اتخاذ الإجراءات المناسبة التي تمنع تهديد هذه الدول من قبل تلك الجماعات التي تتخذ من الأراضي العراقية ملاذا لها”، مؤكدا أن “القصف الإيراني والتركي بات يسبب حرجا دبوماسيا للحكومة العراقية، حيث أنه من الصعب قطع العلاقات العراقية مع الدولتين الجارتين بسبب العلاقات الاقتصادية معها، أما القصف الأمريكي، فالحكومة اتخذت موقفها منه وهو إخراج القوات الأمريكية من الأراضي العراقية، لان الهجمات ضدها لن تتوقف، بل ستتصاعد بسبب استمرار حرب غزة”. 

وحول ما إذا ستتأثر شعبية الحكومة، جراء هذه الانتهاكات، يلفت الموسوي، إلى أن “شعبية الحكومة لن تتراجع، فالأغلبية الصامتة لا تهتم لهذه المواضيع، بقدر اهتمامها بالخدمة التي تقدمها، والحكومة مستمرة بتقديم الخدمات”.

وإلى جانب ما يجري من قصف تركي وأمريكي، استهدفت إيران أمس الأول، بـ12 صاروخا باليستيا مدينة أربيل، وكان الجزء الأكبر منها نحو منزل رجل الأعمال الكردي بيشرو دزيي، وهو صاحب شركة فالكون وأبراج إمباير، الأمر الذي دفع الحكومة العراقية إلأى استدعاء السفير العراقي من إيران، وتسليم مذكرة احتجاج للسفير الإيراني، فضلا عن تأكيدها على أحقية الرد بكافة الطرق الدبلوماسية والقانونية.



عرض مصدر الخبر



تطبيق موسوعة الرافدين




>