سراج, رحلة من الظلم إلى النضال لتحقيق حلمها و ممارسة هواياتها.
“الشي الي واجهته و تخطيته ما ينوصف بكلمات من كد ما شفت تحديات و انماط و نظرات مجتمعية عن الي ردت اسويه, مجتمعي بسيط و كولش احترم عاداتنا و تقاليد بس هلشي ما يمنعني من امارس هوايتي في الشعر و النشاط المدني و العمل مع المنظمات لان ما دا اسوي شي غلط. كان ذلك حديث من سراج و هي تتحدث عن قصتها لنا و التي تلهم السامعين من نقطة البداية”.
سراج علي فتاة شبكية من قرية علي رش، التابعة لناحية برطلة في قضاء الحمدانية بمحافظة نينوى تتحدث عن رحلتها الشخصية والنضال منذ الطفولة، حيث منحها والديها مسؤولية اتخاذ القرارات وإدارة الأمور في محيطها. تجسد قصتها تحدّي النمط الاجتماعي والظلم الذي واجهته كامرأة في مجتمع تقاليدي ومتحفظ.
تبدأ قصة سراج مع طفولتها وتأثير والديها الذين غرسوا فيها قيم القيادة منذ الصغر، حيث كانت تشارك في قرارات الحياة اليومية مثل التسوق وإدارة الأمور الأسرية.
و هي تبتسم و تهز براسها على مستحيل تحقق,” لولا دعم والداي ما جنت اكدر اسوي شي و لا كنت راح اوصل للي وصلتله اليوم, الموضوع جان بمثابة انتحار بس صار سهل و عادي عندي بعد ما شفت والدي وياي بكل خطوة و يمسك بيدي و يصعدني للمسرح حتى القي شعر”.
واجهت سراج المظلومية الاجتماعية بسبب ولادتها في مجتمع محافظ حيث كانت حرية التعليم للنساء تعتبر تحديًا. تشير إلى التحديات التي واجهتها خلال فترة المرحلة الثانوية ومقاومتها للقيود الاجتماعية التقليدية التي تحد من حقوق المرأة. و هنا تشير سراج إلى دعم والديها لها و احد العاملين في المنظمات ( لم تذكر اسمه بطلب منه) في اختيار مجال المنظمات، مما أسهم في تحسين وعيهما تجاه عمل المنظمات وحقوق المرأة. تكمل تقديمها للجهود الاجتماعية وتنظيمها لأنشطتها بشكل سري في البداية.
” في احد الايام التقيت بشخص وانا ممتنة له وهو يعمل في مجال المنظمات واقترح ل والدي و من امي ان انظم لمجال المنظمات ولاني كنت مهتمة بهذا الشيء حصلت على الدعم من والدتي واقنعت والدي ان انظم و في حال لم يعجبنا الموضوع سوف اترك العمل”.
و تقول ايضا, ” في البداية، كنت أعمل في الخفاء، ولكن مع مرور الوقت، بدأت بعض أفراد عائلتي تكتشف حقيقة عملي.
رغم التحفظات الاجتماعية والتحديات التي واجهتها، إلا أن عملي في المنظمات كان مصدر إلهام وقوة لي. واجهت انتقادات كثيرة، وكنت أحاول إيجاد طريقة لتحويل هذه التحفظات إلى فرص للتأثير الإيجابي .لكن مع التعامل في المنظمات، بدأت حياتي تأخذ منحى إيجابي و أصبحت مصدر إلهام للكثير من الناس و خصوصا النساء. أرى نفسي محورًا لتحفيز الآخرين لتحقيق التغيير، سواء كان ذلك داخليًا أو اجتماعيًا”.
تعمل سراج اليوم في مجال المنظمات الدولية و المحلية و تشارك في العديد من النشاطات و الفعاليات المتعلقة بالنساء و الاقليات داخل و خارج محافظة نينوى و اكدت لنا حرصها على استمرارها في رحلتها، حتى تكون قصتها ملهمة للنساء اللاتي يواجهن التحديات الاجتماعية ويسعين لتحقيق التغيير. و يتبين لنا من خلال هذه القصة أهمية دور سراج في تعزيز التماسك الاجتماعي وتحقيق السلام من خلال تحسين أوضاع المرأة والأقليات في مجتمعها.
