تركت الدراسة،حوربت في الوظيفة ، لم تستسلم و افتتحت عملها الخاص
ناشطة فَرَدَت أجنحتها بأعمالها الإنسانية، عبر منظمات المجتمع المدني، وأخرى بجهود حثيثة في إجتثاث جذور الكراهية، وإزالة شوائب الفوارق الاجتماعية بين طبقات المجتمع ومد جسور بين المكونات المختلفة، جهود مضنية لنثر هذه البور على أرض خصبة ، ارض تحترم مكانتها كـ امراة و كتنوع و كشخص مختلف عنك و لكن له من الحقوق و الواجبات مثلك تماماً .
سهير الشورجي، تولد 1989 قضاء الحمدانية ، متزوجة، أم لأربعة أولاد ، نشأت وترعرت في قضاء الحمدانية، حتى تزوجت،، ومكثت مع عائلتها للآن.
درست الشورجية في أحدى مدارس الحمدانية، حتى مرت بظروف أجبرتها على ترك الدراسة وحلم ارتداء القبعة السوداء والحصول على شهادة تخرج وهنا دقت أجراس التحدي، لمواجهة الحياة بكل أسلحتها وأدواتها القاضية على الطموح والأمل والإرادة ،مرت سهير بايام و ظروف عصيبة و كانت السبب في تركها للدراسة كالكثير من النساء في ذاك الزمن .
تصفها سهير بالانتكاسة و هي تركها الدراسة، أحسست بأن الأبواب جميعها أوصدت، ورُمي مفتاحها في البحر ، ادركت و تيقنت بأني لم و لن اكون متساوية مع الاخرين ، لا كأمراة مع الرجال و لا كامراة مع النساء و تيقنت بأنه العمل او التعيين بات شبه مستحيل لي دون شهادة جامعية
كاد ان يختفي نور الامل في داخلي، و لكن رغم ضياع فرصة الدراسة قررت ان اعمل على تطوير ذاتي من خلال مطالعة الكتب و الرسم و تطوير رؤيتي الثقافية للحياة ..
بعد عدة محاولات، والتطوع مع منظمات مجتمع مدني تعمل في مجال حقوق الإنسان لسنوات قدمت نشاطات كثيرة وشاركت في مبادرات كثيرة عن ثقافة التنوع و التماسك الاجتماعي و كل شيء متعلق بحقوق المراة و الطفل فضلاً عن دورات تطوير الذات.
و تذكر سهير ، وأخيرا بعد سنوات من العمل الطوعي، قد حظيت بفرصة عمل مع منظمة و لكن ، يا فرحةً ما تمت، لم تكن هنا المحطة الأخيرة، بل كان للقصة جزء آخر، ومفاجأة صادمة، قد حاربها الكثيرون للحصول على منصبها أو عملها، إلى أن نجحوا وأزاحوها و شغلوا مكانها و كانت هذه بمثابة ضربة قاضية للعمل التطوعي التي قامت به سهير لسنوات و كذلك لارادتها كـ امرأة و استهداف علني للسلم الاجتماعي لانها من مكون معين ..
أشارت الشورجية إلى أنه, “بعد تركي لعملي في المنظمة، قضيت معظم وقتي في تربية أطفالي ومتابعة دراستهم، وتعليمهم، والقيام بأعمالي المنزلية كأم وربة بيت” . وتضيف، ” بعدها قلت في نفسي هل هذه هي النهاية ، حياتي ومماتي سيكونا في هذا المطبخ، وكل دنياي ما هي إلا أربعة جدران ؟!
هل أبقى في المطبخ أم أعيد سلسلة المكافحة، وأثابر من جديد لأثبت نفسي، وأضفي نكهة أخرى على حياتي “.كانت سهير على وشك الغرق في دوّامات الحياة، وبعدها قررت إنقاذ نفسها وقامت بفتح مشروعها الخاص بها بمساعدة زوجها وتقول سهير, ” بتشجيع معنوي، ودعم مادي ، افتتحت محل كماليات وإكسسوارات والعطور ، أسميته ” كماليات الجمال” وكانت فرحتي كبيرة به، رغم أنها لا زالت تتعرض إلى انتقادات كونها امرأة شابة، وهي تدير المحل بمفردها، لانشغال زوجها بدوامه وأعماله،لكنها مستمرة، وقامت أيضا بتوسيع مشروعها.
وعن ذات الموضوع استرسلت, ” ذات مرة، نصحني مسن، قال يا ابنتي ستخسرين في بداية مشروعك، ثم لن تربحي شيء، ثم ستربحين قليلاً ، ثم ستربحين ويصبح حالك أفضل. كل ما عليك هو الاستمرار” وحقا هذا ما حصل معها. سمعت كلامه واستمرت فنجح مشروعها.
ولم تكتفي بفتح مشروعها الخاص وحسب، و تربية الاطفال و ادارة المنزل بل عادت لتزاول هواياتها السابقة و اهمها الرسم و العودة الى الرسم كان عن طريق زوجها, فهو رسام متقن يرسم لوحات بالفن الحديث والألوان والطرق والتقنيات الحديثة،
إلى أنه، تقول بهذا الصدد، ليس لدي الوقت الكافي للرسم فالعمل يأخذمن وقتي وايضا أطفالي وأعمالي المنزلية وواجباتي كزوجة، لكن أرسم وقت فراغي .
يذكر أنه لا زالت سهير تشارك مع المنظمات كناشطة مدنية، وتحضر ورشات وجلسات، وتساهم في مبادرات لمد الجسور بين المجتمع، وتقدم مساعدات إنسانية، سواء عن طريق المنظمة، أو من خلال تبرعاتها الشخصية.
