جوان, تحدت كل العادات و عدم المساواة و انتصرت بالدراسة و الرياضة

ايزيدي 24

جوان, تحدت كل العادات و عدم المساواة و انتصرت بالدراسة و الرياضة

  • منذ 3 شهر
  • أخبار العراق
حجم الخط:

 

نور عبد القادر – ايزيدي 24 

” الرياضة كانت تعني لي كل شيء و بدأ شغفي و حلمي يتحققان على ارض الواقع قبل سنة من هجوم داعش, لكن بلحظة واحدة بدأ الحلم يلوح في الافق ” استهلت جوان قصتها لنا بهذه العبارة التي امتزج فيها مشاعر الحزن عند تحطيم حلمها تارة و مشاعر الفرح عند تحقيق حلمها الان تارة اخرى و كان ذلك واضحا في نبرة صوتها.
جوان يوسف شابة مسيحية 25 عاما ,خريجة التربية البدنية والعلوم الرياضة ,وطالبة ماجستير في الوقت الحالي ، لاعبة منتخب المحافظة (نينوى)في لعبة البيسبول,مدربة لكرة القدم في اكاديمية برطلة لكرة القدم ,وكذلك تمارس مهنة الحكم في مجال كرة القدم في الدوريات المحلية الشعبية في منطقتها.

و في شهر يوليو/تموز 2014، جوان يوسف كانت على بعد خطوة واحدة من تحقيق حلمها في عالم الرياضة . إلا أن دخول تنظيم داعش وسيطرته على نينوى ألقى بظلال الإحباط على طموحاتها وتحداها بشكل كبير.
جوان و عائلهتا انذاك كان همهم الوحيد كيفية الخلاص من هذا الهجوم و الفرار لمكان امن و العيش في بيئة غير مهددة بالحرب, فونزحوا مع بقية العوائل الى اقليم كودرستان.
” ما اريد اتذكر هديج اللحظات الي كان بيها مأساة, ما جنت افكر بالرياضة و الحلم بقدر تفكيري بانقاذ حياتي و حياة عائلة و جان حلم انه اتخلص من الموت و الحمدلله كدرنا ننهزم و نوصل لمكان امن” جوان قالت ذلك بلهجتها المحلية و هي تتحسر.

جوان و هي تدرب طلابها على التمارين الرياضية

 

بعد فقدان الشغف والأحلام بسبب النزوح والإرهاب، استمرت عائلة جوان في دعمها وتحفيزها، مما ساعدها على التغلب على الصعوبات وبناء حياتها من جديد و هذا ما اكدت عليه جوان.
سنوات النزوح مرت و حدث تحول نحو الرياضة وتحقيق الطموح لجوان و ذلك بعد عودتها من النزوح. استفاقت جوان لتبدأ مسيرتها في عالم الرياضة. رغم معارضة المجتمع لفكرة أن تكون المرأة لاعبة رياضية، قوضت جوان هذه النظرات بفضل دعم والديها، وأصبحت لاعبة كرة قدم وحكم في المباريات في الدورات الكروية الشعبية في نينوى.
تقول جوان و ملامح الابتسامة غطت على وجهها, ” بعد انتهاءِ الحرب وعودتنا الى منطقتنا بدأتُ أنهض بقوة وأُمارس هوايتي وأصبح اهتمامي للرياضة اكبر لان المعاناة عادت تصنع الاحلام و تحقق الاهداف و لو كنت بمفردي لما تمكنت من العودة بل كان لوالدي و عائلتي دور كبير في نهوضي”.
واجهت جوان العديد من التحديات لا سيما الاجتماعية و المتعلقة بالصور النمطية حول النساء وتخطتها لتحقيق أحلامها. شاركت في العديد من النشاطات الرياضية داخل نينوى وخارجها، وحصدت اهتمام بالغ و تقدير كبير، محطمة العادات التي تفرض على المرأة قيودًا في ممارسة هواياتها.

الجوائز التي حصلت عليها جوان و فريقها

جوان و بكل ثقة و قناعة قالت حول التحديات: نعم واجهت العديد من التحديات و لكن هذا الامر لم يوقفني عن تحقيق الطموح و مواصلة العمل من اجل تحقيق حلمي و الدفاع عن شغفي و الهامي و تعلقي بالرياضة على صعيد الاهتمام و اللمارسة في التحكيم في المباريات, تحديت كل الظروف الاجتماعية و العادات و التقاليد وخلقت لنفسي بنفسي بيئة يملئها الثقة بيني وبين نفسي و من ثم بيني و بين المجتمع ,والان هم من يشاركونني نجاحاتي ومسابقاتي الدولية و المحلية و كلهم فخر بي حسب ما اتلقاه منهم من كلمات المدح و الثناء”.
رغم الصعوبات، أصبحت جوان يوسف مثالًا يحتذى به للأجيال القادمة من اللاعبات الشابات. فقد أثبتت أن الحلم يمكن أن يتحقق بالعمل الجاد والإصرار والثقة بالنفس. تحلم جوان بتحقيق المزيد من الإنجازات في مستقبلها، مما يجعلها قوة إيجابية للمرأة في مجالات الرياضة والطموح.

 

 



عرض مصدر الخبر



تطبيق موسوعة الرافدين




>