وبدأ بلينكن زيارته إلى المملكة العربية السعودية، أمس الاثنين، في محطته الأولى ضمن جولة أوسع يقوم بها إلى الشرق الأوسط.
ورغم التحذيرات السابقة من انعكاسات استمرار
الحرب على غزة، فقد امتدت التوترات إلى الأراضي اللبنانية والعراقية والسورية واليمنية خلال الفترة الأخيرة، بعد ضربات متبادلة بين الفصائل المسلحة والقوات الأمريكية الموجودة في بعض الدول بشكل غير شرعي، وفق خبراء.
يرى الخبراء أن "زيارة أنتوني بلينكن للسعودية ومصر تأتي في إطار مساعٍ أمريكية تهدف لعدم توسعة دائرة الحرب، في الوقت الذي تواجه فيه العديد من الضغوط الداخلية والإقليمية والعالمية بشأن استمرار الحرب على القطاع وارتكاب إسرائيل لمجازر مروعة بحق النساء والأطفال والكبار، وتدمير البنى التحتية والمستشفيات والمدارس، ما يجعل الحياة شبه مستحيلة في القطاع".
ووصل وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى السعودية، أمس الاثنين، في جولة جديدة تهدف إلى "وضع حد دائم" للحرب بين إسرائيل و"حماس".
وفي خامس زيارة يقوم بها إلى المنطقة منذ شن
إسرائيل حربها على قطاع غزة في تشرين الأول/ أكتوبر، يسعى بلينكن للحد من توسع دائرة الصراع في المنطقة.
وفق الآراء الواردة في التقرير، فإن بلينكن يحمل في هذه الزيارة البنود شبه النهائية والمقترحات لوقف إطلاق النار، ويسعى من خلال زيارته لمصر والسعودية التأثير لعدم فتح جبهات واسعة ضد قوات واشنطن في المنطقة، مع سعيها لحفظ ماء الوجه بتوجيه ضربات جديدة في الأيام المقبلة.
وتحتل عملية وقف إطلاق النار الأولوية بالنسبة للزيارة الحالية لبلينكن، خاصة في ظل ضغوط دولية واتهامات لواشنطن بدعمها المطلق "لعمليات الإبادة في غزة".
بشأن الزيارة الحالية لوزير الخارجية الأمريكي، يقول السفير محمد الشاذلي، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، إن منطقة الشرق الأوسط من أكثر مناطق العالمة أهمية، وأكثرها توترا، ما يدفع واشنطن إلى الاهتمام بالشرق الأوسط بشكل عام بدرجة كبيرة، وبصورة خاصة مصر طبقا لموقعها ودورها.
ولفت إلى أن الأزمة الراهنة لم تعد قاصرة على غزة، إذ تمتد إلى اليمن وسوريا ولبنان، والتجارة الدولية عبر البحر الأحمر، في ظل الانعكاسات الكبرى التي تشهدها المنطقة.
وأشار إلى أن المقترحات بشأن وقف إطلاق النار باتت معلنة، وتطالب به جميع شعوب العالم، بما فيها الدول التي تساند حكومتها إسرائيل.
ويرى الدبلوماسي المصري أن الموقف الأمريكي نال من مكانتها الدولية، وكذلك من عضويتها في الدائمة في مجلس الأمن. لافتا إلى أن مشاركة واشنطن في مجلس الحرب الإسرائيلي في عدوانه على غزة، يتطلب مراجعة منظومة الأمم المتحدة والعضوية الدائمة لمجلس الأمن بالنسبة لواشنطن.
وفي الإطار، قال العميد عبد الله العسيري، الخبير الأمني السعودي، إن زيارة بلينكن الخامسة للمنطقة منذ السابع من أكتوبر تأتي في ظل استمرار الحرب على قطاع غزة وارتكاب المجازر بشكل يومي بحق النساء والأطفال وكبار السن.
وأضاف في حديثه مع "
سبوتنيك"، أن الزيارة تأتي ضمن إطار محاولات منع تبعات الصراع، خاصة مع وجود قوات أمريكية في البحر الأحمر في محاولة لمنع استهداف السفن العابرة من البحر الأحمر.
وشدد على أن واشنطن هي المتسبب في إطالة أمد
الحرب وتعقيدها، وأنها تعمل في الوقت الراهن بالتنسيق مع مصر والسعودية، في إطار بحث الحلول الممكنة للأزمة التي وصلت تداعياتها لجنوب البحر الأحمر.
ولفت العسيري أن الزيارة تركز بشكل كبير على ملف إعادة الرهائن ووقف إطلاق النار، لكن واشنطن باتت مطالبة بممارسة الضغوط على الجانب الإسرائيلي.
فيما قال الخبير الاستراتيجي العراقي عبد الكريم الوزان، إن زيارة بلينكن هذه المرة تحمل نقاط رئيسية وشبه نهائية بشأن مسار التسوية في المنطقة.
وأضاف في حديثه مع "سبوتنيك"، أن واشنطن قد تلجأ إلى ضربات حاسمة في إيران نظرا للضغوط التي تواجهها في الداخل بشأن الملف الإيراني، الأمر الذي دفع وزير الخارجية لزيارة المنطقة في محاولة لتوسيع دائرة الصراع، خاصة في ظل المكانة التي تلعبها كل من مصر والسعودية.
ويشير الوزان إلى أن ملف وقف إطلاق النار اقترب من الحسم، بسبب الخسائر الكبيرة لإسرائيل والمعارضة التي تمارسها المعارضة على نتنياهو وأهالي الرهائن، الأمر الذي دفع واشنطن للضغط على الحكومة الإسرائيلية من أجل وقف إطلاق النار.
ودعت "حماس"، أمس الإثنين، المؤسسات الحقوقية الدولية والمنظمات الأممية إلى متابعة شهادات المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، متهمة إسرائيل
بارتكاب جرائم تعذيب جسدي ونفسي بحقهم.
ومن ناحية أخرى، يواصل الجيش الإسرائيلي قصف مختلف مناطق قطاع غزة، كما تنفذ القوات الإسرائيلية اقتحامات ومداهمات لمدن وبلدات الضفة الغربية.
