المرأة الايزيدية،اهينت في العراق و لكنها اصبحت صوته في فضح داعش،و تنتظر حقوقها

ايزيدي 24

المرأة الايزيدية،اهينت في العراق و لكنها اصبحت صوته في فضح داعش،و تنتظر حقوقها

  • منذ 1 شهر
  • أخبار العراق
حجم الخط:

ايزيدي 24 – احمد شنكالي 

يتفق الجميع على ان المرأة الايزيدية تعرضت لابشع الانتهاكات في هذا العصر على يد “الدولة الاسلامية”، ارتكبت بحقها كل الجرائم التي تعارضها القوانين الدولية والمحلية وكل حقوق الانسان، خطف وسبي واسترقاق وتعذيب وتغيير اللغة وتغيير الدين وابعادها عن اهلها واطفالها وزوجها.

لم تسلم المرأة الايزيدية من اي من هذه الانتهاكات في هذا العصر الذي يدعو الى المساواة والعدالة الاجتماعية بين الجنسين، 10 سنوات ولم تجف عيون المرأة الايزيدية، سواء تلك التي في الاسر او التي فقدت عائلتها او زوجها او اطفالها او تلك التي تنتظر انتشال رفات احبائها من المقابر الجماعية.

رغم الالم والمأساة الا ان المراة الايزيدية هي التي مثلت العراق بأكمله لفضح الارهاب و”الدولة الاسلامية” وكانت الاولى والسباقة في التكلم عما تعرضت له من ابادة حقيقية، مثلت العراق في المحافل الدولية وكانت السبب الاول في الحصول على الدعم الدولي لمحاربة الارهاب وكذلك جلب الفرق الدولية المانحة للعراق.

في اليوم العالمي للمرأة، ما زالت تعاني المرأة الايزيدية من عدم الحصول على حقوقها عراقياً وكان يتوجب على الدولة انصافها بشكل اكبر وجبر ضررها والاعتناء والاهتمام بها، لا ان تكتفي بالشعارات والتحدث عن مأساتها فقط.

لم تتحرك الدولة العراقية تجاه معاناة ومأساة المرأة الايزيدية الا كمشية السلحفاة، كانت بطيئة وما زالت، في دعم النساء الايزيديات لنيل حقوقهن وتعويض ما خسروه، وقانون الناجيات الايزيديات الذي تم اقراره ليس الا احدى ابسط الحقوق التي كانت يجب ان تكون اكبر واكثر.

لم يملك العراق برامج تمكين وتأهيل للمرأة في العراق بشكل عام وبالاخص للنساء الايزيديات حيث لم تمنح لهن لا فرص تعليم جديدة ولا خصوصية في دوائر الدولة ولا حتى ابسط مساعدة او توظيف طاقاتهن ومؤهلاتهن

تمكين و تأهيل المرأة 

بعد سقوط النظام السابق في العام 2003، فرض النظام الجديد ديمقراطيةً شكلية، تحمل شعارات تنادي بحقوق الإنسان والمرأة بغية إدخال العراق في قائمة أصدقاء الدول المتقدمة، وتضمنت البرامج الحكومية تمكين المرأة في مفاصلها، وعلى الرغم من استحداث وزارة للمرأة ودائرة في مجلس الوزراء لها، إلا أنه على أرض الواقع لم تتحقق نتائج ملموسة، بحسب ما يؤكد مختصون، ويشيرون إلى أن هذه العناوين ما زالت تحت هيمنة العقلية الذكورية الحاكمة ..

تقول رئيسة مركز بابليات لتمكين المرأة نورس حسين، خلال حديث لـ”العالم الجديد”، إن “مصطلح تمكين المرأة في العراق وتضمينه في البرامج الحكومية المتعاقبة بعد 2003 ليس سوى غطاء للعقلية الذكورية الحاكمة والمشرعة”.

وتضيف “يخالف تمكين المرأة أدبيات السياسات الحاكمة، ويتنافى مع أهدافها الساعية لتثبيت جذورها، وتضمين هذا المصطلح في البرامج الحكومية الغرض منه الظهور بمظهر المهتم بحقوق المرأة أمام المجتمع الدولي ومنظمات مراقبة حقوق الإنسان في العراق.

المرأة الايزيدية و مأساتها 

“سامية شنكالي”،  ناشطة ومدافعة عن حقوق المرأة واعلامية، ذكرت الآثار النفسية والجسدية التي تعرضت لها المرأة الايزيدية، لا سيما الناجيات من ايدي عصابات داعش الارهابية ابان سيطرتها على مناطق الايزيدية وابادتهم، بقولها “لا تزال الآلاف منهن مختطفات ومفقودات، بينما يتعذر على الناجيات الحصول على حقوقهن بالشكل المطلوب”.

“لا تزال الآلاف منهن مختطفات ومفقودات، بينما يتعذر على الناجيات الحصول على حقوقهن بالشكل المطلوب”.

وعلى حد قولها “يتطلب دعمًا مستمرًا وجهودًا دولية لتحقيق العدالة والتضامن معهن في مواجهة التحديات”.

وعلى الرغم من مرور سبع سنوات على تحرير سنجار وتشريع قانون خاص بالناجيات الايزيديات، الا ان “شنكالي” ذكرت بان “المرأة الايزيدية ما زالت تعاني من حرمان كامل لحقوقها، وهي لم تحصل على ما ينبغي لها من حقوق، وبخاصة الناجيات”.

“نغم نوزد”، وهي طبيبة نسائية عملت بشكل مباشر، بعد الإبادة الايزيدية، مع الناجيات الايزيديات لتأهيلهن نفسيا، تحدثت في مقابلة خاصة مع “ايزيدي ٢٤” عن المرأة الايزيدية ومعاناتها.

على الرغم من القضاء على داعش رسميا وتحرير كافة المدن العراقية منها لكن معاناة المرأة الايزيدية لم تنتهي، وتقول “نوزد”، “في الوقت الذي نحتفل فيه بيوم المرأة العالمي، هناك ٢٧٠٠ امرأة ايزيدية مختطفة لدى داعش الارهابي، وتتعرض الى كل اساليب التعذيب الجسدي والنفسي وجرائم الاعتصاب لاكثر من مرة وبشكل علني امام اعين العالم اجمع”.

واضافت “نوزد”، “لم اكون اتصور يوما بان المرأة سوف تهين ونحن في القرن ال ٢١ حيث التطور والتحضر الاجتماعي والتربوي والعلمي خاصة في ظل وجود منظمات حقوق الانسان والمرأة التي اقرت بنودها من قبل هيئة الامم المتحدة وهذه البنود تضمن كرامة المرأة وتضمن لها العيش الكريم ويحرم التعدي على حقوقها وفق القوانين واللوائح الدولية” 

المراة الايزيدية مثلت العراق في فضح الدولة الاسلامية و لكن ؟

 

لكن على الرغم من ذلك، فقد أصبحت المرأة الايزيدية صامدة وقوية وصوتا لكل العراقيين، لا سيما النساء، حيث تقول “شنكالي” انها “واجهت أكبر تنظيم إرهابي على وجه الأرض”.

واضافت “شنكالي”، “يجب أن نسلط الضوء على الفقر والحاجة الاقتصادية التي تعاني منها النساء الايزيديات، حيث يعاني العديد منهن من ظروف معيشية صعبة نتيجة للأحداث القاسية التي مروا بها”

واشارت الدكتورة “نغم نوزد” الى ان “المرأة الايزيدية حملت على عاتقها مهمة تعريف العالم بما حصل للمجتمع الايزيدي اجمع منذ آلاف السنين من خلال المؤتمرات العالمية والمحلية ولنقل مظلومية ابناء الديانة الايزيدية في ظل وجود التطرف الديني”.

المرأة الايزيدية حملت على عاتقها مهمة تعريف العالم بما حصل للمجتمع الايزيدي

لكن بالرغم مما تعرضت لها المرأة الايزيدية فلم تقف مكتوفة الايدي تعاني، “نجحت بايصال رسالتها ومظلوميتها ونقل واقعها المرير الى المجتمع المحلي والدولي”، على حد قول “نوزاد”.

وكان رئيس الحكومة محمد شياع السوداني، سبق وأن أعلن أن الحكومة تعمل على إعداد الإستراتيجية الوطنية للمرأة العراقية (2023- 2030) التي تضمنت محاور المشاركة والحماية والتمكين الاقتصادي والمحاور الاجتماعية.

يشار إلى أنه جرى استحداث وزارة الدولة لشؤون المرأة في حكومة نوري المالكي الثانية 2010 – 2014، للعناية بشؤون المرأة والنهوض بواقعها، لكن فيها 18 موظفا فقط وميزانيتها تقتصر على النثريات ودون حقيبة وزارية.

وفي آب أغسطس 2015 قرر رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي إلغاء وزارات الدولة لشؤون المرأة، وحقوق الإنسان، وشؤون المحافظات، وشؤون مجلس النواب، ووزارة دولة إضافية، تحت غطاء تقليص النفقات ضمن ما اصطلح عليه في حينها “سياسة التقشف”، وفي العام 2016 تم استحداث دائرة تمكين المرأة في مجلس الوزراء، إلى جانب شعبا وأقساما بنفس العنوان في وزارات ومؤسسات الدولة.

 

 



عرض مصدر الخبر



تطبيق موسوعة الرافدين




>