أعلن عضو البرلمان العراقي عن محافظة نينوى شمالي البلاد، شيروان الدوبرداني، اليوم الثلاثاء، عودة 185 عائلة عراقية من مخيم الهول السوري ضمن خطة بغداد لتفكيك المخيم الذي يضم آلاف الأسر العراقية والسورية ومن جنسيات أخرى، ويقع بمحافظة الحسكة المجاورة للعراق. ويأتي ذلك بعد أيام من كشف مصادر أمنية عراقية لـ"العربي الجديد" عن الاستعداد لتسلم دفعة جديدة من نازحي مخيم الهول السوري ونقلهم إلى مخيم الجدعة جنوبي الموصل.
وذكر النائب الدوبرداني، في تصريحات للصحافيين ببغداد، اليوم الثلاثاء، أن العائلات البالغ عددها 185 عائلة وصلت إلى مخيم الجدعة جنوبي الموصل، قادمةً من مخيم الهول السوري، موضحا أن أفراد العائلات "دخلوا العراق عبر منفذ ربيعة وجرى تدقيقهم أمنياً من قبل الجهات الأمنية والاستخبارية، ثم جرى نقلهم بحافلات إلى مركز التأهيل في الجدعة".
فيما نقلت محطة تلفزيون "الحرة عراق"، عن المتحدث باسم وزارة الهجرة العراقية، علي عباس، اليوم الثلاثاء، قوله إن ما يقرب من 700 عراقي، معظمهم من النساء والأطفال، وصلوا في وقت متأخر الأحد، إلى مخيم بالقرب من مدينة الموصل شمالي البلاد، موضحا أنهم سيخضعون لبرنامج إعادة تأهيل بمساعدة وكالات دولية، وذلك بغية إبعادهم عن الفكر المتطرف"، مضيفا أن "هؤلاء مواطنون، تتعين علينا إعادة تأهيلهم.. وتركهم في مخيم الهول السوري يعني أنهم قنبلة موقوتة قد تهدد أمن العراق".
كما نقلت المحطة ذاتها عن شيخموس أحمد، المسؤول الكردي المشرف على مخيمات النازحين في شمال شرقي سوري، أن 187 عائلة مكونة من 697 عراقيا عادت وهي الدفعة الخامسة عشرة التي تعود إلى ديارها"، معتبرا أن "إعادتهم إلى بلدانهم خطوة إيجابية، تخفف الضغط علينا".
في السياق ذاته، قال بيان لرئيس لجنة حقوق الإنسان في البرلمان العراقي، أرشد الصالحي، إن الأخير اجتمع الاثنين مع مستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي في بغداد، ونوقِشت خلال الاجتماع، وفقا للبيان، أوضاع العراقيين في مخيم الهول السوري والإجراءات المتّبعة في إعادتهم إلى مخيم الجدعة لغرض تأهيلهم وعودتهم إلى أماكنهم الأصلية.
ونقل البيان عن الأعرجي تأكيده أن "عملية إعادة العوائل من مخيم الهول تمرّ بالعديد من عمليات التدقيق الأمني، وذلك لضمان عدم إفلات المجرمين من العقاب"، مبينا أن عدد العوائل التي أُعيدت إلى غاية الآن من مخيم الهول إلى مخيم الجدعة 2268 عائلة بمجموع 8881 نسمة.
ويضم مخيم الهول السوري نحو سبعة آلاف عائلة عراقية، إضافة إلى ما يقارب هذا العدد من السوريين، وأكثر من عشرة آلاف شخص من 20 جنسية مختلفة، وهذا المخيم يبعد عن الحدود العراقية – السورية نحو 20 كيلومتراً فقط.
وتعرّض ملف إعادة العائلات العراقية من مخيم الهول السوري لحملات إعلامية ورفض وضغوط من قبل الفصائل المسلحة الحليفة لإيران والأحزاب المرتبطة بها في العراق، إذ وجهت اتهامات لتلك العائلات بالارتباط بتنظيم "داعش"، ولا تُعَدّ العائلات التي تُعاد من مخيم الهول، جميعها من العائلات المحسوبة على ما يُعرَف في العراق بـ"عوائل داعش"، إذ أكدت السلطات العراقية أن هناك منها أسرا نازحة بفعل المعارك والعمليات العسكرية في المدن العراقية المجاورة لسورية، وانتهى بها المطاف في المخيمات.