تظاهر آلاف المستوطنين الصهاينة في شوارع تل أبيب ومناطق اخرى، حيث اندلعت مواجهات مع الشرطة في أعقاب الاحتجاجات التي انطلقت بعد إعلان حركة حماس عن موافقتها على مقترح الوسطاء لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل أسرى مع السلطات الإسرائيلية.
وانطلق الاحتجاج من ساحة “كابلان” التي تعتبر معقلا للاحتجاجات المناهضة لرئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، وجاب المتظاهرون شوارع تل أبيب حيث عطلوا حركة المرور، واندلعت مواجهات مع عناصر الشرطة التي حاولت منع المتظاهرين من قطع طريق أيالون السريع المتجه جنوبا، وسط أنباء عن إصابة عدد من المحتجين.
واعتقلت الشرطة عددا من المحتجين الذين هتفوا مطالبين بإبرام صفقة تبادل أسرى مع حركة حماس للإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة. وفي حين تحدثت هيئة البث العام الإسرائيلية (“كان 11”) عن اعتقال نحو 10 متظاهرين، أعلنت الشرطة اعتقال ثلاثة.
وقالت الشرطة الصهيونية إن المعتقلين خلال الاحتجاج في تل أبيب” خالفوا الأوامر وأخلوا بالنظام العام”، وأكدت أن عناصرها نجحوا في فتح طريق أيالون في كلا الاتجاهين من جديد أمام حركة المرور؛ وقالت إنه “بعد اندلاع مواجهات مع متظاهرين خالفوا التعليمات، أعلنت الشرطة أن المظاهرة غير قانونية وطالبت المتظاهرين بإخلاء الطريق”.
وهتف المتظاهرون مطالبين بـ”تحرير جميع الرهائن فورا”، كما رددوا شعارات مناهضة لحكومة نتنياهو، معتبرين أنه يعمل على عرقلة جهود الوساطة وإحباط المساعي للتوصل إلى اتفاق حركة حماس، مدفوعا بـ”أهداف سياسية”.
كما تظاهر العشرات في أماكن أخرى في الكيان، بما في ذلك قرب مفرق هرتسليا وكركور وفي مدينة حيفا.
وتصاعدت الاحتجاجات في الكيان، مع إعلان كابينيت الحرب أن رد حماس “لا يلبي” المطالب الإسرائيلية. وجاء في بيان صدر عن مكتب نتنياهو أن “كابينيت الحرب قرر بالإجماع أن تواصل إسرائيل العملية في رفح لممارسة ضغط عسكري على حماس من أجل المضي قدما في الإفراج عن رهائننا وتحقيق بقية أهداف الحرب”.
وفي حين أكد البيان أن تل ابيب سترسل وفدا للقاء الوسطاء في القاهرة، شكك زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لبيد، مساء الإثنين، برغبة حكومة نتنياهو إعادة الرهائن، وقال إن حكومة نتنياهو “لو كانت تريد إعادة المختطفين، لكانت تعقد الآن نقاشا عاجلا، وترسل فرق التفاوض إلى القاهرة لإتمام الصفقة التي وافقت عليها حماس”.
وأضاف، في تدوينة عبر حسابه على منصة “إكس”، أن “هذه الحكومة، على عكس من ذلك، أصدرت بشكل هستيري” ما قال إنها “3 إحاطات مختلفة من مصادر مختلفة”، معتبرا أنها بذلك “تسحق قلوب أهالي المختطفين”. واختتم تصريحه بالقول: “هذا عار وطني”.
وفي حين كان لا يزال الفريق الإسرائيلي المفاوض يعمل على “دراسة” المقترح الذي أعلنت حماس، مساء الإثنين، أنها وافقت عليه لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، استنكر مسؤولون في الحكومة الإسرائيلية إعلان الحركة، رافضين إبرام أي اتفاق قد يؤدي إلى إنهاء الحرب على غزة، ودعوا إلى الإسراع في اجتياح مدينة رفح.
وفد قطري يصل القاهرة الثلاثاء لاستئناف المفاوضات بشأن اتفاق هدنة في غزة
وأعلنت الدوحة أنّ وفداً قطرياً سيتوجّه صباح الثلاثاء إلى القاهرة لاستئناف المفاوضات الجارية بين تل أبيب وحركة حماس بوساطة قطرية-مصرية-أميركية مشتركة من أجل التوصل إلى اتّفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري في بيان إنّ “الوفد القطري سيتوجّه صباح الثلاثاء إلى القاهرة لاستئناف المفاوضات غير المباشرة بين الطرفين”. وأضاف أنّ الدوحة تأمل في “التوصّل إلى اتفاق وقف فوري ودائم لإطلاق النار في قطاع غزة وتبادل الأسرى والمحتجزين وإدخال المساعدات الإنسانية بشكل مستدام إلى كافة مناطق القطاع”.
وأكّد الأنصاري في بيانه أنّ “حماس أرسلت للوسطاء ردّاً على مقترحاتهم التي طرحوها على إسرائيل والحركة بشأن الهدنة وأنّ الردّ يمكن أن يوصف بالإيجابي”.
وأتى البيان الرسمي القطري بعيد إعلان حماس أنّ رئيس مكتبها السياسي اسماعيل هنية أجرى “اتصالاً هاتفيا مع رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ومع وزير المخابرات المصرية السيد عباس كامل، وأبلغهما موافقة حركة حماس على مقترحهما بشأن اتفاق وقف إطلاق النار”.
تقرير: “اختلافات طفيفة” بين مقترحي حماس وتل أبيب للهدنة
وقالت صحيفة “نيويورك تايمز”، اليوم الثلاثاء، إن ثمة “اختلافات طفيفة” بين المقترح الذي وافقت عليه حركة حماس، والاقتراح الإسرائيلي – الأميركي حول تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وأوضحت الصحيفة في استنادها لمصدرين مطلعين لم تذكرهما، أن الاختلافات تم إجراؤها من قبل وسطاء بالتشاور مع مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية، ويليام بيرنز.
وأضافت أن النسخة الجديدة تحتوي على عبارة مهمة مثل “الهدوء المستدام” والذي يمكن أن يقبله جميع الأطراف مسبقا. وأشار المسؤولان إلى أن رد حماس على المقترح كان “جديا” وأن الأمر متروك للحكومة الاسرائيلية.
وأشارت تقارير إسرائيلية إلى “نقاط إشكالية” هي سبب الرفض الإسرائيلي للمقترح الذي وافقت عليه حماس، أبرزها أن الحركة لم تلتزم بإطلاق سراح 33 إسرائيليا في المرحلة الأولى من الأحياء بل أحياء أو جثامين.
وبحسب التقارير الإسرائيلية، فإن حماس ترفض منح سلطات الاحتلال الإسرائيلية أي حق بالاعتراض (فيتو) على قائمة الأسرى الفلسطينيين الذين ستشملهم صفقة التبادل، وتصر على الالتزام بالقوائم التي ستقدمها الحركة.
وادعت التقارير التي أوردها وسائل الإعلام الإسرائيلية أن حماس تصر على الحصول على التزام إسرائيلي بشأن إنهاء الحرب خلال المرحلة الأولى من الاتفاق، وأشارت بعض هذه التقارير إلى أن حماس تشترط أن يتم ذلك في اليوم الـ16 من الاتفاق.