رات اوساط صهيونية ان قرار عملية رفح هو محاولة من بنيامين نتنياهو لتحسين شروط التفاوض، وسط تضارب في اراء بين الصهاينة حول جدوى بدء عملية رفح وتاثيرها على مفاوضات تبادل الاسرى وحول حقيقة الموقف الاميركي.
وتعكس هذه الأحداث حالة التخبط لدى حكومة الحرب الواقعة تحت ضغوط داخلية وخارجية قاسية فيما تفضل ادارة جو بايدن المواقف الضبابية بانتظار نضوج التسوية وما ستسفر عنه مفاوضات القاهرة وفق القراءات الصهيونية.
وقالت ليان دفيد، مستشارة سابقة لدى رئيس حكومة الاحتلال “السيطرة على المعبر الحدودي وان كان الهدف منه رافعة ضغط لكنه يحتوي الكثير من المخاطر فنحن نسير على طبقة جليد رقيقة جدا ومثلما يمكن لهذا الضغط ان يسهم في تقدم المفاوضات فانه قد يفجرها”.
وقالت يلي كوهين، مراسلة سياسية للقناة 11 الصهيونية “في اسرائيل يرون انه من الصعب دفع حماس عن مطالبها في المفاوضات حول التبادل وهناك غضب كبير على الادارة الاميركية وفق المعلومات وان البيت الابيض لم يصادق على جزء من مقترح التبادل لكنه علم بمحتواه”.
وفيما كان نتنياهو يطلق وعوده باهمية عملية رفح للقضاء على ما تبقى من كتائب حماس بحسب زعمه، فان اطلاق الصواريخ من قبل المقاومة على غلاف غزة كان يقضي حقيقة على اخر آمال المستوطنين بالعودة الى مستوطنات الغلاف بل بدأ العائدون منهم بالخروج مجددا من هناك.
وقال الموغ بروكير، مراسل للقناة 12 الصهيونية “هذا كان اليوم الذي لم ير المستوطنون مثله منذ اشهر طويلة من ناحية اطلاق الصواريخ من غزة، وهذا الامر اعاد السكان الى الايام الاولى للحرب رغم عودة ستين بالمئة منهم الى المنطقة وها هم الان يطالبون باعادة اجلائهم”.
وقال ايتسيك وزآرتس، مراسل للقناة 11 الصهيونية “لم نر اطلاقا للصواريخ منذ وقت طويل نحو غلاف غزة فهل حسنت حماس من قدراتها ام انها لا تزال تحتفظ بترسانة كبيرة من الصواريخ؟”
ولخصت صحيفة “اسرائيل اليوم” المشهد بالقول ان الغالبية الصهاينة تعتقد ان الحرب انتهت عمليا وانه لا يوجد نصر، وان الجميع قد سئم من الاكاذيب والوعود التي يطلقها بنيامين نتنياهو.
الخلافات تتصاعد داخل حكومة الحرب الصهيونية
في داخل حكومة الحرب يتصاعد الخلاف بين القادة الامنيين الصهاينة ونتنياهو على خلفية عدم اتخاذه قرارات حاسمة حيال ما يسمى اليوم التالي للحرب.
وتنشر بكل وضوح يديعوت احرونوت الاسرائيلية، طبيعة الخلاف المتصاعد ما بين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ورؤوساء الأجهزة الأمنية الصهيونية. فوزير الحرب يواف غالنت ومعه ورئيس الاركان هرتسي هاليفي يطالبان نتنياهو باتخاذ قرار حاسم بخمسة عناوين تشكل التحدي الأخطر على الكيان وهي: صفقة الرهائن، اليوم التالي، عملية رفح، حرب الاستنزاف في الشمال، وميزانية الدفاع.
بكل هذه لا يقرر من يمتلك القرار، ويعرض منجزات المؤسسة الأمنية والعسكرية الصهيونية لضرر جسيم.
و الأسوأ، هو في الذاكرة السوداء لدى الكيان، وتوقيت الخلاف المرعب. وقد لفتت يديعوت احرونوت إلى ان الصدع ما بين نتنياهو والمستوى الامني – العسكري حاد لدرجة أنه يمكن العثور على تشابه بينه وبين “تمرد الجنرالات” عشية حرب الأيام الستة مع الدول العربية عام 67.
تمرد لاحت افقه داخل المؤسسة العسكرية، لكن لماذا لا يقرر نتنياهو ؟؟ وما الذي يمنعه من ذلك في جبهة الشمال مثلاً.
تزايد حالات الاضطراب النفسي والقلق بين الصهاينة
تزداد حالات الاضطراب النفسي والقلق بين الصهاينة جراء عملية طوفان الاقصى وفق احدث دراسة نشرتها صحيفة “اسرائيل هيوم” العبريّة.
دراسة أجراها قسم شؤون الصحة، في صحيفة “إسرائيل هيوم” العبريّة، فحص فيها الحالة النفسية لعينة من الصهاينة قبل وبعد عملية طوفان الأقصى، لتظهر معدلات اضطراب ما بعد الصدمة بأنها ازدادت من 16% إلى 27%.
وكشفت الدراسة، أنّ معدلات الاكتئاب والقلق بين الصهاينة ارتفعت بشكل كبير مباشرة بعد طوفان الاقصى، من 24% إلى 43% لنخفض لاحقا الى ثلاثين بالمئة ( 30%).
الصحيفة العبريّة عينها، وفي مقال آخر لها تحت عنوان “الإستطلاعات تثبت أنّ الجمهور الإسرائيلي مربك ومنقسم”، نشرت إحصاءات أظهرت أنّ الصهاينة لا يجتمعون على راي واحد ولا حتى على رايين حول ما يجب أن تكون عليه صورة الانتصار بالحرب.
ووفق الدراسة ، فان 28% يرون ان الانتصار يكون بإعادة الاسرى لدى حماس إلى منازلهم. نسبة رات فيها الصحيفة تدنيا في مستوى التعاطف مع عائلات هؤلاء وصراعها من اجل ابقائهم على قيد الحياة.
ويعتقد 17% يعتقدون أن الانتصار يكون بتدمير حركة حماس، وبحسب “اسرائيل هايوم” فانه معطى منخفض يؤكد ان اسرائيل خسرت في ما سمته السبت الأسود.
أمّا القضاء على قيادة المقاومة في غزة كصورة للانتصار فانه حاز على 13% فقط من نتائج الدراسة، وهذا ما يؤكد فقدان ثقة الجمهور الصهيوني بقدرة قيادته السياسية والعسكرية على تحقيق مثل هذه الاهداف بعدما فشلوا في تحقيق ما هو ادنى منها في حربهم المتواصلة ضد غزة.