الحكومة العراقية تطلب بشكل رسمي إنهاء عمل بعثة الأمم المتحدة ببغداد

العربي الجديد
  • منذ 6 شهر
  • العراق في العالم
حجم الخط:

نشرت وسائل إعلام عراقية بعضها مقربة من الحكومة رسالة نصية بتوقيع رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، وموجهة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، يطالب فيها بإنهاء عمل البعثة الأممية في العراق (يونامي) بعد أكثر من عقدين على عملها الذي اضطلع بأدوار سياسية وأمنية وتنموية مختلفة.

وأكد السوداني في الرسالة المنسوبة له أن "مسوغات وجود بعثة سياسية في العراق لم تعد متوافرة بعد الآن، بعد الأخذ بالاعتبار التطورات الإيجابية والإنجازات التي حققتها الحكومات العراقية المتعاقبة بمساعدة الدول الصديقة والأمم المتحدة وبعثاتها ووكالاتها المتخصصة والممثل الخاص للأمين العام، وإنجاز (يونامي) مهامها وولايتها بالشكل السياسي بالتحديد، وبعد مرور أكثر من (20) عاماً على التحول الديمقراطي والتغلب على تحديات كبيرة ومتنوعة".

وقال: "أوضحنا للفريق (الأممي) موقف الحكومة العراقية بشأن عدم الحاجة لاستمرار بعثة يونامي، مع التأكيد على أهمية التعاون مع الوكالات الدولية المتخصصة العاملة في العراق، والبالغة 22 وكالة دولية، وفق آلية المنسق المقيم". كذلك أشار إلى أنه اطلع على تقرير الفريق المتضمن الرؤية التي بناها على لقاءات مع بعض الشخصيات والأفراد ومنظمات المجتمع المدني وبعض سفراء الدول في بغداد ونيويورك وموظفي بعثة يونامي، وقال إنه توصل إلى نتيجة بعدم الحاجة لاستمرار البعثة الأممية في العراق.

وتابع: "استناداً للحق السيادي لجمهورية العراق (بصفتها الدولة المستضيفة) وبعد الأخذ بنظر الاعتبار حجم بعثة يونامي وعدد موظفيها وحاجتها إلى وقت كاف لغرض تصفية أعمالها ونقل ملفاتها إلى المؤسسات العراقية والوكالات الأممية، ندعو إلى إنهاء ولاية بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) بشكل نهائي بتاريخ 31 ديسمبر/ كانون الأول 2025".

وأكد ضرورة أن تقتصر بعثة الأمم المتحدة في العراق "خلال الوقت المتبقي هذا العام" على "استكمال أعمالها (فقط) في ملفات (الإصلاح الاقتصادي، تقديم الخدمات، التنمية المستدامة، التغيير المناخي وغيرها من الجوانب التنموية) وإنجاز التصفية وإجراءات الغلق خلال عام 2025".

رسالة السوداني التي نشرت اليوم الجمعة، تتزامن مع انتهاء مدة رئاسة المبعوثة الأممية للعراق جنين بلاسخارت، دون أن تفصح البعثة الأممية في العراق عن بديلها.

وتعمل البعثة الأممية لمساعدة العراق، المعروفة اختصاراً بـ (يونامي)، ضمن نطاق مهام سياسية واجتماعية وتنموية وأمنية مختلفة، بموجب قرار مجلس الأمن الدولي عام 2003 المرقم 1500، بالتزامن مع احتلال العراق من قبل الولايات المتحدة. ولاقت البعثة انتقادات واسعة خلال السنوات الماضية، بسبب ما اعتبر دوراً خجولاً أو محابياً لقوى سياسية وفصائل مسلحة متورطة بانتهاكات حقوقية واسعة في البلاد، وهو ما تنفيه البعثة بطبيعة الحال.

ولاقت الرسالة العراقية الموجهة للأمم المتحدة ردود فعل مختلفة، بعضها حمل جانباً قانونياً بشأن صحة مخاطبة الأمم المتحدة في هذا الأمر. وقال الخبير القانوني والأستاذ في جامعة بابل، أسامة شهاب الجعفري في منشور عبر منصة إكس، إن "بعثة الأمم المتحدة تشكلت بقرار من مجلس الأمن ذي الرقم 1500 / 2003 لا بقرار الأمين العام للأمم المتحدة. كان الأحرى على رئاسة مجلس الوزراء أن توجه طلبها بإنهاء عمل بعثة الأمم المتحدة في العراق إلى مجلس الأمن لا إلى الأمين العام للأمم المتحدة".

من جهته، ألمح الخبير بالشأن السياسي العراقي، منقذ داغر، إلى وجود خلاف بين وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين ورئيس الوزراء حول الملف. وقال في منشور على منصة إكس "إرسال طلب إنهاء بعثة يونامي من قبل ممثلية العراق في الأمم المتحدة بدلاً من إرسالها عن طريق وزير الخارجية يوحي بوجود موقف مختلف لوزير خارجيتنا من هذا الطلب".



عرض مصدر الخبر



تطبيق موسوعة الرافدين




>