لماذا تقلق الفتيات من ركوب الـ "تكسي" بمفردهن..؟ قصص واقعية من شوارع بغداد

موقع سنترال
  • منذ 6 شهر
  • أخبار العراق
حجم الخط:
في بلد ينمو سكانياً بشكل متسارع يحدث أن يشكل التنقل من مكان لآخر عبر التكسي فوبيا بالنسبة للفتيات التي لا تتوقع سلوكاً حسناً من بعض السواق، وفي أثناء هذه الرحلة تبدو معرضة للتنمر والتحرّش وانتهاك الخصوصيَّة على الرغم من شيوع ثقافة التقيّد بالمعايير الاجتماعيَّة والأخلاقيَّة والدينيَّة، ولكن على ما يبدو فإن الاحترام بين الجنسين ما يزال بعيد المنال.
 
وتقول صابرين مشرق إحدى الفتيات من بغداد، إنَّ "الأمر بات مزعجاً حقاً، وهناك شعور بالتوتر طوال الرحلة، لا سيما أنَّ بعض السائقين يسرحون بالحديث من دون سابق إنذار وهم يحاولون التودّد والتقرّب، والبعض يتناسى تماماً أن شخصاً آخر يجلس معه".


وتضيف مشرق، "كثيراً ما يظهر بعض السواق عنف أخلاقهم من دون التقيّد بالمعايير الأخلاقيَّة والاجتماعيَّة، كأن يعبر أحدهم عن انزعاجه من طريقة ركن أحدهم سيارته، أو يصرخ على سائق آخر بمختلف الشتائم والألفاظ النابيَّة، أو أن يتحدث بصوت عالٍ ومسموع في هاتفه النقّال عن كلِّ شيء ليس من الضروري أن استمع له، كزبونة!".
 
"غزل" أثناء الرحلة !

في المقابل، تسرد أميمة رحيم قصتها مع التكسي قائلة: "ذات مرة ظل سائق التكسي يمتدحني ويعبر عن إعجابه بشكلي وهندامي، وكنت لا أرد عليه، أطلب منه بجديَّة أن ينتبه الى الطريق أمامه، ولكنّه ركن سيارته وطلب مني بغضب شديد النزول في منتصف الرحلة، حقيقة صدمتني ردّة فعله هذه، وعرفت كم أن التعايش بهذه المدينة صعب، لقد حدث هذا في أكثر وسائل التنقّل أمنا، التي نفضلها كفتيات!".

من جهتها، تشير رُبى العلي إلى أن "شركات تكسي التوصيل أنسب حلول هذه الأزمة، فهي آمنة ومحترمة وتمنح الزبائن حق تقديم الشكوى بحق الموظف، إذا ما حدث خطأ في الرحلة".
 
وتضيف العلي، أن "العالم التكنولوجي أخذ يسيطر على حياتنا ويسهل علينا الأمور وأصبحت بكبسة زر، أطلب التكسي بأريحيَّة وأنا واثقة أن أي أذى لن يصيبني وأنني لن أنزعج أثناء الطريق، وأن السائق هو موظف محترم يحرص على تقديم مهامه على أكمل وجه، وهم دائمي استخدام عبارات مثل (مرحبا، ويوم سعيد، رحلة طيبة) هذه العبارات التي لها وقعها النفسي الكبير علينا، وتؤثر في صناعة يوم كامل بالنسبة لنا، وهو على عكس ما يحدث مع سائقي التاكسي الذين يفاجئوننا بغرابتهم!".
 
دعوات لتفعيل قوانين "صارمة"
 
أما أسامة لعيبي، وهو مدير قسم في إحدى شركات تكسي التوصيل فيقول إن "هناك أنظمة وقوانين صارمة يجب لا يتعداها موظفو الشركة، وفي حالة حدوث ذلك يتم التعامل معها بجديَّة ويعمل المسؤولون لدينا على اتخاذ الإجراءات اللازمة، أما أن يُنذر أو يتم تحويله للقضاء".

ويضيف لعيبي، أنَّ "هناك أعدادا كبيرة من الأشخاص يستخدمون وسائل المواصلات العامة والبعض الآخر يفضلون سيارات الأجرة الخاصة أو مكاتب التكسي التي تعمل بالتطبيقات، وفي جميع ما ذكرت قد تحدث هذه الإشكالات والسلوكيات، لو أن لدينا قانونا صارما أو غرامة مالية لممارسي هذه السلوكيات لما تفاقمت هذه الأزمة". 
 
من جهته يقول أحمد شكري جميل، وهو سائق تكسي وموظف لدى إحدى شركات التوصيل، "ليس كل سائقي التكسي عديمي الذوق والأخلاق، ولا الجميع يحتسون المشروب أثناء القيادة ويتحدثون بالألفاظ النابيَّة، فهناك الكثير ممن يراعون شروط السلامة ويرتدون حزام الأمان، وهناك الغالبيَّة منهم يستأذن قبل سلوك أيّ طريق، ويستأذنون إذا ما احتاجوا أن يدخنوا سيكارة".
وأن كل من ذكرناهم هي حالات موجودة، ولكن حتماً هناك الكثير من الأشخاص الجيدين في هذه المهنة الصعبة.



عرض مصدر الخبر



تطبيق موسوعة الرافدين




>