تتزايد تصريحات المسؤولين الإسرائيليين التي تقر بفشلهم في غزة، وذلك بعد مضي أكثر من 7 أشهر على بدء الحرب في القطاع.
وتتصاعد الانتقادات الموجهة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، بسبب عجزهما عن تحقيق ما أعلناه من أهداف للحرب، وفي مقدمتها تفكيك حركة حماس وإطلاق سراح المحتجزين في غزة.
وقال نتنياهو إن إسرائيل تتكبد "ثمنا باهظا ومؤلما"، وتخوض ما سماها "حرب وجود"، مشيرا إلى أن الجيش الإسرائيلي يواجه تحديات لم يواجهها أي جيش حديث.
وأضاف أنهم سيعيدون إعمار مستوطنات غلاف غزة الحالية، كما سيبنون مستوطنات إضافية، وشدد على أنه "لن نسمح بتكرار ما حدث في 7 أكتوبر".
من جهته، قال وزير المالية اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش، خلال مراسم إحياء ذكرى الجنود الإسرائيليين القتلى اليوم في المقبرة العسكرية، "فشلنا وأنا أتحمل مسؤولية ما كان وما سيكون"، في إشارة إلى معركة طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وقبل أيام، نشرت صحيفة هآرتس تحقيقا حول الفشل الاستخباراتي الإسرائيلي في توقع هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وخلصت إلى أن عمليات الازدراء والإنكار وتوقف جمع المعلومات عن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لأكثر من عامين في الجيش الإسرائيلي قادت إلى طوفان الأقصى.
ونقلت الصحيفة الإسرائيلية عن مسؤولين حاليين وسابقين أن الجيش توقف منذ مايو/أيار 2021 عن جمع المعلومات الاستخبارية عن اجتماعات القادة وتدريبات حماس بعد العملية التي سمتها إسرائيل "حارس الأسوار".
ويشار إلى أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي أعلن مسؤوليته عن الفشل في هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بينما يحقق الجيش بأسباب الفشل، ويتوقع أن يعلن نتائجه خلال الأشهر المقبلة.
من جانبه، قال الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ إنهم سيعيدون "المختطفين" من غزة سواء أكانوا أحياء أم أمواتا ومهما كان الثمن.
استمرار الحرب
ومن جانب آخر، قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، اليوم الاثنين، إنه أطلع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن على العملية العسكرية الإسرائيلية في مدينة رفح بجنوب غزة، والسيطرة على المعبر الحدودي مع مصر.
وذكر المكتب، في بيان، أن غالانت وبلينكن ناقشا في اتصال هاتفي خلال الليل "التطورات في غزة والعملية المحددة في منطقة رفح ضد ما تبقى من كتائب حماس، وفي الوقت نفسه تأمين المعبر".
ووصف غالانت الحرب على غزة بأنها حرب لا خيار فيها، وستبلور حياة الإسرائيليين لعقود مقبلة، مؤكدا أن الحرب ستستمر حتى إعادة المحتجزين، وتفكيك سلطة وقدرات حركة حماس العسكرية.
في حين، ذكرت صحيفة الغارديان أن أهالي أكثر من 900 جندي إسرائيلي بغزة وقعوا رسالة تدعو الجيش لوقف هجوم رفح الذي وصفوه بـ"الفخ المميت".
وتتهم المعارضة وزراء، في مقدمتهم بن غفير وسموتريتش، بمنع إبرام اتفاق مع حماس لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار، عبر تهديد نتنياهو بالانسحاب من الحكومة، وهو ما يعني إسقاطها.
خسائر إسرائيلية
وفي وقت سابق الاثنين، أظهرت معطيات الجيش الإسرائيلي إصابة 19 جنديا، بينهم 14 في المعارك البرية بغزة، خلال الساعات الـ24 الماضية.
ووفق المعطيات المعلنة، يبلغ إجمالي عدد الجنود الجرحى 3 آلاف و434 منذ بداية الحرب على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
كما أفاد الجيش بارتفاع عدد الجرحى بالمعارك البرية في غزة، منذ بدء الحرب إلى 1674.
وبالنسبة لقتلى الجيش الإسرائيلي، فقد بلغ عددهم 620 جنديا وضابطا، بينهم 272 في المعارك البرية بغزة.
وتواجه السلطات الإسرائيلية اتهامات محلية بالتستر على حصيلة أكبر بكثير من القتلى والجرحى بين صفوف الجيش.
والأحد، أفادت وزارة الدفاع بمقتل 716 من عناصر الأجهزة الأمنية والعسكرية منذ بداية الحرب.
وفي 7 أكتوبر/تشرين الأول، أطلقت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عملية طوفان الأقصى، وشنت هجوما على مستوطنات غلاف غزة، وقتلت مئات الإسرائيليين وأسرت آخرين، ردا على الجرائم الإسرائيلية المستمرة بحق الشعب الفلسطيني.