الأمن العراقي يُكثّف ملاحقة المتورطين في أعمال السحر والشعوذة
قالت السلطات الأمنية العراقية إنها ألقت القبض على عدد من المتورطين في أعمال السحر والشعوذة، خلال عمليات نفذتها في العاصمة بغداد، وذلك في أحدث حملة تقودها الشرطة لضرب شبكات وعصابات الجريمة المنظمة، التي أخذ نشاطها بالتزايد خلال السنوات الماضية.
ومنذ مطلع الشهر الماضي، تقود وزارة الداخلية حملة واسعة في بغداد، تقول إنها تهدف إلى اعتقال المطلوبين والمتورطين في جرائم النصب والاحتيال وتجارة المخدرات والممنوعات، وعصابات السرقة والجريمة المنظمة. ووفقا لأرقام أصدرتها الوزارة في أوقات سابقة، فقد تم اعتقال المئات منهم حتى الآن.
وأمس الأحد، قالت وزارة الداخلية، إنها نفذت عمليات أمنية متزامنة في مناطق عدة من بغداد العاصمة، أبرزها الزعفرانية، النهروان، العبيدي، الكرادة، مدينة الصدر، حي العامل، في جانبي الكرخ والرصافة، أسفرت عن الإطاحة بـ31 مطلوبا، منهم متهمون بالسحر والشعوذة، وتمت إحالتهم الى التحقيق".
بينهم متهمين بالسحر والشعوذة.. الإطاحة بـ31 مطلوبا في بغداد //t.co/7aVkYkhrTR
— Rudaw عربية (@rudaw_arabic) May 26, 2024
ولم يكشف البيان عن عدد أو تهم المعتقلين، لكن مسؤولا أمنيا قال في تصريح مقتضب لـ"العربي الجديد"، إن عدد من تم اعتقاله ممن يتعاطون السحر والشعوذة هو 12 متورطا، تسبب قسم منهم في مشاكل عائلية واجتماعية، فضلا عن عمليات نصب واحتيال على الضحايا. مضيفا أن الشرطة تتوجه لضرب الذين يمتهنون هذا النوع من الأعمال التي تدخل في قانون العقوبات، كونها عمليات نصب واحتيال.
وانتشرت في السنوات الأخيرة أعمال السحر والشعوذة في عموم محافظات العراق، حيث نشط هؤلاء على مواقع التواصل الاجتماعي وفي مكاتب خاصة لهم بمناطق معروفة وأخرى تعمل بشكل غير معلن، لا سيما في المحافظات الجنوبية من البلاد فضلا عن العاصمة بغداد، وأغلب ضحاياهم من النساء.
ووفقا للمقدم في الشرطة العراقية ببغداد، باسل التميمي، فإن جهاز الشرطة وضع "خطة متابعة ورصد لهؤلاء، وتم تكثيف النشاط الأمني لملاحقتهم ميدانيا وإلكترونيا"، موضحا لـ"العربي الجديد"، أن "جرائم ابتزاز وتحرّش ونصب واحتيال وحتى إيذاء جسدي ونفسي يتورط فيها المتعاطون لأعمال السحر والشعوذة ويستغلون الطبقة قليلة التعليم في المجتمع".
ويؤكد مختصون في الشأن المجتمعي على أهمية أن يرافق عمليات ملاحقة هؤلاء، جهود لنشر الوعي من هذه الظاهرة التي تعبر عن تفشي التخلف في المجتمع. وأكد عبد الرحمن المحمدي، وهو أكاديمي ومتخصص في علم الاجتماع، لـ"العربي الجديد"، أن "الظاهرة نمت واتسعت في السنوات الأخيرة داخل المجتمع لأنها وجدت بيئة مناسبة لها، بسبب قلة الوعي والثقافة وانتشار التخلف، وهو ما سوّغ لجوء هذا الصنف من النساء ممن لم يحصلن على نسبة وعي جيدة، إلى اعتماد ما تسمى بالروحانيات على يد المشعوذين والسحرة لتحقيق ما يردن".
وأضاف أن "هؤلاء المشعوذين لم يكونوا يوجدون في المجتمع ويمتهنون هذه المهنة لولا وجود زبائن لهم من قليلي التعليم"، مشددا على أن "علّة وسبب الظاهرة هو التخلف وانعدام الوعي، ويجب على الجهات المسؤولة معالجة هذه العلة عبر نشر الوعي المستمر بمخاطرها، عن طريق الإعلام الحكومي وغير الحكومي، وإقامة الندوات والورش بالتعاون مع المؤسسات الأكاديمية ومنظمات المجتمع المدني".
وعلى مدار السنوات الماضية، أطلقت وزارة الداخلية العراقية حملات أمنية واسعة استهدفت العاملين فيما يُعرف بالمراكز الروحانية، أي السحرة والمشعوذون، كان أكبرها خلال عامي 2017 و2018، ما أدى إلى اعتقال العشرات منهم، استناداً إلى أحكام المادة 456 من قانون العقوبات العراقي الذي يجرّم تلك الأعمال. إلا أنهم عادة ما يظهرون في مناطق أخرى بعد فترة، خصوصاً في الأحياء الفقيرة أو المناطق الشعبية، وتصل عقوبة المدان بالسحر والشعوذة في القانون العراقي إلى السجن خمس سنوات، وتصنف على أنها من أعمال النصب والاحتيال.