الصحافة اليوم: 4-6-2024
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم الثلاثاء 4-6-2024 سلسلة من الملفات المحلية والاقليمية والدولية.
الاخبار :
تهرّب إسرائيلي من «خطة بايدن»: نتنياهو يواصل التلاعب
يمرّ رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، في مرحلة تبدو هي الأصعب، منذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، إذ كان تولّي الرئيس الأميركي، جو بايدن، شخصياً، الإعلان عن ما سماه «المقترح الإسرائيلي» لصفقة تبادل للأسرى ووقف لإطلاق النار بين المقاومة الفلسطينية والعدو، إشارة بالغة الوضوح إلى مستوى جديد من الضغوط، التي تسلّطها الإدارة الأميركية على الحكومة الإسرائيلية، وبشكل خاص على رئيسها نتنياهو. ويجد الأخير نفسه، أكثر فأكثر، أسير خوفه على مستقبله بالدرجة الأولى، وعلى ائتلافه الذي لا يبدو أن الظروف السياسية في الكيان ستسمح بتشكيله مرة أخرى بعد انتخابات جديدة، بالدرجة الثانية، علماً أن الأمرين مرتبطان إلى حدّ بعيد؛ فبقاء نتنياهو رهن بقاء الائتلاف، والعكس بالعكس.ومنذ أن أعلن بايدن الخطوط العريضة لمقترح الصفقة، لم يترك نتنياهو فرصة إلا وردّد فيها أن «بايدن لم يقل كل شيء بخصوص المقترح»، وأن «ما قاله ليس دقيقاً بشكل كامل»، وأن «إسرائيل لن تتخلى عن أهداف حربها، ولن تنهي الحرب قبل تحقيق النصر الشامل». ولئن تعمّد رئيس حكومة الاحتلال إطلاق هذه التصريحات، في إطار سياسته لمواجهة ضغوط حلفائه في الائتلاف، إلا أنه تعمّد أيضاً إخفاء تفاصيل المقترح، متحاشياً الحديث بوضوح عما هو «ليس دقيقاً» في كلام بايدن. وفي الوقت عينه، يدفع نتنياهو بمقرّبين منه، أو شخصيات من حزبه «الليكود»، إلى القول إن «حماس» لن تقبل بالعرض، وإنه في أحسن الأحوال، ستكون هنالك صفقة من مرحلة واحدة، وكل ذلك في سبيل تهدئة «روع» حلفائه من اليمين المتطرّف.
وفي هذا السياق، نقلت «القناة 13» العبرية، عن مسؤولين مقرّبين من نتنياهو قولهم: «نفترض أننا سنصل إلى طريق مسدود، وأن فرص التوصل إلى اتفاق ضئيلة للغاية». وأضاف المسؤولون أنه «لا يوجد في الوقت الحالي ما يشير إلى أن حماس معنيّة بالصفقة». كذلك، نقلت القناة نفسها، عن مسؤولين في «الليكود» قولهم إن «نتنياهو لن يتمكّن من تمرير خطة إطلاق سراح الرهائن التي قدّمها الرئيس بايدن، لأن ذلك سيؤدي إلى حلّ الحكومة». وتابع هؤلاء أن الفرضية التي يضعها الحزب هي أنه «إذا ردّت حماس بشكل إيجابي على المقترح، فإن نتنياهو سيجد طريقة للتراجع عن الخطوط العريضة المطروحة»، وذلك عبر «المماطلة أو التراجع عن بنود كان قد وافق عليها». كما كانت «كان 11»، كشفت، مساء أول من أمس، أن «نتنياهو قدّم التزاماً لشركائه في الائتلاف، بأنّ إسرائيل لن توقف حربها على غزة»، إذ إنه «يقدّر أن فرص التوصّل إلى اتفاق مع حماس ضئيلة». لكن كل تطمينات نتنياهو، لم تُفلح في إقناع شريكيه، وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، بالامتناع عن التلويح بحلّ الحكومة، في حال مضيه في الصفقة، حتى إن الرجلين اتهما نتنياهو و«مجلس الحرب»، بالكذب وإخفاء المقترح، وبـ«الاستسلام ليحيى السنوار».
مقرّبون من نتنياهو: «نفترض أن فرص التوصل إلى اتفاق ضئيلة للغاية»
إزاء ذلك، وجد مستشار اتصالات الأمن القومي في «البيت الأبيض»، جون كيربي، نفسه مضطراً لتفنيد ادّعاءات نتنياهو، إذ قال كيربي إن «المقترح الإسرائيلي الحالي هو نتاج جهود دبلوماسية مكثّفة بين الولايات المتحدة وإسرائيل»، مضيفاً أنه «لا علم لديه بوجود فجوات بين الولايات المتحدة وإسرائيل». وأعاد التأكيد أن «المرحلة الثانية ستشمل إطلاق بقية الأسرى والمحتجزين، وبعدها يتحوّل وقف إطلاق النار المؤقت إلى وقف دائم للأعمال العدائية»، وهو ما كان قد أكّده بايدن، ويُعتقد أن نتنياهو يتحدث عنه عندما يقول: «كلام غير دقيق». وفي هذا السياق، نقلت وسائل إعلام عبرية، عن من وصفته بالمسؤول الإسرائيلي المطّلع على تفاصيل المفاوضات، أن «ما قاله بايدن يكاد يكون صحيحاً. لكن الشيء الذي أخطأ فيه، أو أساء تفسيره، يتعلّق بالمرحلة الثانية». وأوضح المسؤول أن «إسرائيل تعمّدت استخدام مصطلحات غامضة للغاية في ما يتعلّق بالمناقشات حول وقف دائم لإطلاق النار، واختار بايدن الاستنتاج بأنه لن يكون هناك قتال خلال المفاوضات، في حين أن إسرائيل لا تعتبر نفسها ملزمة بذلك طوال العملية».
من جهته، يجد زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لابيد، دائماً، فرصة جديدة للتعبير عن استعداده لتأمين «شبكة أمان» سياسية لنتنياهو، في حال مضى في الصفقة. وأمس، قال لابيد، من جديد: «أذكّر نتنياهو بأن لديه شبكة أمان من جانبنا لإبرام اتفاق رهائن إذا غادر بن غفير وسموتريتش الحكومة». ووفقاً لما نقله عنه موقع «واي نت»، فإن لابيد يقول إنه «ليس من الممكن أن يمنع بن غفير وسموتريتش عودة المختطفين إلى ديارهم، وسيكون هناك في المستقبل وقت للقضاء على حماس». وفي موازاة ذلك، فمن المتوقّع انسحاب عضوي «كابينت الحرب»، بني غانتس وغادي آيزنكوت، من «الكابينت» هذا الأسبوع، إذا لم يُحرز تقدم كبير في المفاوضات.
وقائع زيارة لودريان: المشكلة عند جعجع والسعودية
لم يكُن ثمة نافذة، ولو صغيرة، بأن تؤول المشاورات التي أجراها الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان، الأسبوع الماضي إلى مخرج من الأزمة الرئاسية. فأغلبية المعنيين قدّروا مسبقاً بأن الظروف غير ناضجة، ورغم النصيحة التي سمعها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من الوزير السابق وليد جنبلاط خلال زيارته باريس قبل حوالي شهر بعدم جدوى زيارة لبنان ولا دعوة القوى السياسية الى حوار في العاصمة الفرنسية، كان هناك إصرار فرنسي على الزيارة التي عاد منها لودريان بخلاصات سيرفعها إلى الإليزيه، لتكون موضع بحث بين ماكرون والرئيس الأميركي جو بايدن الذي سيزور فرنسا في 8 الشهر الجاري.في بيروت، شكّلت اللقاءات مع القوى السياسية مفاجأة للودريان، كما وصفها لدى من تحدث معهم. أولى المفاجآت كانت في عين التينة حيث لمسَ الموفد الفرنسي من رئيس المجلس ليونة في ما يتعلق بمبدأ الحوار. إذ قال بري إنه «لا خلاف على التسمية. اختاروا الصيغة التي تشاؤونها. حوار أو تشاور أو نقاش»، فردّ لودريان «نريده تشاوراً»، سائلاً عن «مدى ميل الثنائي الداعم لترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية إلى سحب اسمه من بورصة الترشيحات». فأجاب بري: «لا نتحدث عن سحب مرشحين ولا نضع شروطاً على أحد، فلنذهب الى التشاور، وقد نتفق على أكثر من اسم ونذهب بها الى جلسة ونرى النتيجة». ووجدَ لودريان في كلام بري إيجابية، وخصوصاً بعدما أكد الأخير أنه سيعلِن ذلك بتصريح رسمي يثبت الموقف قبل مغادرة ضيفه، وهو ما حصل.
وفي اللقاء مع حزب الله، سمع لودريان أكثر مما كانَ يتصور في ما يتعلق بنقطتين أساسيتين: تأكيد حزب الله أن لا ربط بالمطلق بين الحرب في غزة وجنوب لبنان وبين ملف الرئاسة، ورغبته في انتخاب رئيس قبل نهاية تموز، ما دفع لودريان الى التساؤل عن هذا التاريخ.
هذه الإيجابية لم تبدّدها لقاءات لودريان مع فريق المعارضة. ففي زيارات سابقة، اصطدم بسلبية مفرطة لم يلمسها هذه المرة. وهو لفت إلى أن لقاءيه مع النائبين سامي الجميل وميشال معوض يُبنى عليهما، «وكان موقفهما مقبولاً. صحيح أنهما وضعا شروطاً للحوار، لكنهما لم يُبديا تشنجاً»، ما يشير إلى أن موقفيهما يحتاجان الى شيء من الـ«ركلجة».
إذاً أين تكمن المشكلة؟ قالها لودريان بصراحة ووضوح: سمير جعجع هو العائق. وصف الموفد الفرنسي اجتماعه في معراب بأنه «الأكثر سلبية. لا يريد جعجع حواراً ولا تشاوراً ولا أي شيء. لا يريد أن يفعل شيئاً. يؤكد على رفض الحوار ويتحدث بسلبية كبيرة عن بري، ويرفض القبول بأي دور يقوم به رئيس المجلس». وكشف لودريان أيضاً أن السفيرة الأميركية ليزا جونسون «زارت معراب بعيداً من الإعلام، وكان الجو سلبياً إلى أبعد الحدود».
لودريان عن اجتماعه في معراب: الأكثر سلبية وجعجع لا يريد حواراً ولا تشاوراً ولا أي شيء
غادر لودريان لبنان ولم ينقطِع الاتصال. في أكثر من مرة، أرسل المسؤول الفرنسي بأن «باريس سعت للوصول الى اتفاق قبل مجيء الرئيس الأميركي الى فرنسا»، مؤكداً أن «الأمور معقدة جداً في غزة والمنطقة، ولا أحد يضمن مسار الأحداث». لكن لودريان، وفقَ ما أشارت مصادر مطلعة، خصّ بري برسالة تطلب «إيجاد صيغة للحل مع جعجع باعتباره العقبة الوحيدة أمام الحوار»، فكان جواب بري واضحاً: «كيف هي علاقتكم بالمملكة العربية السعودية؟ اذهبوا إليها واطلبوا منها التدخل لدى حلفائها». هذه الجملة سبقَ أن قالها بري خلال اجتماع سابق له مع سفراء اللجنة الخماسية. آنذاك، لمّح إلى أن من بين السفراء الموجودين من لديه «مَوْنة» على معراب «فليستفِد منها لتحقيق تقدم»، علماً أن هناك شبه اقتناع بدور سلبي تؤديه الرياض في الملف الرئاسي ومعلومات تتقاطع حول أنها «تقف وراء تعنّت جعجع»، ومردّ ذلك تخوف المملكة من تفاهم إيراني – أميركي – قطري يُخرجها من «مولد التسوية بلا حمّص»!
الرسالة نفسها وجّهها لودريان إلى جنبلاط، طالباً منه «المساعدة بحكم العلاقة التي تجمعه بعدد من القوى السياسية». كلّف جنبلاط وزير الأشغال السابق غازي العريضي بداية التنسيق مع بري وحزب الله. فزارَ عين التينة أولاً، حيث وضعه بري في أجواء الاتفاق مع لودريان. ثم الضاحية الجنوبية التي سمِع فيها كلاماً حول موقف الحزب من الحرب في غزة وتداعياتها، والتأكيد على تكليف الرئيس بري بالملف الداخلي والالتزام الكامل بما يُتّفق عليه مع رئيس المجلس.
وبعد جولة من الاتصالات، تقرر أن ينطلق «اللقاء الديموقراطي» النيابي في مسعاه لإيجاد مساحة مشتركة بين القوى السياسية. ولهذه الغاية، أعدّ الحزب الاشتراكي برنامجاً للقاءاته بالكتل النيابية، وعلمت «الأخبار» أن اللقاءات مهّد لها العريضي أمس بعيداً من الإعلام باجتماع مع قيادة الحزب، بصفته مكلفاً متابعة العلاقة معه، وهو على تواصل مع المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله الحاج حسين الخليل، ولو أن الآمال المعلّقة على هذه المبادرة ليست كبيرة!
إنشاء معمل بقدرة 100 ميغاواط على الطاقة الشمسية: ميقاتي أخفى العرض القطري – الفرنسي لسنة
في الأسبوع الماضي، عقد وزير الطاقة وليد فياض مؤتمراً صحافياً لتفنيد المزاعم التي حاول أن يروّج لها وزير الاقتصاد أمين سلام، بشأن العرض القطري – الفرنسي (قطر للطاقة بالشراكة مع توتال إينرجيز» لإنشاء معامل إنتاج الكهرباء في لبنان. ما قاله فياض، يوضح أن سلام حوّل «خبرية» متداولة عن معمل بقدرة 100 ميغاواط، ليصبح ثلاثة معامل بقدرة 450 ميغاواط. ما لم يقله فياض، أن سلام كان يقصد «التنمير» على رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي تلقّى العرض منذ 25 حزيران 2023، وأخفى مناقشاته مع التحالف القطري – الفرنسي لنحو عشرة أشهر، قبل أن يحيله إلى وزير الطاقة مشوباً بعيوب جوهرية تمنع تطبيقه.
عرض مباشر للخصخصة
في مطلع 2023، انطلقت النقاشات بين ممثلي تحالف «قطر للطاقة» – «توتال إينرجيز»، ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي لإنشاء معمل إنتاج كهرباء بواسطة الطاقة الشمسية بقدرة 100 ميغاواط. وفي نهاية حزيران من السنة نفسها، قدّم التحالف عرضاً رسمياً يقترح بموجبه «مواقع مناسبة» لإنشاء هذا المعمل في محافظة البقاع، وتحديداً في مقنة ورأس بعلبك. يومها ربط التحالف الأمر بضرورة إجراء دراسات جدوى تقنية للمواقع وتحديد ملكية الأراضي التي يحتاج إليها، على أن يتم اختيار موقع المعمل بعد التنسيق مع مؤسسة كهرباء لبنان والتأكّد من أنه مناسب لربطه على شبكة الكهرباء ولا سيما لجهة قربه من نقاط التوزيع ومحطات التحويل.
العرض يتضمن أن يكون التحالف مسؤولاً عن «التطوير والتمويل والتنفيذ والتشغيل والصيانة» على قاعدة «الإنشاء، التملك والتشغيل». وبناءً على ذلك، طلب تأمين دعم حكومي يتوزّع على ثلاث جهات:
– من وزارة الطاقة، والمركز اللبناني لحفظ الطاقة، لمناقشة الإطار القانوني لتأسيس المشروع وتنفيذه على المدى الطويل في إطار «اتفاق شراء الطاقة»، أي ما يشبه الاتفاقيات السابقة (قبل الأزمة) لمشروع إنتاج الكهرباء من الرياح في محافظة عكار (لم يُنفذ). بالإضافة إلى تأمين التوصل إلى اتفاق مع وزارة المال ومصرف لبنان في ما يتعلق بالتحويل المالي بالعملة الأجنبية إلى الخارج، والتأكد من أن الإيرادات ستكون بالدولار.
– أن تقوم مؤسسة كهرباء لبنان بتسهيل وتأمين وصل المعمل على الشبكة.
– أن تؤمّن السلطات المحلية للتحالف ما يلزم من تسهيلات لتأمين حصوله على التراخيص والأراضي المطلوبة للمباشرة بالمشروع.
وجاء العرض موقّعاً من الرئيس التنفيذي لقطر للطاقة سعد شريدة الكعبي، ومن الرئيس التنفيذي لشركة توتال إينرجيز باتريك بويانيه.
عندها دار نقاش بين ميقاتي والتحالف، انتهى برسالة ثانية وردت إلى ميقاتي في منتصف نيسان 2024 حين جدّد التحالف عرضه. مضمون الرسالة فيه الكثير من الكلام الدبلوماسي عن توجيه الشكر والامتنان للاهتمام الحكومي بالعرض في معرض تأكيد رغبته في متابعة النقاش ضمن إطار «اتفاق شراء الطاقة»، لمدّة 25 سنة التي سبق أن وقّع لبنان مثلها يوم قرّر الترخيص بإنشاء شركة إنتاج طاقة من الرياح في عكار. لكنّ التحالف كان يرغب أكثر في معرفة الإطار القانوني الذي يعمل في إطاره والإطار التجاري أيضاً، لذا أعاد تأكيد مطالبه وحصرها بثلاث مسائل:
– تأسيس إطار قانوني للتراخيص بين الحكومة والتحالف لتسريع التنفيذ ومعالجة مسألة الترخيص ولا سيما لجهة إمكانية تطبيق المشروع من خلال أحد التراخيص التي منحتها الحكومة في أيار 2022 بإنشاء معامل على الطاقة الشمسية بقدرة 15 ميغاواط. كما طلب التحالف معرفة قابلية العمل المصرفي بما فيه تأمين الضمانات المالية وضمان تحويل إيرادات المشروع إلى الخارج.
– تحديد ودراسة وتخصيص المواقع العامة التي تتلاءم مع المتطلبات التقنية والبيئية والاجتماعية لتمكين التحالف من تطوير وتنفيذ وتشغيل المشروع والاستمرار فيه بالتوازي مع الربط على الشبكة.
– تأمين كل التراخيص للحصول على الأرض المناسبة والتنفيذ. وهذا يتطلب الوصول إلى الموقع، وحقوق المرور من المشروع إلى الشبكة، وتراخيص من الحكومة والقوى المحلية.
تأكيد القدرة والاهتمام على تأمين هذه النقاط، فإن التحالف سيقوم بأقصى جهد ممكن لإنشاء وتطبيق المشروع بسرعة.
البحث عن الترخيص
إذاً، المسألة لا تتعلق بثلاثة معامل، بل بإنشاء معمل واحد بقدرة 100 ميغاواط ينتج الكهرباء بواسطة الشمس. لذا، فإن عبارة «تصويب البوصلة» التي اختارها سلام لانتقاد التأخّر في التنفيذ هي كلام سياسي من موقع رجل يرشّح نفسه لرئاسة الحكومة ويقدّم نفسه بديلاً من ميقاتي. لذا، بالغ سلام في تقديم المسألة باعتبارها خياراً أساسياً، بينما كان يمكنه أن يسلط الضوء على ممارسات ميقاتي تجاه التعامل مع هذه العروض. طبعاً لا سلام ولا ميقاتي، يرغبان في رفض هذه العروض انطلاقاً من كونها خصخصة لحقوق إنتاج الكهرباء في لبنان. لكنّ فياض فنّد المشروع بشكل واضح انطلاقاً من كون التحالف يقدّم عرضاً هو أشبه بمواجهة «الحصار المالي المحلي والدولي» المفروض على لبنان، مشيراً إلى أن العرض هو عبارة عن «معمل إنتاج كهرباء بواسطة الطاقة الشمسية بقدرة 100 ميغاواط» على طريقة الـBOT أي «عقد شراكة بين القطاعين العام والخاص يسمح للقطاع الخاص للاستثمار ببناء معمل بقوة 100 ميغاواط ليبيع الطاقة المنتجة لمدة 25 سنة لشركة كهرباء لبنان عبر عقد لشراء الطاقة طويل الأمد مدته 25 سنة اسمه Power Purchase Agreement، وهو ليس هبة كما يزعمون وبكلفة صفر». كذلك قال إن إنشاء المعمل «يحتاج إلى أرض مساحتها مليون متر تقريباً».
ميقاتي كان يتناقش مع تحالف «قطر للطاقة» – «توتال إنيرجيز» بشكل أحادي من دون أن يطلع أحداً على ما يدور
كان لافتاً أن ميقاتي كان يتناقش مع تحالف «قطر للطاقة» – «توتال إنيرجيز» بشكل أحادي من دون أن يطّلع أحداً على ما يدور. لاحقاً تبيّن أن النقاش الفعلي، يتصل بمسألة الترخيص، إذ تبيّن أنه لا يمكن الترخيص حالياً لأي شركة بإنتاج الكهرباء من دون قانون في مجلس النواب. أما التراخيص التي مُنحت في الفترة السابقة لإنتاج الطاقة الكهربائية بواسطة الطاقة الشمسية، فكانت تستند إلى تفويض أعطاه مجلس النواب للحكومة بمنح التراخيص والأذونات اللازمة لإنتاج الكهرباء من الطاقة المتجدّدة لمدّة ستة أشهر بسبب غياب هيئة ناظمة للكهرباء. وسبق أن حصلت الحكومة على تفويض مماثل في نيسان 2014 لمدّة سنتين، ثم مُدّد العمل بهذا التفويض لمدّة سنتين إضافيتين في نهاية 2015، ومجدّداً مُدّد العمل به لمدة ثلاث سنوات انتهت في نيسان 2022. وهذا ما يجعل العرض غير قابل للصرف، فإما على التحالف أن يشتري رخصة ممنوحة من أصل الرخص التي منحها مجلس الوزراء في وقت سابق (CMA -CGM تملك رخصتين مثلاً)، وبالتالي عليه أن يقبل حدود الترخيص أو أن يسعى لتوسيعه من 15 ميغاواط إلى 100 ميغاواط، وإما عليه أن يقدّم عرضاً وينتظر صدور قانون في مجلس النواب يجيز الترخيص.
10 مليارات كيلواط ساعة
في السنة هو حجم الطلب على الكهرباء في لبنان، وقد انخفض هذا الرقم إلى نحو 14 مليار كيلواط ساعة في السنة بعد رفع الدعم عن المحروقات والكهرباء، وتؤمّن مولّدات الأحياء الخاصّة نحو 6 مليارات كيلواط ساعة من الطلب الإجمالي الآن
1.2 مليار دولار
هو حجم الوفر الذي سيشهده الميزان التجاري في لبنان في حال تشغيل معامل الكهرباء التابعة لكهرباء لبنان بأقصى طاقاتها وذلك بسبب الفرق في كلفة إنتاج الكهرباء بين المعامل ومولّدات الأحياء
7200
هو عدد مولّدات الكهرباء التي تعمل في لبنان بحسب ما قاله وزير الاقتصاد أمين سلام.
اللواء:
ضغط جبهة الجنوب يضاعف المخاطر.. ونيران المسيَّرات تحرق المستعمرات
وفدان لبرّي و«القوات» في قطر.. والتحرُّك الجنبلاطي يصطدم برفض جعجع
تحوَّلت جبهة «الاسناد الناري في الجنوب» إلى جبهة ضغط صاروخي ومدفعي، اشعل الجليل الاعلى بالحرائق، وطرح اسئلة مخيفة داخل «الكيان المحتل» وخارجه، لجهة المسار على هذه الجبهة مع البلبلة والخداع لدى رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو، وطريقه البالغ التطرف الذي ذهب عبر تصريحات متلاحقة لوزرائه إلى الدفع باتجاه موجة جديدة من التطرف، عبر اقتراحات تدفع المنطقة إلى اشتعال كبير خلافاً لما يسعى إليه الرئيس جو بايدن المنشغل بتقديم الاقتراحات في معركة التغلب على غريمه دونالد ترامب في مواجهة تشرين الرئاسية .
ولم يتوانَ وزير المال المتطرف بتسلئيل سموتريش من الدعوة لضرب العاصمة بيروت.
وسبقه إلى المطالبة بتوسيع العدوان على لبنان وزير التربية حاييم بيتون الذي دعا لاجتياح الجنوب وتهجير الجنوبيين إلى ما بعد الليطاني، وطرد حزب الله من المنطقة.
وسط ذلك، تحدثت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن فرق قيادة المنطقة الشمالية عند الحدود مع لبنان أنهت استعداداتها لسيناريو قتالي ضد حزب الله.
باقري إذا كان لدى اسرائيل عقلانية لا تتورط مع حزب الله
بالمقابل، قال وزير الخارجية الايراني بالوكالة باقري كني أنه إذا كان لدى اسرائيل عقلانية فلن تتورط بحرب مع حزب الله، واعتبر ان المسار السياسي سيكون وارداً في غزة بعد وقف النار.
وتحدث باقري في مقر السفارة في بيروت، بعد لقاءات شملت الرئيسين نبيه بري ونجيب مقاتي والوزير عبد الله بو حبيب.
جولة جنبلاط
رئاسياً، يبدأ رئيس اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط حراكاً رئاسياً جديداً، بدءاً من اللقاء مع رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد.
وعند الثانية بعد ظهر اليوم، يزور النائب جنبلاط ميرنا شالوحي ، حيث سيلتقي رئيس التيار الوطني جبران باسيل قبيل اجتماع تكتل لبنان القوي، حيث سيكون لباسيل مواقف قديمة جديدة من الاستحقاق والحرب في الجنوب.
لاحظت مصادر سياسية مطلعة لصحيفة اللواء أن المسعى الذي يقوم به الحزب التقدمي الأشتراكي مرحب به من بعض القوى طالما أنه لا يتناقض والمبدأ الذي يقوم على التشاور ، على أن ما سبقته من مواقف وردات فعل قد تعيق الطرح الذي يبقى اساسه إنجاز التسوية .
ورأت هذه المصادر أن المسعى لا يزال في بداياته وقد يعول عليه من أجل فتح المجال أمام مناقشة خيار التشاور ما قد يؤدي إلى جلسة انتخاب رئيس الجمهورية .
وأوضحت أن الخيار الثالث لا يزال الانسب والذي قد يتفاعل مع مسعى الإشتراكي الذي يخوض بحثاً مع القوى بشأن إمكانية قيام أي تفاهم على إنهاء الشغور أولا وأخيرا.
وإلى الدوحة، أوفد الرئيس نبيه بري معاونه النائب علي حسن خليل لإجراء مشاورات في إطار اللقاءات التي تجريها قطر مع المسؤولين والكتل النيابية اللبنانية حول الاستحقاق الرئاسي، والخروج من الازمة الراهنة.
كما توجه إلى قطر وفد من القوات اللبنانية قوامه النائبان بيار بو عاصي وملحم الرياشي وجوزف جبيلي (عضو الهيئة التنفيذية).
والتقى الوفد وزير الدولة للشؤون الخارجية صالح الخليفي، على أن يلتقي اليوم رئيس الحكومة وزير الخارجية محمد بن عبد الرحمن آل ثاني.
جعجع يشن حملة على بري
وسط هذه الحركة جدد رئيس «القوات اللبنانية» سمير جعجع حملته على الرئيس بري معتبراً أن الرئيس بري أسقط عنه القناع، «ولا يحلمن أحد ببلوغ لحظة يصبح في لبنان مرشداً أعلى».
وجاء رد جعجع في معرض تحميل الرئيس بري رئيس القوات مسؤولية العرقلة والسعي إلى الفيدرالية، معتبراً هذا خطأ، وبري رئيساً للمجلس وليس رئيساً لكتل الكتلة.
وتابع:« صحيح ان المجلس النيابي مؤسسة لها رئيس، لكن لا يمكن للرئيس ان يتخطى صلاحياته ويشرّع، هو رئيس بما اعطاه اياه الدستور وليس بمحاولة السيطرة على سائر المؤسسات الدستورية، طبعاً هو رئيس ونتعاطى معه على هذا الاساس انطلاقاً من طبيعتنا الجمهورية، ولو أنه فاز بالكاد بصوت، واننا أخصام في السياسة. وسأل: بربكم اي مادة في الدستور اللبناني تنص على ان «قبل كل انتخابات رئاسية يدعو رئيس المجلس الى طاولة حوار تحضرها الكتل للتشاور في انتخابات رئاسة الجمهورية»؟ بري اليوم اسقط عن وجهه القناع. هو يحاول خلق عرف ومواد دستورية غير منصوص عنها. لسنا مع طاولة الحوار برئاسة بري انما مع الاتصالات والمشاورات بين الكتل».
باسيل: لا حاجة للخماسية
واعتبر باسيل في حوار الـ (.l.b.c ) أننا لم نكن بحاجة إلى اللجنة الخماسية للتشاور والتوصل إلى انتخاب رئيس، وأنا مع التوافق، وليس الانتخاب، لأنه عبر الانتخاب سيحارب الرئيس، مؤكداً: أنا مع التوافق ضد الفراغ، واصفاً اللقاء مع السفير الفرنسي بأنه كان جيداً، ومن الواضح أن هناك فهماً للوضع اللبناني.
وكشف باسيل أن قطر طرحت اسم اللواء الياس البيسري للرئاسة الاولى، مطالباً بتعزيز صلاحيات الرئيس، معتبراً أن وثيقة بكركي غير كافية، ويجب أن يكون لديها صدى وطنياً، وتنطلق من الواقع.. رافضاً أن يبقى مجلس النواب معلقاً، ويجب ألا يصبح التشاور قبل الانتخاب عرفاً.
وأشار إلى أننا نحن «غير مسؤولين عن تحرير فلسطين، ومن بدّل موقفه حيال وثيقة تفاهم 2006 هو حزب الله نتيجة سياسات اقليمية موضحاً أن لبنان لا يقسم، وإذا تحدثنا عن لا مركزية، فهذه ليست خيانة.
وأعرب باسيل عن خشيته من الانزلاق إلى حرب شاملة ، ولا يمكن لحزب الله أن يطمئن بأن لديه قوة ردع كافية بوجه اسرائيل، موضحاً أن اللبنانيين وحزب الله لا يريدون الحرب.
ووصف باسيل علاقته بالرئيس بري بأنها أحسن، مشيراً الى ان آخر لقاء مع السيد حسن نصر الله كان في صيف 2022.
بلبلة في لجنة المال
ولم تكتمل جلسة لجنة المال والموازنة، التي اجتمعت برئاسة رئيسها النائب ابراهيم كنعان، وانقضت بقرار منه على خلفية اعتراض تكتل الجمهورية القوية» على إحالة مشاريع أو مراسيم حكومية في ظل حكومة تصريف اعمال.
وفي تصريح عقب الجلسة، قال النائب كنعان:«جرت مناقشة عامة في بداية الجلسة، دخل فيها النقاش حول دستورية إحالة مشروع القانون إلى مجلس النواب من قبل حكومة تصريف الاعمال. وقد اعترض عدد من الزملاء النواب على هذا الموضوع، لناحية صلاحية الحكومة بإحالة مشاريع قوانين غير موقعة من كل الوزراء، في غياب رئيس الجمهورية بينما اعتبر قسم آخر من النواب، ان الاعتراض في غير محله، وأن مناقشة مشروع القانون جائزة دستورياً».
فياض: حصار سوريا سبب معاناة لبنان
من دمشق، اعتبر وزير الطاقة والمياه وليد فياض أن جزءاً كبيراُ مما يعانيه لبنان اليوم هو نتيجة للحصار الدائر المفروض على سوريا».
واتفق فياض مع نظيره السوري حسين مخلوف أن تطبيق اتفاقيتي نهر العاصي والنهر الكبير الجنوبي، وتبادل الخبرات من البيانات والمعلومات المائية من خلال الاجتماعات الفنية المشتركة مع الاتفاق بلقاء فياض مع رئيس الحكومة السورية حسين عرنوس.
إضراب هيئة السير
أعلن مستخدمو هيئة ادارة السير والآليات والمركبات التوقف القسري عن العمل، وإعلان الاضراب التحذيري هذا الاسبوع لحين تحقيق المطالب العالقة لجهة صرف الرواتب والمنح، ومطالبة الدولة بصيغة يستحصل خلالها المستخدم على نسبة ثابتة «عادلة»، مما تجنيه الهيئة من بدلات الخدمات.
بلاسخارت تنتقد الجمود السياسي
أممياً، أشارت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة الجديدة في لبنان جينين هينيس -بلاسخارت بعد لقائها الوزير بو حبيب الى ان «بينما يواجه لبنان تحديات على مستويات عديدة، فإن التطورات عبر الخط الازرق تثير القلق بشكل خاص. ناقشنا اليوم ضرورة عودة الأطراف إلى وقف الأعمال العدائية وإعادة الالتزام بتنفيذ قرار مجلس الأمن 1701 لضمان الأمن المتبادل والمستدام. وسأكون في الأشهر القادمة على تواصل وثيق مع الطرفين المعنيين بالقرار 1701 وزملائنا من اليونيفيل وشركاء دوليين آخرين للمساعدة في تحفيز الزخم نحو تحقيق هذا الهدف». وتابعت «لقد ناقشنا أيضاً الجمود السياسي الطويل الأمد في لبنان والحاجة إلى انتخاب رئيس جديد وإلى مؤسسات دولة فاعلة لقيادة البلاد للخروج من الأزمة والتحرك نحو التعافي المستدام.
وقفة مع مستشفيات الجنوب
وسجلت في بيروت وقفة مع مستشفيات الجنوب، نظمتها وزارة الصحة، سجلت بها كلمات لنواب وأطباء ومدير عام مستشفى صلاح عبدو ، ود. محمد سليمان، الذي تعرض لاعتداء كبير، بالاضافة إلى استهداف سيارات الاسعاف والمؤسسات الصحية.
الوضع الميداني
أعلن حزب الله مساء أمس استهداف مبنيين يتموضع فيهما جنود العدو في مستعمة شلومي، رداً على استهداف القرى الجنوبية وآخرها بلدة الناقورة.
وقصف حزب الله انتشاراً لجنود الاحتلال في حرش شتولا بقذائف المدفعية.
وطالت الطائرات الانقضاضية موقع المطلة، والزاعورة بهضبة الجولان وموقع المالكية وخلة وردة وجبل عداري مقابل بلدة رميش واشتعال النيران في مساحات كبيرة في اصبع الجليل من كريات شمونة إلى راميم، والتي امتدت إلى المنازل.
وتعرضت كفركلا لسقوط عدد من قذائف الهاون المعادية، كما سقطت قذيفة أدت إلى حريق في سهل الخيام.
البناء:
نتنياهو: بايدن غير دقيق… وبن غفير: نتنياهو يُخفي شيئاً ولا حكومة إذا ثبت ذلك
لبيد: الشمال يحترق ومعه قوة الردع… وسموتريتش يدعو لإحراق بيروت لإشغالها
اليمن يستهدف إيلات بصاروخ فلسطين… والمقاومة العراقيّة ضربت هدفاً في حيفا
كتب المحرّر السياسيّ
يكشف تلعثم رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو وانتقاؤه للكلمات في تعامله مع مشروع الصفقة التي عرضها الرئيس الأميركي جو بايدن، حجم المأزق الذي يواجهه كيان الاحتلال ومعه حكومة نتنياهو، لأن الحرب التي حظيت بكامل الدعم والمساندة من واشنطن على كل صعيد أصيبت بفشل ذريع بعد انكشاف محدودية ما تستطيعه في ضوء معركة رفح، التي وصفت قبل بدئها بأنها سوف تكون المعركة الفاصلة للقضاء على المقاومة. وجاءت النتائج تقول إن المقاومة تزداد حضوراً وقوة وقدرة على تدمير جيش الاحتلال، بحيث جاءت صفقة بايدن تعبيراً عن تشاور بين واشنطن وتل أبيب على مدى أسابيع، كما قال الناطق بلسان مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي، وهو ما أنكره نتنياهو بتشكيكه بدقة ما عرضه بايدن من عناوين الصفقة التي اقترحتها حكومته، فيما قالت وزارة الخارجية الأميركية إنها لم تتلق بعد موافقة صريحة من تل أبيب بقبول الصفقة.
تلعثم نتنياهو ناتج عن صعوبة الاعتراف بالفشل، والتراجع عن الشعارات، حيث مواصلة الحرب حتى النصر المطلق هي الهدف، والالتزام بالتوقف عن الحرب يعني الاستسلام، من جهة، ومن جهة مقابلة الخشية من انفراط مبكر للحكومة بسبب تهديد زعماء اليمن الديني بمغادرتها وتفكيكها، إذا تضمّنت الصفقة وقف الحرب، قبل أن ينضج الاتفاق النهائي، الذي دونه الكثير من التفاصيل التفاوضية، علماً أن بايدن حاول أن يأخذ عن نتنياهو مسؤولية التعهد بوقف الحرب لتخفيف الكلفة عليه، لكن كما يقول ايتمار بن غفير، يبدو أن ذلك كان بتفاهم بين بايدن ونتنياهو مؤكداً ما قاله كيربي، ويروي بن غفير حكاية سعيه للاطلاع على مسودة العرض الذي أرسله نتنياهو لبايدن، واستنتاجه أن نتنياهو يُخفي شيئاً، ولذلك يحجب مسودة الصفقة ويمنع الاطلاع عليها رغم تكرار الوعود المعاكسة، ويخلص بن غفير للقول إذا ثبتت الشكوك حول التزام نتنياهو بوقف الحرب فإن الحكومة الحالية سيتم تفكيكها.
الوضع العسكري كان يواكب هذه التطورات بمزيد من تصعيد قوى المقاومة لضرباتها، خصوصاً على جبهة لبنان، وبينما كان اليمن يعلن استهداف ايلات (ام الرشراش) بصاروخ جديد يحمل اسم فلسطين ويصيب أهدافه، وكانت المقاومة الاسلامية في العراق تعلن إصابة هدف حيوي في حيفا، كانت المقاومة الاسلامية في لبنان تعلن جملة من الاستهدافات النوعية في شمال فلسطين المحتلة، بدءاً بشن هجوم جوي بسرب من المسيرات الانقضاضية على المقر القيادي المستحدث للجبهة الشرقية في فرقة الجليل (ناحل غيرشوم شرق ديشون) مستهدفة المبنى القيادي فيه وأماكن تموضع واستقرار ضباطه وجنوده وأصابت أهدافها بدقة، وكذلك استهداف مرابض المدفعية في الزاعورة بعشرات صواريخ الكاتيوشا، واستهداف تجمع لجنود الاحتلال في خلّة وردة بالأسلحة الصاروخية وإصابته إصابة مباشرة. وشنّ هجوم جوي بمسيّرات انقضاضيّة على هدف جنوب ليمان، حيث وصلت المسيّرات وانفجرت على الأرض رغم محاولة العدو الإسرائيلي اعتراضها بصواريخ القبّة الحديديّة التي سقط بعضها في نهاريا وأحدث أضرارًا فيها. واستهداف انتشار لجنود العدو الإسرائيلي في حرش عداثر بالأسلحة الصاروخية اضافة لعدد من العمليات الأخرى، لكن الحدث كان احتراق عشرات المناطق في شمال فلسطين المحتلة، ما حدا بزعيم المعارضة في الكيان القول إن الشمال يحترق وتحترق معه قوة الردع الاسرائيلية، بينما تشارك بن غفير وحليفه بتسلئيل سموتريتش بأن على جيش الاحتلال إحراق لبنان وبيروت حتى ينشغل اللبنانيون بأنفسهم.
وخطفت زيارة وزير الشؤون الخارجية الإيرانية بالإنابة علي باقري كني الى بيروت، الأضواء السياسية وتكتسب أهميتها لكونها الزيارة الإيرانية الأولى بعد حادثة سقوط الطائرة الرئاسية الإيرانية واستشهاد الرئيس الإيراني السيد إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان، ولوحظ الحضور الإعلامي الحاشد لمواكبة وتغطية الزيارة لا سيما خلال المؤتمر الصحافي للوزير الإيراني في السفارة الإيرانية في بيروت.
كما عكست مواقف كني وفق مصادر سياسية لـ”البناء” “عدة أمور: الأول حرصاً إيرانياً على حصول الزيارة التي كان مقرراً أن يكون عبداللهيان هو الزائر وفي التوقيت نفسه، الثاني التأكيد على استمرار وثبات السياسة الإيرانية الخارجية نفسها تجاه لبنان وأن لا تغير في مقاربة وتعاطي طهران مع لبنان في كافة الملفات والاستحقاقات، والثالث الحضور الدبلوماسي الإيراني في بيروت ما يؤكد مدى الاهتمام الإيراني بلبنان وتعزيز العلاقات الثنائية ودعم المقاومة اللبنانية التي تخوض مواجهات بطولية لإسناد غزة والدفاع عن لبنان، إذ سُئِل الدبلوماسي الإيراني حول أنها الزيارة الأولى للبنان فقال إن هذه الزيارة أخوية للشعب اللبناني وللمقاومة، وأكد على معادلة الجيش والشعب والمقاومة، وأعطى أهمية للجبهة اللبنانية كجبهة الإسناد الأساسية في محور المقاومة ضد العدوان الإسرائيلي على غزة”.
وكان المسؤول الإيراني بدأ جولته على المسؤولين من وزارة الخارجية حيث استقبله وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب وأعلن بعد اللقاء، أن “هناك تطابقًا في وجهات النظر بشأن المخاطر الناجمة عن استمرار الحرب على غزة”، مضيفًا: باقري أكد حرص إيران على استقرار لبنان. وقال بو حبيب: “أكّدت موقف لبنان الرافض للحرب، وشرحت تصوّرنا للحلول المستدامة التي تعيد الهدوء والاستقرار من خلال سلّة متكاملة لتطبيق القرار 1701، كاشفًا عن “أننا تداولنا في ضرورة وقف حرب غزة، فالجرائم المتواصلة بحق الفلسطينيين تقوّض فرص السلام في المنطقة”.
وعقد بوحبيب مع باقري كني اجتماعاً مطولاً أعقبه اجتماع موسّع في حضور الوفد المرافق وكبار موظفي الوزارة. من جانبه، أكد باقري في المؤتمر الصحافي المشترك مع بوحبيب أن “الهدف الرئيسي للزيارة هو للتعبير عن شكري وتقديري للشعب اللبناني والحكومة على مشاركتهم في مراسم تشييع الرئيس الإيراني”. وأضاف باقري: نتشاور دائمًا مع لبنان بشأن التطوّرات في المنطقة”، لافتاً إلى أن “ايران لم توفّر جهدًا لدعم الاستقرار في لبنان وتأمين رفاهية الشعب”. وختم: “المقاومة هي أساس الثبات والاستقرار في المنطقة، وتطرّقنا مع بو حبيب إلى تطوّرات غزة ورفح”، لافتاً إلى أننا “اتفقنا على مبادرة تتمثّل في عقد اجتماع طارئ للدول الأعضاء في منظمة دول التعاون الإسلامي”.
بعدها، زار باقري كني والوفد المرافق رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة بحضور سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان مجتبى أماني، حيث جرى عرض للأوضاع العامة في لبنان والمنطقة على ضوء مواصلة “إسرائيل” عدوانها على قطاع غزة ولبنان اضافة للعلاقات الثنائية بين البلدين. ايضا استقبل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وزير الخارجية الإيراني بالإنابة والوفد الإيراني المرافق. وتمّ خلال اللقاء البحث في العلاقات الثنائية بين البلدين والوضع في الجنوب والمنطقة.
ومن المفترض أن يكون الوزير كني زار الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله مساء أمس.
في غضون ذلك، حافظت الجبهة الجنوبية على سخونتها وفي وتيرة العمليات والاستهدافات بين جيش الاحتلال الإسرائيلي وحزب الله، على وقع تهديدات وزراء التيار الديني المتطرف بنقل المعركة الى لبنان وضرب بيروت، بهدف إحراج رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو وجره الى حرب شاملة مع حزب الله للإطاحة باتفاق وقف إطلاق النار في غزة والذي قد يوافق نتنياهو عليه ما سيوقع الخلاف بينه وبين وزراء التيار الديني المتشدّد ويؤدي الى سقوط الحكومة.
وفيما دعا وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش إلى “ضرب عاصمة الإرهاب بيروت كي تنشغل بتأهيل نفسها بعد ضرباتنا”، نقلت إذاعة جيش الاحتلال الاسرائيلي عن وزير “التربية” الإسرائيلي حاييم بيتون دعوته إلى “شن حملة في الشمال وطرد حزب الله وسكان جنوب لبنان لما بعد الليطاني”.
وفي تفاصيل المشهد الميداني، استهدفت مسيرة إسرائيلية سيارة بين بلدة الخرايب والزرارية وكوثرية الرز بأربعة صواريخ مما أدى الى استشهاد مواطن. وشن طيران العدو 5 غارات على مرتفعات جبل الريحان، وغارة على جبل أبو راشد، خراج بلدة ميدون قرب السريرة في منطقة جزين. ونفذت طائرة مسيّرة غارة مستهدفة دراجة نارية في بلدة الناقورة، وعلى الفور توجّهت سيارات الإسعاف لتفقد المكان المستهدف. وأدت الغارة الى استشهاد مواطن وإصابة آخر. ونفذ طيران العدو غارات وهمية في الجنوب وأطلق جدار الصوت فوق منطقة الزهراني، حيث تحطّم الزجاج في مجمع نبيه بري للمعوقين في الصرفند. كما وتحطّم الزجاج في بعض الأبنية في بلدات الخرايب والزرارية وارزي وغيرهم مخلفاً وراءه بالونات حرارية مسبباً الذعر عند المواطنين .
في المقابل، أعلن “حزب الله” في بيان، أنه و”بعد تعقّب ومراقبة لقوّات العدو الإسرائيلي في جبل عداثر، وعند رصد آليّة عسكريّة فيه، استهدفها مجاهدو المقاومة الإسلاميّة صباح اليوم، بالصواريخ الموجّهة وأصابوها إصابةً مباشرةً؛ ممّا أدّى إلى تدميرها واشتعال النّيران فيها وإيقاع طاقمها بين قتيلٍ وجريح”. أيضاً، أعلن حزب الله انه استهدف “جنود العدو في خلّة وردة بالأسلحة الصاروخية وأنه حقّق إصابة مباشرة، وكذلك التجهيزات التجسسية في موقع المالكية بقذائف المدفعية”. وقال إعلام إسرائيلي: أسقطت طائرة مسيّرة تابعة لحزب الله بعد الظهر قنبلة في منطقة المطلة وعادت إلى جنوب لبنان.
وأعلنت صحيفة “يديعوت أحرونوت” عن إجلاء مستوطنين صهاينة من منازلهم في “كريات شمونة” بعد اتساع رقعة الحرائق، جراء إطلاق صواريخ من الجبهة اللبنانية، مشيرةً إلى أنَّه يعمل على إخماد الحريق 14 فريق إطفاء منذ أكثر من 5 ساعات بالجليل الأعلى و”كريات شمونة”. وأكَّدت الصحيفة أنَّ خللًا أصاب نظام الاتصالات في “كريات شمونة” بعد تضرُّر البنية التحتية للاتصالات جرَّاء الحريق الكبير المندلع في المنطقة بسبب صواريخ حزب الله.
وقال عضو فرقة الطوارئ في كيبوتس “كفار جلعادي” ومديرة منظمة “1701” “الإسرائيلية”: “نحن في وضع لا يمكن تصوره حيث تسمح دولة “إسرائيل” بإحراق الجليل، سلسلة جبال راميم، الغابة الخضراء التي اعتاد ملايين الإسرائيليين رؤيتها، تشتعل فيها النيران ولا أحد يهتم، حزب الله يردع دولة “إسرائيل»».
وزفَّت المقاومة ثُلَّةً من مجاهديها الشهداء على طريق القدس، حسين أحمد ناصر الدين “سراج” من بلدة العباسية في جنوب لبنان، وعلي حسين صبرا “أبو حسين أيمن” من مدينة بيروت وسكان بلدة البابلية في جنوب لبنان، ومحمد شوقي شقير “جهاد” من بلدة الغازية في جنوب لبنان.
في المواقف، لفت نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم خلال احتفال تأبيني، الى أنه “توجد 4 أمور ضرورية من أجل ردع العدو، أولاً، إعداد القوة وهذا ما فعلناه لأنك بغير القوة لا يمكنك هزيمة العدو، ثانياً، المقاومة بأن تتحرك في الميدان لتواجه وتدافع من أجل أن تحمي أهلك وبلدك ومشروعك، ثالثاً، الاستعداد للأسقف العالية بالتصعيد حتى ولو أدت إلى حرب شاملة ليفهم العدو أنَّه لا يستطيع تهديدنا بالتصعيد لأنَّنا حاضرون لذلك، وهذا ما يردعه عن التصعيد، رابعاً، عدم الخوف من الموت فالموت بيد الله تعالى “فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَة وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ”، إذاً لن يقدِّم العدو أجلاً ولن يؤخر التراخي عنه أجلاً، هذه العناوين الأربعة هي التي أعطت القوة والقدرة للمقاومة”.
وأشار قاسم إلى أن “تثبت المقاومة يوماً بعد يوم أنَّها وقوتها على الأرض هي التي تستعيد الحقوق، لا يمكن أن نستردّ حقوقنا من خلال الأمم المتحدة ولا يمكن أن تعود فلسطين من خلال المجتمع الدولي ولا يمكن أن تسترد الأرض ويتوقف الاحتلال من خلال مجلس الأمن، الطريق الوحيد للتحرير هو المقاومة المسلحة. وهذا ما أثبتته التجربة وهذا ما نؤمن به. يحرص الغرب وأميركا عادة أن يجعلونا ضعفاء، لماذا يعملون دوماً في منطقتنا كي لا نتسلح؟ حتى عندما يريد الجيش اللبناني أن يتسلح ويطلب الأسلحة يقولون هذا السلاح مسموح وهذا السلاح ممنوع، ولماذا هذا السلاح ممنوع؟ لأنَّه يمكن أن يضرب طائرة إسرائيلية ويمكن أن يصل إلى الحدود اللبنانية الفلسطينية. إذاً هم لا يوافقون على تسلح فيه قدرة، أمَّا المقاومة فتجاوزت هذا الأمر لأنَّها لم تستأذن أحداً وليست بحاجة لأحد. الحمد لله الذي وفقنا أن مقاومتنا اليوم هي مقاومة مبدئية وواقعية وشجاعة وحكيمة، لذلك يوفقها الله تعالى توفيقاً بعد توفيق”.
بدوره، رأى رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد، خلال حفل تكريمي لأحد عناصره في بلدة الصرفند، الى أن “ما حققته حرب غزة أنها كشفت العدو الصهيوني أمام الغرب ورآه على حقيقته وبوضوح وأحرِج من صورته الحقيقية”. ولفت إلى أن “العدو الصهيوني أراد أن يقضي على قضية فلسطين، فإذا بها تتألق وتصبح القضية الأولى في العالم”، معتبراً أن “العدو الصهيوني خرج ليقول إنه يملك الردّع الذاتي فإذا بالأحداث تثبت بأن هذا العدو لا يستطيع أن يحمي نفسه ويحتاج إلى دول كبرى تأتي إليه من أجل أن تدعمه وتوفر له الحماية”. وأضاف “العدو فشل في حربه العدوانية وفشل في تحقيق أهدافه والمقاومة وأهلها في لبنان وفلسطين سيخرجون منتصرين”.
الى ذلك، لم يُسجل الملف الرئاسي أي جديد مع جمود حراك اللجنة الخماسية ومغادرة المبعوث الفرنسي جان إيف لودريان بيروت من دون تحقيق أي تقدم، لتملأ الفراغ القاتل جولة كتلة اللقاء الديمقراطي على القوى السياسية لتسويق مبادرتها الرئاسية، وكذلك المشاورات “الفردية” التي تجريها القيادة القطرية مع المسؤولين اللبنانيين في الدوحة، لكن مصادر مطلعة أكدت لـ”البناء” أن لا انفراج رئاسياً في المدى المنظور، بانتظار نضوج الظروف الداخلية والخارجية لعقد تسوية تفتح الباب أمام إنجاز الاستحقاقات السياسية والاقتصادية والأمنية في لبنان. وأفيد أن النائب علي حسن خليل يزور العاصمة القطريّة الدوحة، موفداً من الرئيس بري الذي كان تلقّى دعوة لزيارة قطر. ويصل خليل إلى الدوحة بعد يومٍ واحدٍ من وصول وفدٍ من حزب القوات اللبنانيّة.
ولفت السفير المصري لدى لبنان علاء موسى الى ان زيارة الموفد الفرنسي جان إيف لودريان للبنان أتت بالتنسيق والتفاعل مع ما تقوم به اللجنة الخماسية من نشاط. وقال في حديث تلفزيوني: انطباع لودريان إيجابي وهو ارتاح نسبياً لما سمعه من القوى السياسية إذ يعتبر أنه يمكن البناء على هذه المواقف لإحداث تقدمٍ بالملف الرئاسي. وتابع “المشاورات أمر طبيعي للوصول الى نتيجة ووجهة نظر “القوات” أن ترؤس رئيس مجلس النواب نبيه بري هذه المشاورات هو سابقة”.
أضاف: “العمل السياسي مستمرّ وعلينا كلجنة خماسية تجاوز العقبات ونحن نتفاعل مع ما يأتينا من القوى السياسية”.