وأوضح الخبير، في تصريحاته لـ"سبوتنيك"، أن "ضغوطا أمريكية مورست على بعض الدول لحضور المؤتمر مثل دول الجنوب التي ذهبت إلى هناك وأعطت قراراها السياسي
مثل السعودية والأردن والعراق والدول العربية والإسلامية التي رفضت التوقيع على البيان الختامي"، مشيرًا إلى أن المؤتمر كان "محاولة أمريكية وغربية أخرى لعزل روسيا بعد فشل عملياتهم العسكرية في أوكرانيا، فاتجهوا إلى محاولة الضغط على روسيا لإقرار السلام من طرف واحد، ولهذا كان المؤتمر فاشلا، خاصة بعد أن رأت الدول المشاركة ما يحصل فعليا على الأرض، وتغير الوضع الجيوسياسي".
واعتبر الأفندي أن "السبب الأساسي لفشل هذا المؤتمر كان الخطة التي قدمها الرئيس بوتين،
والتي تناولها كل من حضر المؤتمر، وتمت مناقشتها بدلا عن جدول الأعمال الذي وضعه مستشار الرئيس الأمريكي، وهو ما يعني نجاح خطاب بوتين في تحويل عقارب الساعة باتجاه مناقشة المقترح الواضح للسلام الذي قدمه، وهو ما دفع وزير الخارجية التركي إلى مطالبة المؤتمر بمناقشة هذه خطة بوتين، حتى لو لم تكن مقبولة من الغرب، حيث أنها تتضمن مقترحا واضحا للسلام".
وأكد الأفندي أن "كل العوامل المتعلقة بهذا المؤتمر من تأسيس، وجدول أعمال، إلى خطاب بوتين، أدت فعليا إلى فشل هذا المؤتمر، لأن الغاية منه لم تكن إحلال السلام".
في السياق ذاته، قال الكاتب والمحلل السياسي، كامل المرعاش، إن "المؤتمر الذي دعت له الولايات المتحدة وأوروبا يعتبر مسألة هروب للأمام من الاستحقاق الذي عرضه بوتين لبدء مفاوضات لإنهاء هذه الحرب العبثية"، مشيرًا إلى أن "عدد الدول المستهدفة للمشاركة في هذا المؤتمر كان في البداية 100 دولة، لكن لم تحضر سوى 91 فحسب ولم تحضر الصين، ومن بين الدول الـ91 دولة التي شاركت رفضت 11 دولة التوقيع على البيان الختامي، والسبب واضح هو أن هذا المؤتمر كان موجها بالدرجة الأولى للدعاية للحرب، ولاستمرار حرب الأطلسي على روسيا، ولم يكن يستهدف أبدا إحلال السلام وإنهاء هذه الحرب العبثية".
وأكد المرعاش أن "هذا المؤتمر فشل لأنه لم يحقق الأغراض التي صمم من أجلها وهي دعم الولايات المتحدة وأوروبا في حربها ضد روسيا، وهذا الفشل تم إعلانه بشكل صريح من قبل الدول الفاعلة في العالم وحتى تلك التي حضرت إلى المؤتمر، ورفضت التوقيع على البيان الختامي خاصة الهند والبرازيل وهما دولتان قويتان وفاعلتان على المستوي الدولي".
واتفق خبير الشؤون الآسيوية، د. وائل عواد، مع هذا الرأي، قائلا إن "الدول التي اجتمعت في سويسرا هدفت من خلال المؤتمر إلى الاستمرار في الحرب ودعم أوكرانيا بكافة أنواع الأسلحة للإبقاء على الحرب واستنزاف روسيا، وقد أدركت الدول التي امتنعت عن توقيع البيان الختامي أن
هذا المؤتمر لم يهدف فقط للترويج للحرب لكنه لا يريد إيجاد حل سلمي للأزمة، ومن هنا جاء امتناع الهند عن توقيع البيان الختامي ليصب في اتجاه قرارها بأنها تريد أن تكون على تواصل مع جميع الأطراف المعنية".
وأوضح الخبير أن "تمثيل الهند كان ضعيفا في هذا المؤتمر، وكانت مشاركتها لمجرد المشاركة في هذه الفعالية حيث أن قرارات المؤتمر غير ملزمة، وأيضا من واقع رغبة الهند في إيقاف هذه الحرب استنادا إلى موقفها الثابت الذي أعلنه رئيس الوزراء".
يذكر أن الرئيس الأمريكي جو بايدن، والرئيس الصيني شي جين بينغ، والرئيس البرازيلي لويز إيناسيو لولا دا سيلفا، وزعماء العديد من الدول الأخرى لم يحضروا إلى سويسرا، وغادر بعض المشاركين في الحدث، مثل نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس والمستشار الألماني أولاف شولتس، مبكرا.
وذكر
الكرملين أن البحث عن خيارات لحل الوضع في الصراع الأوكراني دون مشاركة روسيا أمر غير منطقي وغير مجد على الإطلاق.