بعد الحديث عن خروجهم من قطر.. هل يوافق العراق على استضافة حماس؟
كثر الحديث مؤخرا عن انتقال قادة حماس من قطر إلى وجهة أخرى خارج الدولة الخليجية وارتبط اسم حماس بالانتقال إلى تركيا تارة وإلى سلطة عمان تارة أخرى، لكن صحيفة ذا ناشونال ذكرت في تقرير لها أن حماس تواصلت مع الحكومة العراقية للانتقال إلى العراق.
وبحسب مصادر تحدثت للصحيفة، فقد وافقت الحكومة العراقية الشهر الماضي على استضافة قادة الحركة على أراضيها، بعدما خطط قادتها لمغادرة قطر، على أن تتولى إيران مسؤولية حماية مكاتب ومنسوبي الحركة في بغداد.
وكشفت تلك المصادر أن “فرقا أمنية ولوجستية تابعة لحماس توجهت إلى بغداد للإشراف على الاستعدادات لهذه الخطوة”.
وذكرت الصحيفة أن الخطوة تمت مناقشتها الشهر الماضي من قبل رئيس المكتب السياسي إسماعيل هنية، وممثلين عن الحكومتين العراقية والإيرانية.
من جهته قال الخبير في الشأن الأمني والاستراتيجي العراقي مخلد حازم لأخبار الآن إنه لا يوجد طلب رسمي من حماس للانتقال إلى العراق، وهناك نفي من قبل الحركة حول هذا الانتقال.
وأوضح أن إسرائيل والدول الأخرى الفاعلة ليس لديها اعتراض على تواجدهم في قطر لأنها حققت الكثير من الانجازات على المستوى الدبلوماسي والسياسي، كما أن الدوحة مسيطرة على تواجد الحركة في أراضيها، وخروج القيادات إلى دولة أخرى قد يتسبب في خلل أمني بالنسبة لإسرائيل لاعتبار أن هناك جهات أخرى قد تتحد معها في إتخاذ القرارات مستقبلا.
وأشار إلى أن انتقال حماس إلى العراق سوف يؤثر على الساحة العراقية وقد تكون الأرض العراقية معرضة أيضا للخطر ويكون هناك تغيير في قواعد الاشتباكات لاعتبارات كثيرة.
وبشأن تداول صور روجت لافتتاح مكتب لحماس في العراق قال مخلد حازم إن هذا مكتب إعلامي لكنه لا يخص حماس إسماعيل هنية وإنما حماس العراق.
جناح سياسي لحماس في #العراق
أعلنت كتائب الإمام علي، الجناح المسلح لحركة العراق الإسلامية، افتتاح "مكتب الجناح السياسي لحركة حماس" في العراق.
ذكرت الكتائب في منشور على "تلغرام"، أن "وفداً من حركة العراق الإسلامية يضم كل من معاون الأمين العام الحاج يعقوب الزيدي، ومسؤول المكتب… pic.twitter.com/juT8S5qPF0
— AlJeebal (@AlJeebalNews) June 12, 2024
وأكد الخبير الامني والاستراتيجي إلى ضرورة أن يكون هناك اجماع شعبي وسياسي على قبول هذه المباردة، كون العراقيون لا يقبلون بوجود مقرات لأحزاب وكتل سياسية خارجية وخصوصا الحركات الإسلامية لأن هذا سيؤثر على أمن واستقرار البلد الذي يسعى حاليا إلى بناء علاقات متزاونة مع الجميع خارجيا.
مشيرا إلى هناك بعض الأطراف تدفع في هذا الاتجاه وتروج لقبول هذا المقترح على الأراضي العراقية لتحقيق منافع شخصية.
قال الدكتور سعيد الزغبي أستاذ العلوم السياسية في جامعة قناة السويس لأخبار الآن: نحن أمام دبلوماسية معقدة في الشرق الاوسط وهي تقول أن قادة حماس يجب أن يتم نقلهم إلى العديد من الدول وليس فقط العراق وهناك اقتراح إلى تركيا واليمن أيضا.
مبينا أن العراق يعاني من مشاكل وأزمات اقتصادية وسياسية ولن يتحمل مشاكل جديدة، كما أن العراق الآن ودبلوماسيته الجديدة في الخارج خاصة مع الدول العربية والولايات المتحدة تتسم بالسلمية والانفتاح والتعاون الاقتصادي والتبادل التجاري وهناك مشاريع كثيرة مشتركة بين العراق والولايات المتحدة، وباستضافته لهذه الحركة فإنه سيفقد الحليف الاستراتيجي له الذي يقدم له الدعم العسكري واللوجيستي كما أنه يخالف نهج السياسة الخارجية العراقية الجديدة.
وأوضح الزغبي أن كتائب الإمام علي وهي كتائب مدرجة على لائحة الإرهاب الأمريكية قالت أنها حضرت حفل افتتاح مكتب لحماس في العراق وهذا ليس بقرار رسمي أو تم بموافقة الحكومة العراقية الرسمية.
وشدد على أن قطر تقترح نقل حماس إلى تركيا لكن أنقرة سترفض هذا المقترح بسبب قربها من حلف الناتو والسياسة الخارجية التركية ترفض هذا الموضوع.
من جهته قال جميل عفيفي مدير تحرير صحيفة الأهرام المصرية لأخبار الآن: إن انتقال حماس من قطر إلى العراق سيثير الكثير اللغط خلال الفترة المقبلة ولا يوجد تأكيد واضح من الحكومة العراقية على ذلك.
وأوضح أن وجود هذه القيادات في قطر بناء على تعليمات أمريكية وفي حال نقلهم أيضا سيكون برعاية ومراقبة أمريكية.
وأشار إلى أن العراق في الوقت الحالي غير مستقر وهناك العديد من التيارات الشيعية والمسلحة إضافة إلى القوميات المتعددة فهل ستقبل هذه التيارات بوجود هذه القيادات في ظل الوضع السياسي والاقتصادي الصعب؟
أشار عفيفي إلى أنه في حال حدوث هذا الانتقال فعلا فإن الأحزاب والفصائل الشيعية لن تتعارض مع فكر حماس ولن تكون هناك أية أزمة لأن الانتقال سيكون بتنسيق إيران، التي تعتبر الراعي الرسمي والداعم الأول لهذه الفصائل ولحماس أيضا، فهي تقوم بتدريبها وتجهيزها بالسلاح.
ولكن هل يتحمل العراق تبعات وجود هذه القيادات وهل لديه هل لديه القدرة على تأمينهم وهل سيتحمل أعباء جديدة في الفترة المقبلة؟
من جهتها نفت الحكومة العراقية ما تناقلته وسائل إعلام المحلية والغربية منذ أيام، عن رغبة قيادة حماس في نقل مقار قيادتها إلى بغداد من العاصمة القطرية الدوحة، بعد ما يشاع عن ضغوط تمارسها الأخيرة على أعضاء القيادة لإرغامها على القبول بشروط الهدنة ووقف إطلاق النار في حرب غزة
وجاء النفي الرسمي العراقي الذي يصدر لأول مرة، على لسان فادي الشمري المستشار السياسي لرئيس الوزراء، الذي قال: لا يوجد افتتاح أو مقر رسمي كما تم ترويجه، ولم نتسلم طلباً بانتقالهم أو فتح مكتب رسمي في العراق