الشيخ نعيم قاسم لوكالة مهر : إذا وسَّعت “إسرائيل” الحرب وسَّعنا
قال نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم، أنه”إذا وسَّعت إسرائيل الحرب وسَّعنا وإذا خاضت حرباً شاملة خضنا الحرب الشاملة من دون تراجع فنحن مقاومة لها أهدافها وأبرز هدف الآن هو إسقاط الأهداف الإسرائيلية العدوانية وتأمين النصرة والحماية لغزَّة وفلسطين والمقاومة هناك”.
واضاف سماحته في مقابلة لوكالة مهر الإيرانية اجرتها وردة سعد ان “قدرة إسرائيل على فرض وجودها وشروطها لم تعد كما في السابق، بدأت إسرائيل تظهر أضعف مما كانت عليه، ولولا الدعم الأميركي الواسع وغير العادي في كل المجالات لما صمدت إسرائيل أياماً معدودة، ولكن الآن مع كل هذا الدعم يبدو أن الضعف الإسرائيلي بدأ يظهر بشكل واضح على الداخل الإسرائيلي وعلى الاقتصاد والمستقبل واعتقد أنَّه بعد انتهاء هذا العدوان ستنكشف أخطار كثيرة في واقع الكيان الإسرائيلي، وهنا لا يستطيع العدو الإسرائيلي أن يتحدث عن تعايش أو عدم تعايش مع قوى المقاومة، قوى المقاومة أصبحت واقعاً حقيقياً مؤثِّراً لا يستطيع هذا العدو ومَن وراءَه أن يتجاوزها وهذه المقاومة هي من هذه البلدان وهذه المقاومة لها حقٌ في أرضها وفي حماية مشروع أجيالها المستقبلية وهي بدأت تملك القوَّة ولديها التصميم والإرادة والتوكل على الله والشجاعة والجهاد وهذا كله سيكون عاملاً أساسياً لنمو المقاومة وزلزلة وضعف إسرائيل تدريجياً”.
وتابع سماحته:”منذ بداية العدوان بعد طوفان الأقصى وهناك تهديدات دائمة من قبل العدو الإسرائيلي في محاولة العدوان على لبنان بهدف إيقاف الجبهة الشمالية لفلسطين المحتلة (أي جنوب لبنان في مواجهة العدو الإسرائيلي) ولكن قرار الحزب الذي عبَّر عنه سماحة الأمين العام السيد حسن نصر الله (حفظه الله) وكل قادة الحزب أنَّ جبهة لبنان لن تتوقف إلَّا عندما تتوقف الأعمال القتالية في غزَّة، وهذا الأمر ليس متاحاً الآن بسبب قرار الكيان الإسرائيلي أن يستمر في عمليات رفح وعدم الموافقة على الاتفاق والتفاهم مع حماس والذي يؤدي إلى إيقاف القتال، إذاً ما دامت المعركة مستمرة في غزة ستكون المساندة مستمرة في لبنان وكل التهديدات لن تغيِّر من الواقع شيئاً بالنسبة لنا في لبنان، لأنَّ تصميمنا وقرارنا حاسمان ولأنَّنا لن نخضع للتهديدات بحرب أوسع أو شاملة إذ أننا مصممون على إبقاء جبهة المساندة ما دام القتال والعدوان على غزَّة قائماً من قبل العدو الإسرائيلي وإذا وسَّعت إسرائيل الحرب وسَّعنا وإذا خاضت حرباً شاملة خضنا الحرب الشاملة من دون تراجع فنحن مقاومة لها أهدافها وأبرز هدف الآن هو إسقاط الأهداف الإسرائيلية العدوانية وتأمين النصرة والحماية لغزَّة وفلسطين والمقاومة هناك، وبالتالي كل الضغط الذي يمارس الآن على حماس والمقاومة لإيقاف الحرب مبني على قاعدة أن تتنازل حماس والمقاومة عن شرط وقف إطلاق النار، أي أن تأخذ إسرائيل بعض أسراها وتعطي بعض الأسرى الفلسطينيين وبعض المكتسبات ثم تعود للحرب مجدداً، وهذا ما لا تقبل به المقاومة الفلسطينية التي صممت أن تستمر إلى النهاية، فإمَّا أن تتوقف الحرب وإمَّا الحرب مفتوحة والمقاومة مستمرة بالنسبة إليهم”.
وحول التطور النوعي في الجبهة الجنوبية مع اسرائيل قال سماحته:”عندما بدأ حزب الله بجبهة المساندة من لبنان لفلسطين تدرَّج في عملية المواجهة بحيث أنّه كان يصعِّد مع تصعيد العدو الإسرائيلي ويرد بضربات نوعية عندما يضرب العدو المدنيين أو يتجاوز الحدود الجغرافية للمعركة، وكان الحزب في كل مرَّة وفي كل مرحلة يُدخل أسلحة جديدة إلى المعركة تنسجم مع الحدود التي تجري فيها هذه المعركة ليفهم الإسرائيلي أنَّ لدينا خيارات عدة للمواجهة، وأنَّ دفاعاته كالقبة الحديدية أو المناطيد التي تكشف الطيران والصورايخ أو كل الوسائل التي يعتمدها من أجل تأمين معلومات استخبارية أو أعمال قتالية هذا كلُّه تحت ضربات ونيران المقاومة بعد توفير المعلومات الدقيقة حتى وراء الجبال وحتى في الأماكن المخفيَّة، ما يعني أن إسرائيل اطَّلعت بشكل واضح على قدرات فنية وعملية في الاستخبار والاستعلام وفي القتال وفي نوعية الصورايخ المباشرة وغير المباشرة وفي الطيران المسير والانقضاضي والتصويري، كل هذه الأمور هي رسائل حول بعض قدرات المقاومة، وما التصوير الذي حصل من خلال “هدهد” إلَّا نموذجاً من نماذج قدرة المقاومة على استهداف العمق الإسرائيلي المحتل فيما لو تجاوز حدوده وجيشه وقادته يفهمون هذه الرسائل بدقة”.
وحول دور ايران في دعم المقاومة اشار الشيخ قاسم الى ان”إيران بلد له رؤية ثقافية وسياسية وله قناعته في كيفية إدارة شؤونه، وهذه الجمهورية في إيران قامت على مبادئ الإسلام أي على مبادئ الحق ونصرة المستضعفين والحرية ورفض التبعية للاستكبار واستقلال الشعوب، هذه كلها من المبادئ التي تؤمن بها الجمهورية الإسلامية ومارستها بشكل عملي بقيادة الإمام الخميني (قده) في السنوات العشر التي عاشها بإدارة هذه الجمهورية وبعده الإمام الخامنئي (دام ظله) الذي استمر حتى اليوم في نفس القواعد والمنهجية وهو يكرِّر دائماً أن نهج الإمام الخميني سيستمر على هذا المنوال”.
واضاف:”من أُسس نهج الجمهورية الإسلامية في إيران أن تدعم حركات التحرر، ومن أسس الجمهورية الإسلامية أنَّها تقف بوجه الاحتلال الإسرائيلي وتنصر فلسطين والقدس كقضية مركزية أولى على مستوى العالم وعلى مستوى اهتمام الجمهورية الإسلامية، هذا ما يستلزم أن تدعم المقاومة من أجل التحرير وأن تقف في عداء مع الكيان الإسرائيلي وأن تواجه الدول الاستكبارية التي تدعم هذا الكيان بحسب طبيعة المواجهة، إذاً هذه هي قناعة الجمهورية الإسلامية ودورها في الدعم والعطاء. هنا نجد في المنطقة من يؤمن بهذه القناعات أيضاً، الشعب الفلسطيني يريد أن يحرر أرضه والشعب الفلسطيني لديه قناعات وتدين وإيمان والتزام بطرد المحتل ويحتاج إلى سلاح وإمكانات وتدريب من أجل أن يواجه، إذاً من الطبيعي أن يجد هذا الشعب الفلسطيني إيران الدولة الوحيدة في العالم التي تعطيه كل ما يريد من أجل أن يحرِّر أرضه، كذلك المقاومة في لبنان تؤمن بهذه المنهجية وتؤمن بأن إسرائيل خطر لا على فلسطين فحسب وإنما على لبنان والأردن وسوريا ومصر والعراق وكل المنطقة في منطقة الشرق الأوسط، أو كما يذكر الإمام الخامنئي (دام ظله) في منطقة غرب آسيا، من هنا انسجام القناعة بين حزب الله والجمهورية الإسلامية يجعل هذه الجمهورية التي أبدت استعدادها للدعم الكبير مادياً وبكل الإمكانات من أجل المقاومة أن يأخذ حزب الله منها ما يؤمن به، هنا من الخطأ أن نتحدث بأن الفلسطينيين أو اللبنانيين أو حزب الله أو حماس أو أي جهة من الجهات هم أدوات لإيران لأنَّ هؤلاء يعملون في بلدانهم ضمن مشاريعهم وإيران تدعمهم، فليقولوا ما يريدون، المهم أنَّ هذه الشعوب في المنطقة تعبِّر عن قناعاتها، ومصلحة إيران أنَّها تعبِّر عن قناعاتها، وبالتأكيد كل ما ينفع هذه المقاومة ينفع إيران وكل ما ينفع إيران ينفع هذه المقاومة، لأنَّ القناعات والأهداف مشتركة والعدو واحد، في المقابل من الطبيعي أن يقف كل من يؤيد الكيان الإسرائيلي في المقلب الآخر ويخوض هذا العداء”.
واعتبر الشيخ قاسم أنَّ” الجمهورية الإسلامية أعطت رسالة مهمة للعالم بأنَّ هذا الشعب الإيراني شعب حيوي ومتفاعل ومحب، نزل إلى ساحة التشييع ليعبِّر عن التفافه حول قيادته وحول مؤسساته وحول مستقبل إيران الباهر، فنحن لا نخشى على إيران من مثل هذه الأحداث، إيران هذه التي أبهرت العالم عندما قامت بعملية الوعد الصادق في الرد على ضرب القنصلية الإيرانية في سوريا واغتيال اللواء زاهدي بالرد مباشرة على الكيان الإسرائيلي بصواريخ ومسيرات سقط بعضها كما خطَّط له الإيرانيون على أهداف في الأرض الفلسطينية المحتلة مباشرةً رغم بُعد المسافة لأكثر 1100 كلم، وهذا يدل على أنَّ إيران لها استقلالها ولها عزتها وكرامتها ولا تقبل بأن يواجهها أي أحد إلَّا وترد بالضربة المناسبة، وهذا عمل استثنائي حصل في زمن السيد رئيسي وتحت قيادة الإمام الخامنئي (دام ظله) وهذا أيضاً من مؤشرات قوة ومنعة إيران”.