طهران -
سبوتنيك. وتركز بزشكيان وجليلي على نسبة المشاركة الشعبية، وقدم كل منهما برامجه لتحسين أوضاع المعيشة للشعب، فيما أرجعا انخفاض نسبة المشاركة التي حصلت في الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية الرابعة عشر يوم الجمعة الماضية والتي بلغت 40 بالمئة فقط، إلى قرارات الحكومات السابقة الخاطئة وفشل الأحزاب في جذب الشعب وتحسين أوضاعهم.
وقال المرشح الإصلاحي مسعود بزشكيان، خلال المناظرة، إن "المشاركة الشعبية المنخفضة في الانتخابات مقلقة وهي بسبب عدم منح القوميات والمرأة المكانة المطلوبة في المجتمع"، مضيفًا: "حينما لا نسمع صوت المواطن فهذه نتيجة طبيعية. عندما لا يشارك 60 بالمئة من الشعب في الانتخابات فهذا يعني أن هناك خللًا في إدارة البلاد".
وأضاف: "كل من يطالب ويحتج، يتعرض إلى الضرب بالهراوات والطرد والنفي ويجب أن نستمع إلى المواطنين ونحترمهم".
بدوره، أشار المرشح المحافظ سعيد جليلي إلى أن المشاركة الشعبية في الانتخابات كانت منخفضة، قائلاً: "لا بد من دراسة أسباب ذلك ومعالجتها"، مضيفًا: "لا بد من منح حقوق أهل السنة وكل المكونات وهذه من مسؤوليات الحكومة ويجب ألا نستغل الأمر لمصلحتنا خلال فترة الانتخابات".
وتابع: "نحن نفهم لغة الشباب وطلاب الجامعات والعمّال، وعلينا أن نتواجد بينهم ونفهمهم، وأنا أعقد الاجتماعات مع هذه الفئات بشكل مستمر منذ سنوات وعلينا ألا نطرح الأمور بشكل ناقص، فالاحتجاج لا يتم فقط بالنزول إلى الشوارع".
وفيما يتعلق بالسياسة الخارجية، عبر كل من المرشحين عن آرائهم وخططهم لإدارة هذا الملف، حيث كشف المرشح الإصلاحي بزشكيان أن برامجه تعتمد على التعامل مع جميع الدول، قائلاً: "سياستنا الخارجية ليست شرقية ولا غربية"، مؤكدًا: "سنتقدم في السياسة الخارجية على أساس السياسات العامة التي تشمل العزة والحكمة والمصلحة".
وبالنسبة للاتفاق النووي، أوضح المرشح الرئاسي أن "(رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو و(الرئيس الأميركي السابق دونالد) ترامب والمملكة العربية السعودية كانوا ضد الاتفاق النووي".
وأضاف: "أنا أعتبر أن العقوبات تسبب ضررًا جسيمًا لبلادنا، وسياستي الخارجية هي تطبيع العلاقات مع العالم، وأنا أعتزم إعادة تنفيذ الاتفاق النووي وتنفيذ معاهدة مجموعة العمل المالي".
وتابع: "نحن نخسر 10 آلاف مليار تومان يوميًا بسبب عدم تنفيذ معاهدة مجموعة العمل المالي والاتفاق النووي، واليوم لا تدفع لنا تركيا والعراق والصين أموال النفط والغاز".
بدوره، انتقد جليلي عدم تنفيذ الغرب للاتفاق النووي، معتبرًا أن لإيران الحق في مطالبة الغرب بتنفيذ الاتفاق، وقال: "ليس من الحكمة أن نعطي الكثير ونحصل على القليل، لقد قدمنا كل شيء في الاتفاق النووي ولم نحصل على شيء. اليوم لدينا الحق في الاتفاق".
وأكمل قائلاً: "لا ينبغي أن نعطل البلاد في انتظار الط
رف الآخر، وعلينا أن نطالب الطرف الآخر بأداء واجباته والتزاماته، والأميركيون أنفسهم يقولون إن إيران تبيع مليوني برميل من النفط يوميًا رغم فرضهم كل العقوبات علينا، ولذلك يجب علينا أن نجعل العدو يندم على فرضه العقوبات".
ويخوض مرشح التيار الإصلاحي، مسعود بزشكيان، جولة ثانية من انتخابات الرئاسة الإيرانية في مواجهة مرشح التيار المحافظ، سعيد جليلي، في الخامس من يوليو/تموز الجاري، بعد عملية اقتراع أولى في الانتخابات الرئاسية الرابعة عشر التي جرت يوم الجمعة الماضية دون أن يتمكن أي من المرشحين من حسم السباق إلى كرسي الرئاسة.
وقال وزير الداخلية أحمد وحيدي في مؤتمر صحافي السبت الماضي إن مسعود بزشكيان وسعيد جليلي لم يحققا نسبة تزيد على 50 في المائة في التصويت الذي شهد مشاركة أكثر من 30 مليون ناخب، وهي النسبة المطلوبة للفوز بالانتخابات مباشرة.
وتصدر بزشكيان الجولة الأولى بـ 10 ملايين وأكثر من الأصوات (42.6 في المائة)، تلاه جليلي الذي حصد 9.4 مليون صوت (38.8 في المائة)، بينما حصل رئيس البرلمان محمد باقر قاليباف على 3.3 مليون صوت (13.8 في المائة)، وجاء في المرتبة الأخيرة مصطفى بورمحمدي بـ 206 آلاف صوت (أقل من 1 في المائة)، وبلغ عدد الأصوات الملغاة 1.05 مليون (بنسبة 4.3 في المائة).
وسجلت نسبة الإقبال على الاقتراع الجمعة الماضية مستوى قياسيًا منخفضًا بنسبة 39.9 في المائة، وذلك حسبما أعلنت وزارة الداخلية الإيرانية، حيث بلغ عدد الأصوات المأخوذة 24 مليونًا و535 ألفًا و185 صوتًا.
وشهدت هذه الدورة من الانتخابات أدنى مستوى مسجل في تاريخ الجمهورية الإسلامية الإيرانية منذ ثورة عام 1979.
وبعد عدم حسم أي من المرشحين الانتخابات لصالحه، وفقًا للدستور الإيراني، تم إجراء الانتخابات للدورة الثانية، التي ستُجرى الجمعة المقبلة ويتنافس فيها المرشحون الحاصلون على أعلى نسبة أصوات، وهم الإصلاحي مسعود بزشكيان والمحافظ سعيد جليلي."