الصحافة اليوم: 10-7-2024
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم الاربعاء 10-7-2024 سلسلة من الملفات المحلية والاقليمية والدولية.
الاخبار:
المفاوضات تنتقل إلى الدوحة: «تفاؤل» إسرائيلي لا يحجب العقبات
بعدما انعقدت، أمس، في القاهرة، اجتماعات وُصفت بـ«الإيجابية»، بين الوفد الأمني الإسرائيلي ومدير المخابرات المركزية الأميركية والمسؤولين المصريين، تنعقد، اليوم، في الدوحة، اجتماعات «رباعية» تضمّ، إلى جانب المسؤولين القطريين، وفداً مصرياً برئاسة رئيس المخابرات عباس كامل، وآخر إسرائيلياً برئاسة رئيس «الموساد» ديفيد برنياع، وثالثاً أميركياً برئاسة مدير المخابرات المركزية وليام بيرنز.
وكانت العاصمة المصرية شهدت اجتماعات مكثّفة قادها الجانب الأميركي، على مدار يومين، استمع فيها بيرنز إلى التصورات المصرية «المعدّلة»، بشأن خطة اليوم التالي وما يتعلّق بالأوضاع الإنسانية وحركة المساعدات، والوضع العسكري في «محور فلادليفيا»، إضافة إلى مستقبل معبر رفح الحدودي، وآلية تشغيله خلال الفترة المقبلة.
وبحسب مصادر «الأخبار»، لم يخفِ الوفد الإسرائيلي «عدم قدرته على حسم بعض التفاصيل التي تتعلّق بمعبر رفح، من دون الرجوع إلى قيادته»، رغم تسلّم تل أبيب – في وقت سابق – مقترحاً مصرياً متكاملاً بشأن المعبر وآلية العمل فيه، في ظلّ استمرار رفض القاهرة لأي مقترحات حول السماح بحركة عبور الفلسطينيين من خلال معبر كرم أبو سالم الإسرائيلي.
وتشير المصادر المطّلعة على مسار المفاوضات، إلى أن «القاهرة لم تبدِ اعتراضاً واضحاً على مقترح يقضي بإنشاء جدار أمني على الشريط الحدودي لمنع عمليات التهريب التي تدّعي إسرائيل حصولها»، بل «أكدت أن تلك قضية يمكن مناقشتها بشكل أكثر تفصيلاً في وقت لاحق، وفي مرحلة تلي الانسحاب الإسرائيلي من محور فلادليفيا بشكل كامل، أو على الأقل إعادة التمركز التي تحدّث عنها الإسرائيليون عدة مرات».
وفيما أبدت مصر، أمام الأميركيين والإسرائيليين، رغبةً في التعاون بشأن «ضبط الحدود»، اشترطت أن يكون ذلك في إطار أوسع من «الشراكة الثنائية» مع تل أبيب، فيما وعد المسؤولون المصريون بأن تكون لديهم «صياغة واضحة لتفاصيل تصوّر بلادهم بهذا الخصوص، خلال الأيام المقبلة».
وتضيف المصادر، أن «الوفد الإسرائيلي أشار إلى أهداف عسكرية لم تتحقّق بعد في رفح، واعتبر أن مسار المفاوضات لا يعني بالضرورة التوقّف عن العمل لتحقيق هذه الأهداف»، وهو ما رأت فيه القاهرة تماهياً مع التصعيد الحاصل على الأرض في غزة حالياً، والذي يمكن أن يتطور خلال الأيام المقبلة، ويهدّد بانهيار المفاوضات، وفق ما كانت حذّرت منه حركة «حماس» بوضوح قبل يومين، في اتصالاتها مع الوسطاء.
وفي المحصّلة، ينتظر المفاوضون من إسرائيل إجابتين واضحتين ومباشرتين ولا لبس فيهما، حول مسألتين أساسيتين: مصير معبر رفح ربطاً بالانسحاب منه وفتحه أمام المساعدات وآلية تشغيله؛ وضمان استمرار وقف إطلاق النار خلال الانتقال بين مراحل الصفقة (تطالب المقاومة بعدم قيام العدو بأي نوع من العمليات العسكرية، بما فيها الاغتيالات، خلال التفاوض).
جرى في القاهرة نقاش تفصيلي حول مصير معبر رفح
في هذا الوقت، روّجت وسائل الإعلام الإسرائيلية لأجواء «إيجابية» سادت اجتماعات القاهرة؛ إذ نقلت عن من وصفته بـ«المسؤول الأمني» الإسرائيلي، أنه «تمّ إحراز تقدم في المفاوضات حول ما يتعلّق بصفقة التبادل، وعلى ضوء ذلك قرّر رئيس الشاباك، الالتحاق برئيس الموساد للتوجه إلى قطر لاستكمال المفاوضات هناك».
وتحدّثت «القناة 13» العبرية، نقلاً عن مسؤول مصري، أن «هنالك توافقات على بنود كثيرة»، فيما أشارت قناة «كان» الرسمية إلى «تقدّم في محادثات القاهرة حول موضوع معبر رفح ومحور فيلادلفيا، ما سيسمح بمواصلة المفاوضات حول آلية الانتقال بين مراحل الاتفاق مع حماس». كذلك، نقلت القناة نفسها عن مسؤول إسرائيلي كبير مشارك في المفاوضات، قوله: «نحن في زخم إيجابي، وعلينا أن نفعل كل شيء للاستفادة منه، وهناك حالياً فرصة للتوصّل إلى اتفاق، وقد لا يحدث مرة أخرى»، فيما رأت أن «اجتماع الغد (اليوم) في قطر مهم جداً، وسيهدف إلى صياغة آلية لسدّ الفجوات وتثبيت معظم الاتفاقات بين الأطراف».
من جهتها، نقلت مراسلة الشؤون السياسية والدبلوماسية في صحيفة «معاريف»، آنا براسكي، عن مسؤول سياسي كبير في الكيان، أن «رئيس الشاباك والمسؤول عن ملف المفقودين والأسرى في الجيش، سيلتحقان برئيس الموساد خلال اجتماعات الدوحة». وبحسب براسكي، ستتمّ خلال الاجتماعات مناقشة «مسارين رئيسيين:
1- إغلاق قائمة طويلة من القضايا الواردة في الخطوط العريضة لصفقة الأسرى، والتي تم الاتفاق عليها بين إسرائيل وحماس، وتضمينها في خطة العمل التنفيذية.
2- محاولة تقليص الفجوات، وبناء آلية للاتفاق على عدد محدود من القضايا ذات الثقل، والتي لا تزال مفتوحة، ولم يتمّ التوصّل إلى اتفاق بشأنها بعد، ومن بينها: بعض مفاتيح تبادل الأسرى، وهوية الأسرى، ومسألة انتشار القوات الإسرائيلية خلال وقف إطلاق النار».
مع ذلك يشير مسؤول سياسي كبير، بحسب براسكي، إلى أنه «ينبغي خفض التوقعات والتفاؤل في ضوء التقارير التي جاءت من مصر».
وأضاف: «لا يزال أمامنا الكثير من العمل، وستكون المفاوضات طويلة ومعقّدة، وهناك قضايا مهمة لم يتم التوصل إلى اتفاق بشأنها بعد».
تمرين أولي: عشرة آلاف مقذوف تشلّ ثلث الكيان!
ابراهيم الأمين
ملف جهوزية المقاومة لمواجهة أي حرب واسعة مع العدو لا يتعلق فقط بما تنشره المقاومة عن بنك أهدافها في الكيان، بل بما أظهرته تجربة الأشهر التسعة الماضية من قدرات.
وبينما حفلت مرحلة ما بعد عدوان عام 2006 وصولاً إلى معركة «طوفان الأقصى» بتلميحات وإنذارات وجّهتها المقاومة إلى قادة العدو وجيشه ومستوطنيه، إلا أن احتمالات التصعيد القائمة الآن تفرض نمطاً مختلفاً من الرسائل الردعية.
سابقاً، وإلى جانب خطابات الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عن القدرات النوعية لحزب الله، بثّت المقاومة فيديو كان نادراً في مضمونه، إثر تهديد العدو بقصف مواقع قرب مطار بيروت، تضمّن إحداثيات مواقع عسكرية ومقارَّ أمنية وأجهزة خاصة نصبها العدو قرب مراكز سكنية وتربوية ومدنية.
واختتم الفيديو بعبارة للسيد نصرالله يقول فيها إنه في حال ضربتم أهدافاً بين المدنيين عندنا، سنفعل الأمر نفسه عندكم.
وخاطب السيد نصرالله جيش الاحتلال في أيلول 2018 بأن «المقاومة تملك من الصواريخ الدقيقة وغير الدقيقة، ومن الإمكانات التسليحية، ما يفرض على إسرائيل مصيراً وواقعاً لم تتوقّعهما في يوم من الأيام». ثم وفي صيف العام الماضي أعلن أن المقاومة «تحتاج فقط إلى بضعة صواريخ دقيقة لتدمير لائحة أهداف من بينها مطارات مدنية وعسكرية وقواعد لسلاح الجو ومحطات توليد الكهرباء ومحطات المياه مع مجموعة من البنى التحتية ومصافي النفط وأهمها مفاعل ديمونا».
في كل حملته الردعية، كان الحزب يشهر بعض ما يعرفه العدو، نتيجة جهده الاستخباراتي الهائل، معلناً جهاراً نهاراً، عن قدرة الوصول إلى أهداف مركزية بالنسبة إلى الكيان، سواء العسكرية، أو البنى التحتية الاستراتيجية، أو مراكز الخدمات العامة.
وكان الحزب يتدرّج في رفع مستوى الإنذار – التهديد، بما يتناسب مع جهد العدو ضد المقاومة وبناها البشرية واللوجستية، ولا سيما في مرحلة «المعركة بين الحروب» التي كان العدو يقوم خلالها بعمل مثلّث الأضلاع:
– السعي إلى ضرب ما يفترضه سلاحاً في طريقه إلى حزب الله من خلال غارات جوية.
– تنفيذ استخبارات العدو عمليات أمنية – عسكرية على طرق الإمداد.
– عمليات أمنية تخريبية في عمق لبنان، والأخيرة كانت الأكثر خطورة، وقد أظهرت عمليات كشف شبكات العملاء تفاصيل كثيرة عما قام به العدو أو ما كان يخطط له، خصوصاً أنه وجد نفسه في بعض الحالات «مضطراً» للقيام بأعمال استثنائية، مثل عملية المُسيّرات التي انفجرت فوق الضاحية الجنوبية في آب 2019، والتي سبقتها وتلتها محاولات فرق كوماندوس إسرائيلية الوصول إلى منشآت تخص المقاومة في أكثر من منطقة لبنانية، بهدف ضرب ما تعتبره إسرائيل مراكز تصنيع أسلحة متطورة، أو عمليات تحويل الصواريخ العمياء إلى صواريخ دقيقة، علماً أن جهد العدو الاستخباراتي في هذا المجال لم يقتصر على هذا النوع من العمليات بل قام بأمور أخرى كثيرة ربما تكشف المقاومة في وقت لاحق تفاصيلها.
وبما أننا في قلب حرب قاسية، يمعن خلالها العدو في إجرامه ضد الفلسطينيين، وتتعاظم احتمالات التصعيد على الجبهة اللبنانية، حتى مع تراجع مؤشراته الأسبوع الماضي، تقوم المقاومة فعلياً بتعزيز الجهوزية لمواجهة شاملة.
وهي قرّرت رفع مستوى رسائل التهديد لإفهام جمهور العدو، وقسم غير صغير من قياداته السياسية، وغالبية المتعاطين بالشأن العام، إلى جانب المستوى العسكري والأمني، بأن الحرب متى صارت شاملة، فإن لدى المقاومة برنامجها المغاير لكل التقديرات.
وفي تمرين نظري وعملي لما يمكن أن تكون عليه الأمور، واستناداً إلى ما بثّته المقاومة من ثلاثة أفلام فقط، وهي «هدهد -1» و«هدهد –2» و«لمن يهمه الأمر»، يمكن افتراض الآتي:
عرضت المقاومة أكثر من مئة هدف حيوي، بين مواقع وثكنات عسكرية تقليدية أو مستحدثة، ومراكز عمل قوات العدو المدفعية والجوية وإدارة العمليات الحربية، ومراكز جمع المعلومات والحرب الإلكترونية، وأدوات التجسس على اختلافها، ومنظومات الرادارات والاستشعار والرصد والتعقب، إضافة إلى مراكز القيادة والإدارة، ومخازن الأسلحة والذخائر، ونقاط تموضع الدبابات والآليات الأساسية، إضافة إلى منظومات الدفاع الجوي التي تشتمل على الرادارات ومنظومات التحكم ومنصات الإطلاق.
كما عرضت أكثر من خمسين هدفاً تشمل البنى التحتية المركزية في كيان العدو، من المطارات والموانئ البحرية المركزية أو الفرعية، إلى محطات إنتاج وتوزيع الكهرباء وإدارة التحكم بمصادر المواد النفطية، لناحية الخزانات أو المصافي أو مصانع المنتجات البتروكيمياوية، وصولاً إلى المنشآت المدنية التي تشمل التجمعات السكنية (من كبار الموظفين ورجال الأعمال العاملين في الصناعات الخاصة في مناطق الشمال)، والتجمعات الاستيطانية (من الناس العاديين أو الحرفيين والمزارعين) التي قامت قبل قيام الكيان وبعده، وعدداً غير قليل من المراكز الخدماتية التي تخص هذه التجمعات المدنية، من مراكز تجارية ومصانع إنتاج مواد غذائية.
وقامت المقاومة بمسح لمنطقة تشكل مركز شمال الكيان، تمتد من البحر غرباً حتى أقاصي شرق الجولان المحتل، وضمن مساحة تقارب 3650 كلم مربعاً، علماً أنها لم تعرض في الفيديوهات تفاصيل شديدة الحساسية تتعلق بالصناعات المتطورة التي تدرّ على كيان العدو وقطاعه الخاص مليارات الدولارات سنوياً، وهي القطاعات التي ستعرّضها الحرب الشاملة، ليس لخسائر مباشرة فقط، بل لتعطّل وعرقلة مشاريع عملاقة تعمل عليها بالتحالف والتعاون مع مؤسسات دولية في الشرق والغرب.
وإذا ما استندنا إلى ما يسرّبه العدو، وتعيد تظهيره أجهزة استخبارات عالمية ومؤسسات بحثية تعمل معها، وإذا ما أضفنا، ما كشفت عنه المقاومة من أسلحة خلال الأشهر التسعة الماضية، وما برز بين أيدي فصائل وقوى من محور المقاومة في المنطقة، من أسلحة تُستخدم في البر أو البحر أو الجو، وما يمكن افتراضه من أسلحة باتت معلنة لدى الحرس الثوري في إيران، والتي يتعامل العدو على أن نسخاً منها صارت بيد حزب الله، فهذا يكفي للقول إن التمرين النظري البسيط، يشير إلى الآتي:
أولاً، إن طبيعة الإجراءات التي اتُّخذت من قبل جميع الأطراف المعنية بالحرب الواسعة، حرمت العدو من عنصر المفاجأة، وأي عملية عسكرية مباغتة، يشنها العدو على شكل حملة جوية أو حتى عمليات إغارة برية، لن تنجح في تعطيل القدرات النوعية للمقاومة أو تشلها أو تصيبها بشكل يخرجها من الخدمة.
لم تُعرض في الفيديوهات تفاصيل شديدة الحساسية تتعلق بالصناعات المتطورة التي تدرّ على كيان العدو مليارات الدولارات سنوياً
ثانياً، إن منظومات الدفاع الجوي لدى العدو، من القبب الحديدية إلى مقلاع داوود ومنظومات حيتس والباتريوت، والطيران الحربي والمروحي والمُسيّر الذي يمكن استخدامه لمواجهة المقذوفات في الأجواء، تملك من القدرات العملية المختبرة ما يسمح لها بمواجهة صلية أولى واسعة، مع نتائج لا تصل إلى أكثر من 50%، علماً أن قدرة العدو على إعادة تذخير منظومات الدفاع الجوي قد لا تكون ممكنة خلال ساعات قليلة، وأن استراتيجية التشتيت التي اختبرتها المقاومة في لبنان، لن تحتاج في أقسى الظروف إلى إطلاق أكثر من عشرة آلاف مقذوف متنوّع، من مُسيّرات (لا أحد يعرف أي نوع سيُستخدم في حالة الحرب الشاملة) إلى القذائف المدفعية (الشديدة الفعالية) إلى الصواريخ التقليدية وصولاً إلى الصواريخ المجنّحة أو الباليستية، أو حتى الصواريخ المجهولة النوع والمدى والسرعة والقدرة التدميرية.
وهذه الكمية من المقذوفات كافية لتدمير وتعطيل كل الأهداف المشار إليها أعلاه، وستشكل عملية إغارة لم يواجهها العدو سابقاً، وتجعل المقاومة في موقع القادر على إعادة تنظيم جولات الإغارة اللاحقة، مع احتمال جدي بشن المقاومة عملية برية كبيرة في عمق الشمال المحتل.
وستكون النتيجة الأولية دماراً هائلاً يصيب بنية العدو العسكرية والمدنية والاستراتيجية، مع نزوح أكثر من مليون ونصف مليون مستوطن، في ظل حالة فوضى لا تشبه أبداً حتى فوضى مستعمرات غلاف غزة صبيحة 7 أكتوبر.
كل ذلك، ونحن نتحدّث عن عملية لا يزال نطاقها الجغرافي في الثلث الشمالي من كيان الاحتلال. لكنّ أحداً لا يمكنه الدخول في عقل المقاومة، لحسم ما إذا كانت البداية من الشمال حصراً، أو أنها قد تنطلق من مكان آخر، حيث مركز عصب الكيان، خصوصاً أن الجميع يعرف، أقله العدو، أن للمقاومة مسحها المعلوماتي الشامل لكل كيان الاحتلال، وهو مسح يحدث بصورة دائمة، بما يحقّق نتائج كبيرة لعمليات القصف القائمة الآن بواسطة الصواريخ أو المُسيّرات التي تنتمي إلى جيل يعود إلى أكثر من عقد على الأقل.
السيد نصرالله: المقاومة ماضية حتى تحقيق الهدف
أكّد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله «أننا لا نتخلى عن مسؤوليتنا عندما نُهدّد بالحرب أو يرتقي منا الشهداء أو تُدمّر بيوتنا».
وفي المجلس العاشورائي المركزي في مجمع «سيّد الشهداء» في الضاحية الجنوبية ليل أمس، شدّد نصرالله على أن المقاومة «ماضية في ما بدأته في 8 تشرين الأول حتى نصل إلى الهدف الذي نطمح إليه في لبنان وغزة، ولا يمكن لأي أخطار وتحديات أن تجعلنا نتراجع عن موقفنا وثباتنا في هذه المعركة».
وأضاف: «إذا كانت الأكثرية في العالم تسكت عن نصرة غزة وتؤيد إسرائيل فهذا لا يعني أنَّ ذلك حق، فليست العبرة بالأكثرية، بل في البحث عن الحق سواء كانت معه أكثرية أو أقلية».
وأشار نصرالله إلى أنّ «جبهات الإسناد في لبنان واليمن والعراق والإسناد السياسي مثل سوريا وإيران هي صورة مُفرحة تقابلها صورة محزنة من مواقف العالم العربي والإسلامي تجاه غزة»، متسائلاً: «أين الدول والشعوب التي لا تحرّك ساكناً لما يجري في قطاع غزة؟ وأين تُنفق أموال المسلمين، فيما مليونا مسلم في غزة يموتون جوعاً؟ ولمن تُكدّس الدبابات والطائرات والإمكانات الضخمة؟».
لماذا لم يقرّ مجلس النواب اتفاقية الفيول العراقي بعد؟ لبنان يتّجه نحو العتمة الشاملة
باستثناء الطاقة المولّدة من المعامل المائية، لم تنتج معامل كهرباء لبنان أي ميغاواط من خارج الفيول العراقي في السنوات الثلاث الماضية.
الكمية المُنتجة لا تزيد على أربع ساعات يومياً كمعدّل عام سنوي، ما يعني أنه يترتب على المقيمين تلبية حاجاتهم المرتبطة بالكهرباء من المولّدات الخاصة.
لذا، إن لم تعالج مشكلة تمويل شحنات الفيول العراقي سريعاً، فسيدخل لبنان في عتمة شاملة بعد 3 أيام، بحسب وزير الطاقة والمياه وليد فياض.
المشكلة معروفة للجميع: علينا أن ندفع ثمن الفيول، وأي رهان على أن العراق سيعفي لبنان من هذا الثمن ليس في محلّه.من أصل 6 معامل حرارية، فإن معمل الزهراني وحده ينتج الكهرباء «بقدرة لا تتجاوز 200 ميغاواط من أصل قدرة إجمالية تبلغ 465 ميغاواط. والسبب هو الاقتصاد في كمية الفيول المتبقية حتى لا يحرق أكثر من 3 آلاف طن يومياً.
وهذه الطاقة المنتجة يُوجّه قسم منها لتشغيل المرافق الأساسية مثل مطار بيروت والمرفأ، ومضخات المياه الرئيسية» يقول فياض. هذا الوضع قد يصبح أسوأ في الأيام المقبلة، والسبب أنه للشهر الخامس على التوالي لم يحوّل مصرف لبنان ثمن شحنات الفيول إلى حساب الحكومة العراقية لديه، وهو ما دفع شركة تسويق النفط العراقية «SOMO» إلى إيقاف تفريغ بواخر الفيول.
وبذلك، يصبح لبنان مكشوفاً مالياً أمام العراق، إذ إن «الأموال المُستحقّة لم تحوّل للسنة الثانية على التوالي» وفقاً لفياض.
جوهر المشكلة أن الاتفاق مع العراق يحتاج إلى قوننة في مجلس النواب اللبناني لتخصيص اعتمادات في الموازنة، تتيح لمصرف لبنان أن يسدّد ثمن الشحنات في الحساب العراقي.
بخلاف ذلك، فإن حاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري، يرفض اتخاذ أي خطوة تمويلية مخالفة للقانون. لكنّ السؤال لا يُوجّه إلى منصوري، بمقدار ضرورة توجيهه إلى رئيس مجلس النواب نبيه برّي: لماذا لم يُدرج الاتفاق على جدول أعمال مجلس النواب بعد؟
هكاذ، يضطر الوزير وليد فياض أن يعمل على الحلّ الرديف، ولا سيما أنه تلقّى رسالة من كل المعنيين في العراق، سواء من رئاسة الوزراء العراقية، أو من وزير النفط العراقي، أو من المدير العام لشركة «سومو»، تفيد بأنه تمّ الإفراج عن الشحنة يوم الجمعة الماضي.
لكن تبيّن لاحقاً أن وزير النفط العراقي ينتظر توضيحاً من رئيس الوزراء العراقي محمد شيّاع السوداني، وأن الأخير قد يعرض الأمر على مجلس الوزراء العراقي لاستصدار موافقة على الإفراج عن الشحنة التي سيتأخر لبنان في تسديد ثمنها.
فبحسب المراسلات الرسمية بين الإدارات اللبنانية (الطاقة، المال)، لم يحوّل مصرف لبنان سوى 118 مليون دولار إلى حساب المصرف العراقي تنفيذاً للقرار الحكومي الرقم 18، الصادر عام 2023.
وبعدها توقّف المصرف المركزي عن تحويل الأموال المستحقّة لأربع شحنات فيول، قيمتها 132 مليون دولار عن عام 2023، واشترط لتنفيذ التحويلات صدور قانون عن مجلس النواب لتغطيتها، وإدراج الاعتمادات في موازنة عام 2024، علماً أنّ عدد الشحنات المُتسلَّمة والمستحقة للدفع لعام 2023 بلغ 8، وهناك 12 شحنة أخرى خاصة بعام 2024 وصل منها 2، إلا أنّ ثمنها لم يستحق بعد.
لهذا السبب «توقف العراقيون عن إعطاء الإعفاءات هذه المرّة، رغم توافر الأموال في حسابات الطاقة في مصرف لبنان» وفق فياض.
وتبلغ قيمة الأموال المتوفرة في حسابات الطاقة في المركزي 168 مليون دولار، وهي كافية للخروج من المشكلة الحالية.
ولحلّ العقدة «نحتاج إلى جلسة تشريعية لإصدار القوانين التي تتيح للمركزي الدفع، علماً أنّ هذه الأموال ستستخدمها الحكومة العراقية لشراء الخدمات في لبنان».
الأموال المستحقّة للعراق لم تُحوّل للسنة الثانية على التوالي
من جهتها وللحفاظ على الحدّ الأدنى من الكهرباء، رفعت وزارة الطاقة إلى مجلس النواب، بواسطة الحكومة، مرسومين يتعلقان بمشروعَي قانون يرميان إلى تجديد اتفاق بيع مادة الفيول بين لبنان والعراق، على أن تبلغ كلفة المشروع كاملاً 1.17 مليار دولار مقسّمة على الشكل التالي، 460 مليون دولار للعقد الأول الخاص بعام 2023 المُسلّم بموجبه مليون طن من الفيول لمؤسسة كهرباء لبنان، و700 مليون دولار للعقد الثاني الخاص بعام 2024 الذي سيصل بموجبه 1.5 طن من الفيول إلى لبنان تباعاً خلال العام الجاري.
تمّت تغطية المبالغ المستحقّة للعقد الأول، وقدرها 460 مليون دولار، بالقرارين الحكوميين 2 و18 الصادرين عام 2023، واعتماد مستندي «stand by letter of credit»، وهو اعتماد غير عامل، ويُستخدم كنسخة احتياطية، أو بوليصة تأمين في حالة فشل المشتري بالدفع للبائع، ما أتاح إدخال الفيول العراقي خلال عام 2023.
ولكن تصرفات المركزي مستغربة بالنسبة إلى وزارة الطاقة التي ترى أنّه تغاضى عن شرط إصدار القانون عند تحويل مبلغ 118 مليون دولار من الجزء الأول من المستحقات إلى الجهات العراقية. أما الجزء الثاني من المبلغ، أو ما يُعرف بالعقد المجدّد للمرة الثانية، وتبلغ قيمته 700 مليون دولار، وهو عن الفترة الممتدة من تشرين الثاني عام 2023 ولغاية تشرين الأول من عام 2024، فوضع المركزي عراقيل أمام تنفيذ الاتفاق، رافضاً حتى إصدار اعتماد مستندي لتطمين الجهات العراقية أنّ الأموال ستأتي حتى لو تأخّرت.
اللواء:
الخماسية تنصح المعارضة بجلسة يدعو إليها بري.. وبرودة في عين التينة
تدخُّل رئاسي لمعالجة الكهرباء.. و40 صاروخاً رداً على اغتيال مرافق السيد نصر الله
بين الثناء على أداء بعض الوزراء في حكومة تصريف الاعمال، والنأي عن الترويج لما وصفه الرئيس نجيب ميقاتي بـ«سيناريوهات لمفاوضات مفترضة لمرحلة ما بعد الحرب في الجنوب»، «لعدم دقته»، ونظراً لتشويشه على الموقف اللبناني المتمسك باستعادة الحقوق، تجاوز مجلس الوزراء جدول اعماله العادي، واعطى علماً بدراسة موضوع تصحيح الرواتب والاجور في القطاع العام، وانهمك بمحاولة انهاء الاشكالات التي تحول دون اصدار مرسوم قبول تلامذة ضباط في المدرسة الحربية، والعالقة بخلافات بين وزير الدفاع موريس سليم وقائد الجيش العماد جوزاف عون اللذين حضرا الى السراي، وشارك كل منهما منفرداً في الجلسة لبعض الوقت، كما انشغل بأزمة الكهرباء المفتعلة، والتي كادت ان تُحدث ازمة في مطار بيروت الدولي، قبل ان تضع المراجع الرئاسية يدها على الملف، ويتحدث الرئيس ميقاتي مع الرئيس نبيه بري بايجاد الحل عبر اتصالات مع الطرف العراقي.
ليعلن وزير الاعلام في الحكومة زياد مكاري ان الرئيس ميقاتي الذي تحدث من داخل الجلسة مع نظيره العراقي، «لديه الثقة بأن موضوع ازمة الكهرباء سيحل قبل الخميس (يعني اليوم) مع الاشارة الى ان وزير الطاقة والمياه وليد فياض حضر الى السراي الكبير، واجتمع مع رئيس الحكومة ولم يحضر الجلسة».
ولئن كان الرئيس ميقاتي شدد على السعي الى عدم توسعة الحرب، استبشر وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي، بعد لقاء الرئيس بري «بأخبار طيبة بالنسبة للوضع في الجنوب، إن تم وقف اطلاق النار في غزة، لينسحب على جنوب لبنان».
وكان الرئيس ميقاتي اعلن من دار الفتوى بعد لقاء المفتي الشيخ عبد اللطيف دريان حرص دار الفتوى على الوحدة الوطنية، معرباً عن اطمئنانه بأن الطائفة السنية «عصية على اي تهميش» واكبر من ان تختصر.
الخماسية تسلمت خارطة طريق المعارضة
وسط هذه الضغوطات والاهتمامات، قفز تحرك نواب المعاركة الى الواجهة..
فقد اجتمع وفد منها ضم النواب: فؤاد مخزومي، وغسان حاصباني وميشال الدويهي والياس حنكش مع سفراء اللجنة الخماسية، التي اجتمعت في قصر الصنوبر بعد ظهر امس، وتسلم السفراء من الوفد نسخة عن خارطة الطريق الرئاسية التي اطلقوها من مجلس النواب، على ان تلتقي اللجنة خلال اليومين المقبلين الكتل النيابية للبدء بمشاورات جدية تؤدي الى انتخاب الرئيس.
وأكد الوفد على عدم ترشيح الوزير السابق جهاد ازعور مجدداً.
وستعقد لجنة متابعة الملف الرئاسي من نواب قوى المعارضة سلسلة اجتماعات مع الكتل النيابية اليوم ابتداء من الساعة 9:30 في قاعة المكتبة بحسب الجدول مع اللقاء الديمقراطي، الاعتدال الوطني، لبنان القوي، التغييريين والمستقلين.
في السياق، أكد السفير المصري لدى لبنان علاء موسى عن لقاء نواب المعارضة مع سفراء الخماسية عبر mtv أن أي مبادرة تصدر عن النواب يجب أن نأخذها على محمل الجد وهذا ما حصل مع وفد المعارضة الذي حمل أفكارًا جيّدة وجديدة وهم يسعون الى الحوار مع باقي الكتل ونتمنى أن تتكلّل مبادرتهم بالنجاح.
وشارك في اللقاء الى جانب موسى سفراء المملكة العربية السعودية وليد بخاري، والفرنسي هيرفيه ماغرو، والقطري سعود بن عبد الرحمن آل ثاني والاميركي ليزا جونسون.
ومبادرة المعارضة مبنية على الاقتراحين العمليين التاليين، كحل عاجل لوقف تعطيله وإنقاذ البلاد من أزمتها الدستورية:
الاقتراح الأول: يلتقي النواب في المجلس النيابي ويقومون بالتشاور في ما بينهم، دون دعوة رسمية أو مأسسة او إطار محدد حرصاً على احترام القواعد المتعلقة بانتخاب رئيس للجمهورية المنصوص عنها في الدستور اللبناني.
على ان لا تتعدى مدة التشاور 48 ساعة، يذهب من بعدها النواب، وبغض النظر عن نتائج المشاورات، الى جلسة انتخاب مفتوحة بدورات متتالية وذلك حتّى انتخاب رئيس للجمهورية كما ينص الدستور، دون اقفال محضر الجلسة، ويلتزم جميع الأفرقاء بحضور الدورات وتأمين النصاب.
الاقتراح الثاني: يدعو رئيس مجلس النواب الى جلسة انتخاب رئيس للجمهورية، ويترأسها وفقًا لصلاحياته الدستورية، فإذا لم يتم الانتخاب خلال الدورة الأولى، تبقى الجلسة مفتوحة، ويقوم النواب والكتل بالتشاور خارج القاعة لمدة أقصاها 48 ساعة، على ان يعودوا الى القاعة العامة للاقتراع، في دورات متتالية بمعدل 4 دورات يوميا، دون انقطاع ودون اقفال محضر الجلسة وذلك الى حين انتخاب رئيس للجمهورية، ويلتزم جميع الأفرقاء بحضور الدورات وتأمين النصاب.
واشارت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن طرح المبادرة من قبل المعارضة بشأن الاستحقاق الرئاسي يتوقع له أن يتفاعل لاسيما أنه جاء واضحا ومقيدا بتوقيت معين ، ما يعني أن الجواب على هذا الطرح يجب أن يأتي سريعا.
ولفتت المصادر إلى أن الحديث عن نجاح الطرح يتوقف عند بعض الأمور لعل ابرزها تجاوب فريق الثنائي الشيعي الذي يتمسك بالحوار الذي يختلف عن حوار أو تشاور المعارضة، ومن هنا تتظهر الصورة في الايام المقبلة ، داعية إلى ترقب ردة فعل الأفرقاء المسيحيين من هذا الطرح.
إلى ذلك افادت مصادر وزارية أن موضوع دورة الضباط تخضع لسلسلة اتصالات يتولاها وسطاء من أجل تقريب وجهات النظر بين وزير الدفاع وقائد الجيش على أنه ليس معلوما ما إذا كان هناك حاجة لبت الأقتراح في مجلس الوزراء.
وقلّلت مصادر التيار الوطني الحر من تحرك نواب المعارضة، في حين ان عين التينة ما تزال تتمسك بالحوار الذي يدعو اليه الرئيس بري لإيجاد حل لمعضلة انتخابات الرئيس.
واعتبرت الاوساط ان تعدد المبادرات والاجتماعات لا يخدم الموضوع المتعلق بالعملية الانتخابية.
وقالت اذا كانت دعوة رئيس المجلس للحوار عرفاً غير مقبول، فإن الاقتراحين اللذين تقدما بهما يشكلان اعرافاً غير مسبوقة ايضاً.
تلامذة الحربية
وكسر وزير الدفاع موريس سليم مقاطعته لمجلس الوزراء، وجاء الى السراي، وحضر جانباً من الجلسة، التي حضرها قائد الجيش العماد جوزاف عون للبحث بمصير مباراة الدخول الى الكلية الحربية.
وطرح سليم ضم 55 تلميذ ضابط جديد الى الدفعة السابقة.
وتريث مجلس الوزراء في اعطاء موقف قاطع، معطياً لنفسه مهلة اسبوع للاتصالات على ان يتولى وزير الثقافة محمد وسام المرتضى تقريب وجهات النظر بين الاطراف.
الكهرباء
وأزمة الكهرباء، التي ينوء تحتها البلد منذ نهاية الاسبوع الماضي، جعلت اللبنانيين يتوجسون من صيف حارق، فيما الوزير فياض يتحدث عن الغباء العام بالكهرباء لجهة الجباية وغيرها من دون ان ينسى الاشارة الى بديهية قائلة ان «زيادة التغذية ضرورية».
على ندرتها اليومية، تغيب ساعات الكهرباء كلياً منذ نحو 3 أيام، بسبب تأخُّر تفريغ شحنات الغاز أويل المستَبدَل من الفيول العراقي، حسب الاتفاقية الموقَّعة بين لبنان والعراق في العام 2021. والتأخُّر يعود إلى «الإشكالية المالية ما بين مصرف لبنان، الحكومة اللبنانية، والحكومة العراقية»، وفق بيان لمؤسسة كهرباء لبنان.
وبسبب هذه الاشكالية غابت الكهرباء عن بعض المراكز الحيوية من بينها قصر العدل في بيروت، حيث افيد ان قصر عدل بيروت يعيش واقعا مأساويا وسط إنقطاع تام للكهرباء وإنعدام الإنارة والتهوية تزامناً مع تسجيل درجات حرارة مرتفعة في لبنان.
وكذلك في صيدا شلت عمل الادارات الرسمية في سرايا صيدا الحكومية.
وكذلك الامر، تصاعدت الشكوى في طرابلس، واعتبر نواب المدينة ان التقنين القاسي تحول الى انقطاع للكهرباء مطالبين بتأمين التيار الكهربائي.
تحرك لاثارو
وعشية قرار مجلس الامن الدولي للتمديد ولاية جديدة لليونيفيل في الجنوب، تحرك قائد قوات الطوارئ الدولية العاملة في الجنوب اللواء ارولدو لاثارو، والتقى صباحاً الرئيس ميقاتي، ثم زار عين التينة والتقى الرئيس بري، ثم زار اليرزة للبت في التنسيق والتعاون بين الجيش اللبناني واليونيفيل، وما يمكن ان يقدم لتنفيذ القرار 1701.
الوضع الميداني
ميدانياً، طغت الحلقة الثانية للهدهد، بعد ان عادت الطائرة كاشفة مواقع استراتيجية عادت بها من الجولان.
واستهدفت مسيرة معادية سيارة على طريق بيروت – دمشق، (جديدة يابوس) مما ادى الى استشهاد مرافق سابق للسيد نصر الله، يدعى ياسر كرنباش (من بلدة زوطر مواليد 1970) وقد نعاه حزب الله.
واعلنت المقاومة الاسلامية عن قصف «مقر قيادة فرقة الجولان 210 في قاعدة نفح على دفعات بالكاتيوشا رداً على الاغتيال في الصورة.
ورصد جيش الاحتلال الاسرائيلي اطلاق حوالى 40 صاروخاً من جنوب لبنان، نحو الشمال الاسرائيلي، ادى الى مقتل رجل وامرأة، من جراء سقوط صاروخ على سيارة كانت تسير في منطقة «مخيم نفح» وسط هضبة الجولان.
البناء:
تصعيد عسكري وسياسي يطرح أسئلة حول نضج المسار التفاوضي لإنتاج اتفاق
اجتماع رؤساء المخابرات اليوم لتقييم المخاطر على المفاوضات… وحماس تحذّر
الهدهد 2 يكشف نقاط ضعف جيش الاحتلال في جبهة الجولان والمقاومة تستهدفها
كتب المحرّر السياسيّ
من نقاط الاشتباك البعيدة يمكن استقراء مدى نضج ظروف اتفاق في غزة يعرف الجميع ويعترفون أنه تعبير عن تسوية تعكس موازين القوى التي نتجت عن الحرب خلال تسعة شهور، وفي خلفيّتها تراكم صنعته سنوات من المواجهة بين محورين كبيرين في المنطقة والعام، محوره يضمّ كيان الاحتلال تقوده واشنطن، ومحور يضمّ إيران وسورية وقوى محور المقاومة، وأول الإشارات حملها كلام الناطق بلسان مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي على انتخاب الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان الذي دعا في حملته الانتخابية الى استئناف المفاوضات المجمّدة حول الملف النووي الإيراني، حيث قال كيربي، إن الولايات المتحدة ليست مستعدّة لاستئناف المحادثات النووية مع إيران في ظل الرئيس الجديد.
في جبهتين مهمتين في المنطقة، لم تكن الإشارات أفضل لجهة نضج المسار التفاوضي المفترض أن ينتج تسوية، تكون لها انعكاسات على كل المنطقة حتى لو كان موضوعها وقف الحرب على غزة، حيث شكل التصعيد على المسار اليمني السعودي من بوابة فتح ملف نقل المصرف المركزي من صنعاء والردّ العنيف لزعيم حركة أنصار الله السيد عبد الملك الحوثي إشارة الى ان الأمور لا تسير كما ينبغي لها ان تكون إذا كنا في مناخ استعداد لتسوية ونجاح المفاوضات، وبالتوازي حملت المعلومات المؤكدة حول نتائج المفاوضات العراقية الأميركية حول إنهاء مهمة قوات التحالف الدولي الذي يشكل واجهة للاحتلال الأميركي، أن الأميركيين لا يخفون تمسكهم ببقاء جزء من قواتهم في العراق تحت عنوان الحاجة لتخديم استمرار احتلالهم أجزاء من سورية، ومجرد التصريح بنية البقاء في سورية، حتى لو تم الانسحاب الكامل من العراق يشير الى مناخ غير إيجابي، لا ينتج عنه سوى المزيد من التصعيد.
العودة الى ساحات التفاوض والمواجهة المباشرة حول حرب غزة، يكفي تصعيد جيش الاحتلال وارتكابه المزيد من المجازر ورد حركة حماس بالتحذير للمرة الأولى من فشل المفاوضات، لمعرفة أن المسار التفاوضي متعثر، وأن حكومة بنيامين نتنياهو لا تريد التوصل إلى اتفاق نهائي يوقف الحرب بل تريد صفقة جزئية يتمّ فيها تبادل عدد من الأسرى وتستمر عبرها الهدنة بضعة أسابيع ثم عودة الى المواجهة ولا مانع بعدها من هدنة مشابهة لا تنهي ملف الأسرى ولا تنهي الحرب، حتى تقول الانتخابات الأميركية كلمتها الفاصلة حول مدى قدرة تل أبيب الاعتماد على واشنطن في مواصلة خيار الحرب، ولأن مسار التفاوض يترنح دون أن يسقط لأن جيش الاحتلال منهك وعاجز عن خوض حرب باتت أثمانها أكبر من قدرته على الاحتمال، يلتقي اليوم رؤساء أجهزة المخابرات في أميركا وكيان الاحتلال ومصر وقطر للبحث عن تعويم المسار التفاوضي وتخفيض منسوب التصعيد.
تبقى جبهة لبنان هي البوصلة، حيث قلق الاحتلال من خطر الانفجار رغم كثرة الكلام عن نيات الحرب ولو أنها تحوّلت أخيراً إلى حديث بصوت منخفض تحول همساً بالكاد يسمع، مع ظهور قدرات المقاومة على الردع، وعدم بذلها لجهد هادف لتفادي الانزلاق إلى حرب كبرى، وقد بات معلوماً أن هذه الجبهة والضغط عبرها وحده يمكن أن يجلب الكيان الى الاتفاق بسبب ضغط ملف المهجرين الذي يكبر كل يوم، وضغط انهيار صورة قدرة الردع بصورة لا يمكن تحمّلها في الكيان مع ما تحمله من مذلة ومهانة المستويين العسكري والسياسي، ولا يُخفيها الإقدام بين فترة وفترة على عملية اغتيال لشخصيّة من المقاومة، حيث تتكفل مفاجآت المقاومة بتقديم المزيد من أدوات الردع والتفوق، وقد كان أمس، موعداً مع الكشف عن حصاد الهدهد 2 حيث المسرح هو الجولان المحتل، وقد تضمّنت تسجيلات الطائرات المسيّرة التي قامت بالمسح الجوي لمواقع قيادة واستخبارات جيش الاحتلال، وكشف التسجيل حجم التغلغل الاستخباري للمقاومة في نسيج المعلومات والجغرافيا العسكرية السرية لجيش الاحتلال، وجاءت الاستهدافات التي سبقت بث التسجيل وأعقبت بثه تؤكد أن يد المقاومة هي العليا.
وأكّد الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله، أنّه «إذا كانت الأكثرية في العالم تسكت عن نصرة غزة وتؤيد «إسرائيل» فهذا لا يعني أنَّ ذلك حق»، موضحًا أنّه «ليس العبرة بالأكثرية، بل العبرة بالبحث عن الحق سواءٌ كانت معه الأكثرية أو الأقلية». ولفت، خلال كلمته في المجلس العاشورائي المركزي في مجمع «سيّد الشهداء» في الضاحية الجنوبية لبيروت، إلى أنّ «التعصب للأحزاب والعائلات والمناطق والطوائف بمعزل عن الحق والباطل، هو مشكلة» منتشرة في لبنان.
وأشار نصرالله إلى الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، مشيرًا إلى أنّ «الإنسان يألم على ما هو قائم وعلى ما هو موجود»، موضحًا أنّ جبهات الإسناد لغزة في لبنان واليمن والعراق والإسناد السياسي مثل سورية وإيران هي صورة إيجابية تُقابلها صورة محزنة من مواقف العالم العربي والإسلامي تجاه غزة، وقال: «أين الدول والشعوب التي تحرّك ساكنًا» لما يجري في قطاع غزة؟
ولفت إلى «ما بدأته المقاومة في لبنان في 8 تشرين الأول في معركة طوفان الأقصى، وما قدّمته حتى اليوم من الشهداء والجرحى والبيوت المهدمة والإنجازات، وكل ما تواجهه»، مؤكدًا «أننا سنمضي في هذا الطريق حتى نصل للهدف الذي نطمح إليه في لبنان وغزة، ولا يمكن لأي أخطار وتحدّيات أن تجعلنا نتراجع عن موقفنا وثباتنا في هذه المعركة».
وسجلت الجبهة الجنوبية تصعيداً إضافياً بعدما نفّذ العدو الإسرائيلي غارة بطائرة مسيّرة استهدفت سيارة قرب حاجز عسكري على طريق دمشق – بيروت قرب حاجز الصبّورة. وزفّت المقاومة الشهيد السعيد المجاهد ياسر نمر قرنبش «أمين» مواليد عام 1970 من بلدة زوطر الشرقية في جنوب لبنان، والذي ارتقى شهيدًا على طريق القدس.
وردّت المقاومة على الاغتيال، باستهداف مقر قيادة فرقة الجولان 210 في قاعدة «نفح» وسط الجولان السوري المحتلّ بعشرات صواريخ الكاتيوشا وبدفعات متتالية.
ودوّت صافرات الإنذار في مستوطنات الجولان السوري المحتلّ ثم تساقطت الصواريخ على القاعدة ومحيطها ما أدّى إلى إصابة سيارة بشكل مباشر على الطريق «91»، حيث قُتل «إسرائيليان» بحسب ما أفاد إعلام العدو، فيما أعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال عن رصد إطلاق نحو 40 صاروخًا من لبنان باتجاه الجولان.
بدوره، أمَرَ ما يُسمّى بـ»مجلس الجولان الإقليمي» جميع المستوطنين في شمال الجولان السوري المحتل بالبقاء بالقرب من المناطق المحمية وتجنب التجمعات حتى إشعار آخر، وفقًا لتعليمات من جيش العدو. وبالإضافة إلى القتيلين، أدّى سقوط الصواريخ في الجولان إلى اندلاع أكثر من 8 حرائق، بحسب ما كشفت قناة «كان» «الإسرائيلية».
كما استهدفت المقاومة موقع »المرج» بقذائف المدفعية وأصابته إصابة مباشرة، وسلّة التجهيزات التجسسيّة المستحدثة المرفوعة على ونش في موقع حدب يارين بصاروخ موجّه أصابها إصابة مباشرة ما أدى إلى تدميرها واشتعال النيران فيها.
وقبيل إطلالة السيد نصرالله وزّع الإعلام الحربي في «حزب الله»، الحلقة الثانية من «الهدهد» وتتضمن مشاهد استطلاع جوي لقواعد استخبارات ومقار قيادية ومعسكرات للجيش الإسرائيلي في الجولان العربي السوري المحتل.
وأفادت مصادر لـ»رويترز»، أن «حزب الله يستخدم استراتيجيات منخفضة التقنية للتهرّب من مراقبة «إسرائيل»»، كاشفة أن «حزب الله يستخدم تكنولوجيا خاصة به للتصدّي لقدرة «إسرائيل» على جمع المعلومات الاستخباراتية».
في غضون ذلك، تترقب الأوساط الدبلوماسية والسياسية نتائج المسار التفاوضي الدائر بين القاهرة والدوحة للحرب في غزة وسط غموض يلف المشهد المقبل الذي لن يتغير قبل خطاب رئيس الحكومة الإسرائيلية أمام الكونغرس الأميركي نهاية الشهر الحالي وفق أوساط دبلوماسية لـ»البناء».
ونقلت مصادر مطلعة على موقف عين التينة بأن «الرئيس نبيه بري ينفي كل كلام عن اتفاق جاهز مع هوكشتاين ويرى أن نتنياهو لن يقدم على أي جنون عسكري أو أي اتفاق كلامي قبل زيارته الى واشنطن».
وتحدث السفير المصري علاء موسى عن «أخبار إيجابيّة بشأن الهدنة في غزّة ونأمل أن تنتهي بشيء إيجابيّ». ووفق معلومات «البناء» فإن الحراك الدبلوماسي الخارجي لن يسجل أي خرق قبل اتضاح الصورة النهائية للمشهد في غزة، لكن الاتصالات الأميركية – الأوروبية لم تنقطع على هذا الصعيد، مع احتمال أن يزور دبلوماسيون أوروبيون لبنان نهاية الشهر الحالي.
وسجّل الملف الرئاسي حراكاً لافتاً لكن من دون تحقيق أي اختراق في الجدار الرئاسي المقفل، حيث اجتمع سفراء الخماسيّة أمس، في قصر الصنوبر، بموازاة لقاء عقد جمع اللجنة المصغّرة لقوى المعارضة النيابية مع الخماسيّة حيث سلّموهم نسخة عن خريطة الطريق الرئاسيّة التي أطلقوها أمس، من مجلس النواب، على أن تلتقي اللجنة على مدى اليومين المقبلين الكتل النيابية كافّةً للبدء بمشاورات لانتخاب الرئيس.
وعقد نواب قوى المعارضة مؤتمراً صحافياً في ساحة النجمة قدّموا خلاله رؤيتهم لخريطة طريق الاستحقاق الرئاسي.
وتضمّنت هذه الورقة التي تلاها عضو تكتل «الجمهورية القوية» النائب غسان حاصباني، اقتراحين هما:
الأول: يلتقي النواب في المجلس النيابي ويقومون بالتشاور في ما بينهم، دون دعوة رسميّة أو مأسسة او إطار محدّد حرصاً على احترام القواعد المتعلقة بانتخاب رئيس للجمهورية المنصوص عنها في الدستور اللبنانيّ. على أن لا تتعدى مدة التشاور 48 ساعة، يذهب من بعدها النواب، وبغض النظر عن نتائج المشاورات، الى جلسة انتخاب مفتوحة بدورات متتالية وذلك حتّى انتخاب رئيس للجمهورية كما ينصّ الدستور، دون إقفال محضر الجلسة، ويلتزم جميع الأفرقاء بحضور الدورات وتأمين النصاب.
الاقتراح الثاني: يدعو رئيس مجلس النواب الى جلسة انتخاب رئيس للجمهورية، ويترأسها وفقًا لصلاحياته الدستورية، فإذا لم يتم الانتخاب خلال الدورة الأولى، تبقى الجلسة مفتوحة، ويقوم النواب والكتل بالتشاور خارج القاعة لمدة أقصاها 48 ساعة، على أن يعودوا الى القاعة العامة للاقتراع، في دورات متتالية بمعدل 4 دورات يومياً، دون انقطاع ودون إقفال محضر الجلسة وذلك الى حين انتخاب رئيس للجمهورية، ويلتزم جميع الأفرقاء بحضور الدورات وتأمين النصاب.
وأكدت مصادر الثنائي حركة أمل وحزب الله لـ»البناء» أن «مبادرة المعارضة ولدت قبل أن تولد ولم تقدّم أي جديد بل تعكس موقف القوات اللبنانية والقوى الملحقة بها باستخدام كافة الأساليب المناورة والملتوية لقطع الطريق على الحوار، انطلاقاً من تعليمات أميركية وصلت الى القوات وفريقها المعارض برفض المشاركة في الحوار لأن الظروف الحالية غير مؤاتية وناضجة لإنتاج تسوية لانتخاب رئيس للجمهورية».
على صعيد آخر، عقد مجلس الوزراء جلسة برئاسة رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، وأعلن وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال زياد المكاري، أنّ موضوع المدرسة الحربيّة قيد البحث ولا نتيجة في هذا الموضوع. وأوضح أنّ مجلس الوزراء كلف وزيرين للقيام باتصالات مع وزير الدفاع في حكومة تصريف الأعمال موريس سليم وقائد الجيش جوزاف عون لتقريب وجهات النظر، وإذا وصلنا إلى نتيجة تعقد جلسة لمجلس الوزراء سريعًا ويتخذ القرار الملائم. ولفت، في مؤتمر صحفي حول مقرّرات الجلسة الوزارية في السراي الحكومي، إلى أنّ موضوع الكهرباء سوف يُحلّ قبل يوم الخميس.
ونقلت مصادر إعلامية عن ميقاتي، قوله خلال الجلسة حول موضوع المدرسة الحربية: «نحن أمام خيارات صعبة، فإمّا أن نغلق المدرسة الحربية أو «نكسر» قائد الجيش جوزاف عون أو نتجاوز وزير الدفاع في حكومة تصريف الأعمال موريس سليم، فتطوّعوا كل منكم إلى الحل ».