ونفذت الأحزاب اللبنانية والفصائل الفلسطينية وقفة تضامنية حاشدة أمام مبنى الأمم المتحدة "الأسكوا" في بيروت، بعد ظهر اليوم، تحت عنوان "انتصاراً للشعب الفلسطيني المجاهد والصابر في مواجهة حرب الإبادة الأمريكية الصهيونية، واستنكاراً للمجازر اليومية والحصار والتجويع، ودعماً للمقاومة الباسلة والشريفة في فلسطين ولبنان والعراق واليمن".
وقال عبد الهادي: "جنون العدو بلغ ذروته ولم يعد يعرف بعد مرور 9 أشهر على الحرب سوى ارتكاب المجازر وحرب الإبادة والمحارق بحق شعبنا الفلسطيني البطل. هذا ليس جديداً على الاحتلال، بل هو ديدنه منذ قيام كيانه على الإجرام والمجازر وارتكاب حرب الإبادة".
وتابع: "نحن نقف هنا اليوم أمام مبنى الأمم المتحدة لنستنكر المجازر، خصوصاً ما حصل اليوم من مجزرة إرهابية فظيعة ارتكبها العدو الصهيوني في غزة والنصيرات، مبرراً ذلك بحجج واهية لا تمت للحقيقة بصلة. فالمقاومون وقيادة المقاومة أحرص ما يكونون على شعبهم ولا يختبئون بين المدنيين، وإنما يسوق العدو تلك الأخبار لتبرير إرهابه وجرائمه وحرب الإبادة التي يرتكبها على مرأى ومسمع العالم والأمم المتحدة والمنظمات الدولية التي لم تحرك ساكناً".
وقال: "إذا أردنا أن نعرف لماذا يقدم العدو على المجازر والإرهاب بحق شعبنا، يجب أن نعلم أنه بعد 9 أشهر من الحرب، وباستخدام كل ما يملك من إمكانات عسكرية وتقنية وتجسسية وبدعم من دول الاستكبار وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، التي تتحمل مسؤولية المجازر التي تحصل بحق شعبنا، فشل العدو في تحقيق أي إنجاز عسكري يذكر ربطاً بالأهداف التي أعلنها مع بداية العدوان، فجن جنونه وذهب إلى المدنيين والأطفال والنساء والشيوخ في الخيام الآمنة والتي يزعم أن فيها مقاومين".
وأضاف: "هذا الاحتلال يترنح على فشله في الميدان وأصبح لا يعرف إلا الإجرام. أما السبب الثاني هو عقاب صهيوني لشعب احتضن المقاومة واحتفل بإنجازات السابع من أكتوبر وإبداعات المقاومة التي ما زالت تضرب بقوة كل تجمع للاحتلال سواء في رفح أو نتساريم، ويتكبد الخسائر الفادحة. إذا كان يظن هذا الاحتلال أنه يستطيع كسر إرادة شعبنا وجعله يبتعد عن المقاومة أو يقبل بالتهجير أو يرفع الراية البيضاء، فهو واهم، لأن شعبنا بالرغم من الألم والمجازر قرر أن ينتصر مع مقاومته الباسلة".
وتابع: "السبب الثالث وراء هذا العدوان والمجازر هو محاولة الضغط على القيادة السياسية التي تخوض حرباً من نوع آخر في ميدان السياسة والمفاوضات بعزيمة وثبات وصبر. أكدت في الجولة الأخيرة على مطالبها الثابتة بوقف العدوان بشكل دائم وانسحاب العدو بشكل شامل من غزة وعودة النازحين والإغاثة والإعمار والإيواء وإطلاق سراح الأسرى. لأن القيادة صمدت رغم الإشاعات التي أطلقت بأنها تنازلت عن مطالبها، جاء العدو إلى المدنيين مرتكباً المجازر، ظاناً أنه يمكن أن يضغط على المقاومة وقيادتها لتتنازل وتعطيه بالسياسة ما عجز عن تحقيقه في الميدان".
وختم عبد الهادي: "شعبنا الفلسطيني وقيادته الباسلة يؤكدون كل يوم أنهم متمسكون بمطالبهم التي بإذن الله ستثبت إنجاز طوفان الأقصى والإنجازات المتتالية وتنهي العدوان، ونهيأ لليوم التالي الذي سنغير فيه قواعد الصراع في مسيرة التحرير والعودة وبناء دولتنا المستقلة على كل أرض فلسطين وعاصمتها القدس. كيف لا ونحن نخوض حرباً مع محور المقاومة ومع جبهات الإسناد، مقاومة حزب الله والجماعة الإسلامية وكل المقاومين في لبنان ومقاومة الشعب اليمني والمقاومة العراقية. محور بات قوياً وحاضراً بقوة وسننتصر سوياً على العدو ومن يدعمه، الولايات المتحدة الأمريكية والدول الاستعمارية".
ومن جهته، أكد مسؤول الملف الفلسطيني في "حزب الله"، عطا الله حمود، لـ"سبوتنيك"، أن "جبهة المقاومة اللبنانية لن توقف المساندة ودعمها لأهالي غزة حتى يوقف العدو عدوانه على أهلنا في غزة. ما تقرره حركة حماس في الضفة وغزة ورفح تقرره جبهة المساندة في لبنان. العدو يراوغ، نتنياهو يراوغ، كل العالم تحدث عن الهدنة وأنها ساعات تفصل عن الاتفاق، ولكن هذا العدو المتغطرس ونتنياهو بالذات لا يريد هدنة بل يريد المجازر والقتل وحرب الإبادة ضد أهلنا في غزة ورفح. نقول إن محور المقاومة الممتد من طهران إلى اليمن وفلسطين سيبقى مسانداً لجبهة المقاومة مع أهلنا حتى تحقيق النصر".
أما مستشار العلاقات الوطنية في سفارة دولة فلسطين، العميد سمير أبو عفش، فقال: "استمرار العدو في عدوانه وقد دخل شهره العاشر يثبت يوماً بعد يوم أن العدو كاذب. هذه المفاوضات من وجهة نظرنا هي لكسب العدو الوقت في انتظار موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية. يشعر تماماً أنه في حال توقفت المجازر والعدوان على شعبنا الفلسطيني ستسقط الحكومة وسيكون الملف الإسرائيلي الذي لم يعد بحاجة له الغرب في مهب الريح. شعبنا سينتصر مع الأحرار في لبنان واليمن والعراق وسوريا".