بدء "حوار أمني" بين العراق وأميركا في واشنطن
أعلنت السفيرة الأميركية في العراق، ألينا رومانوسكي، اليوم الاثنين، عن بدء حوار أمني بين مسؤولين عراقيين وأميركيين في واشنطن، لمناقشة "مستقبل مهمة التحالف الدولي، وتعزيز التعاون الأمني بين بلدينا". وهذه المرة الأولى التي يلتقي فيها الجانبان العراقي والأميركي في واشنطن، لبحث مطلب العراق بشأن إنهاء دور "التحالف الدولي ضد الإرهاب"، الذي تقوده الولايات المتحدة منذ عام 2014، إلى جانب سعي العراق لإنهاء الوجود العسكري الأميركي في البلاد، وهو المطلب الذي تضغط بشأنه القوى والأحزاب والفصائل الحليفة لإيران.
وقالت السفيرة الأميركية في العراق، في إيضاح قدمته على منصة إكس: "يبدأ اليوم الحوار الأمني المشترك بين الولايات المتحدة والعراق في العاصمة واشنطن، حيث سيناقش المسؤولون الأمنيون من الولايات المتحدة والعراق مستقبل مهمة التحالف الدولي، وتعزيز التعاون الأمني بين بلدينا". وختمت رومانوسكي حديثها بوسم "الشراكة الأميركية العراقية الشاملة".
يبدأ اليوم الحوار الأمني المشترك بين الولايات المتحدة والعراق في العاصمة واشنطن، حيث سيناقش المسؤولون الأمنيون من الولايات المتحدة والعراق مستقبل مهمة التحالف الدولي وتعزيز التعاون الأمني بين بلدينا. #الشراكة_الأمريكية_العراقية_الشاملة. pic.twitter.com/JTtS12lkc0
— Ambassador Alina L. Romanowski (@USAmbIraq) July 22, 2024
اللقاء الأول الذي يجري في واشنطن بين مسؤولين عراقيين وأميركيين يأتي بعد انقطاع دام نحو ثلاثة أشهر من اللقاءات بين الجانبين العسكري العراقي والأميركي لبحث ملف الطلب العراقي بإنهاء مهام التحالف وإخراج القوات الأميركية من العراق.
ويوجد نحو 2500 عسكري أميركي في العراق، ضمن التحالف الدولي ضد الإرهاب الذي تقوده واشنطن منذ سبتمبر/ أيلول عام 2014، ويتوزع الجنود على ثلاثة مواقع رئيسية في العراق، هي قاعدة عين الأسد في الأنبار، وقاعدة حرير في أربيل، ومعسكر فيكتوريا الملاصق لمطار بغداد الدولي، ويضاف للقوات الأميركية قوات فرنسية، وأسترالية، وبريطانية، تعمل ضمن قوات التحالف، وأخرى ضمن بعثة حلف شمال الأطلسي (الناتو) في العراق.
ولم تعلق الحكومة العراقية لغاية الآن على الإعلان الأميركي، لكن صحيفة "المدى" العراقية تحدثت أمس الأحد، عن ضغوط تمارسها أطراف سياسية على الحكومة بشأن ملف الانسحاب الأميركي من العراق لغرض التسريع به. ونقلت عن مسؤول لم تسمه أن رئيس أركان الجيش العراقي عبد الأمير يار الله من ضمن الوفد الذي يزور واشنطن لإجراء المحادثات.
وبدأت المحادثات بين بغداد وواشنطن في يناير/ كانون الثاني الماضي، وأفضت الجولة الأولى للحوار الذي عُقد ببغداد إلى اتفاق على تشكيل لجنة عسكرية مشتركة لمراجعة مهمة التحالف وإنهائها والانتقال إلى علاقات أمنية ثنائية، فيما لم تعلن حتى الآن أي نتائج رسمية لعمل اللجنة. وكان آخر لقاء بين الجانبين نهاية شهر إبريل/نيسان الماضي في بغداد، تناول دراسة التقارير الفنية التي أعدتها اللجان الفرعية من كلا الجانبين، وتركزت على وضع القوات العراقية، ومدى قدرتها على مواجهة التهديدات الإرهابية.
وتتصاعد منذ عدة أشهر مطالبات أطراف سياسية وفصائل مسلحة حليفة لإيران بإنهاء وجود التحالف الدولي في البلاد، وأعلنت "تنسيقية المقاومة العراقية" التي تضم عدداً من الفصائل المسلحة الحليفة لإيران عقب اجتماع، الشهر الماضي، قدرتها على "إنهاء الحضور الأميركي في العراق بكل السبل"، في معرض تحذيرها للحكومة العراقية بشأن التراخي في هذا الملف.
وفي العاشر من الشهر الحالي، كشف عضو البرلمان العراقي، ياسر الحسيني، لـ"العربي الجديد"، عن تعليق المفاوضات بين الجانبين العراقي والأميركي بشأن إنهاء مهام التحالف الدولي وانسحاب القوات الأميركية العاملة في العراق. وقال الحسيني، وهو نائب مستقل في البرلمان، إن "التفاوض ما بين بغداد وواشنطن بشأن إنهاء مهام التحالف الدولي وإخراج القوات الأميركية، مُعلّق فعلياً منذ أسابيع، ولا نعرف سبب ذلك، لكن كما هو واضح لدينا أن هناك ضغوطاً أميركية على الحكومة العراقية للإبقاء على قواتها في العراق لفترة أطول دون أي انسحاب حقيقي".
وبين الحسيني أن "جولات الحوار السابقة المعلنة ما بين العراق وأميركا، كانت غامضة وبيانات الجانب العراقي تختلف تماماً عن بيانات وتصريحات المسؤولين الأميركيين، وهذا يؤكد عدم وجود أي جدية حقيقية لإخراج القوات الأجنبية من العراق، بل المعطيات تؤكد أن هناك رغبة سياسية وحتى حكومية بالإبقاء على تلك القوات".