ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مسؤولين إسرائيليين، بأن الجيش أكمل الاستعدادات لعملية برية كبيرة محتملة على لبنان، وأن الجيش سيقوم بتنفيذ عمليات جوية قبل المناورة.
وطرح البعض تساؤلات بشأن جدية التهديدات الإسرائيلية، ومدى إمكانية أن تتوسع لحرب شاملة في ظل تعثر مفاوضات وقف إطلاق النار وعقد صفقة تبادل أسرى في قطاع غزة.
قال المحلل السياسي اللبناني، داوود رمال، إن "كل الاحتمال فيما يخص الجبهة الجنوبية واردة، حتى عند الذهاب لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وبدء تنفيذ مبادرة بايدن، ودخول قطاع غزة في مرحلة من الهدنة، وحتى لو انسحبت الهدنة على الجبهة الجنوبية".
وبحسب حديثه لـ"سبوتنيك"، فإن "الإسرائيلي يضع مسألة توجيه ضربة قوية لـ"حزب الله" كأولوية له، بالتالي كل الاستعدادات التي راكمها منذ العام 2006 لحد الآن هي استعدادات لمعركة يستعيد فيها اعتبار جيشه المهزوم في عدوان 2006".
ويرى أن "الاعتقاد بأن الدخول في هدنة ووقف النار في غزة سيحجب إمكانية توسيع الحرب وفتحها في جبهة لبنان اعتقاد خاطئ، عندما يلتقط الإسرائيلي أنفاسه من العدوان على غزة، وهو ما يحدث نسبيا نتيجة السيطرة الجوية والتوغل البري، والسيطرة الأمنية، فيما سيركز الإسرائيلي كل جهوده لتوجيه ضربة يعتبر أنها ستكون قاسية لـ"حزب الله".
ويعتقد رمال أن "كل التطورات التي حصلت على صعيد منطقة الشرق الأوسط منذ عام 2011 حتى الآن، بما يسمى "الربيع العربي"، كان تمهيدا للوصول إلى دول عربية ضعيفة، وإضعاف دول "الطوق"، وإشعال الحروب في داخلها، لفرض تسوية لما يسمى الصراع العربي الإسرائيلي وفق الشروط الأمريكية الإسرائيلية، وحصل هذا الخراب".
وأوضح أن "دول الطوق الأساسية وهي سوريا ولبنان، لم تخضع لهذه التسوية والذهاب لإبرام معاهدات سلام أو التطبيع مع إسرائيل، على الرغم من اعتماد أسلوب الحصار الاقتصادي والمالي، قانون قيصر في سوريا، وتجفيف المشاريع الاستثمارية والدعم المالي للبنان، وضرب القطاع المصرفي، لكن لبنان لم يخضع لعملية التطبيع".
وأكد أن "الرأي الغالب على المستوى الغربي والأمريكي، مهما كانت نتائج أي حرب مقبلة، لابد من الذهاب لحرب بسقف زمني تحديدا ضد "حزب الله"، حتى لو توسعت إلى حرب إقليمية يتم خلالها استهداف إيران لبنان سوريا العراق اليمن، ولابد الذهاب لهذه الحرب، التي ستؤدي لاحقا إلى جلوس الجميع ضعيفا إلى الطاولة وفرض التسوية الكاملة لما يسمى الصراع العربي الإسرائيلي".
ويرى المحلل السياسي اللبناني، داوود رمال، أنه "على الجميع التعاطي مع أن الحرب ضد لبنان، التي قد تتوسع لحرب إقليمية واقعة لا محالة، بهدنة في غزة وبدونها، يجب التعاطي مع هذا الاحتمال، فإسرائيل مدعومة من أمريكا والدول الغربية ستذهب لهذه المغامرة إلى موجة كبيرة من الدمار في لبنان، يقابله كذلك موجهة هائلة من التدمير في فلسطين المحتلة، لتكون الوسيلة لفك هذا الانسداد في مسار ما يسمى التسوية على مسار الشرق الأوسط، وذهاب الجميع للجلوس على الطاولة وفق معادلات جديدة"، معتبرا أن "الحرب قائمة، وتوقيتها إسرائيلي".
بدوره، اعتبر الناشط المدني اللبناني، أسامة وهبي، أن "التصريحات الإسرائيلية جاءت بعد ساعات من نشر "حزب الله" فيديو هدهد للمسيرة التي اخترقت الحدود، وجاءت بمعلومات دقيقة وتصوير قاعدة جوي، ومعلومات عن الطائرات الموجود ومآربها وأماكن نوم العساكر والضباط، وهوية قادة القاعدة، والتي تعتبر بنك أهداف لدى "حزب الله"، وهو ما يؤكد أن كل الأهداف التي يستطيع أن يصورها الحزب يمكنه قصفها عند اندلاع الحرب".
وبحسب حديثه لـ"سبوتنيك": "هناك قلق كبير لدى الجيش الإسرائيلي وقياداته، وقد وصفوا هذا الخرق بأنه فضيحة في الكيان لإسرائيلي، وهذه التهديدات ليست جديدة، وهي جزء من الحرب النفسية، التي اعتداد عليها لبنان منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول، وهي تطلق من حين لآخر ولا تغير في واقع أن هناك قواعد اشتباك ما زال الطرفان يتمسكان بها، ومساعي من أجل تجّنب هذه الحرب لأنها ستكون مدمرة للطرفين".
ويرى أن "إسرائيل تحاول الخروج بأي انتصار من غزة، وحتى الآن هي عاجزة عن ذلك، عدا الدمار الذي خلّفته هناك وهو ما يُحسب عليها وليس لها، والأهداف المعلنة التي أعلن عنها نتنياهو لا يزال عاجزا عن تحقيق أي منها، خاصة أنه لم يأت بالمحتجزين الإسرائيليين، أو بنصر حاسم على "حماس"، بعد 10 أشهر من القتال الشرس والدمار، والاجتياح البري والدعم غير المحدود الأمريكي والغربي وبعض العربي".
وقال إن "هناك فشل هائل في غزة، وهو يعرف بأنه إذا دخل في حرب واسعة مع "حزب الله" فستكون مكلّفة على جيش منهك، وكيان يتخبّط بأزمات سياسية وأمنية واقتصاديا، فيما جاءت التهديدات كرد فعل على مسيرة هدهد وما نشره "حزب الله"، ليصنع شيئا من التوازن، بأنهم جاهزون للحرب".
وأكد وهبي أن "في الواقع إسرائيل و"حزب الله" يحاولون بكل قوة عدم انزلاق الأوضاع للحرب، وهناك جهود دولية وعربية لتجنّب هذه الحرب الشاملة".
وأعلن "حزب الله" اللبناني، اليوم الجمعة، أن عناصره أطلقوا صواريخ مضادة للطائرات على مقاتلات إسرائيلية داخل الأجواء اللبنانية، بالإضافة إلى استهداف موقعين عسكريين إسرائيليين.
وقال "حزب الله" في 3 بيانات منفصلة إن دفاعاته الجوية أطلقت صواريخ مضادة للطائرات على مقاتلات إسرائيلية داخل الأجواء اللبنانية، مما أجبرها على التراجع والانسحاب.
وأضاف أن مقاتليه استهدفوا منظومة فنية إسرائيلية في موقع راميا بصاروخ موجه وأصابوها إصابة مباشرة، ما أدى إلى تدميرها.
كما أكد أنه استهدف تحركا لجنود العدو إسرائيليين داخل موقع حدب يارون بالأسلحة المناسبة وأصابوه إصابة مباشرة.
ويتواصل الاستهداف المتبادل جنوبي لبنان، بين "حزب الله" من جهة والجيش الإسرائيلي من جهة أخرى، منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة، في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، حيث يتبادل الجانبان القصف عبر الحدود بشكل شبه يومي.
إلا أن حدة التوترات تصاعدت، في الآونة الأخيرة، إلى حد كبير متزامنة مع تهديدات إسرائيلية من شن هجوم موسع على الجبهة الشمالية مع لبنان.
وتتزايد المخاوف عالميا من نشوب حرب بين إسرائيل و"حزب الله"، تتحول إلى صراع إقليمي أوسع يجر دولا أخرى في المنطقة.