ترك برس
أثارت تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالتلويح لتدخل عسكري في إسرائيل لمساعدة الفلسطينيين، حرباً كلامية وتلاسناً حاداً بين مسؤولي البلدين.
وقال أردوغان في كلمة له خلال فعالية بولاية ريزا، مسقط رأسه شمالي تركيا، إنه "كما دخلنا (الإقليم الأذري) قره باغ وليبيا، يمكننا فعل الشيء نفسه بإسرائيل، وعلينا أن نمتلك القوة الكافية حتى لا تستطيع إسرائيل فعل ما تفعله في فلسطين".
هذه التصريحات للرئيس التركي أصابت الساسة في تل أبيب بالجنون، فردّ وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، عبر حسابه على منصة إكس، بالقول إن الرئيس أردوغان يسير على خطى الرئيس العراقي السابق صدام حسين ويهدد بمهاجمة إسرائيل.
وأضاف كاتس أنه ينبغي عليه أن يتذكر كيف انتهى ذلك الأمر في العراق.
وبعد هذه التغريدة اشتعلت الحرب الكلامية وغزت الحسابات التركية حساب وزير الخارجية الإسرائيلي، وبدأ السجال بين الأتراك والإسرائيليين ليبلغ عدد التفاعلات على التدوينة أكثر من 22 ألف تعليق و7 ملايين مشاهدة حتى اللحظة، بحسب تقرير لشبكة الجزيرة القطرية.
زارة الخارجية التركية ردّت على تذكير "كاتس" بمصير صدّام حسين، بالقول: كيفما كانت نهاية مرتكب الإبادة الجماعية هـ،ـتلر، كذلك ستكون نهاية مرتكب الإبادة الجماعية نتنيـ.ـاهو.
وأكدت الوزارة في بيان أن "الإنسانية ستقف إلى جانب الفلسـ،ـ.ـطينيين، ومن يستهدفون الشعب الفلسطـ،ـ.ـيني لن يستطيعوا إبادته"، مردفة: كما حوسب النازيـ،ـ.ـون مرتكبو الجـ،ـرائم الجماعية كذلك سيُحاسب الذين يسعون لإبادة الفلسطينيـ،ـ.ـين.
من جهته، قال وزير الخارجية هاكان فيدان: "أصبح رئيسنا (أردوغان) صوت الضمير الإنساني. والذين يحاولون إسكات صوت الحق وعلى رأسهم الدوائر الصـ،ـ.ـهيـ،ـ.ـونيـ،ـ.ـة وإسـ،ـ.ـرائيل يعيشون حالة من الهلع الكبير".
فيدان ذكر أن التاريخ يظهر أن النتائج ستكون واحدة لكل مرتكبي الإبـ،ـادة الجماعية وداعميها.
أما زعيم المعارضة في دولة الاحـ.ـتـ،ـلال ورئيس وزرائها السابق يائير لبيد، فزعم أن "الرئيس التركي يثرثر ويهذي مرة أخرى ويشكل خطرا على الشرق الأوسط".
واستنجد لبيد بالدول الأخرى وأعضاء حلف شمال الأطلسي (الناتو)، داعياً إياهم لإدانة ما وصفها بتهديدات أردوغان الفظيعة ضد إسـ،ـ.ـرائيل، ويجبروه على إنهاء دعمه لحـ،ـمـ.ـاس، حسب قوله.
وقال مغردون "بكل وقاحة يهدد مجرم الحرب إسرائيل كاتس وزير خارجية الاحتلال الإسرائيلي الرئيس التركي بمصير صدام حسين الذي توعد بحرق نصف إسرائيل وقصف تل أبيب عام 1990".
وهذا الأمر يفضح دور الاحتلال في إسقاط نظام صدام حسين ويثبت "بلطجية الصهاينة"، بحسب تعبير أحدهم!
وأشار آخرون إلى أن وزير خارجية الاحتلال يبدو أنه يتناسى أن تركيا بعكس دولة الاحتلال عضو رئيسي وصاحبة ثاني أكبر قوات مسلحة داخل حلف الناتو بعد أميركا، وأقوى قوات مسلحة في الشرق الأوسط وثامن أقوى قوات مسلحة في العالم.
وسخر آخرون من تهديد وزير الخارجية الإسرائيلي لأن جيش الاحتلال يتلقى ضربات موجعة من المقاومة الفلسطينية في غزة منذ 10 أشهر، رغم أنها تمتلك إمكانات محدودة.
كذلك طالب بعض الناشطين الأتراك الرئيس أردوغان بالبدء بوضع خطة لردع الاحتلال ودعم المقاومة الفلسطينية بشكل فعلي للحد من الجرائم التي ترتكبها إسرائيل بحق أهالي غزة.
في المقابل، طالب مدوّنون إسرائيليون الناتو بإخراج تركيا من الحلف، ومحاسبة الرئيس أردوغان على تصريحاته التي وصفوها بغير المسؤولة.
بينما رأى متابعون إسرائيليون أن رد وزير خارجيتهم بهذه التدوينة وهذا الأسلوب يزيد من عزلة تل أبيب، وأن الدبلوماسية الإسرائيلية في خطر بسبب تهور رأس الهرم فيها.
ولأن تصريحات الرئيس التركي تهمّ أهالي غزة بالمقام الأول، فقد تفاعل معها بعضهم ووصفوها بالتصريحات المهمة في بعدها السياسي، وأنه لو لم تكن كذلك لم يهاجمها الاحتلال بكل قوة، داعين الزعماء في العالم العربي والإسلامي إلى أن ينتقلوا للتفكير بهذه المنهجية، على حد تعبيرهم.
وقال غزيون إن "دورنا ومهمتنا أن نعظم الحلفاء والأنصار حول قضيتنا، ولذلك نهجنا أن نبارك كل فعل وكلمة وموقف، وأن ندعو لتعزيز ذلك والاستمرار به، وتحييد الخصوم ما استطعنا لذلك سبيلا، وفضح الأعداء وكشف المنافقين"، و"هذا منهجي في النشر والمتابعة الإعلامية"، حسب تعبير أحدهم.
في المقابل، رأى بعض المتابعين أن تصريحات الرئيس التركي للاستهلاك الإعلامي، وأن هناك خطوات عملية عليه أن يفعلها ليترجم كلامه إلى واقع، وتتمثل أولا: بطرد السفير الإسرائيلي من أنقرة، وقطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، وثانيا: قطع كل أشكال التبادل التجاري مع الاحتلال، وثالثا: تقديم مساعدات إنسانية عاجلة إلى أهالي غزة.