القدس/ عبد الرؤوف أرناؤوط/ الأناضول
تتوقع إسرائيل ردا إيرانيا في أي لحظة على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية في طهران وتعد لصده برفع حالة الجاهزية العسكرية والصحية والداخلية.
وأعلنت الولايات المتحدة عن مساعدة إسرائيل في صد الهجوم المتوقع رغم الخلافات المزعومة بين الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
والتقديرات في إسرائيل هي أن إيران وحليفها اللبناني "حزب الله" الذي يريد الانتقام لاغتيال القيادي العسكري البارز فيه فؤاد شكر في العاصمة اللبنانية بيروت، سيركزان على المنشآت العسكرية في شمال ووسط إسرائيل.
وفي حين يقدر المسؤولون الإسرائيليون إن التصعيد سيستمر عدة أيام فإن إسرائيل وإيران و"حزب الله" يقولون إنهم غير معنيون بحرب شاملة وإن كانت هذه الإمكانية حاضرة في كل التوقعات التي تخشى من ردود متبادلة.
وتسود التقديرات في إسرائيل إن الهجوم الإيراني سيكون أقوى من الهجوم الذي نفذته طهران في إبريل/ نيسان الماضي ويقول الجيش الإسرائيلي إنه صده بشكل كبير.
- تصعيد يصعب وقفه
وقال المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس" عاموس هارئيل، الاثنين: "لا يتوقع المسؤولون العسكريون أن تتراجع إيران وحزب الله والمنظمات الأخرى في المحور الذي تقوده إيران عن تهديداتها بالانتقام. ويتوقعون أن تحدث الهجمات قريبا، وأن تركز على المنشآت العسكرية والدفاعية في شمال ووسط إسرائيل".
وأضاف أن "التقييم الاستخباراتي الذي يؤكد أن إيران وحزب الله غير مهتمين حالياً بحرب إقليمية شاملة يظل كما قائما، ولكن الخوف هو أن تبادل الضربات بين الجانبين ــ الهجوم الإيراني، والرد الإسرائيلي، والتكرار ــ من شأنه أن يؤدي إلى تصعيد يصعب وقفه".
وتخشى إسرائيل هجوما متعدد الجبهات من إيران ولبنان واليمن والعراق وسوريا.
وقال هارئيل: "في إبريل، امتنع حزب الله عن الانضمام إلى الهجوم الإيراني، ولكن هذه المرة، هدد حزب الله بالمشاركة، كما فعل الحوثيون في اليمن".
وأضاف: "هذا يعني أن إسرائيل تواجه هجمات محتملة من كل الاتجاهات، وبعض النيران قادمة من لبنان، الذي هو ليس قريباً فحسب، بل ويحتوي أيضاً على كمية هائلة من الصواريخ والقذائف والطائرات بدون طيار، بعضها دقيقة. ونتيجة لهذا فإن نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي سيواجه تحدياً أشد صعوبة مما واجهه في أبريل".
وتابع: "رغم التهديدات الصريحة التي أطلقها المتحدثون الرسميون الإسرائيليون، فإن الرد الإسرائيلي سوف يعتمد بوضوح جزئياً على نجاح الهجوم الإيراني. ومن المرجح أن يؤدي الدمار الهائل، وخاصة الخسائر البشرية، إلى رد إسرائيلي قاس".
- هجوم غير متناسب
وفي هذا الصدد قال المحلل العسكري في موقع "واللا" الإخباري، أمير بوخبوط: "التقييم في إسرائيل هو أن الرد المتوقع من إيران مخطط له بالاشتراك مع حزب الله وحماس والحوثيين والميليشيات في العراق وسوريا".
وأضاف: "ومع ذلك، يمكن افتراض أن الإيرانيين سيكونون حذرين من هجوم غير متناسب من شأنه أن يثير ردا قويا من الجيش الإسرائيلي في عمق إيران ولبنان واليمن".
ولفت إلى أنه "تشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن إيران تخطط وتنسق ردها مع باقي أعضاء محورها".
وقال: "تستعد مؤسسة الدفاع لعدد من السيناريوهات المتطرفة، بما في ذلك الهجمات على قواعد الجيش الإسرائيلي على نطاق غير مسبوق من قبل الطائرات بدون طيار والقذائف والصواريخ، والهجمات على أهداف من المنطقة الحدودية إلى حيفا وحتى تل أبيب، وإلحاق الضرر بالبنية التحتية الوطنية".
وأضاف: "لكل سيناريو، لدى الجيش الإسرائيلي رد دفاعي وهجومي، فلدى الجيش أنظمة دفاع نشطة تعد من بين الأفضل في العالم - القبة الحديدية ومقلاع داود وأنظمة سهم 2 و 3".
ولفت إلى أن "قائد القيادة المركزية للقيادة المركزية الأمريكية الجنرال مايكل كوريلا يصل إلى إسرائيل الاثنين للتنسيق النهائي ودراسة إمكانيات الرد على هجوم محور إيران على الجبهة الداخلية الإسرائيلية، على غرار الهجوم الليلي لإيران في أبريل من هذا العام".
وقال: "في تلك الليلة، عملت قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة والجيش الإسرائيلي معا لصد الهجوم قبل وصوله إلى المجال الجوي الإسرائيلي".
وبدعم أمريكي، تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر الماضي حربًا على قطاع غزة، أسفرت عن أكثر من 130 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وأكثر من 10 آلاف مفقود.
وللمطالبة بإنهاء هذه الحرب، تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، أبرزها "حزب الله"، مع الجيش الإسرائيلي منذ 8 أكتوبر قصفا يوميا، خلفّ مئات القتلى والجرحى معظمهم بالجانب اللبناني.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.