"النجباء" العراقية تعلن عزمها على المشاركة في الرد على اغتيال هنية
قالت حركة "النجباء"، أبرز الفصائل العراقية المسلحة الحليفة لإيران، إنها ستشارك في الرد العسكري المرتقب على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية والقيادي البارز في حزب الله فؤاد شكر.
تأكيدات جماعة النجباء التي جاءت على لسان رئيس مجلسها السياسي علي الأسدي تتزامن مع تأهب عراقي أمني بمحيط عدة منشآت عسكرية تضم أنشطة لقوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة، أبرزها قاعدة عين الأسد في الأنبار ومعسكر فيكتوري الملاصق لمطار بغداد الدولي، غربي العاصمة العراقية، إلى جانب مبنى السفارة الأميركية بالمنطقة الخضراء وقاعدة حرير الجوية الواقعة في أربيل، مركز إقليم كردستان، وذلك تحسباً لهجمات بطائرات مسيرة أو صواريخ.
وفي مقابلة هي الأولى من نوعها منذ عودة التصعيد العسكري بين واشنطن والفصائل العراقية، قال الأسدي لقناة محلية إن الحكومة العراقية لن تتمكن من الوصول إلى حل يُمكّن من إخراج القوات الأجنبية "لأن تلك القوات تتعامل مع العراق بعقلية المحتل"، مضيفا أن "العدو الحقيقي هو أميركا وإسرائيل، ومشكلة الحكومة العراقية هي أن كل جهة تتحدث حسب موقفها، فالخارجية تعتبر أميركا صديقا، بينما الشعب يعتبرها عدوا، والقائد العام (القائد العام للقوات المسلحة، رئيس الوزراء محمد شياع السوداني)، يدين الاعتداء على السيادة العراقية، على عكس وزير الخارجية الذي هو أميركي الهوى"، وفقا لقوله.
وأكد الأسدي أن "المقاومة (الفصائل العراقية) ستشارك في الرد على اغتيال إسماعيل هنية والشهيد شكر، كونها ضمن محور المقاومة في المنطقة"، وبين أن "العراق يحاول ألا يكون ساحة معركة، ولكن العدو يريد أن يفرض ذلك عليه"، وقال: "من ضرب قاعدة عين الأسد (الهجوم الأخير في الخامس من الشهر الحالي)، هي المقاومة، والجهة المقاومة لم تعلن عن نفسها تحت عنوان التكتيك العسكري بحسب معطيات الأوضاع في المنطقة"، مضيفا: "لا تحتاج المقاومة إلى إثبات نفسها بضرب القاعدة.. يتم التوسل إليها الآن من أجل عدم الرد على اعتداءات القوات الأميركية على مواقع المقاومة في جرف النصر وغيرها من مواقع"، واعتبر أن "القواعد الأميركية في الشرق الأوسط موجودة لحماية إسرائيل، ولكن تحت عناوين مختلفة"، لافتا إلى أن "المعركة القائمة بين فصائل المقاومة والقوات المحتلة مستمرة ضمن تكتيك الحرب، وتتوقف وتستمر حسب معطيات المعركة".
وقال الأسدي إن "إيران دولة لديها سياسة للرد عن طريق ضربة مدروسة ومؤثرة وبحسب خطة غير متوقعة من الجانب الآخر، والرد الإيراني سيكون على قدر الاعتداء، لأنه وقع في أراضيها، ولذلك فإنها سترد بالطريقة نفسها وعلى الأماكن نفسها".
وحول مصير الوجود الأميركي في العراق، أوضح الأسدي أن "البيان الحكومي أكد على الحوار مع الجانب الأميركي من أجل الخروج من العراق، ولكن البيان الأميركي جاء على عكس ذلك، ما يؤكد رؤية الفصائل المقاومة بأن الحكومة لن تصل إلى حل يخرج تلك القوات، لأن الطرف الآخر لا يتعامل معك بندية، وإنما بعقلية المحتل"، مضيفا أن "الحكومة محرجة من العدو الذي لا يلتزم بالاتفاقات، لأنها غير قادرة على فرض شيء على الطرف الآخر".
وشدد على أن "هناك مهلة للحكومة من أجل إخراج القوات الأجنبية ووقف العمليات ضد القوات الأجنبية"، موضحا أن "هناك اتفاقا إذا عاد الاعتداء ستعود العمليات، ولقد عادت بعد عدوان القوات الأجنبية، وذلك ما أنهى الهدنة فعليا"، واعتبر أن "الضربات الإسرائيلية في المنطقة تقصد الانفراد بفلسطين والمقاومة فيها، وإبعاد المقاومة في المنطقة عن إسنادها". وأضاف: "لكنهم لن يستطيعوا أن يحققوا هذا الهدف على الرغم من القوة المفرطة ضد الفلسطينيين في غزة".
في السياق ذاته، قال المتحدث باسم قيادة العمليات العراقية المشتركة، اللواء تحسين الخفاجي، إن بلاده "لن تسمح بأن تتحول الأراضي العراقية ساحة لأي صراع دولي أو إقليمي"، في رد اعتبر موجها لحركة "النجباء". وقال الخفاجي في تصريحات للصحافيين، إنه "حسب توجيهات القائد العام للقوات المسلحة محمد شياع السوداني، فإن العراق لا يمكن أن يسمح لنفسه بأن يكون ساحة لتصفية الحسابات ولا يقبل الاعتداء عليه من الداخل ولا من الخارج". وأضاف أن "الموقف العراقي واضح، وهو منع استخدامه ساحة لأي صراع إقليمي ودولي بأي شكل من الأشكال، كما أنه لن يكون منطلقًا للاعتداء على الآخرين".
وتأتي تطورات الموقف العراقي مع استمرار حالة الترقب في البلاد لرد عسكري توعدت به فصائل مسلحة حليفة لإيران على القصف الأميركي الذي استهدف مدينة جرف الصخر في الثلاثين من يوليو/تموز الفائت، وأسفر عن مقتل وإصابة ما لا يقل عن عشرة عناصر من جماعة "كتائب حزب الله" العراقية، في هجوم قالت واشنطن إنه "عمل استباقي"، ردا على تخطيط الجماعة لشن عمليات عدائية ضد قواتها.