الإفراج عن الضابط المتهم بمجزرة الزيتون في الناصرية يُغضب العراقيين

العربي الجديد

الإفراج عن الضابط المتهم بمجزرة الزيتون في الناصرية يُغضب العراقيين

  • منذ 3 شهر
  • العراق في العالم
حجم الخط:

أفرجت السلطات القضائية في العراق، اليوم الأربعاء، عن الضابط في قوات صنف التدخل السريع عمر نزار، بعد صدور حكم سابق بحقه بالسجن المؤبد عن مجزرة جسر الزيتون في الناصرية التي ذهب ضحيتها العشرات من المتظاهرين في محافظة ذي قار، جنوبي البلاد، عام 2019، رغم اعترافه بارتكاب الجرائم.

وأظهرت وثيقة نشرتها السلطة القضائية، اليوم الأربعاء، توجيه رئيس محكمة التمييز القاضي فائق زيدان، بغلق التحقيق ونقض كافة القرارات الصادرة في الدعوى وإلغاء التهمة الموجهة ضد الضابط والإفراج عنه. وجاء القرار بحسب الوثيقة، لعدم كفاية الأدلة المتحصلة وإخلاء سبيله عن هذه القضية وإشعار إدارة السجن بذلك، وصدر القرار استناداً لأحكام قانون أصول المحاكمات الجزائية.

وكان القضاء العراقي قد أصدر حكماً في يونيو/ حزيران 2023، بالمؤبد بحق الضابط برتبة مقدم عمر نزار على خلفية مجزرة الزيتون، التي ذهب ضحيتها عشرات المحتجين في ذي قار إبان احتجاجات "تشرين" التي اجتاحت وسط وجنوبي العراق في أكتوبر/ تشرين الأول 2019.

ولقي الخبر موجة استياء من الأوساط المدنية، لا سيما أن وثيقة الإفراج عن عمر نزار حملت توقيع رئيس مجلس القضاء الأعلى بصفته رئيس محكمة التمييز، فائق زيدان.

وحتى الساعة لم يعلق القضاء العراقي، أو السلطات الحكومية على قرار الإفراج عن الضابط المتهم، الذي جاء من خلال وثيقة سربتها وسائل إعلام محلية عراقية.

وندد ذوو ضحايا الاحتجاجات بالقرار، معتبرين إياه "غير سليم"، مع وجود عشرات الأدلة التي تدير عمر نزار في قتل المتظاهرين، والانتهاكات التي ارتكبها ضد المدنيين في مناطق شمال وغرب العراق، خلال فترة الحرب على تنظيم "داعش" (2014ـ2017).

الناشط المدني وأحد منسقي تظاهرات مدينة الناصرية، مركز محافظة ذي قار، علي الغزي، علق على خبر الإفراج عن نزار بالقول إن الأخير "متهم بارتكاب عشرات الجرائم، بدأت خلال العمليات العسكرية التي قادتها القوات العراقية ضد تنظيم داعش، وقد انتهك أعراض المدنيين وقتل منهم أعداداً كبيرة، وقد ظهر ذلك في تسجيلات صوتية ومقاطع فيديوية"، موضحاً أن "مجزرة الزيتون واحدة من المجازر التي ارتكبها هذا الضابط".

وأضاف الغزي لـ"العربي الجديد"، أن "الإفراج عنه بسبب عدم كفاية الأدلة، يشرح المهزلة التي يعيشها العراق في ظل التسلط الحزبي والسياسي، بالتالي لا يمكن القبول بهذا القرار".

ومجزرة الزيتون، هي اعتداءات مسلّحة على متظاهرين من قبل الأمن وقعت بالقرب من جسر الزيتون في مدينة الناصرية (جنوباً) يومي 28 و30 نوفمبر/تشرين الثاني 2019، عقب يوم واحد من حادثة حرق القنصلية الإيرانية في النجف، وذهب ضحية هذه المجزرة زهاء 70 قتيلاً وأكثر من 225 جريحا يوم 28 نوفمبر/تشرين الثاني، بينما قتل 15 متظاهرا وجرح 157 آخرون في 30 نوفمبر/تشرين الثاني.

وأدت المجزرة إلى إقالة الفريق جميل الشمري من رئاسة خلية الأزمة المكلفة بمعالجة الأوضاع في المحافظات الجنوبية، الذي اعترف بنفسه عبر برنامج متلفز بأن الضابط عمر نزار هو الذي أمر جنوده بفتح الرصاص على الشباب المحتجين. عقب ذلك، قُدمت حوالي 95 عائلة شكاوى ضد الضابط بتهمة "تورطه بقتل المتظاهرين على جسر الزيتون"، وقد تم الاستماع لمائة شاهد.

وربط العراقيون حادثة الإفراج عن عمر نزار، بالإفراج عن قاتل الخبير الأمني هشام الهاشمي، وهو ضابط أيضاً واسمه "أحمد الكناني"، الذي أفرج عنه في وقتٍ سابق، لعدم كفاية الأدلة، بالإضافة إلى نور زهير المتهم الأول بسرقة الأمانات الضريبية، أو تُعرف في العراق بـ"سرقة القرن"، والتي تقدر بملياري دولار أميركي ونصف.

في السياق، كتب الكاتب العراقي علي الغرباوي، على منصة "إكس": "إطلاق سراح أحمد حمداوي قاتل هشام الهاشمي، إطلاق سراح بهاء عبد الحسين مختلس أموال تقاعد العراقيين، إطلاق سراح عمر نزار مرتكب جريمة مجزرة جسر الزيتون في الناصرية".

أما حسن الخفاجي، فقد أعاد نشر مقاطع تثبت تورط عمر نزار في جرائم عدة، من بينها "مجزرة الزيتون"، قائلا: "لعدم كفاية الأدلة، مجزرة الزيتون بالناصرية، المقدم عمر نزار الآن بريء من التهم الموجهة إليه، 50 شهيدا باعتراف الفريق الركن جميل الشمري، سقطوا شهداء خلال عشرين يوم بالناصرية، لا يوجد هناك #طرف_ثالث، من قتل المتظاهرين هم القوات الأمنية العراقية، وأخيراً نقول، شكرا للقضاء العراقي".


مع العلم أن التحقيقات بشأن جرائم الضابط عمر نزار شملت إفادة المصور الصحافي علي أركادي، الذي كان قد رافق عمليات تحرير الموصل، ووثق بعضاً من "انتهاكات الضابط عمر نزار ورفاقه" في عام 2017. وأشار التحقيق، إلى أن "نزار كان يقود مجموعة من أربعة جنود ترتكب عمليات الاغتصاب والتعذيب". وبيَّن أركادي، أن "نزار كان يفتخر بما ارتكبه من أخطاء في عمليات التحرير، ويرفض الاعتذار".



عرض مصدر الخبر



تطبيق موسوعة الرافدين




>