وأضاف في تصريحات لـ"سبوتنيك" أن "جولة الدوحة من المباحثات كانت بحسب خطة الوسطاء استطلاعية، للتعرف على آراء المطالب المتحاربة بشكل منفصل، وأخذها بعين الاعتبار، فيما تعمل الجولات التالية على بحث كل بند ومطلب منها".
ويعتقد شعث أن "الجولة الأولى لم تفشل، بل نجح الوسطاء في تحقيق بعض النتائج المحدودة التي يمكن البناء عليها في الجولات القادمة التي ستجري في القاهرة، إذ حددت جولة الدوحة سقف المطالب لكل طرف وشروطها، مع الأخذ بعين الاعتبار أن "حماس" تعاونت مع الوسطاء، وأبدت مرونة كبيرة تماشيا مع
المبادرة التي طرحها الرئيس الأمريكي، جو بايدن، وصدر عنها قرار من مجلس الأمن الدولي".
وقال إن "الضغط الآن يجب أن يكون على حكومة نتنياهو، التي عادت بمطالب جديدة تماما عما تم التوافق عليه في شهر يوليو/ تموز الماضي، والتي كانت تجري بشأن الورقة الأمريكية، فالمشكلة ليست في الفصائل، وإنما في الشروط الجديدة التي جاء نتنياهو بها للمفاوضات".
وأشار شعث إلى أن "الشروط والعقبات والعراقيل التي يضعها نتنياهو تهدف إلى إفشال المفاوضات ووقف الحرب على قطاع غزة، لكن الوسطاء سيتعاملون مع كل هذه النقاط بندا بندا، وصولا إلى الاتفاق عليها جميعها، ووضع صياغات كاملة لإنهاء الحرب"، معتبرا أن "هذا الأمر لا يحتمل المساومة والتسويف، لأن إفشال المفاوضات يعني إغراق المنطقة في دوامة الحرب والدم والدمار".
وأكد أن "أمريكا معنية بوقف الحرب في غزة، بهدف إطفاء كل محاولات إشعال النار في المنطقة، خدمة لمصالحها، لا سيما المتعلقة بالانتخابات التي اقتربت كثيرا، وهناك اهتمام عالمي شعبي، وتريد الإدارة الحالية الديمقراطية أن تدخل الانتخابات قبل نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، وهي تملك ورقة وقف الحرب والضغط على نتنياهو، وهذا يعني أنها تريد كسب الأصوات العربية والإسلامية، وكل القوى وأنصار وقف الحرب والسلام في أمريكا، الذين لا يريدون استمرار الحرب، وهذا يعني بشكل أو بآخر أن أمريكا عليها ممارسة المزيد من الضغط على نتنياهو وحكومته".
ويعتقد أسامة شعث أن "فشل المفاوضات يعني انزلاق المنطقة إلى دوامة الحرب الإقليمية التي قد تشتعل من الجانب اللبناني، أو الإيراني، أو غيرها، ما يعرّض المصالح الأمريكية بشكل مباشر إلى الخطر، وخاصة القواعد في المنطقة العربية بسوريا والعراق أو الخليج، بالتالي قد تشتعل المنطقة وأمريكا لا تريد ذلك".
وتابع: "كما أن هناك متغيرات دولية ومخاطر كبيرة من اندلاع أي حرب في الإقليم، خاصة أن مصالح واشنطن لا تتوقف على القواعد العسكرية، بل هناك أخرى اقتصادية وتجارية كبيرة جدا في المنطقة، موضوع الاستيراد والتصدير، وعمليات التجارة والنقل البحري، كل ذلك يتوقف على استقرار المنطقة، ما يدفع أمريكا بعدم السماح باشتعال الحرب في المنطقة".
وبيّن أن "نجاح هذه المفاوضات تتوقف على ضغط واشنطن وإدارة بايدن على نتنياهو، وممارسة كل ما يمكنها واستغلال جميع نفوذها لإجبار نتنياهو على القبول بالصفقة وتمرير صفقة تبادل المحتجزين ووقف الحرب".
وجرت يومي الخميس والجمعة الماضيين،
مفاوضات بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة، في العاصمة القطرية الدوحة، بمشاركة قطر ومصر وأمريكا وإسرائيل، فيما رفضت قيادة حركة "حماس" المشاركة في المفاوضات بسبب عدم توفر تفاصيل بشأن شروط التهدئة.
وأشار بيان مشترك لأمريكا وقطر ومصر، نشره مكتب الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، إلى أن "الوسطاء قدموا مقترحا لوقف إطلاق النار لإسرائيل وحركة "حماس" الفلسطينية، من شأنه أن يؤدي إلى تقليص الخلافات بين الطرفين".
وأعلن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، أمس الجمعة، أن الاتفاق على وقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل المحتجزين "أقرب من أي وقت مضى"، لكن لم يتم التوصل إلى اتفاق نهائي بعد.
وقال بايدن للصحفيين، معلقا على التقدم المحرز في محادثات الدوحة: "أحد أسباب تأخري هو أنني كنت أتعامل مع جهود وقف إطلاق النار في الشرق الأوسط،
نحن قريبون (إلى التوصل إلى اتفاق) من أي وقت مضى، لكننا لم نتوصل إلى اتفاق بعد".
وفي وقت سابق، أكدت قطر ومصر وأمريكا، أن كبار المسؤولين من حكوماتها سيجتمعون مرة أخرى في العاصمة المصرية القاهرة بشأن وقف النار في قطاع غزة، قبل نهاية الأسبوع المقبل، معربة عن أمل التوصل لاتفاق وفق الشروط الحالية المطروحة.
ولا تزال العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة مستمرة، منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، حينما أعلنت حركة حماس، التي تسيطر على القطاع، بدء عملية "طوفان الأقصى"، وأطلقت آلاف الصواريخ من غزة على إسرائيل، واقتحمت قواتها بلدات إسرائيلية متاخمة للقطاع، ما تسبب بمقتل نحو 1200 إسرائيلي غالبيتهم من المستوطنين، علاوة على أسر نحو 250 آخرين.
وبلغ عدد القتلى الفلسطينيين، جراء الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر الماضي، أكثر من 40 ألف شخص، وفقا لوزارة الصحة في القطاع.