أبعاد معركة ملاذكرد: تفاصيل الانتصار والتحولات الجغرافية والسياسية

ترك برس

أبعاد معركة ملاذكرد: تفاصيل الانتصار والتحولات الجغرافية والسياسية

  • منذ 3 شهر
  • العراق في العالم
حجم الخط:
ترك برس
تناول مقال تحليلي للسياسي والبرلماني التركي السابق آيدن أونال، معركة الانتصار الذي حققه المسلمون في معركة ملاذكرد وأهميته في التاريخ التركي والإسلامي، بمناسبة حلول الذكرى السنوية الـ 953 للمعركة.
وقال أونال في مقاله بصحيفة يني شفق إن تركيا ستحتفل يوم الاثنين الموافق 26 أغسطس/ آب 2024 بالذكرى الـ 953 للانتصار في ملاذكرد (1071) التي تعرض بأنها "النصر الذي فتح أبواب الأناضول للأتراك".
ورأى أن هذا التعريف "مختصر للغاية ولا يعكس الأهمية الحقيقية لهذا الحدث التاريخي؛ فعند النظر بشكل سطحي حتى إلى تفاصيل المعركة، نجد أنها تحتوي على دروس مهمة وعبر قيّمة تتعلق بجغرافيتنا وتاريخنا".
وذكر أنه في عام 2020، نشر الأستاذ الدكتور عبد الله كيران من جامعة ألب أرسلان في "موش"، مقالا أكاديميا شاملا في مجلة "أنيمون" للعلوم الاجتماعية التابعة للجامعة بعنوان "معركة ملاذكرد، السلطان ألب أرسلان وديوجين". تناول فيه انتصار عام 1071 بشكل موسع.
وقد استند كيران في دراسته إلى أعمال مؤرخين عاشوا في فترة قريبة من معركة ملاذكرد مثل ابن الجوزي وابن الأثير وكريم الدين محمود الأكسراوي، وميتيوس الأورفوي، وكذلك مذكرات بعض المشاركين في الحرب من الجانب الروماني مثل"بسيلوس".
واستعرض أونال بعض النقاط من مقال كيران ومن قسم "النتائج"، على النحو التالي:
ــ لم يبدأ انتشار الأتراك في الأناضول عقب معركة ملاذكرد، بل سبقها دخول الأتراك إلى المنطقة بوقت طويل.
ــ لم يكن الأتراك يشكلون الأغلبية في جيش ألب أرسلان. حيث كان يقدر عدد الجيش بـ 15 ألف مقاتل، منهم 4 آلاف من المماليك، وقسم كبير من الأكراد. كما كان هناك أيضًا في الجيش عرب، وجورجيون وأرمن اعتنقوا الإسلام.
ــ يشير مؤرخو تلك الفترة أن عدد جيش "ديوجين" كان يفوق جيش ألب أرسلان بحوالي 20 أو 30 ضعفًا. وكان في جيش ديوجين حوالي 15 ألف تركي من "الأوغوز" و"الكيبتشاك" و"البيشنك" الذين كانوا يقاتلون كمرتزقة. ولم ينضم سوى جزء صغير منهم إلى الجيش السلجوقي أثناء المعركة بعد مفاوضات.
ــ رغم أن النصر تحقق يوم الجمعة 26 أغسطس، إلا أن الجيش السلجوقي أنهك جيش ديوجين مسبقًا باستخدام تكتيك الكر والفر.
ــ كان عدد كان جيش ديوجين يفوق جيش ألب أرسلان بشكل كبير، وكان قد خطط لمواجهة ألب أرسلان في "أخلاط" لكنه تعرض للخيانة، ولم يشارك سوى جزء من جيشه في معركة ملاذكرد، مما أدى إلى هزيمته.
ــ يُعتقد أن الغنائم التي تم الحصول عليها بعد النصر، ساهمت في إثراء ملاذكرد وأخلاط.
ــ كان السلاجقة بقيادة السلطان ألب أرسلان تابعين للخليفة الإسلامي في بغداد " القائم بأمر الله" وعندما وصل خبر النصر إلى بغداد، زُينت المدينة، وأقيمت الصلوات في المساجد، واحتفلت المدينة بالنصر. وأرسل الخليفة القائم بأمر الله خطاباً إلى السلطان ألب أرسلان جاء فيه " الولد السيد الأجل المؤيد المنصور المظفر السلطان الأعظم ملك العرب والعجم وسيد ملوك الأمم ضياء الدين غياث المسلمين ظهير الإمام كهف الأنام عضد الدولة القاهرة تاج الملة الباهرة سلطان ديار المسلمين برهان أمير المؤمنين."
ــ تؤكد المصادر الرومانية أيضًا أن السلطان ألب أرسلان تعامل برحمة مع الإمبراطور الأسير.
ــ في عام 1025، وصلت قوة الإمبراطورية البيزنطية الشرقية إلى ذروتها، ولكنها بلغت نقطة الانهيار خلال أقل من خمسين عامًا فقط بعد معركة ملاذكرد في عام 1071.
ــ لم يفتح انتصار معركة ملاذكرد أبواب الأناضول أمام الأتراك، بل أزال عائقًا فقط. فقد بدأ الأتراك بالفعل في الانتشار بالأناضول منذ عام 1021-22 بعد سقوط المملكة الأرمنية. أما انتصار 1071 فقد سرع وتيرة هذا الانتشار.
هناك نقطتان لفتتا انتباهي في المقال؛ الأولى: أشار الأستاذ الدكتور عبد الله قيران إلى أن كلمة "بيزنطي" استخدمت لأول مرة في عام 1557، وأنه لم يكن هناك مثل هذا المفهوم أثناء معركة ملاذكرد. الثانية: إن لقب "تاركان" الذي ورد في المصادر الغربية، كان يستخدم للإشارة إلى الأتراك الذين كانوا يخدمون في الجيش الروماني، وكان الشخص الحائز على هذا اللقب معفيًا من الضرائب وغير ملزم بتقديم جزء من الغنائم للحاكم. و"تاركان" الذي كان يخدم في جيش الرومان تحت قيادة ديوجين، كان تركيًا من الأوغوز برتبة "ماجيستروس" أي جنرال.
لفهم الماضي والحاضر وبناء المستقبل، يجب علينا وضع نصرنا الكبير في ملاذكرد في سياقه الصحيح. فبالرغم من كون الدولة السلجوقية دولة تركية وألب أرسلان سلطانًا تركيًا، إلا أن معركة مالتيغيرد لم تكن انتصارًا للأتراك وحدهم، فلم يكن الكرد والعرب مجبرين على القتال. إنها بوضوح، معركة بين المسلمين وغير المسلمين، فهي نصر مشترك للمسلمين.
إن معركة ملاذكرد هي مفتاح البداية لفهم تاريخنا وجغرافيتنا. وإذا أخطأنا في فهم بداياتنا، فسنخطئ في فهم تاريخنا وجغرافيتنا. وبالتالي سيصبح التاريخ أداة لإثارة الفتن التي يراد زرعها بين المسلمين.


عرض مصدر الخبر



تطبيق موسوعة الرافدين




>